لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم

لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم
لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم

لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم من الأسئلة الدينية والتاريخية التي يجب على كل مسلم الإحاطة بها لمعرفة تاريخه وما يتعلق بأموره الدينية، فقد اعتمدت التسميات على حوادث معينة أو رموز محددة، وقد تكون بعض التسميات من أصول عربية أو من أصول أجنبية، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن التقويم الهجري ونتعرف على سبب تسمية السنة الهجرية بهذا الاسم وغير ذلك من التفاصيل.

التقويم الهجري

يعتمد المسلمون في معظم الدول الإسلامية على التقويم القمري والذي يُطلَق عليه أيضًا اسم التقويم الهجري أو الزمن الهجري، ويعتمد هذا التقويم على دورة القمر حول الأرض من أجل تحديد الأشهر وأيامها، ويتكون العام في التقويم الهجري من 12 شهرًا، ويتكون العام الهجري أيضًا من 354 أو 355 يومًا.

ويحرص المسلمون على استخدامه من أجل تحديد العديد من المناسبات الدينية مثل شهر رمضان وأداء فريضة الحج والأعياد والأشهر الحرم وعدة الطلاق والحامل ومن أجل دفع الزكاة، وتستخدم بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية التقويم الهجري تقويمًا رسميًا لها، ولكن تحولت كثير من الدول الإسلامية إلى اعتماد التقويم الميلادي خصوصًا في المعاملات الرسمية نظرًا لانتشاره في جميع أنحاء العالم.[1]

لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم

يرجع سبب تسمية السنة الهجرية بهذا الاسم نسبةً إلى تاريخ هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان العام الذي هاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بداية التاريخ الهجري وبداية عدِّ السنوات الهجرية، وكان ذلك العام هو العام 1 للهجرة، وعلى الرغم من أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم هاجر في شهر ربيع الأول حسب أرجح الروايات إلا أنَّ تمَّ اعتماد شهر محرم هو الشهر الأول في العام الهجري لأنَّه يأتي بعد فريضة الحج وعودة الحجيج إلى بلادهم.

من هو أول من وضع التاريخ الهجري

يعدُّ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من اعتمد التقويم الهجري في الإسلام، وقد كان المسلمون يعتمدون على التقويم القمري منذ بداية الإسلام كما كان عليه العرب في الجاهلية، وقد أكد لهم الله تعالى ذلك في كتابه العزيز فقال جلَّ من قائل: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ “،[2] وقد ذكر العديد من الصحابة في زمن عمر بن الخطاب مشكلة عدم اعتماد تاريخ محدد يعتمدون عليه من أجل تحديد الوثائق.

وقد أرسل الصحابي أبو موسى الأشعري رسالة إلى عمر بن الخطاب يوضح له فيها أنَّه تأتي أحيانًا رسائل من الخليفة لا يعرفون متى أرسلت لأنها لا تحتوي على تاريخ، وعند ذلك جمع عمر بن الخطاب الصحابة واستشارهم في هذه المسألة، ورأى البعض أن يعتمدوا على التقويم حسب تأريخ الروم أو حسب تأريخ الفرس، والبعض أشار باعتماد مولد النبي صلى الله عليه وسلم أو بعثته أو هجرته، عند ذلك وافق عمر والصحابة على اعتماد الهجرة لأنها فرقت بين الحق والباطل، وبسبب التأثير الكبير التي تركته في العالم الإسلامي وفي قيام الدولة الإسلامية.[1]

أهمية التقويم الهجري في الإسلام

يعبِّر التقويم الهجري عن قوة الإسلام والمسلمين، وعن أثر هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على انتشار الإسلام وقيام الدولة الإسلامية، ولا شكَّ بأنَّ كل أمة تفتخر بتاريخها وحضارتها، ويعبر التاريخ الهجري عن ثقافة وحضارة المسلمين، قد أصبح جزءًا من هذه الثقافة والحضارة، وتوجد أهمية كبيرة للتقويم الهجري لدى المسلمين بالنسبة للعبادات غير القيمة المعنوية التي يؤديها، وفيما يأتي بعض النقاط التي توضح أهمية التقويم الهجري:[1]

