شرح قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر والصور الفنية بها

شرح قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر والصور الفنية بها هذه القصيدة التي تُعدّ من المعلقات العشر في الجاهلية، وهي من القصائد المعروفة والمشهورة في تاريخ الأدب العربي، ولهذه القصيدة قصة مميزة كانت سببًا في قول الشاعر عمرو بن كلثوم لقصيدته في الفخر، وفي هذا المقال سوف نقوم بتخصيص الحديث عن عمرو بن كلثوم ومناسبة قصيدته في الفخر ثم سوف نتحدّث بالتفصيل عن شرح هذه القصيدة وعن الصور الفنية الموجودة فيها وعن معاني مفردات هذه القصيدة، ثم سوف نمر على تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة بالتفصيل.

معلومات عن عمرو بن كلثوم

الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم هو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، أمه هي ليلى بنت المهلهل بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، خاله المهلهل عدي بن ربيعة، وكنيته أبو الأسود، وهو من مواليد سنة 526 ميلادية، شاعر جاهلي من الشعراء المجيدين وأحد أصحاب المعلقات وسيد من سادات قبيلة تغلب، وهو من شعراء الطبقة الأولى، ولد عمرو بن كلثوم في نجد وسط شبه الجزيرة العربية، وتنقل بين الشام والعراق، وقيل إنّه عاش في الجزيرة الفراتية، وقد توفي في سن صغيرة، حيث مات في سنة 584 ميلادية. ^[1]

مناسبة قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر

جاء في مناسبة قصيدة الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم في الفخر أنّ ملك الحيرة عمرو بن هند سأل الجالسين في مجلسه، هل تعرفون أحدًا ترفض أمه خدمة أمي، فقالوا له: نعم نعرف، هي أم عمرو بن كلثوم، لأنّها ابنة عدي بن ربيعة المهلهل وعمها وائل وهو من أعز العرب، وزوجها كلثوم بن مالك من فرسان العرب وابنها سيد قومه عمرو بن كلثوم، فقام ملك الحيرة عمرو بن هند بدعوة عمرو بن كلثوم وأمه لزيارته في الحيرة، ووضع الطعام على المائدة، فقام أم عمرو بن هند وطلبت من ليلى أم عمرو بن كلثوم أم تعطيها طبقًا من الطعام موجودًا على المائدة، فرفضت أم عمرو بن كلثوم، فلمّا أصرّت أم عمرو بن هند على طلبها من أم عمرو بن كلثوم، صاحت أم عمرو بن كلثوم: وا ذلاه يا لتغلب، فقام عمرو بن كلثوم وقتل عمرو بن هند ثم قال قصيدته الشهيرة التي يفخر فيها بنفسه وبقومه والتي يقول بمطلعه:

ألا هبّي بصحنكِ فاصبحينا / / / ولا تبقي خمورَ الأندرينا

شرح قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر

تُعدُّ قصيدة عمر وبن كلثوم التي قالها في الفخر من بين أبرز القصائد الشعرية التي كتبها العرب في الجاهلية، وفيما يأتي سوف نقوم بتسليط الضوء على بعض أبيات هذه القصيدة وشرحها:

• أَلا هُبّي بِصَحنِكِ فَاَصبَحينا / / / وَلا تُبقي خُمورَ الأَندَرينا
  مُشَعشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فيه / / / إِذا ما الماءُ خالَطَها سَخينا
  قفي قبل التفرق يا ظعينا / / / نخبرك اليقين وتخبرينا
  بيوم كريهةٍ ضربًا وطعنًا / / / أقر به مواليك العيونا
  قفي نسألك هل أحدثت صرمًا / / / لوشك البين أم خنت الأمينا

يبدأ الشاعر عمرو بن كلثوم قصيدته هذه بأنه يطلب الصبوح، والصبوح هو كأس الخمر، ومن عادة الجاهليين أن يطلبوا الخمر ويذكروه في مطالع قصائدهم، والأندرين هو نوع من أنواع الخمر، ثم توجه الشاعر في حديثه إلى المرأة التي تركب الهودج وهي مرتحلة، يطلب منها أن تتوقف قليلًا لكي يخبرها بالقصة كاملة، تلك القصة التي حدثت في يوم صعب اشتدت فيه الضرب والطعن، ففرح المنتصرون وقرّت به عيونهم، ثم يقول لها قفي لكي نوجه إليك السؤال: هل صار هذا الألم بسبب الفراق أم الخيانة؟

• أبا هند فلا تعجل علينا / / / وأنظرنا نخبرك اليقينا
  بأنا نورد الرايات بيضًا / / / ونصدرهن حمرًا قد روينا
  وأيام لنا غر طوال / / / عصينا الملك فيها أن ندينا
  تركنا الخيل عاكفة عليه / / / مقلدة أعنتها صفونا
  متى ننقل إلى قوم رحانا / / / يكونوا في اللقاء لنا طحينا
  ورثنا المجد قد علمت معد / / / نطاعن دونه حتى يبينا

في هذه الأبيات يتحدث الشاعر عمرو بن كلثوم إلى ملك الحيرة عمرو بن هند بعد أن قتله بسيفه، فيطلب منه ألّا يتعجل، وأن ينتظر الخبر اليقين، وهنا يبدأ الشاعر بالفخر؛ فيقول: إن راياتهم في الحرب تدخل بيضاء وتخرج حمراء من شدة القتل والدم المسفوك، وهذه كناية عن البأس والقوة في المعارك، ثم يقول إنّ أيامهم طويلة معروفة من قبل الأعداء، فهم من قهروا وهزموا الملوك في القتال، وكم أنّهم تركوا خيولهم عاكفة على القتال وكيف أنّهم ورثوا هذا المجد وهذه القوة وهذا البأس في الطعن والضرب من أجدادهم السادة الأقوياء، وقد علمت العرب بأسهم في الحرب وشدتهم وشجاعتهم.

