كيفية صلاة التسابيح بالتفصيل ووقتها وما هو حكم وفضل صلاة التسابيح

كيفية صلاة التسابيح بالتفصيل ووقتها وما هو حكم وفضل صلاة التسابيح هذه الصلاة التي تُعدُّ من أشهر الصلوات في شهر رمضان المبارك، وهي من الصلوات المباركة التي يسعى الكثير من المسلمين إلى معرفة كل ما يتعلق بها من كيفية صلاتها وحكمها ودعائها وغير ذلك من الأمور المتعلقة بصلاة التراويح في الشريعة الإسلامية، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على تعريف صلاة التسابيح وحكمها وكيفية أدائها ووقتها وسوف نتحدث أيضًا عن فضل هذه الصلاة وأفضل الأدعية التي يمكن أن يدعو بها المسلم في صلاة التسابيح.

ما هي صلاة التسابيح

إنّ صلاة التسابيح هي صلاة من الصلوات النافلة في الإسلام، وهي عبارة عن أربع ركعات تُصلّى بتشهد واحد وبتسليمة واحدة أو بتشهدين وتسليمتين أي مثنى مثنى، وقال آخرون من أهل إنّها تُصلّى ركعتين ركعتين بتشهدين، أي تشهد في كل ركعة، وتُسمّى هذه الصلاة بصلاة التسبيح أيضًا، والسبب أنّ التسبيح فيها يتكرر بشكل كبير، وهو يقول: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله”، وجدير بالقول إنّ هذه الصلاة من الصلوات المباركة التي ينبغي على المسلم أن يؤديها مرة واحدة في العمر على أقل تقدير، والله تعالى أعلم. ^[1]

شاهد أيضًا: هل الاستغفار يمحو كبائر الذنوب ، ما هو التسبيح الذي يغفر الذنوب

حكم صلاة التسابيح في الإسلام

اختلف أهل العلم في مشروعية صلاة التسابيح وحكمها في الشرع الإسلامي، وذلك لأنّه لم يرد نص قرآني أو حديث نبوي صريح يشرع هذه الصلاة، ولكنّ جمهور العلماء ذهبوا إلى أنّها مستحبة، قال ابن عابدين في هذه المسألة: “وحديثها حسن لكثرة طرقه ووهم من زعم وضعه، وفيها ثواب لا يتناهى، ومن ثم قال بعض المحققين: لا يسمع بعظيم فضلها ويتركها إلا متهاون بالدين، والطعن في ندبها بأن فيها تغييرًا لنظم الصلاة إنما يأتي على ضعف حديثها فإذا ارتقى إلى درجة الحسن أثبتها وإن كان فيها ذلك”، في حين ذهب الحنابلة إلى أنّ هذه الصلاة غير صحيحة وغير مسنونة في الشرع الإسلامي، وقالها إنه يجوز أداؤها لأنّه يجوز في الشرع الأخذ بالحديث الضعيف في الأعمال الفاضلة، وفيما يأتي ننقل بعض أقوال أهل العلم في حكم صلاة التسابيح: ^[2]

• قال الصاوي: “وصفة صلاة التسابيح التي علمها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعمه العباس وجعلها الصالحون من أوراد طريقهم، وورد في فضلها أن من فعلها ولو مرة في عمره يدخل الجنة بغير حساب”.
• قال الإمام أحمد بن حنبل: “ما يعجبني، قيل لم قال ليس فيها شيء يصح ونفض يده كالمنكر ولم يرها مستحبة؟ قال الموفق: وإن فعلها إنسان فلا بأس لجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال”.

مشروعية صلاة التسابيح

بحسب جمهور أهل العلم تُعدّ صلاة التسابيح مستحبة في الإسلام، أمّا فيما يتعلق بمشروعيتها، فلم ترد هذه الصلاة سوى في حديث ضعيف رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ولكنّ أهل العلم قالوا إنه يجوز الأخذ بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال للعبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ: يا عبَّاسُ يا عمَّاه ألا أعطيك، ألا أمنحُك، ألا أحبوك، ألا أفعلُ بك، عشرُ خصالٍ إذا أنتَ فعلتَ ذلك غَفر اللهُ لك ذنبَكَ، أولَه وآخرَه، قديمَه وحديثَه، خطأَه وعمدَه، صغيرَه وكبيرَه، سرَّه وعلانيتَه، عشرُ خصالٍ: أنْ تصليَ أربعَ ركعاتٍ تقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةً، فإذا فرغتَ من القراءةِ في أولِّ ركعةٍ وأنتَ قائمٌ قلتَ: سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولَا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ خَمسَ عشرةَ مرةً، ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكعٌ عشرًا، ثم ترفعُ رأسَك من الركوعِ فتقولُها عشرًا، ثم تَهوي ساجدًا فتقولُها وأنت ساجدٌ عشرًا. ثم ترفعُ رأسَك فتقولُها عشرًا، فذلك خمسٌ وسبعون في كلِّ ركعةٍ، تفعلُ ذلك في أربعِ ركعاتٍ، إن استطعتَ أنْ تُصليَها في كلِّ يومٍ مرَّةً فافعلْ، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ جمُعةٍ مرَّةً، فإنْ لم تفعلْ ففي كلِّ شهرٍ مرَّةً. فإن لم تفعلْ ففي كلِّ سنةٍ مرَّةً. فإن لم تفعلْ ففي عمُرِك مرَّةً” ^[3]والله تعالى أعلم. ^[2]

كيفية صلاة التسابيح بالتفصيل ووقتها

ورد في كيفية صلاة التسابيح قولان اثنان، سوف نقوم فيما يأتي بالحديث عن هاتين الطريقتين بالتفصيل: ^[4]

• الأولى: إنّ صلاة التسابيح تُصلّى أربع ركعات متتالية بتسليمة واحدة، يقرأ في كل ركعة من هذه الركعات الأربع سورة الفاتحة، ويقرأ في الركعة الأولى والثانية ما تيسر من القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، وبعد قراءة القرآن في كل يركع يجب التسبيح 15 مرة، بقول: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله” ثم يركع فيسبح بنفس القول أثناء الركوع عشر مرات ثم يرفع من الركوع فيسبح عشر مرات، ثم يسجد فيسبح في كل سجدة بنفس القول عشر مرات، وعند الرفع من كل سجدة يسبح عشر مرات، وبذلك يكون قد سبح في كل ركعة خمسًا وسبعين تسبيحة.
• الثانية: وهي طريقة وردت عن ابن المبارك، حيث يقول إنها صلى صلاة التسابيح في الليل ركعتين ركعتين، وصلاها في النهار أربع ركعات وإذا شاء سلم فيها، وفي هذه الصلاة يبدأ المسلم بالتسبيح فيقول: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله” خمس عشرة مرة قبل قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، ثم يقرأ سورة الفاتحة وما تيسر من كتاب الله، ثم يركع فيسبح عشر تسبيحات ثم يرفع من الركوع ويسبح عشر تسبيحات ثم يسجد ويسبح عشر تسبيحات ثم يرفع من السجود ويسبح عشر تسبيحات، ثم يسجد ويفعل نفس الفعل ثم يرفع من السجود فيفعل ذات الفعل، وبهذا يكون قد سبع خمسًا وسبعين تسبيحة في كل ركعة.

وقت صلاة التسابيح

لم يرد وقت معين لأداء صلاة التسابيح في الشريعة الإسلامية، فيجوز أداؤها في الليل ويجوز أداؤها في النهار أيضًا ولا خلاف في ذلك بين علماء المسلمين، ولكنْ يجب عدم أداء هذه الصلاة في الأوقات التي يتم فيها النهي عن الصلوات، قال ابن حجر الهيتمي: “وما حكاه الدميري عن صاحب المستوعب من أن وقتها ليلة الجمعة ويومها غريب، ففي فتاوى ابن الصلاح أنها لا تختص بليلتها، كما جاء في الحديث، ومثل ليلتها يومها في أنها لا تختص به، لا في أنها تكره فيه” ويرى العلماء أنّ أفضل وقت لأداء هذه الصلاة هو الثلث الأخير من الليل، والله تعالى أعلم. ^[5]

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح جهرية ام سرية وهل يجوز الجهر في صلاة التراويح للمنفرد

كم عدد التسبيحات في صلاة التسابيح

إنّ عدد التسبيحات في كل ركعة من ركعات صلاة التسابيح هو خمس وسبعون تسبيحة، تتوزع هذه التسبيحات في الركعة الأولى على الشكل الآتي: ^[4]

• خمس عشرة تسبيحة أثناء الوقوف بعد قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من كتاب الله تعالى.
• عشر تسبيحات عند الركوع.
• عشر تسبيحات عند القيام من الركوع.
• عشر تسبيحات عند السجود في السجدة الأولى.
• عشر تسبيحات عند القيام من السجود في السجدة الأولى.
• عشر تسبيحات عند السجود في السجدة الثانية.
• عشر تسبيحات عند القيام من السجود في السجدة الثانية.

فضل صلاة التسابيح

لا شك في أنّ لصلاة التسابيح فضلًا عظيمًا وثوابًا كبيرًا من الله رب العالمين، فهي -وإن لم يرد فيها ما يثبت مشروعيتها بشكل صحيح- إلّا أنها صلاة مليئة بالفضل والثواب، فالإنسان يسبح الله تعالى في هذه الصلاة كثيرًا، فيقول: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلّا بالله” وهي كلمات عظيمة، توجب الكثير من الفضل والثواب لمن يقولها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مر بشجرةٍ يابسةِ الورقِ فضربها بعصاهُ فتناثر الورقُ فقال إنَّ الحمدُ للهِ وسبحانَ اللهِ ولَا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ لتساقط من ذنوبِ العبدِ كما تساقطَ ورقُ هذه الشجرةٍ” ^[6]فعلى المسلم أن يؤدي هذه الصلاة عسى أن تكون سببًا في مغفرة ذنوبه، والله تعالى أعلم. ^[1]

شاهد أيضًا: ملخص أحكام صلاة التراويح في شهر رمضان

أدعية صلاة التسابيح

كثيرة هي الأدعية التي يمكن للمسلم أن يدعو الله تعالى بعد الانتهاء من صلاة التسابيح، ولعل أعظم هذه الأدعية هي: ^[7]

• الدعاء الأول: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.
• الدعاء الثاني: اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأعوذ بك من فتنة الدجال.
• الدعاء الثالث: اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت.
• الدعاء الرابع: اللهم إني أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج تشيبني قبل المشيب، ومن ولد يكون عليّ ربًّا، ومن مال يكون عليّ عذابًا، ومن خليل ماكر عينه تراني، وقلبه يرعاني؛ إن رأى حسنة دفنها، وإذا رأى سيئة أذاعها.

بهذه الأدعية نختم مقال كيفية صلاة التسابيح بالتفصيل ووقتها هذا المقال الذي مررنا فيه على تعريف صلاة التراويح، ثم ألقينا فيه الضوء على حكم صلاة التسابيح وكيفية صلاة التسابيح بالتفصيل ووقتها وتحدثنا فيه عن فضل هذه الصلاة وأفضل الأدعية التي يمكن الدعاء بها في هذه الصلاة المباركة.