عناصر المقال
شروط النيابة في الحج وما حكمها في المذاهب الأربعة، وهو موضوع هذا المقال، حيثُ يعتبر من المسائل الفقهية المهمة، وينبغي دراستها ومعرفة الرأي الشرعي الصحيح بها، فالحج هو من العبادات العظيّمة التي تأخذ بيد صاحبها إلى الجنة، وهو الركنُ الخامس من أركان الإسلام، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان ما هي النيابة في الحج، وشروطها بالتفصيل، بالإضافة إلى فضل الحج في الإسلام.
النيابة في الحج
يعتبر الحج من أعظم العبادات وأجل القربات التي يتقرب بها العبد المسلم إلى ربه، وقد بين أهل العلم أن من شروط تأدية فريضة الحج الاستطاعة، حيثُ يدخل في هذا الشرط أن يكون المسلم صحيح البدن سليماً قادراً على أداء مناسك الحج وأعماله، بدليل قول الله -تعالى- في الكتاب: {وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[1]، فإن كان المسلم عاجزًا مريضاً غير قادر على أداء الحج يشرع له أن يوكّل غيره بالحج عنه، وما يدل على ذلك ما ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه سأله رجل فقال: “يا رسول الله، إن أبا شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا الظعن، أفأحج عنه وأعتمر؟ فقال له النبي: حج عن أبيك واعتمر”[2]، وكذلك يشرع للميت الذي مات قبل أدائه الحج وعجز عن أدائه في حال حياته، أن يقوم ورثته أو أي أحد آخر أن يحج عنه وهذا باتفاق جمهور أهل العلم.[3]
شروط النيابة في الحج
يعتبر الإنابة في الحج من الأمور المشروعة والثابتة في السنَّة النبوية، وقد بيّن أهل العلم بأنه ينبغي على المسلم أن يراعي شروطاً حددّها الشرع الحكيم لأداء الحج عن الغير، ومن تلك الشروط ما يأتي:[4]
- أن يكون الشخص مسلماً، لأنّ الإسلام شرط لأداء العبادات، فلا يؤدى الحج عن كافر باتفاق الفقهاء.
- أن يكون الشخص قد أدى فريضة الحج عن نفسه، وإذا لم يحج لا يجوز له ذلك.
- إن كان المحجوج عنه حي، فإنه يجوز أداء الحج عنه، إن كان عاجزًا، أو كان يعاني من مرض شديد يمنعه من القدرة على أدائها.
- إن كان المحجوج عنه ميت، فإنه يجوز أداء الحج عنه إذا أوصى به، ويصل ثوابها له في قبره.
- أن يكون للشخص مالًا يكفيه ليُوكلَ غيره بالحَجّ عنه، لأن الحج يسقط عن الفقير، والإنابة بالحج تجوز عن العاجز ببدنه فقط لا بماله.
- أن يعقد الشخص الموكل عن غيره بالحج النيّة عند الإحرام بقول: “لبيك اللهمّ حجاً عن فلان”، ويجدر بالإشارة إلى أنه تكفي النية للحج، ولا يشترط للشخص الموكل أن يُعرف باسمه.
ما حكم النيابة في الحج عند المذاهب الأربعة
اتفق الجمهور من الشافعية والحنفية والحنابلة أنّ النيابة في الحج من الأمور الجائزة في الإسلام بدليل الأحاديث التي وردت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو القول الراجح، حيث يجوز للمسلم أن يوكل غيره للحج عنه إذا كان مريضًا أو عاجزًا عن القيام بمناسك الحج، ولكن اشترطوا أن يكون الشخص الموكل قد حجّ عن نفسه، وإن كان الشخص ميتًا يجوز الحج عنه وأخذ المال مما تركه، فإن لم يكن له تركة يستحب لوارثه أن يحج عنه، أما المالكية فقد ذهبوا إلى أنه لا يجوز النيابة عن الغير في الحج، فمن كان لا يستطيع تأديه هذه الفريضة عن نفسه سقطت عنه، ولو وكّل الإنسان غيره للحج لا يكتب له ثواب الحج، بل يقع نفل لمن وكَّله، واستدلوا بقول الله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى[5]، والله أعلم.[6]
فضل الحج في الإسلام
يعتبر الحج بأنه أحد أهم العبادات التي يُمكن للمُسلم أن يقوم على أدائها، فهو يأتي في المرتبة الثّالثة بين أحب الأعمال وأعظمها أجرًا بعد الإيمان بالله ورسوله، وبعد الجهاد في سبيل الله، ويعتبر من الطاعات التي تهدم كل ما قبلها، ويجدر بالذّكر بأن الحج من الطّاعات التي يتقرّب بها المُسلم من الله[7]، بالاستناد إلى ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- قال: “سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: إيمانٌ باللهِ ورسولِه. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال جهادٌ في سبيلِ اللهِ. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرورٌ”[8].
النيابة في الحج PDF
إنّ النيابة في الحج تتمثل بأداء مناسك الحج عن الغير، وهي من الأمور الواردة في السنة النبوية وقد جاءت العديد من الأدلة الثابتة عنها، وقد يرغب الكثير من طلبة العلم والباحثين بالحصول على نسخة من موضوع النيابة في الحج مكتوب من أجل الاستعانة به في الأبحاث والدراسات، حيثُ يمكن الحصول عليه “من هنــــا” بصيغة ملف pdf وتنزيلها إلى الهاتف المحمول أو الجهاز اللوحي.
مقالات قد تهمك
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شروط النيابة في الحج وما حكمها في المذاهب الأربعة، فقد قمنا من خلال هذا المقال ببيان بعض من المعلومات عن النيابة في الحج، ثمّ بيّنا حكم النيابة في الحج عند المذاهب الفقهية الأربعة، وقد تطرقنا أيضًا ببيان فضل الحج وأهميته في الإسلام، ونختم المقال بتعريف الزائر بأهم المعلومات عن النيابة في الحج بصيغة pdf للاستفادة منها.
المراجع
- ^ سورة آل عمران، الآية 97
- ^ صحيح النسائي ، أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر، الألباني ، 2620، صحيح
- ^ alukah.net، حكم الإنابة والاستئجار في الحج، 18/05/2023
- ^ islamqa.info، ضوابط وأحكام حج البدل، 18/05/2023
- ^ سورة النجم، الآية 39
- ^ alukah.net، جواز النيابة في الحج، 18/05/2023
- ^ islamqa.info، فضل الحج ومنافعه، 18/05/2023
- ^ الكافي، أبو هريرة، موفق الدين ابن قدامة، 4/256 ، صحيح.
التعليقات