شروط توزيع الأضحية وهل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب

شروط توزيع الأضحية وهل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب
شروط توزيع الأضحية

شروط توزيع الأضحية وهل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب، حيث أنّ الأضحية هي شريعة عظيمة في الدين الإسلامي، وأجرها كبير وثوابها عظيم، وهي من العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله جل شأنه، وتعد الأضحية من الأمور التي أجمع عليها المسلمون، وهي أيضاً سنة عن نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام، وتؤدى الأضحية في أيام عيد الأضحى المبارك، وفي مقالنا الآتي سنتعرف على الأضحية وما هي شروط توزيع الأضحية، وسوف يتم إدراج حديث شريف عن توزيع الأضحية و كيفية تقسيم الأضحية شرعاً وهل يجوز تقسيم الأضحية على أربعة  والعديد من المعلومات المتعلقة بها.

شروط توزيع الأضحية

اختلفت آراء العلماء في شروط توزيع الأضحية وفي طريقة توزيع وتقسيم الأُضحية شرعاً، وقد ذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوال، وهي كما يأتي: [1]

القول الأول: قول الحنفية والحنابلة ذهبوا إلى أنّه يستحب تقسيم الأُضحية إلى ثلاثة أقسام وهي ثُلثٌ للفقراء، وثُلثٌ للمُضحّي، وثُلثٌ للإهداء، ،وقال الحنفيّة إنّ الأفضل للمُضحّي إن كان مُوسِراً أن يتصدّق بالثُلثَين، ويأكل الثُّلث من الأضحية.
القول الثاني: قول الشافعية ذهبوا إلى أنه من الأفضل توزيع لحم الأُضحية على الفقراء والمحتاجين، وأن يأكل منها المُضحّي القليل فقط منها.
القول الثالث: قول المالكية ذهبوا إلى عدم وجود قِسمةٍ محددة في توزيع الأُضحية، فالمُضحّي له الحُرّية الكاملة في تقسيمها، وتوزيعها كما يشاء فيأكل منها ما يشاء، ويتصدّق بما يشاء، ويُهدي ما يشاء، ويوزّع الأضحية على الأقارب، وقد استدلّ المالكية بما جاء عن ثوبان مولى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ”. [2]

ما هو تعريف الأضحية

هناك تعريفان للأضحية هما تعريف لغوي وتعريف اصطلاحي، وفيما يأتي توضيح لهذين التعريفين: [3]

  • الأضحية لغة: يطلق تعريف الأضحية في اللغة على ما يُضحى به، وجمعها هو الأضاحي.
  • الأضحية اصطلاحًا: الأضحية في الاصطلاح الشرعي هي ما يذبح المسلم من بهيمة الأنعام وذلك ضمن شروط مخصوصة وضمن زمن مخصوص، وذلك خلال أيام عيد الأضحى المبارك وعلى وجه التقرب والتعبد إلى الله سبحانه وتعالى، والأنعام المجزئة شرعاً هي الإبل والبقر والغنم، وتبدأ الأضحية في يوم عيد الأضحى بعد صلاة العيد وتمتد إلى آخر أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.

ما هو حكم ذبح الأضحية

تعدّدت آراء العلماء في حُكم ذبح الأُضحية، وفيما يأتي توضيح لأقوالهم في ذلك: [4]

  • الرأي الأول: ذبح الأضحية هي سُنةٌ مؤكّدة ولكنها غير واجبة وهو قول جُمهور الفقهاء من الشافعيّة، والحنابلة، والأصحّ عند المالكيّة.
  • الرأي الثاني: ذبح الأضحية هي واجبة في كُلّ عام مرّة على القادر إلّا في حقّ الحاجّ بِمنى، وهو قول أبو حنيفة، وهو ما اختاره ابن تيمية.

هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب

يجوز توزيع الأضحية على الأقارب والأصدقاء، وكما أنه يجوز للمضحي أن يجعل الأضحية كاملة لأهل بيته، ويجوز له أن يتصدق بها جميعها على الفقراء والمحتاجين، فالله عز وجل لم يحدد ما يأخذ المضحي من الأضحية وما يعطيه للفقراء، وقد جاء في الآية الكريمة في قول الله سبحانه وتعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [5][]وفي آية أخرى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ[6]ولذلك فإنّ المشروع للمضحي في أضحيَّته أن يأكل ويُطعم غيره، فإذا أخرج الثلث ووزعه للفقراء وأكل الثلثين مع أهل بيته، فلا بأس ولا حرج في ذلك، ولو أخرج أقلَّ من الثلث كفى ذلك، وإن أعطى الفقراء أيضًا من جيرانه وأقاربه فلا بأس، والله عز وجل أعلم. [7]

هل يجوز عدم توزيع الأضحية

يجوز للمسلم أن يأكل الأضحية هو وأهله كما يجوز له أن يوزعها، فكما سبق لم يحدد الله تعالى ماذا يأخذ المسلم من أضحيته وماذا يتصدق منها، ولكن بالتأكيد كلما تصدق منها أكثر كان ذلك أفضل له وأكبر أجرًا، والمسنون والمشروع أن يأكل المسلم من الأضحية ويوزع منها على الفقراء والمساكين والأقارب، ولكن إذا أراد أن يجعلها لأهله فقط لا حرج عليه في ذلك حسب ما ذهب إليه الفقهاء من أهل العلم.[7]

هل يجوز توزيع الأضحية كاملة

يجوز للمسلم أن يوزع كل الأضحية كاملة، حيث ينظر فيها كل ما يطلق عليه اسم لحم ويوزعه على الفقراء والمساكين، وكلما وزع منها أكثر كان ذلك أفضل كما أشار الفقهاء من أهل العلم، فقد رأى جمهور الفقهاء أن أكل المضحي من أضحيته سنة ومندوب إليه ومباح حسب الآية السابقة، وقد ذهب البعض إلى أن يجب على المسلم أن يأكل من أضحيته لو لقمة واحدة، ولكن الراجح أن الأكل من الأضحية مباح ومشروع، ولذلك يجوز للمسلم أن يوزع الأضحية كاملة والله تعالى أعلم.[7]

متى ينتهي وقت الاضحية

تعدّدت آراء علماء الدين في الوقت الذي ينتهي فيه ذبح الأضحية، ويمكن تلخيص أقوالهم فيما يأتي:[8]

  • الحنفية والمالكية والحنابلة: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة إلى أنّه ينتهي وقت الأضحية مع غروب شمس اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجّة، وبذلك تكون أيّام الذَّبح هي: اليوم العاشر، والحادي عشر، والثاني عشر من شهر ذي الحجّة، ويعد أفضل وقت للذَّبح عند الحنابلة والمالكيّة هو اليوم العاشر من ذي الحجّة، أي هو يوم النَّحْر.
  • الشافعية: يرى جمهور الشافعية أنّه ينتهي وقت الأضحية بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وأيّام النَّحْر هي: يوم العيد، وأيّام التشريق الثلاثة، أي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة.

شروط الأضحية

للأضحية أحكام وشروط لا تصح الأضحية  إلّا بها ولا تقبل إلا بها وهي كما يأتي: [9]

  • الشرط الأول: أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي: الإبل والبقر والأغنام، فلو ضحى المؤمن بغيرها حتى ولو كان أغلى منها ثمناً فإنها لا تكون أضحية.
  • الشرط الثاني: أن تكون الأضحية قد بلغت السن المحدد شرعاً وهي في الإبل: خمس سنوات، وفي البقر: سنتان، وفي الماعز: سنة واحدة، وفي الضأن: نصف سنة، والدليل ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”. [10]
  • الشرط الثالث: أن تكون الأضحية سليمةً من العيوب المانعة من الإجزاء، لأن هناك عيوباً تمنع من إجزاء البهيمة ولو كانت من بهيمة الأنعام، وقد بينها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في الحديث الوارد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: “سألتُ البراءَ بنَ عازبٍ ما لا يجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى قالَ قلتُ فإنِّي أكرَه أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ قالَ ما كرِهتَ فدعهُ ولا تحرِّمهُ علَى أحدٍ”. [11]
  • الشرط الرابع: أن تؤدى الأضحية في الوقت المحدد لها، أي من ذبح قبل وقت الأضحية فلا أضحية له، ومن ذبح بعد انتهاء المدة فلا أضحية له، ووقت الأضحية هو من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي أن المدة كاملة مقدارها أربعة أيام.
  • الشرط الخامس: نية التضحية حيث يشترط على المضحي أن ينوي بالأضحية التضحية لله سبحانه وتعالى، فلو نوى غير ذلك فهي لا تعتبر أضحية.

