حكم قص الشعر والاظافر للمضحي للنساء

حكم قص الشعر والاظافر للمضحي للنساء
حكم قص الشعر والاظافر للمضحي للنساء

حكم قص الشعر والاظافر للمضحي للنساء، إن في الأضحية شكرًا لله على نعمائه من مال وحياة واستحضارًا لما حصل لسيدنا إبراهيم عليه السلام حينما اأمره الله عز وجل بذبح ابنه إسماعيل فامتثل لأمره وهمَّ بذبحه ولكن أتت فدواه بالذبح العظيم من السماء، ولذلك سيسلط موقع تصفح الضور على حكم الأخذ من الشعر والأظافر شيئًا لمن أراد الأضحية من النساء أو الرجال، وسوف نعرف هل يجوز للمرأة قص اظافرها في العشر من ذي الحجة وحكم حلق الشعر وتقليم الأظافر لمن أراد التضحية وسوف نعرف هل يجوز لزوجة المضحي قص الشعر والأظافر وغير ذلك.

حكم قص الشعر والاظافر للمضحي للنساء

إن حكم قص الشعر والأظافر لمن أرادت أن تضحي من النساء هو ذاته للرجال فمنهم من قال بحرمانيته ومنهم من قال بكراهته وفي كلا الحالين فإنه ممنوع على من أراد الأضحية أن يأخذ شيئًا من شعره وبشرته وأظافره لما ورد في الحديث النبوي الشريق عن سيد الخلق وحبيب الحق محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إذا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الحِجَّةِ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عن شَعْرِهِ وأَظْفارِهِ.” [1] ، وفي رواية أخرى عن شعره وبشره، ولا بد التنويه أن الأضحية من الأمور التي شرعها الله عز وجل لعباده تقرُّبًا وهي ما يتم ذبحه من بهيمة الأنعام غنم أو بقر أو إبل وذلك من اليوم العاشر من ذي الحجة المعروف بيوم النحر وهو يوم وقفة الحجيج على جبل عرفات وذلك من بعد صلاة العيد إلى ثالث يوم من أيام التشريق قبل غروب شمسها، وتبدأ النية لمن أراد أن يضحي من دخول شهر ذي الحجة وإن لم يكن قد اشتراها بعد فيمسك عن قص شعره وأظافره وبشره، والمقصود بالأخذ من الشعر أن لا تقص شعرها ولا تمشطه حتى لا يسقط منه شعرًا وهذا ما أجاب به الشيخ ابن باز حينما سئل عن المرأة التي أرادت أن تضحي عنها وعن أهل بيتها ما تصنع بشعرها فأجاب: “يجوز لها أن تنقض شعرها وتغسله، لكن لا تكده، وما سقط من الشعر عند نقضه وغسله فلا يضر”، ولا بد من التنويه أن المقصود بالشعر ليس شعر الرأس فقط وإنما شعر الرأس والشارب والإبط والعانة والجسم بأكمله سواء كان ذلك بقص أو نتف أو تقصير، وكذلك فإن المقصود بقص الأظافر ليس فقط تقليمها وإنما بردها أو أي شيء آخر يخصها ويصب في هذا ذاته، ولا تأخذ من بشرتها ولا جسمها شيئًا، وعلى من أرادت أن تضحي أن تلتزم بهذه الضوابط والآداب التي سنّها التسريع الإسلامي على من أراد الأضحية ولتنوها تقربًا وتسليمًا وإنابة لله عز وجل. والله ورسوله أعلم. [2]

صحة حديث عدم قص الشعر والاظافر للمضحي

إنَّ الحديث الذي ورد في النهي عن قص الشعر والأظافر وهو حديث صحيح، حيث ورد في صحيح مسلم، كما ورد في سنن أبي داود، كما أورده ابن القيم أيضًا في كتاب تهذيب السنن وغيرها من كتب الحديث، كما صححه الألباني، وهو الحديث الذي ورد عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”،[1] وقد وردت بأكثر من صيغة كما في قوله عليه الصلاة والسلام: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”،[1] ولذلك فهو حديث صحيح.[2]

حكم قص الشعر والأظافر للمضحي الرجل

لا يجوز قص الشعر والأظافر للمضحي رجلًا كان أو أنثى بعد رؤية هلال ذي الحجة  وقد اختلف أهل العلم في حكم حلق الشعر والأظافر فمنهم من جعله محرّمًا تحريمًا كاملًا وهذا رأي الحنابلة ووجه للشافعية وابن حزم وابن القيم وابن عثيمين وقال ابن عثيمين رحمه الله: “الذي يظهَرُ أنَّ التحريمَ أقرَبُ؛ لأنَّه الأصلُ في النَّهْيِ لا سيما فيما يظهَرُ فيه التعبُّدُ، ولأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكَّدَ النَّهيَ بقولِه: «فلا يَأْخُذَنَّ»، والنونُ هذه للتوكيدِ”، ومنهم من جعله مكروهًا كالمالكية والشافعية وقول للحنابلة وفي كلا الحالين الأفضل والأحوط على المضحي أن يمتنع عن الحلق والتقليم ولا يأخذ من بشره شيء أيضًا ، ويشمل الشعر الذي يتوجب عليه عدم قصه أو حلقه أو تقصيره كامل جسده من رأس وإبط وعانة وكامل الجسد نتفًا أو حلقًا أو قصًّا، وينبغي ألا يقلِّم أظافره أو يبردهم، ولا يقطع جلد من رجله أو يده أو من أي مكان من بشرته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ.” [3] ، والله ورسوله أعلم. [4]

الحكمة من تحريم قص الأظافر والشعر للمضحي

ما أمر الله عباده بأمر ولا نهاهم عن آخر إلا لحكمة بالغة جدًا يعلمها علام الغيوب سبحانه وقد يظهرهذه الحكمة وقد يخفيهاوفي كلا الحالين على العبد أن يمتثل لأمر مولاه عز وجل ويجتنب ما نهاه ويسلم لأمره مقرًّا له بالعبودية متيقنًا بأن الخير كله فيما يريده مولاه عز وجل، وليس على العبد معرفة الحكمة لينال الأجر، فإنما أجره سيناله جزاء لعمله ولطاعة مولاه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه ومسَلِّمًا مستسلمًا لإرادة خالقه وصانعه، قال تعالى عَزَّ من قائل: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [5] وليست الأضحية إلا لمغفرة الذنوب ورفعة الدرجات وزيادة القرب من الله عز وجل ولعتق الرقاب من النار، وقد اجتهد العلماء في معرفة الحكمة من عدم قص الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية فمنهم من ذهب إلى تفسير ذلك بأنه لكي يتشبه بالمحرم الحاج، ومنهم من فسرها بأن يبقى المضحي بكامل جسده حتى يعتق كامل جسده من النار ما أمكن فكل جزء من الأضحية فدوى لجزء من صاحب الأضحية ونهي عن إزالة الشعر والبشر لئلا يفقد من ذلك قسم منه عند تنزل الرحمة وفيضان النور الإلهي لتتم له الفضائل، وينزه عن النقائص والرذائل. والله أعلى وأعلم. [6]

ما حكم قص الشعر والأظافر ناسيا للمضحي

إن حكم الأخذ من الشعر والأظافر والبشرة شرعًا لا يجوز فقد نهى النبي عن ذلك -عليه الصلاة والسلام- فلا يأخذ منهم شيئًا مذ رؤية هلال شهر ذي الحجة وحتى القيام بذبح الأضحية، أمّا حكم قص الشعر والأظافر ناسيًا للمضحي ذكرًا كان أو أنثى ليس عليه شيء لكونه ليس متعمّدًا فقد فعل ذلك لنسيان أو جهل منه بحكم القص للشعر والأظافر وذلك لأن الله عز وجل قد أسقط عن أمة سيدنا محمد عليع الصلاة والسلام الجهل والنسيان والخطًأ سهوًا وأضحيته صحيحة ومقبولة بإذن الله تعالى، فإن تعمّد ذلك فقد خالف النبي ورب العزة عز وجل في أمرهما بعدم القص وعليه التوبة والإنابة والرجوع إلى الله عز وجل بعدم العودة إلى فعل ما نهاه، والله ورسوله أعلم. [7]

حكم حلق الذقن للمضحي

إن الحكم الشرعي بعدم قص الشعر والأظافر للمضحي شاملة جميع شعر جسمه وليس الرأس فقط وإن الذقن من الأمور التي لا يجوز حلقها لمن أراد أن يضحي من دخول شهر ذي الحجة إلى أن يذبح الأضحية وبعدها له أن يقص ويحلق ما يشاء، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بطلق اللحية وإعفائها بشكل عام حتى لا يتم التشبه بالمشركين، ولكن من يقصها ليس عليه كفارة وأضحيته صحيحة ولكن كل ما عليه التوبة والإنابة إلى الله عز وجل والإكثار من الاستغفار والاقلاع عن حلق ذقنه قبل الأضحية، حتى ينال كامل الأجر بالتزامه بأوامر الله وسنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام. والله ورسوله أعلم. [8]

ما أقوال العلماء في أخذ الشعر للمضحي

تباينت أقوال العلماء في حكم الاحد من الشعر للمضحي من الرجال والنساء، ومن بعض ما ورد عن العلماء ما يأتي: [9]

  • قول ابن قدامة في المغني: “ومن أراد أن يضحي فدخل العشر فلا يأخذ من شعره ولا بشرته شيئا، ظاهر هذا تحريم قص الشعر وهو قول بعض أصحابنا، وحكاه ابن المنذر عن أحمد وإسحاق وسعيد بن المسيب. وقال القاضي وجماعة من أصحابنا هو مكروه غير محرم وبه قال مالك والشافعي”.

  • قول الإمام النووي في المجموع: “مذهبنا أن إزالة الشعر والظفر في العشر لمن أراد التضحية مكروه كراهة تنزيه حتى يضحي، وقال مالك وأبو حنيفة لا يكره، وقال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود يحرم، وعن مالك أنه يكره، وحكي عنه الدارمي يحرم في التطوع، ولا يحرم في الواجب، واحتج القائلون بالتحريم بحديث أم سلمة، واحتج الشافعي والأصحاب عليهم بحديث عائشة”.

وقت الامتناع عن أخذ الشعر والأظافر للمضحي

إن وقت الامتناع عن أخذ الشعر والأظافر للمضحي هو من لحظة دخول شهر ذي الحجة برؤية هلال هذا الشهر المبارك إن كان ناويًا لأن يضحي وإن لم يكن ناويًا من بدايته ونوى بعد ذلك فمن لحظة نيته بعد دخول شهر ذي الحجة و حتى إن لم يكن قد جاء بالأضحية بعد، إلى أن يقوم بذبح الاضحية الذي يستمر ميقات ذبحها من بعد صلاة العيد في يوم النحر أي يوم عرفة أول أيام عيد الأضحى المبارك إلى ثالث يوم من أيام التشريق قبل غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق أي آخر أيام عيد الأضحى المبارك الذي يستمر لمدة أربع أيام يوم النحر وأيام التشريق الثلاث، وبعد الذبح له أن يأخذ من شعره وأظافره وبشره ما شاء وفي أي وقت شاء. والله ورسوله أعلم. [10]

الشروط الواجب توفرها في المضحي للنساء

من الشروط التي يجب توفرها في المضحي للنساء والرجال في آن واحد، سنفصلها في النقاط الآتية: [11]

  • أن تكون المرأة مسلمة فلا تقبل الأضحية من مشركة أو كافرة بالله تعالى.
  • النية وهي أهم ما في الأعمال فإنما الأعمال بالنيات ولا تصح الاضحية بغير نية فقد يكون الذبح لغير الأضحية.
  • أن تكون المرأة حرة فليس على الأَمَةِ أضحية.
  • أن تكون المرأة بالغة عاقلة، فلا تجب الأضحية على الصغيرة ولا على المجنونة، وفيه اختلاف للعلماء فمنهم من قال باستحباب الأضحية من مال الصغيرة إن كانت موسرةً.
  • أن تكون المرأة قادرة ماديًّا فلا تسن الأضحية على المعسرين والفقراء ولا من يحتاج إلى ثمنها في ضرورياته اليومية وأن يكون مال الأضحية فائضًا عن حاجته.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال حكم قص الشعر والاظافر للمضحي للنساء، والذي تمّ من خلاله بيان مسألة قص الأظافر والشعر لمن أراد التضحية من الرجال والنساء والتفصيل في أحكامها، كما فصلنا في حكم قص الشعر والأظافر للمضحِّي من النساء والرجال، كما عرفنا حكم أخذ الشعر أو الأظافر لمن يريد أن يضحي ابن باز وما إلى هنالك من معلومات أخرى.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، أم سلمة أم المؤمنين،مسلم،1977، صحيح
  2. ^ islamqa.info، الرجل والمرأة إذا أرادا الأضحية منعا من قص الشعر والظفر، 08/06/2024
  3. ^ صحيح مسلم، أم سلمة أم المؤمنين،مسلم،1977،صحيح
  4. ^ dorar.net، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 08/06/2024
  5. ^ سورة الأحزاب، الآية: 36
  6. ^ shamela.ws، كتاب الفقه الميسر،عبد الله الطيار،ج4 ص123، 08/06/2024
  7. ^ islamqa.info، لا كفارة على من نوى الأضحية وحلق شعره بعد دخول العشر، 08/06/2024
  8. ^ islamweb.net، أضحية حليق اللحية، 08/06/2024
  9. ^ islamweb.net، أقوال العلماء في نهي المضحي عن قص شعره وظفره إذا دخل العشر، 08/06/2024
  10. ^ islamweb.net، الإمساك عن الشعر والظفر للمضحي من إهلال ذي الحجة، 08/06/2024
  11. ^ shamela.ws، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي،وهبة الزحيلي،ج4 ص2777، 08/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *