ما هو فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر وصيغ تسابيح الفجر

ما هو فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر وصيغ تسابيح الفجر
فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر

ما هو فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر، فالاستغفار هو من الأمور المحمودة في الشرع والتي حثّت عليها كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة لما له من فضل عظيم لا يعلمه إلّا الله تعالى وحده، وجاء لفظ الاستغفار في كثير من الآيات القرآنية مصحوبًا بالرحمة والمغفرة والخيرات التي لا تنقضي، ومن خير الأوقات للاستغفار الوقت الذي يسبق صلاة الفجر، وفي هذا المقال سوف يكون هنالك وقفة مع بيان فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر.

فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر

إن الذّكر في وقت السحر؛ أي: قبل صلاة الفجر يعد من أفضل الأعمال التي يمكن للمرء أن يقوم بها، فكيف إذا كان هذا العمل هو طلب العفو والمغفرة من الله تعالى، وقد امتدح الله تعالى عباده الذين يستغفرون بالأسحار فجعلهم من جملة العباد الصالحين المتقين له، يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ ۗ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.[1]

وقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّه قال: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، ومَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، ومَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”،[2] لذلك يعدّ هذا الوقت من أفضل الأوقات التي يمكن للمرء أن يذكر الله تعالى فيها.[3]

شاهد أيضًا: حديث صحيح عن الاستغفار ، أحاديث قدسية عن الاستغفار

فضل الاستغفار بعد صلاة الفجر

إنّ المصلي إذا أدّى الصلاة -أيّ صلاة وليس الفجر على وجه التحديد- فإنّ الملائكة تصلي عليه، وهذا الفضل العظيم من الله تعالى للمسلم الذي ما زال جالسًا في مصلّاه الذي صلّى فيه، فمن صلّى الفجر ثمّ جلس يستغفر بعد الصلاة وهو في مكانه الذي صلّى فيه فإنّ الملائكة تصلي عليه وهو في مجلسه، وفي الحديث يقول عليه وآله الصلاة والسلام: “المَلَائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دَامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ”.[4]

ولقد جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه إذا كان قد فرغ من الصلاة استغفر الله ثلاثًا ثمّ ذكر الله تعالى، ففي الحديث: “كانَ ابنُ الزُّبَيْرِ يقولُ: في دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَلَا نَعْبُدُ إلَّا إيَّاهُ، له النِّعْمَةُ وَلَهُ الفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُخْلِصِينَ له الدِّينَ ولو كَرِهَ الكَافِرُونَ وَقالَ: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُهَلِّلُ بهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ”.[5]

وفي حديث آخر يقول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ خَلْفَ الصَّلَاةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِما أعْطَيْتَ، ولَا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، ولَا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ”،[6] وبعد صلاة الفجر يزيد المرء على ذلك ما جاء في الحديث: “مَن قال في دُبرِ صلاةِ الفجرِ وهو ثانٍ رجليه قَبلَ أن يتكلَّمَ لا إلَهَ إلَّا اللهُ ، وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ ، يُحيي ويُميتُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ عشرَ مرَّاتٍ كَتب اللَّهُ له عشرَ حسناتٍ ومَحا عنهُ عشرَ سيئاتٍ ورفعَ له عشرَ درجاتٍ وكان يومَه ذلك كله في حرزٍ من كلِّ مكروهٍ وحُرِسَ منَ الشَّيطانِ ولم ينبغِ لذَنبٍ أن يدرِكَه في ذلك اليومِ إلا الشِّركَ باللَّهِ تعالى”.[7]

وكذلك من السنّة أن يسبّح ويكبّر ويحمد الله تعالى عقب الصلاة، ففي الحديث: “عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”،[8] وقد قال الإمام الحسن البصري رحمه الله ورضي عنه: “أَكْثِرُوا الِاسْتِغْفَارَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسَكُمْ، وَأَيْنَ مَا كُنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ وَقْتٍ تَنْزِلُ الْبَرَكَةُ”.[9]

فضل الدعاء قبل الفجر

إنّ وقت السحر من أفضل الأوقات التي يمكن للمسلم أن يتوجّه فيها بالدعاء إلى ربه، ففي وقت السحر تكون مجاهدة النفس للقيام لذكر الله تعالى والدعاء له، وهي أكثر الأوقات إجابة للدعاء، وذلك لأن الله عز وجل ينزل إلى السما الدنيا في الثلث الأخير من الليل ليسمع دعوات عباده، فيعطي سؤل السائلين، ويغفر للمستغفرين بإذنه، وفي الحديث يروي الصحابي عمرو بن عنبسة فيقول:

“قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أقرَبَ ما يكونُ الربُّ عزَّ وجلَّ مِن العبدِ جوفُ الليلِ الآخِرُ، فإنِ استطعتَ أنْ تكونَ ممَّن يذكُرُ اللهَ عزَّ وجلَّ في تلك الساعةِ، فافعَلْ؛ فإنَّ الصَّلاةَ محضورةٌ مشهودةٌ إلى طلوعِ الشَّمسِ، فإذا طلَعتْ فإنَّها تطلُعُ بينَ قَرْنَيْ شيطانٍ، وهي ساعةُ صلاةِ الكفَّارِ؛ فدَعِ الصَّلاةَ حتى تَرتفِعَ ويَذهَبَ شُعاعُها -قال معاويةُ: وأمَّا ضَمْرَةُ فقال: حتى تَرتفِعَ قِيدَ رُمحٍ- ثمَّ الصَّلاةُ محضورةٌ مشهودةٌ إلى أنْ يَنتصِفَ النهارُ، وإنَّها ساعةُ تُفتَحُ أبوابُ جهنَّمَ وتُسْجَرُ؛ فدَعِ الصَّلاةَ حتى يَفِيءَ الفَيْءُ، ثمَّ الصَّلاةُ محضورةٌ مشهودةٌ إلى غروبِ الشَّمسِ، فإنَّها تغرُبُ بينَ قَرْنَيْ شيطانٍ، وهي ساعةُ صلاةِ الكفَّارِ”.[10]

شاهد أيضًا: دعاء الاستغفار والتوبة من الزنا

قصص الاستغفار قبل الفجر

للاستغفار قبل الفجر معجزات حقيقية فعلا، ولكن هذا الاستغفار يجب أن يكون مقرونا باليقين بالله، وهنالك كثير من القصص حول الاستغفار قبل صلاة الفجر، ومن تلك القصص ما يأتي:

  • القصة الأولى: كانت إحدى الفتيات قد تزوّجت ومرّ على زواجها حوالي سبع سنوات، ولكن لم يشأ الله لها أن ترزق بمولود، فذهبت إلى العديد من الأطباء وكان الجواب لكل طبيب يفيد بسلامة الزوجين وخلوهما من أي مرض أو سبب يمنع الإنجاب، فقرر الزوجان أن يتوقفا عن الذهاب إلى الأطباء ويتركا الأمر لله، وأصبح الزوجان يقومان في كل ليلة وقت السحر ويصليان لله تعالى ويدعوانه، وبعد مرور ثلاثة عشر عامًا على زواجهما كانت البشرى بحمل الزوجة، فرزقهما الله ابنة بعد طول انتظار.
  • القصة الثانية: لقد كان هناك رجل فقير يعاني من شدة الفقر ما يعانيه، فهو يعمل طوال اليوم ولا يأتي بما يسد رمق زوجته وأبنائه، وتوالت الأيام القاسية عليهم بهذا الشكل، وزاد معاناتهم مرض إحدى أبنائه، ذلك المرض الذي كاد أن يودي بحياته، فظن الرجل أن هذا ابتلاء من الله عز وجل، وقد يكون تكفيرًا لذنب قد اقترفه، فعكف على استغفار الله تعالى والدعاء له في الأسحار، وما هي إلا أيام حتّى زالت غمته، وعادت صحة ابنه كما كانت بل أفضل مما كانت، وأصبحت أحواله تتحسن يومًا بعد يوم، فشكر الله وحمده على كرمه وواظب على الاستغفار وقت السحر شكرًا لله.

تجربتي مع الاستغفار بعد الفجر

تروي إحدى الفتيات تجربتها مع الاستغفار بعد الفجر فتقول: كنت أعاني ما أعانيه من وسوسة الشيطان لي، فكنت لا أصلي كما يجب، ولا أقوم بما أمرني الله به، كما أنني كنت أشرب الخمر وأرتكب الذنوب، وكنت كلما أردت أن أتوب وهنت همتي وعزيمتي، فسألت أحد الشيوخ ليدلني إلى الطريق، فقد ضاق بي الحال وأصبحت وحيدًا، وأصبحت أشعر بسوء ما أقوم به من ذنوب، فقد تدمّرت حياتي، وغضب علي والدي، وابتعد عني من يحبني، فنصحني الشيخ بالتزام الاستغفار وقت السحر، وأن يصحب هذا الاستغفار توبة نصوحة.

فتبت لله توبة نصوحة، والتزمت الاستغفار في وقت السحر، وجاهدت نفسي لئلا أرتكب المعاصي، ولكن وإن ارتكبت شيئًا منها كنت أعود وأندم على ذلك، فوالله لما صدقت نيتي في التوبة أعانني الله على ذلك، فالحمد لله دائمًا وأبدا، فها أنا ذا اليوم لا أقطع فرض صلاة ولا نافلة، وما زلت إلى اليوم محافظًا على الاستغفار وقت السحر، وقد أقلعت عن المعاصي وتبت لله والحمد لله.

شاهد أيضًا: متى تظهر نتائج الاستغفار ، أهم فوائد الاستغفار للمسلم

صيغ استغفار صلاة الفجر

لقد جاء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا انتهى من الصلاة استغفر الله ثلاثًا، كان إذا انصرف من صلاته قال: أستغفر الله ثلاثًا، وهناك صيغ عديدة للاستغفار قد وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي بعض منها:

  • صيغة سيد الاستغفار: “سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ”.[11]
  • الصيغة الواردة في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “إن كنَّا لنعُدُّ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المجلسِ الواحدِ يقولُ : ربِّ اغفِرْ لي وتُبْ عليَّ إنَّك أنت التَّوَّابُ الرَّحيمُ مائةَ مرَّةٍ”.[12]
  • الصيغة الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ”.[13]
  • الصيغة الواردة في حديث زيد بن حارثة رضي الله عنهما: “من قال أستغفرُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الحيُّ القيُّومُ وأتوبُ إليه غُفِر له وإن كان فرَّ من الزَّحفِ”.[14]
  • الصيغة الواردة في حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه: “اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مِن عِندِكَ مَغْفِرَةً إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”.[15]
  • الصيغة الواردة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”.[16]
  • الصيغة الواردة في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: “رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ”.[17]
  • الصيغة الواردة في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.[18]

شاهد أيضًا: كيفية الاستغفار في الأسحار وفضله

صيغ تسابيح قبل الفجر

يعدّ التسبيح من أفضل الأعمال التي قد يقوم بها المسلم وقت السحر، وهذا التسبيح قد ورد له صيغ متعددة، ومن هذه الصيغ:

  • الصيغة الواردة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”.[16]
  • الصيغة الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ”.[19]
  • الصيغة الواردة في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه: “أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ”.[20]
  • الصيغة الواردة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ مِن قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ قالَتْ: فَقُلتُ يا رَسولَ اللهِ، أرَاكَ تُكْثِرُ مِن قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ؟ فَقالَ: خَبَّرَنِي رَبِّي أنِّي سَأَرَى عَلَامَةً في أُمَّتِي، فَإِذَا رَأَيْتُهَا أكْثَرْتُ مِن قَوْلِ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ أسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ، فقَدْ رَأَيْتُهَا {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ والْفَتْحُ} [النصر:1]، فَتْحُ مَكَّةَ، {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ اللهِ أفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ إنَّه كانَ تَوَّابًا} [النصر:2-3]”.[21]
  • الصيغة الواردة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلَائِكَةِ والرُّوحِ”.[22]
  • الصيغة الواردة في حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: “افْتَقَدْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَظَنَنْتُ أنَّه ذَهَبَ إلى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَتَحَسَّسْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هو رَاكِعٌ، أوْ سَاجِدٌ يقولُ: سُبْحَانَكَ وبِحَمْدِكَ لا إلَهَ إلَّا أنْتَ فَقُلتُ: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي، إنِّي لَفِي شَأْنٍ وإنَّكَ لَفِي آخَرَ”.[23]
  • الصيغة الواردة في حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، إذ قال: “قُمتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةً، فقام فقرأَ سورةَ البقَرةِ لا يَمُرُّ بآيةِ رَحمةٍ إلَّا وَقَف وسأَلَ، ولا يَمُرُّ بآيةِ عَذابٍ إلَّا وَقَف وتعَوَّذَ، قال: ثمَّ ركعَ بقَدْرِ قيامِه، يقولُ في ركوعِه: سُبحانَ ذي الجبَروتِ والملَكوتِ والكِبرياءِ والعَظَمةِ، ثمَّ قال في سُجودِه مِثلَ ذلك”.[24]
  • الصيغة الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “مَن قال: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ حُطَّتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ”.[25]
  • الصيغة الواردة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: “مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه”.[26]

وبهذا يكون قد تم مقال فضل الاستغفار قبل صلاة الفجر بعد الوقوف على فضائل الاستغفار قبل الفجر في وقت السحر والوقوف على صيغ الاستنغفار والتسبيح التي يمكن أن يذكرها المسلم في ذلك الوقت المبارك.

المراجع

  1. ^ سورة آل عمران، الآية: 15 - 17
  2. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 758، حديث صحيح.
  3. ^ islamweb.net، الذكر في وقت السحر من أفضل الأعمال، 21/03/2023
  4. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 445، حديث صحيح.
  5. ^ صحيح مسلم، عبد الله بن الزبير، مسلم، 594، حديث صحيح.
  6. ^ صحيح البخاري، المغيرة بن شعبة، البخاري، 6615، حديث صحيح.
  7. ^ الترغيب والترهيب، أبو ذر الغفاري، المنذري، 1/223، حديث إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  8. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 597، حديث صحيح.
  9. ^ islamweb.net، الصيغ المأثورة للاستغفار، 21/03/2023
  10. ^ تخريج مشكل الآثار، عمرو بن عنبسة، شعيب الأرناؤوط، 3971، حديث إسناده صحيح على شرط البخاري.
  11. ^ صحيح البخاري، شداد بن أوس، البخاري، 6306، حديث صحيح.
  12. ^ حلية الأولياء، عبد الله بن عمر، أبو نعيم، 5/13، حديث صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] من حديث محمد بن سوقة.
  13. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 744، حديث صحيح.
  14. ^ الترغيب والترهيب، زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، المنذري، 2/385، حديث إسناده جيد متصل.
  15. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 7387، حديث صحيح.
  16. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 4968، حديث صحيح.
  17. ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 6398، حديث صحيح.
  18. ^ صحيح مسلم، علي بن أبي طالب، مسلم، 771، حديث صحيح.
  19. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 6406، حديث صحيح.
  20. ^ صحيح مسلم، سمرة بن جندب، مسلم، 2137، حديث صحيح.
  21. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 484، حديث صحيح.
  22. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 487، حديث صحيح.
  23. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 485، حديث صحيح.
  24. ^ الفتوحات الربانية، عوف بن مالك الأشجعي، ابن حجر العسقلاني، 2/249، حديث حسن.
  25. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 6405، حديث صحيح.
  26. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 2692، حديث صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *