حكم قول مثواه الجنة ابن باز

حكم قول مثواه الجنة ابن باز، حيث إنّ ألفاظ الموت قد تعارف الناس عليها فيقولوها في أيام العزاء رغبة منهم بمواساة الآخرين، والموت هو قدر من الله تبارك وتعالى جعله حتى يقهر به عباده فمهما طال أمد ابن آدم فإنّ الموت يكون مثواه الأخير الذي سيودى إليه، وسيتكلم هذا المقال عن حكم بعض الألفاظ التي يقولها الناس في العزاء وما رأي الشيخ ابن باز في تلك العبارة.

ما معنى مثواه الأخير

إنّ المثوى الأخير الذي يصل إليه ابن آدم هو إمّا الجنة أو النار ولفظة المثوى الأخير هي لفظة عامية يقولها الناس لمّا يلتحقوا إلى الرفيق الأعلى ولكنهم لا يقصدون بذلك أنّ المثوى الأخير أي القبر ليس بعده شيء ولكن يقولونها للدلالة على أنّ هذه المرحلة أي “القبر” هي آخر مرحلة يمر بها ابن آدم في هذه الدار وما بعد ذلك سيكون في دار الآخرة ومثواه الأخير يكون جنة أو نارًا.^[1]

حكم قول مثواه الجنة ابن باز

أجاز ابن باز -رحمه الله- قول أنّ هذا الرجل انتقل إلى مثواه الأخير والمقصود بذلك آخر مرحلة من الدنيا وهي القبر، وأمّا قول أن فلان مثواه الجنة فإنّه لم يذكر ابن باز -رحمه الله- شيئًا عن هذه اللفظة، والمثوى الذي يعتقد به المؤمنون هو المرحلة الأخيرة التي يصل بها ابن آدم وهي الجنة التي وعد الله بها المتقين.^[2]

شاهد أيضًا: حكم قول جمعة مباركة ابن باز

هل يجوز قول مثواه الجنة

ذكر الشيخ عثمان الخميس أنّه يجوز للمسلم أن يقول مثواه الجنة وليس هناك فرق ما بين مثوى الجنة ومثوى النار من ناحية اللغة وهذا لا يشكل فرقًا في اللفظة عينها، إذ قد ذكر بعض الناس أنّه يُقال المأوى للجنة والمثوى للنار ولكنّ ذلك يعد معنى خاطئًا فلا فرق ما بين المأوى والمثوى على رأي علماء أهل السنة والجماعة.

الفرق بين المثوى والمأوى الإسلام سؤال وجواب

لم يفرق موقع إسلام سؤال وجواب ما بين لفظتي المثوى والمأوى ولكن قال في معنى المثوى الأخير ما يلي:^[3]

“القبور ليست آخر المنازل ، بل هي مرحلة ، سمع أعرابي رجلاً يقرأ قول الله تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) فقال الأعرابي: والله ما الزائر بمقيم، فالأعرابي بفطرته عرف أن وراء هذه القبور شيئاً يكون المصير إليه، لأنه كما هو معلوم الزائر يزور ويمشي، وبه نعرف أن ما نقرؤه في الجرائد “فلان توفي ثم نقلوه إلى مثواه الأخير” أن هذه الكلمة غلط كبير، ومدلولها كفر بالله عز وجل، وكفر باليوم الآخر، لأنك إذا جعلت القبر هو المثوى الأخير فهذا يعني أنه ليس بعده شيء، والذي يرى أن القبر هو المثوى الأخير وليس بعده مثوى كافر، فالمثوى الأخير إما جنة وإما نار”.

آية فِيهَا مثواه الجنة

لم ترد لفظة مثواه الجنة كما هي في القرآن الكريم وإنما وردت بعض الآيات القرآنية التي فيها كلمة مثواه وهي:

• قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.^[4]
• قال تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}.^[5]
• قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ}.^[6]

إلى هنا يكون قد انتهى مقال حكم قول مثواه الجنة ابن باز وما هي أهم الآراء التي ذكرها العلماء عن حكم هذا القول في الشريعة الإسلامية، وما يُمكن الاعتقاد به في لفظة مثواه الأخير التي تُقال عادة في مجالس العزاء وغير ذلك من المعلومات الأخرى.