عناصر المقال
- 1 من هو أبو العلاء المعري
- 2 شرح قصيدة أبي العلاء المعري تأملات في الحياة والموت
- 3 الصور الفنية في قصيدة تأملات في الحياة والموت
- 4 الأفكار الرئيسية في قصيدة تأملات في الحياة والموت
- 5 شرح المفردات في قصيدة تأملات في الحياة والموت
- 6 شرح قصيدة أبي العلاء المعري تأملات في الحياة والموت PDF
- 7 مقالات قد تهمك
- 8 المراجع
شرح قصيدة أبي العلاء المعري تأملات في الحياة والموت هذه القصيدة الفلسفية الرائعة التي كتبها أحد أبرز الشعراء العرب في تاريخ الشعر العربي وهو الشاعر الكبير والمفكر والفيلسوف أبو العلاء المعري، ونظرًا لاهتمام الكثير من الأشخاص بشرح معنى هذه القصيدة، فإنّنا سوف نقوم بتسليط الضوء على أبي العلاء المعري وعلى قصيدته تأملات في الحياة والموت، ثم سوف نقوم بالحديث عن الصور الفنية في هذه القصيدة وعن معاني المفردات الصعبة فيها، وسوف نضع رابط ملف بي دي إف يتضمن شرحًا مفصلًا لهذه القصيدة.
من هو أبو العلاء المعري
اسمه الكامل هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد القضاعي التنوخي المعري، والمعروف بأبي العلاء المعري، وهو شاعر ومفكر وفيلسوف وأديب وعالم نحو وأحد أشهر العلماء في تاريخ العرب والمسلمين وأحد أشهر وأعظم الشعراء في العصر العباسي، وهو من مواليد مدينة معرة النعمان في شمال سوريا، وكان شاعرًا غزير الشعر والأدب، واسع المعرفة والعلم والفهم، وأحد أشهر العلماء في اللغة والنحو، وقد عاش سنيّ حياته في العصر العباسي الثاني الذي كان يُعرف بعصر نفوذ الأتراك، ذلك العصر الذي شهدت فيه الدولة الكثير من الاضطرابات السياسية بسبب ضعف الخلفاء العباسيين، وهذا ما ظهر جليًا في أدبه وكتاباته وشعره.
كان أبو العلاء المعري أعمى البصر ولكن مبصر في بصيرته، وهو من مواليد 973 ميلادية، وعاش قرابة 83 سنة، حيث توفي في سنة 1057 ميلادية، وقد أطلقت عليه العديد من الألقاب المميزة، مثل لقب رهين المحبسين ولقب شيخ المعرة، وقد ترك أبو العلاء المعري الكثير من الدواوين الشعرية والأعمال الإبداعية الكبرى مثل سقط الزند ولزوم ما لا يلزم أو الذي يُعرف باللزوميات، ورسالة الغفران وغيرها من الأعمال التي تُرجمت إلى الكثير من اللغات حول العالم. [1]
شرح قصيدة أبي العلاء المعري تأملات في الحياة والموت
تُعدّ قصيدة تأملات في الحياة والموت للشاعر العباسي أبي العلاء المعري من أجمل القصائد التي كُتبت في العصر العباسي الثاني، وفيما يأتي سوف نسلط الضوء على أشهر أبيات هذه القصيدة وسوف نقوم بشرح هذه الأبيات:
- غَيْرُ مُجْدٍ فِي مِلَّتِي وَاعْتِقَادِي / / / نَوْحُ بَاكٍ وَلَا تَرَنُّمُ شَادِ
صَاحِ هَذِهْ قُبُورُنَا تَمْلَأُ الرُّحْـ / / / ـبَ فَأَيْنَ الْقُبُورُ مِنْ عَهْدِ عَادِ؟
خَفِّفِ الْوَطْءَ مَا أَظُنُّ أَدِيمَ الْـ / / / أَرْضِ إِلَّا مِنْ هَذِهِ الْأَجْسَادِ
وَقَبِيحٌ بِنَا وَإِنْ قَدُمَ الْعَهْـ / / / ـدُ هَوَانُ الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ
في هذه الأبيات الأولى من هذه القصيدة يتحدث المعري عن فِكره وفلسفته التي يؤمن بها في الحياة والموت، وهي آراء ذاع صيتها وانتشرت عن المعري وصار معروفًا بها، فيتساءل عن القبور السالفة التي دُفن فيها الناس منذ عهد عاد إن كانت هذه قبورنا، وهذا تساؤل يعرض فكرة وهي أنّ الجميع سوف يفنى حتّى القبور بعينها سوف تفنى، ثم يقول لا تهلك نفسك بالتفكير في هذه الحياة، فأديم الأرض هذا الذي نراه هو من أجساد البشر، فالأرض مقبرة للناس منذ آلاف السنين وهذا هو عملها الحقيقي،
- سِرْ إِنِ اسْطَعْتَ فِي الْهَوَاءِ رُوَيْدًا / / / لَا اخْتِيَالًا عَلَى رُفَاتِ الْعِبَادِ
رُبَّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْدًا مِرَارًا / / / ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الْأَضْدَادِ
وَدَفِينٍ عَلَى بَقَايَا دَفِينٍ / / / فِي طَوِيلِ الْأَزْمَانِ وَالْآبَادِ
فَاسْأَلِ الْفَرْقَدَيْنِ عَمَّنْ أَحَسَّا / / / مِنْ قَبِيلٍ وَآنَسَا مِنْ بِلَادِ
كَمْ أَقَامَا عَلَى زَوَالِ نَهَارٍ / / / وَأَنَارَا لِمُدْلِجٍ فِي سَوَادِ
تَعَبٌ كُلُّهَا الْحَيَاةُ فَمَا أَعْـ / / / ـجَبُ إِلَّا مِنْ رَاغِبٍ فِي ازْدِيَادِ
ثم يتحدث الشاعر في هذه الأبيات ويخاطب الناس أجمعين؛ فيقول: سيروا في هذه الحياة من دون اختيال ولا تكبر، فإنكم تسيرون على رفات من قبلكم وسوف يسير من سيأتي بعدكم على رفاتكم، فالقبور كلها قد صارت قبورًا مرارًا وتكرارًا، وكم القبر يضحك في كل يوم من تزاحم الناس الذين يمرون عليه ومن اختلاف طبائعهم.
وكم هناك من رجل دُفن على بقايا دفين قبله على مدى هذه الأعوام والقرون التي مرت على البشر، فاسأل النجوم كم مر عليها من بشر وبلاد وكم أضاءت في الليالي طريق الناس، فهذه حياة مليئة بالتعب، وليس في الدهر عجب أكثر من العجب الذي يكون من الراغب في هذه الحياة والساعي إليها والطامح والطامع فيها.
- إِنَّ حُزْنًا فِي سَاعَةِ الْمَوْتِ أَضْعَا / / / فُ سُرُورٍ فِي سَاعَةِ الْمِيلَادِ
خُلِقَ النَّاسُ لِلْبَقَاءِ فَضَلَّتْ / / / أُمَّةٌ يَحْسَبُونَهُمْ لِلنَّفَادِ
إِنَّمَا يُنْقَلُونَ مِنْ دَارِ أَعْمَا / / / لٍ إِلَى دَارِ شِقْوَةٍ أَوْ رَشَادِ
ضَجْعَةُ الْمَوْتِ رَقْدَةٌ يَسْتَرِيحُ الْـ / / / ـجِسْمُ فِيهَا وَالْعَيْشُ مِثْلُ السُّهَادِ
يقول الشاعر إنّ الحزن الذي يتملك الناس على موت أحدهم أضعاف السرور الذي يشعرون به إذا ولد أحدهم، ومع هذا فإنّهم يستمرون في إنجاب الأبناء ويستمرون في صنع الفرح القليل والحزن الكثير، وقال إنّ الناس يظنون أنهم يُخلقون للبقاء ولكنّ في الواقع إنّهم يُخلقون ليسيروا نحو الفناء، وإنهم سوف يُنقلون في يوم من الأيام من دار الأعمال إلى دار الشقوة، ثم يقول إنّ رقدة الموت هي الاستراحة الحقيقية من سهاد العيش وتعب الحياة.
- بَانَ أَمْرُ الْإِلَهِ وَاخْتَلَفَ النَّا / / / سُ فَدَاعٍ إِلَى ضَلَالٍ وَهَادِ
وَالَّذِي حَارَتِ الْبَرِيَّةُ فِيهِ / / / حَيَوانٌ مُسْتَحْدَثٌ مِنْ جَمَادِ
وَاللَّبِيبُ اللَّبِيبُ مَنْ لَيْسَ يَغْتَرُّ / / / بِكَوْنٍ مَصِيرُهُ لِلْفَسَادِ
ثم يقول الشاعر إنّ أمر الله تعالى واضح في هذه الحياة ولكنّ الناس مختلفون فيه على الرَّغم من وضوحه، فالناس منقسمون بين من يدعون إلى الضلال ومن يدعون إلى الهدى، ثم يختم بقوله إنّ العاقل في هذه الحياة هو الشخص الذي لا يغترّ ولا يتأثر عندما يدرك ويرى بأم عينه أنّ مصير هذا الكون نحو الفساد لا محالة.
الصور الفنية في قصيدة تأملات في الحياة والموت
توجد في قصيدة تأملات في الحياة والموت للشاعر العربي أبي العلاء المعري الكثير من الصور الفنية الرائعة والمميزة، ومن هذه الصور ما سيأتي ذكره فيما يأتي:
- فَاسْأَلِ الْفَرْقَدَيْنِ عَمَّنْ أَحَسَّا: في هذا الشطر الشعري استعارة مكنية واضحة المعالم، حيث يشبه الشاعر أبو العلاء المعري الفرقدين بالإنسان الذي يمكن سؤاله ويمكنه الإجابة عن إحساسه، فذكر المشبه وهو الفرقدان وحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْدًا مرارًا ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْداد: في هذا البيت الشعري أيضًا استعارة مكنية واضحة المعالم، حيث شبه الشاعر اللحد بالإنسان الذي يضحك، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو الضحك على سبيل الاستعارة المكنية.
الأفكار الرئيسية في قصيدة تأملات في الحياة والموت
تظهر في هذه القصيدة المميزة للشاعر أبي العلاء المعري العديد من الأفكار الرئيسية التي حاول الشاعر إيصالها للقارئ، ومن هذه الأفكار ما سيأتي في النقاط الآتية:
- يتحدث الشاعر أبو العلاء المعري في هذه القصيدة عن أنّه لا يوجد فرق بين الحياة وبين الموت، وهذا ما يجب على الإنسان أن يؤمن به، لأنّ الحياة والموت في كل الأحوال يسيران نحو الفناء، ولأنّ الإنسان سوف يفنى في النهاية بعد أن يكون حيًا، وبعد أن يُدفن أيضًا سوف يُفتح قبره ويُدفن فوقه موتى آخرون.
- يستدل أبو العلاء المعري في هذه القصيدة على فناء الأمم في هذا العصر والعصور القادمة على ما حدث مع الأمم السابقة، فيقول أين القبور من عهد عاد، وهذا ما يُسمّى بإسقاط الماضي على الحاضر.
- يتحدث الشاعر في هذه القصيدة عن عجبه واستغرابه من الناس الذين يسعون نحو الحياة ويطلبون فيها المزيد، وهم مؤمنون بأن مصيرهم سوف يكون نحو الفناء والموت في النهاية.
- يقول الشاعر في هذه القصيدة إنّ الرقاد في الموت هو الراحة الحقيقية من هذه الحياة الغريبة والمليئة بالتعب والمعاناة، وأنّ على الإنسان ألّا يغتر في هذا العالم، لأنّه في النهاية سائر إلى الفناء.
شرح المفردات في قصيدة تأملات في الحياة والموت
تُوجد في قصيدة تأملات في الحياة والموت للشاعر العباسي أبي العلاء المعري العديد من المفردات الصعبة بسبب الفترة الزمنية التي كُتبت فيها هذه القصيدة، وفي الجدول الآتي سوف نقوم بشرح مجموعة من هذه المفردات:
الكلمة | شرح الكلمة |
أديم الأرض | أي ظهر الأرض وسطحها وترابها. |
هوان | أي الذل. |
رقدة | أي الفترة التي ينامها الإنسان. |
السهاد | أي التعب والمعاناة. |
اللبيب | أي الشخص العارف الذكي. |
اللحد | أي القبر أو المثوى الأخير للإنسان. |
شرح قصيدة أبي العلاء المعري تأملات في الحياة والموت PDF
بعد أن ألقينا الضوء فيما سلف على شرح قصيدة تأملات في الحياة والموت للشاعر أبي العلاء المعري، لا بدّ من القول إنّ الكثير من الأشخاص يطلبون شرح هذه القصيدة على ملف بي دي إف لسهولة الاطلاع على هذه الشرح وعلى هذه القصيدة، فإلى كل من يرغب بالحصول على هذا الملف يمكن القيام بتحميله بشكل مباشر “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي ألقينا فيه الأضواء على التعريف بأبي العلاء المعري، ثم مررنا فيه على شرح قصيدة أبي العلاء المعري تأملات في الحياة والموت ومررنا على الصور الفنية الموجودة في هذه القصيدة ومعاني المفردات الصعبة في هذه القصيدة والأفكار العامة فيها، ووضعنا في الختام رابط ملف بي دي إف يتضمن شرح قصيدة تأملات في الحياة والموت.
المراجع
- ^ wikiwand.com، أبو العلاء المعري، 30/08/2023
التعليقات