• ونحن إذا عماد الحي خرت / / / على الأحفاض نمنع من يلينا
  ندافع عنهم الأعداء قدمًا / / / ونحمل عنهم ما حملونا
  نطاعن ما تراخى الناس عنا / / / ونضرب بالسيوف إذا غشينا
  نشق بها رؤوس القوم شقًّا / / / ونخليها الرقاب فيختلينا
  تخال جماجم الأبطال فيها / / / وسوقًا بالأماعز يرتمينا

يواصل الشاعر في هذه الأبيات الفخر بنفسه وبقومه وأبناء قبيلته، فيقول إنّه إذا وضعت الخيام على الأمتعة، فإن قومه يحمون جيرانهم من هذه المصيبة، وإنهم قوم يحفظون حق الجار، فيدافعون عن جيرانهم ويحملون عنهم كل الأعباء التي حملوهم إياها، ثم يقول إن قومه يقاتلون الأبطال إذا ابتعد الناس عنهم، وإنهم يضربون بالسيوف ضرب الأشداء إذا غشيتهم مصيبة أو نائبة، ثم يقول إن قومه من شدة بأسهم يشقون الرؤوس شقًا ويقطعون الرقاب قطعًا فتتطاير، ثم يقول إنّ جماجم الرجال الشجعان الأبطال تشبه أحمال الإبل التي تسقط وترتمي من على ظهر الإبل.

• وقد علم القبائل من معدٍّ / / / إذا قببٌ بأبطحِها بنينا
  بأنَّا العاصمون بكل كحلٍ / / / وأنا الباذلون لمجتدينا
  وأنَّا المنعمون إذا قدرنا / / / وأنا المهلكون إذا أتينا
  وأنا الشاربون الماء صفوًا / / / ويشرب غيرنا كدرًا وطينا

يقول الشاعر في هذه الأبيات: لقد علمت قبائل العرب من معد ما إذا بُنيت القبب في مكان اسمه أبطح، علمت تلك القبائل إنّ قومه يعصمون ويدافعون عن جيرانهم إذا أظهروا لهم الطاعة، أما إذا أظهروا العدوان فإنهم مهلكوهم لا محالة، وأنهم كرام منعمون على ضيوفهم المسالمين، وأنهم أصحاب بأس إذا أتى عليهم العدو، وأنّهم الذين يشربون الماء صافيًا زلالًا في حين يشرب الآخرون الماء غير صاف ولا نقي، وهذا أيضًا من باب الفخر والتعالي.

• لنا الدنيا ومن أمسى عليها / / / ونبطش حين نبطش قادرينا
  ألا لا يجهلن أحد علينا / / / فنجهل فوق جهل الجاهلينا
  إذا بلغ الفطام لنا صبي / / / تخر له الجبابر ساجدينا
  ملأنا البر حتى ضاق عنا / / / وظهر البرح نملؤه سفينا

يواصل الشاعر في هذه الأبيات الفخر، فيقول: إن هذه الدنيا كلها لقومه، وأنهم إذا بطشوا في يوم الكريهة والقتال فإنهم يبطشون عن قوة وقدرة، ثم يوجه رسالة لجميع الأعداء مفادها: لا تجهلوا علينا فإننا إذا جهلنا فإن جهلنا أعظم من جهلكم، وإن أطفالنا إذا بلغوا الفطام خافت منهم الملوك العظام، ثم يختم بالفخر بكثرة قومه فيقول: إن من كثرة أعداد قومه ضاقت عنهم الأرض بما رحبت، وإنهم قادرون على ملء البحر بالسفن لكثرة عددهم وعتادهم.

الصور الفنية في قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر

هناك الكثير من الصور الفنية الرائعة في معلقة الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم، ولعل أبرز هذه الصور الفنية ما سيأتي ذكره في النقاط الآتية:

• بأنا نورد الرايات بيضًا / / / ونصدرهن حمرًا قد روينا: في هذا البيت الشعري كناية من الشاعر، حيث كنّى عن شدة قومه في المعركة وكثرة الدم الذي يسفكه قومه من بأسهم في القتال من خلال ذكر الرايات البيض التي تخرج حمراء من الحرب وقد رويت من دماء الأعداء.
• ملأنا البر حتى ضاق عنا: في هذا الشطر الشعري شبه الشاعر البر بالإنسان الذي يضيق بالأمر، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو الضيق على سبيل الاستعارة المكنية.

شرح مفردات قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر

توجد الكثي رمن المفردات الصعبة في القصائد الجاهلية بسبب لغة الجاهليين الصعبة، ولا شك أنّ قصيدة عمرو بن كلثوم هذه مليئة بهذه الكلمات، ومنها ما سيأتي:

شرح قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر pdf

إنّ الكثير من الأشخاص يهتمون بالحصول على ملف بي دي إف يتضمن شرحًا لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي، هذه المعلقة الشهيرة التي تُدرس في جامعات الوطن العربي بشكل عام لأنّها من أهم القصائد العربية في العصر الجاهلي وفي تاريخ الشعر العربي بشكل عام، فإلى كل من يرغب بالحصول على ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة يمكن القيام بتحميله بشكل مباشر “من هنا“.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على من هو عمرو بن كلثوم وما هي مناسبة قصيدته في الفخر، ثم ألقينا فيه الضوء على شرح قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر والصور الفنية بها وتحدثنا عن معاني مفردات قصيدة عمرو بن كلثوم في الفخر ثم وضعنا رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة كاملة.