كيفيّة ذَبْح الأُضحية

اتّفق العلماء من الشافعيّة، والحنفيّة، والمالكيّة على أنّ الأُضحية لا تجزئ إلّا إذا كانت من بهيمة الأنعام، أي من الإِبل، أو الغنم، أو البقر؛ وقد استدلوا على ذلك بقول الله -عز وجل-: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}، [12] وكما استدلّوا على ذلك أيضاً بفِعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ أنّه لم يذكر أنّه ضحي بأُضحية غير بهيمة الأنعام، وفيما يأتي توضيح تفصيلي لطريقة ذبح الأضحية من الغنم والبقر والإبل.

كيفية ذبح الأُضحية من الغنم والبقر

فيما يأتي الطريقة الصحيحة لذبح الأضحية من البقر والغنم بالتفصيل وهي: [13]

  • تُوجَّه الأُضحية المراد ذبحها إلى اتِّجاه القِبلة، لأنّ القبلة هي من أشرف وأعظم الجِهات، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُوجّه أُضحيته إلى القبلة، وكذلك كان يفعل صحابته رضوان الله عليهم.
  • تضع الأضحية على جانبها الأيسر في حال كان الشخص الذي يذبح يستعمل يده اليُمنى، أمّا إذا كان أعسر، فيجوز له أن يُضجع الأُضحية على جانبها الأيمن مع الكراهة، ويستحب استنابة غيره، وذلك مع الحرص على رَفْع رأس الأضحية بعد الاضجاع.
  • تمسك السكّين المشحوذة بشكل جيد وتُمرَّر على حَلْق الأُضحية وصولاً إلى عظام الرَّقبة، وتُترَك القدم اليُمنى للأُضحية بعد الذَبْح؛ لتستريح بتحريكها، مع الإشارة إلى قَطْع الوَدَجين – وهما عرقان في العنق ينتفخان عند الغضب-، ومحاولة الإسراع في ذلك، ويُكرَه قَطع البعض دون الآخر.
  • تشحذ الشفرة أو السكّين المراد الذبح بها جيداً، ويجب ألّا يكون ذلك أمام الأضحية، وكذلك لا تُذبَح الأضحية أمام غيرها، مع الإحسان إليها، وعدم ضَربها، أو جرّها بعنف، وذلك امتثالاً لِما جاء عن شداد بن أوس أنه قال: “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”. [14]

كيفية ذبح الأُضحية من الإبل

طريقة ذبح الأضحية من الإبل بالتفصيل هي كما يأتي:

  • تُذبَح الإبل نَحْراً، إلّا أنّه تعددت آراء العلماء في بيان حقيقة النَّحْر فذهب جمهور الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة بأنّ النَّحر يكون بقَطْع الأوداج، وذلك حين القدرة على الحيوان، أمّا جمهور المالكيّة فقالوا بأنّ النحر هو الطَعْن موتاً لحيوان مقدورٍ عليه وإن لم يُؤدِّ الطعن إلى قَطع الأوداج.
  • توجيه الإبل إلى اتجاه القبلة، ويتمّ ذلك والإبل قائمة أي واقفة وذلك مع رَبط الرُّكبة اليُسرى لها، ويستدل على ذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ}، [6] وقد رُوي أنّ ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال في تفسير هذه الآية: “أي قياماً على ثلاث”، وقد فصَّل المالكيّة فقالوا بأنّ الذابح يقف إلى القدم اليُمنى للإبل بعد رَبط اليُسرى، وينحر الإبل طَعناً باليد اليُمنى.
  • يحرص من يريد ذبح الإبل على شحذ السكّين وإحدادها بشكل جيد قبل النَّحر، ويكون ذلك بعيداً عن نَظْر الإبل، ولا تُنحَر الإبل أمام غيرها، مع الإحسان في التعامُل معها قبل النَّحْر بعدم الضرب، أو الإهانة.

مشروعية الأضحية

لا يوجد خِلافَ بين الفقهاء على مشروعيَّة الأُضحِيَّة، فهي من أعظم شعائر الدين الإسلامي، وكما أنها شعيرة من شعائر نبي الله  ابراهيم -عليه الصلاة والسلام- والذي أُمِرنا باتِّباعه، ويوجد في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع العديد من الأدلة على مشروعية الأضحية، وفيما يأتي بيان لهذه الأدلة: [15]

  • الأدلة من القرآن الكريم: الأضحية داخلة في النُّسك المقرون في الصلاة في قول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، [16]وأيضاً في قول الله عز وجل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}. [17]
  • الأدلة من السنة النبوية الشريفة: ما جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال أنّه: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”. [18]
  • الإجماع: قد واظَب خُلَفاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه على الأُضحِيَّة أثناء حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعدَ وَفاته أيضاً، وكذلك المسلمون من بعدهم في سائر الأعصار والأمصار، وذلك يدَلَّ على مشروعيَّة الأضحية في الكتابُ والسنَّة والإجماع.

الحكمة من مشروعيّة الأضحية

شرع الله -سبحانه وتعالى – الأضحية لعدة أسباب وهي كثيرة نذكر أبرزها فيما يأتي:[19]

  • في الأضحية امتثال لأوامر الله عز وجل، وتطبيقاً لأحكامه.
  • الأضحية تمثل تقوى وشكر الله -سبحانه وتعالى- على نعمه وكرمه.
  • التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، لأن الأضحية ون أعظم القربات لله سبحانه وتعالى.
  • التوسعة على الفقراء والمساكين.
  • إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الاقتداء بسيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- في طاعتهما لله سبحانه وتعالى.
  • تعود الأضحية بالخير الوفير والنعم العظيمة على صاحب الأضحية وعلى المسلمين جميعاً.

سنن ذبح الأضحية

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العديد من سنن ذبح الأضحية والتي يجب على المسلم الالتزام بها عند ذبحه للأضحية، ونذكر أبرز هذه السنن فيما يأتي: [20]

  • أن يقوم المضحي بشحذ الشفرة المراد الذبح بها بشكل جيد.
  • إمرار أداة الذبح على عنق الأضحية بقوة وذلك ذهاباً وإياباً بهدف جعل عملية الذبح أسهل وأيسر على الأضحية.
  • استقبال القبلة، وإضجاع االأضحية نحو القبلة.
  • التسمية عند الذبح وذلك بقول: “بسم الله”.
  • التكبيرعند الذبح وذلك بقول: “الله أكبر”.
  • أن يذبح المضحي الأضحية بنفسه إن استطاع.
  • أن يشهد المضحي ذبح الأضحية.

العيوب التي لا تجوز في الأضحية

هناك العديد من العيوب التي لا يجوز تواجدها في الأضحية، والبهيمة التي لا تُجزئ عن الأضحية هي ما كان فيها الآتي: [21]

  • المريضة: وهي البهيمة التي تكون قد مرضت مرضاً يؤدي إلى إفساد لحمها، أو ينقصه، أو يجعلها هزيلة، فهي بذلك لا تكون مُجزِئة، أمّا إذا كان المرض يسيراً غير مُؤثّر، فإنّها تُجزئ.
  • الجرباء: وهي البهيمة الجرباء جَرَباً قليلاً أو كثيراً لا تجزئ، وذلك لأنّ الجَرَب يُفسد اللحم.
  • العرجاء: البهيمة العرجاء لا تُجزئ وهي التي يكون عرجها شديداً بحيث تتخلّف الشاة عن القطيع حين تمشي معه، ولا تُجزئ أيضاً إن كان طرفٌ من أطرافها الأربعة مكسوراً فتزحف على ثلاث، أمّا في حال كان العرج يسيراً فإنّها تُجزئ، وإن كانت سليمةً قبل الذَّبح وعند الذَّبح انكسرت، فإنّها لا تُجزئ أيضاً.
  • العمياء والعوراء: لا تُجزئ البهيمة العوراء التي ذهبت حدقة عينها، أمّا العشواء التي ترى في النهار؛ أي وقت الرَّعي، ولا ترى في الليل، فإنّها تُجزئ.
  • العجفاء: لا تُجزئ البهيمة التي ذهب مُخّ عظمها من شدّة ما بها من هُزال، أمّا إن كان بها بعض الهزال وبقي مخّها، فإنّها تُجزئ.
  • الثولاء: لا تُجزئ المجنونة التي تسبّب جنونها في هزلها؛ لأنّها لا ترعى إلّا يسيراً، ولا خِلاف في ذلك.
  • المقطوعة: وهي البهيمة التي قُطِعت أُذُنها؛ فإن كان بعض الأذن مقطوعاً والقَطع ليس ظاهراً فإنّها تجزئ، أمّا إن كان كثيراً فلا تُجزئ، وهي تُجزئ إذا كان هناك كَيّ في الأُذُن، أو كانت أُذُنها صغيرة، أمّا التي وُلِدت بلا أُذُن فإنّها لا تُجزئ.
  • المأكول بعضٌ منها: وهي المقطوع بعض منها من حيوان ما، كالذئب مثلاً، وفي ذلك تفصيل؛ فإن كان القَطع منها من إليَتها أو ضِرعها فهي لا تُجزئ، كما لا تُجزئ إن كان جزء من اللسان مقطوعاً، أمّا إن وُلِدت بلا إلية أو ضِرع فإنّها تُجزئ، وتُجزئ مكسورة القرن أو التي لا قرن لها؛ لأنّ ذلك لا يُؤثّر في اللحم.
  • المُتولّدة: لا تُجزئ البهيمة التي تعسّرت ولادتها إلّا إذا أفاقت وزال الخَطر عنها، كما لا تُجزئ المُصابة بمرض قد يتسبّب في موتها، كأن تُخنَق، أو تسقط من مرتفع، فإن أفاقت وزال الخطر عنها فإنّها تُجزئ.
  • العصماء: وهي البهيمة مكسورة القرن فيكره التضحية بها.
  • الشرقاء: وهي البهيمة التي اختُرِقت أُذُنها نتيجة الكيّ، ومن المكروه التضحية بها.
  • الخَرقاء: وهي ذات الأُذُن المَشقوقة بالطول، ويكره التضحية بها كذلك.
  • العضباء: وهي التي انكسر قَرْنها بالكامل، ويكره التضحية بها.

مقالات قد تهمك

وبهذا ينتهي مقالنا الذي تحدث عن شروط توزيع الأضحية وهل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب، وما هي أحكامها وسننها، وهل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب، ومتى ينتهي وقت الاضحية، كما تطرّق المقال إلى بيان كيفيّة ذَبْح الأُضحية بالطريقة الصحيحة من البقر والغنم والإبل، وكذلك ما هي العيوب التي لا تجوز في الأضحية، وعرفنا هل يجوز عدم توزيع الأضحية كاملة أو توزيعها على الأهل والأقارب وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.

المراجع

  1. ^ saaid.net، كيفية توزيع الأضحية، 06/06/2024
  2. ^ صحيح مسلم، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مسلم، 1975 ،صحيح
  3. ^ alukah.net، تعريف الأضحية وحكمها، 06/06/2024
  4. ^ binbaz.org.sa، حكم الأضحية وكيفيتها، 06/06/2024
  5. ^ سورة الحج، آية 28
  6. ^ سورة الحج، آية 36
  7. ^ binbaz.org.sa، ما المشروع في توزيع الأضحية؟، 06/06/2024
  8. ^ islamqa.info، وقت ذبح الأضحية، 06/06/2024
  9. ^ aliftaa.jo، ما هي شروط الأضحية، 06/06/2024
  10. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963، صحيح
  11. ^ صحيح أبي داود، عبيد بن فيروز الديلمي، الألباني، 2802، صحيح
  12. ^ سورة الحج، آية 34
  13. ^ binbaz.org.sa، الطريقة الشرعية في الذبح
  14. ^ صحيح مسلم، شداد بن أوس، مسلم، 1955، صحيح
  15. ^ dorar.net، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 06/06/2024
  16. ^ سورة الأنعام ، آية 162
  17. ^ سورة الكوثر، آية 2
  18. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 5565، صحيح
  19. ^ saaid.net، بحث عن الأضحية، 06/06/2024
  20. ^ islamweb.net، فصل في سنن الذبح وآدابه سواء الأضحية وغيرها، 06/06/2024
  21. ^ saaid.net، أحكام الأضحية والذكاة، 06/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *