شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير يبحث عنها كثير من الزوار وخصوصًا من الطلاب الذين يطلب منهم في المدرسة أو الجامعة إعداد بحث عن قصيدة بانت سعاد أو شرحها وما إلى هنالك، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن قصيدة بانت سعادة ومعلومات عن صاحب قصيدة بانت سعاد كعب بن زهير بن أبي سلمى، وسوف يتم إدراج شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول بشكل مفصل وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالقصيدة.

لمحة عن صاحب قصيدة بانت سعاد

تعدُ قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول من أشهر القصائد في الشعر العربي، وهي قصيدة للشاعر كعب بن زهير بن أبي سلمى كتبها كاعتذار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء تائبًا، فقد تأخر في إسلامه وكان قد هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه وصار يشبب بالنساء المسلمات فأهدر الرسول دمه، وبعد فتح مكة جاء إلى النبي تائبًا فقبل النبي عليه الصلاة والسلام توبته، فألقى قصيدة بانت سعاد أمامه فألبسه رسول الله بردته، فسميت القصيدة باسم قصيدة البردة، وهو ابن الشاعر الجاهلي المعروف زهير بن أبي سلمى حكيم الشعراء وأحد شعراء المعلقات والمقدم على بقية الشعراء إلى جانب امرئ القيس والنابغة الذبياني، ولذلك يعتبر كعب بن زهير من الشعراء المخضرمين كونه عاش في العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام أيضًا ويرجَّح أنَّه توفي في عام 646م.^[1]

شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

إنَّ قصيدة لامية كعب والتي تعرف باسم البردة أيضًا من أشهر قصائد كعب بن زهير ومن أشهر القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نظمها صاحبها على البحر البسيط بقافية اللام المضمومة وذلك اعتذارًا للنبي صلى الله عليه وسلم والتماسًا للعفو منه، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح قصيدة بانت سعاد فقلي اليوم متبول بالتفصيل:

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

يبدأ الشاعر كعب بن زهير قصيدة البردة بالتغزل بامرأة تدعى سعاد، وهذا من الغزل العفيف المباح في الإسلام، حيث يقول إنَّ سعاد قد فارقته، ويصف حاله بعد فراقه المحبوبة له، فقد أصبح قلبه مذهولًا لهول ما أصابه وقد غدا متيمًا بحبها كالأسير الذي لا يجد من يفتديه من الأسر، ويشبه محبوبته سعاد عند رحيلها بالغزالة ذات الصوت العذب الجميل والذي تكون به غنَّة جميلة، وعيونها سوداء كأنَّ بها الكحل، وفي البيت الثالث يصفُها بأنَّها فتاة في مقتبل العمر لا تشتكي من أي عيب، فهي متوسطة الطول لا يعيبها طول ولا قصر، وكل تلك من صفات وسمات الجمال عند العرب قديمًا.

تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ

يتابع الشاعر وصف محبوبته سعاد إذ أنَّ ابتسامتها تذهب الهموم مثلما يذهبُ جلي السيوف الصدأ عنها، لأنها تمتلك ثغرًا جميلًا طيب النكهة وذا راحة جميلة جدًّا شبهها الشاعر بالخمرة، ويصف تلك الخمرة في البيت التالي بأنه مخلوطه بالماء، وهو ماء بارد وصافٍ، حيث يخرج من بطون الوديان التي تضربها الريال الباردة الشمالية، وكان ذلك الماء قد أخذ وقت الضحى فهو أبرد ماء.

أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ

في هذه الأبيات يشير الشاعر إلى أنَّ سعاد قد صارت في أرض بعيدة لن يستطيع الوصول إلى تلك الأرض إلا بركوب ناقة سريعة وقوية، ثمَّ يبدأ الشاعر بوصف الناقة حيث أنها ناقة ضخمة قوية الظهر لا يصيبها التعب من طول ومشقة الطريق، وهي أيضًا سريعة جدًّا رغم أن مشيتها سهلة.

يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ

بعد أن ينتهي الشاعر من وصف الناقة التي سوف تحمله إلى بلد محبوبته سعاد، يشير إلى أنَّ كثير من الوشاة يشيرون إلى أنَّ كعب بن زهير مقتول لا محالة لأنَّ رسول الله أهدر دمه، وقد تركه كل صاحب له وكل خليل وأصبح مشغول عنه، عند ذلك حسم الشاعر أمره وطلب من الناس أن يدعوه يسير في طريقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنَّ ما كتبه الله تعالى سوف يكون، وأنَّ كل إنسان مهما طال عمره سوف يموت ويحمل على التابوت، ثم يقول لقد وصلني أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم توعدني بالقتل، ولكنني أرجو العفو عنده لأنه معروف بالعفو والسماحة.

إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ

ثمَّ يمدح الشاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشبِّهه بالسيف الذي يهتدي به البشر ويستضيئون به أيضًا، فهو سيف مسلول من سيوف الله تعالى ومسلط على أعداء الله، وقد ظهر في قبيلة قريش فقال بعض الناس للمسلمين أن يهاجروا من مكة المكرمة، لكن المهاجرين لم يكونوا ضعفاء، بل هم أبطال كرام لا يقبلون الذل والهوان، ولباسهم من السرابيل التي كان يصنعها النبي داود عليه السلام وفي هذا إشارة إلى قوتهم وشجاعتهم.

الصور الفنية في قصيدة بانت سعاد

هنالك كثير من الصور الفنية في قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير، ولذلك تعدُّ من أهم وأشهر القصائد في صدر الإسلام وخصوصًا في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور البلاغية في قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول:

استعارة مكنية

وردت الاستعارة التصريحية في قوله: وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ، فقد شبَّه الشاعر محبوبته بالغزال أو الظبي، حيث ذكر المشبَّه وهو محبوبته سعاد، ولكنَّه حذف المشبَه به وهو الغزال، ولكنه ذكر بعض صفات المشبه به أو لوازمه وهي أغن وغضيض الطرف مكحول التي دلَّت عليه، وقد أورد الشاعر التشبيه بأسلوب القصر، من أجل المبالغة في وصف جمال محبوبته، وهذا أحد أبرز الأساليب البلاغية في القصيدة.

استعارة تصريحية

وردت استعارة تصريحية في هذا البيت من القصيدة: تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ، فقد شبه ثغر الحبيبة بالمنهل المعلول بالراح وهي الخمرة، وقد حذف المشبه وهو الثغر وترك شيئًا من لوازمه وهو التبسم، وأبقى على المشبه به وهو المنهل، ولذلك يعدُّ هذا الأسلوب البلاغي من أساليب الاستعارة التصريحية.

أسلوب التوكيد

استخدام الشاعر أسلوب التوكيد في أكثر من موضع في أبيات القصيدة، منها قوله: إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ، حيث أكَّد أولًا باستخدام “إنَّ” التوكيدية ثمَّ باستخدام حرف اللام التي أدخلت على كلمة “سيف”، ويعدُّ هذا الأسلوب أحد أكثر الأساليب البلاغية المستخدمة في القصيدة والتي ترجع أهميتها إلى التأكيد على المعاني ورسوخها.

تشبيه بليغ

ورد التشبيه البليغ في قوله أيضًا: إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ، حيث شبَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، فذكر كل من المشبَّه وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشبَّه به وهو السيف، وقد حذف أداة التشبيه حيث لم يستخدم أية أداة تشبيه في الجملة، كما حذف وجه الشبه أيضًا.

كناية

أيضًا وردت في القصيدة كنايات عديدة، والكناية هي ذكر كلمة والمراد معنى آخر مختلف عن معناها الأصلي الذي وضعَت له، فقد وردت في قوله الشاعر: شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ، حيث كنى بقوله “شمُّ العرانين” هذا عن العزة والأنفة والكرامة، رغمَ أن كلمة شم من الشَّم وكلمة العرانين تدل على أوائل الشيء، ولكنَّ الشاعر كنى بها عن تلك المعاني الجليلة، وأيضًا في قوله في البيت نفسه: لبوسهمُ مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ، كنَّى به عن القوة والشجاعة ومتانة الدروع.

معاني المفردات في قصيدة بانت سعاد

توجد كثير من المفردات التي يجد البعض صعوبة في فهمها، وهكذا حال معظم القصائد العربية القديمة، حيث أنَّها تتضمَّن كلمات لم تعد مستخدمة في الوقت الحالي، وهنالك بعض الكلمات التي ما تزال مستخدمة ولكن معانيها قد تكون مجهولة بالنسبة لكثيرين من القراء والمتابعين، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات في قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول:

شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول pdf

قد يرغب بعض الأشخاص بالحصول على شرح قصيدة البردة لكعب بن زهير على شكل ملف بصيغة pdf وذلك من أجل استخدامه في أوقات لاحقة على الهاتف المحمول، أو من أجل طباعته والاستفادة منه ورقيًا في أغراض شتى، مثل إعداد بحث عن قصيدة بانت سعاد أو إجراء تحليل قصيدة البردة لكعب بن زهير وما إلى هنالك، ويمكن تحميل شرح قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير وقد تعرفنا على معلومات عن صاحب قصيدة بانت سعاد كعب بن زهير، وعرفنا بعض المعلومات عن قصيدة بانت سعاد نفسها، وتمَّ إدراج شرح قصيدة بانت سعاد بالتفصيل وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.