سنة صلاة العصر قبل أم بعد

سنة صلاة العصر قبل أم بعد من الأسئلة التي يجهلها كثير من المسلمين في وقت تُضيَّع فيه الصلاة وينشغل فيه الناس على وسائل التواصل الاجتماعي، ويجب على المسلم أن يتعرف على كلِّ ما يتعلَّق بالصلوات المكتوبة حتى يؤديها على أكمل وجه، وحتى يحظى برضوان الله تعالى، وسوف نقدم في هذا المقال للزوار الكرام معلومات عن سنة صلاة العصر القبلية وعلى فضل سنة صلاة العصر وفضل المحافظة على صلاة العصر وغيرها من التفاصيل.

صلاة العصر

إنَّ صلاة العصر من الصلوات الخمس المفروضة في الإسلام، وهي ثالث صلاة في اليوم وقد أطلق الله تعالى عليه اسم الصلاة الوسطى، وذلك حسب معظم الفقهاء، إذ يقول تعالى في كتابه العزيز: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ”،^[1] إذ تأتي بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر، وتأتي بعدها صلاة المغرب وصلاة العشاء، وهي أربع ركعات تُصلَّى سرًّا مثل صلاة الظهر، ولا يجهر المسلم في القراءة خلالها، ويبدأ وقتها عندما يصبح ظلُّ كلِِّ شيء مثله من النهار، وتستمرُّ إلى غروب الشمس.^[2]

شاهد أيضًا: هل تجوز صلاة الاستخارة بعد صلاة العصر

سنة صلاة العصر قبل أم بعد

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ صلاة العصر لها سنة قبلية فقط وليس لها سنة بعدية، وهي سنة مستحبة عن رسول الله وليست واجبة، كما أنها ليست من السنن الراتبة، وذلك استنادًا على ما وردَ من أحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلها صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم، وقد استدلَّ الفقهاء على وجود سنة قبلية لصلاة العصر بالحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “”رحِم اللهُ امرءًا صلَّى قبل العَصرِ أربعًا”،^[3] وفي الحديث عن أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن صَلَّى ثِنتَيْ عَشْرةَ رَكعةً في يَومٍ بَنَى اللهُ له بَيتًا في الجَنَّةِ: أربَعًا قبْلَ الظُّهرِ، وثِنتَينِ بَعدَها، ورَكعَتَينِ قبْلَ العَصرِ، ورَكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ، ورَكعَتَينِ قبْلَ الصُّبحِ”،^[4] وعلى ذلك يمكن أن تصلَّى سنة العصر القبلية ركعتين أو أربع ركعات والله تعالى أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: لماذا لا يوجد سنة لصلاة العصر

وقت سنة صلاة العصر القبلية

يبدأ وقت صلاة سنة العصر القبلية بعد دخول وقت صلاة العصر الفريضة وقبل أداء صلاة العصر، أي يجب أن تسبق صلاة العصر المكتوبة بعد دخول الوقت، وقد دلَّ على ذلك أيضًا الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ”،^[6] والمقصود بالأذانين: الأذان وإقامة الصلاة.^[7]

عدد ركعات سنة العصر القبلية

اختلفت الأقوال في عدد ركعات سنة العصر القبلية، بسبب العديد من الأحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فقد ذهب البعض إلى أنَّها ركعتان فقط، بينما ذهب البعض إلى أنَّ عدد ركعات العصر القبلية أربع ركعات تصلى مثنى مثنى، أي يصلي المسلم ركعتين ثمَّ يسلم ثم يصلي ركعتين أيضًا.^[7]

هل يجوز صلاة سنة العصر بعد الفرض

اختلف الفقهاء في جواز صلاة سنة العصر البعدية، فقد وردت عدَّة أحاديث في ذلك، حيث ذهب بعض الفقهاء إلى وجود سنة بعدية لصلاة العصر استنادًا إلى حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّها قالت: “صَلَاتَانِ ما تَرَكَهُما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في بَيْتي قَطُّ، سِرًّا وَلَا عَلَانِيَةً، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ”،^[8] غير أنَّ جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أنَّه لا يوجد صلاة سنة بعد العصر، وذلك اعتمادًا على العديد من الأحاديث، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه قال: “أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الفَجْرِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ”،^[9] وفي حديثٍ آخر يبين رسول الله صلى عليه وسلم سبب الركعتين اللتين صلاهما بعد صلاة العصر، ففي الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: “يا بنتَ أبي أميَّةَ سألتِ عنِ الرَّكعتينِ بعدَ العصرِ إنَّهُ أتاني ناسٌ من عبدِ القيسِ بالإسلامِ من قومِهم فشغلوني عنِ الرَّكعتينِ اللَّتينِ بعدَ الظُّهرِ فَهما هاتانِ”،^[10] وعلى هذا يرى كثيرون أنَّ القول الراجح عدم وجود سنة بعدية لصلاة العصر.^[11]

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة العصر بالساعة

فضل سنة صلاة العصر

إنَّ المحافظة على سنة صلاة العصر من العبادات التي ينال المسلم من خلالها أجرًا عظيمًا، حيثُ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بالرحمة لمن يحافظ على أربع ركعات قبل العصر، ودعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجابة بإذن الله تعالى، كما أنَّ اتباع سنة رسول الله فيه أجر عظيم عند الله تعالى، ويؤكد ذلك حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال: “ان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يصلِّي قَبلَ العصرِ أربعَ ركعاتٍ ، يَفصلُ بينهنَّ بالتسليمِ على الملائكةِ المُقرَّبينَ ، ومَن تبِعَهم من المسلمينَ والمؤمِنين”^[12]،وثبتَ أيضًا أنَّ المسلم الذي يصلي 12 ركعة من بينها ركعتين قبل العصر في اليوم والليلة، وعده الله تعالى ببيت في الجنة، ولذلك فهي من أسباب دخول الجنة والله تعالى أعلم.^[13]

في ختام مقال سنة صلاة العصر قبل أم بعد تعرفنا على صلاة العصر، وعلى سنة صلاة العصر القبلية والبعدية، كما تمَّ إدراج وقت سنة صلاة العصر القبلية وفضلها، وتعرفنا أيضًا على حكم صلاة سنة صلاة العصر البعدية وغير ذلك من المعلومات المتعلقة.