  • أهمية التقويم الهجري في الحج: حيث يكون الحج في شهر ذي الحجة، ولا يمكن اعتماد غير التقويم الهجري من أجل أداء فريضة الحج والتي تعدُّ من أعظم العبادات في الإسلام.
  • صيام شهر رمضان: تعتمد فريضة الصيام في الإسلام على التقويم الهجري لمعرفة وقت شهر رمضان المبارك، وتعدُّ أيضًا فريضة الصيام من أعظم العبادات في الإسلام.
  • الاحتفال بالأعياد الإسلامية: يأتي عيد الفطر بعد نهاية شهر رمضان، ويأتي عيد الأضحى بعد انقضاء فريضة الحج، ولا بدَّ من العمل وفق التقويم الهجري للتعرف على تاريخ كل عيد.
  • إخراج الزكاة: تعتمد الزكاة في الإسلام على أن يحول الحول على المال، وذلك وفق السنة القمرية الهجرية، إذ يجب أن يحول الحول وتكتمل السنة القمرية على وجود المال حتى يخرج المسلم الزكاة منه.
  • عدة الطلاق: إنَّ عدة المطلقة أو الأرملة التي توفي عنها زوجها في الإسلام تعتمد في معرفة نهايتها على التقويم الهجري.
  • عبادات أخرى: تعتمد بعض العبادات الأخرى أيضًا على التقويم الهجري ومنها: سنُّ الأضحية، الظهار، كفارة قتل الخطأ، الرضاع، صيام ستة أيام من شوال، صيام أيام البيض وغيرها.

متى بدأ التاريخ الهجري بالميلادي

لقدَّ اعتمد المسلمون التقويم الهجري في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ذلك بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو 17 عامًا، واتخذوا عام هجرة رسول الله بداية لهذا التقويم، والذي وافق عام 622م، فقد كانت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تاريخ 12 من شهر ربيع الأول الموافق لتاريخ 21 من شهر سبتمبر من عام 622م، وكانت بداية التقويم الهجري في يوم الجمعة بتاريخ 1 من شهر محرم من عام 1 هجري، الموافق لتاريخ 16 من شهر يوليو من عام 622م.

لماذا سميت السنة الهجرية بالسنة القمرية

تسمَّى السنة الهجرية أيضًا باسم السنة القمرية، وسبب تسمية السنة الهجرية بالسنة القمرية لأنَّها تعمتد على حركة القمر ودورانه حول الأرض في تحديد أشهر السنة الهجرية وانتهاء السنة الهجرية، حيث تستغرق دورة القمر حول الأرض 29 أو 30 يومًا، حيث تبدأ دورة القمر حول الأرض بظهور الهلال على شكل منجل، ثمَّ يزداد حجمه حتى يصبح بدرًا في منتصف الشهر الهجري، وبعد اليوم الخامس عشر من الشهر يبدأ بالتناقص حتى يختفي تمامًا في نهاية الشهر، ويشير هذا الاختفاء إلى بداية شهر قمري جديد، وتشكل كل 12 دورة للقمر سنة قمرية، ويبلغ عدد أيام السنة القمرية 354 إلى 355 يومًا وذلك حسب رؤية القمر أو انعدام رؤيته، وبما أنَّ التقويم الهجري اعتمد على السنة القمرية التي تعتمد عليها كثير من الحضارات منذ القدَم، فقد سميت أيضًا باسم السنة القمرية.

سبب تسمية الشهور الهجرية

تقسم السنة الهجرية إلى 12 شهرًا، تبدأ بشهر محرم وتنتهي بشهر ذي الحجة، وهي بالترتيب: المحرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخر، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذي القعدة، ذي الحجة، وقد أورد ابن كثير في تفسيره سبب تسمية الأشهر الهجرية بهذه الأسماء، وذلك حسب ما نقله عن الإمام السخاوي، وفيما يأتي سيتم إدراج هذه الأسباب بشيء من التفصيل:

اسم الشهر سبب التسمية
شهر محرم سمِّيَ شهر محرم بهذا الاسم كونه واحدًا من الأشهر الحرم الأربعة التي حددها العرب قبل الإسلام، وجاءت التسمية تأكيدًا لحرمته، لأنَّ العرب كانوا يحلونه عامًا ويحرمونه عامًا.
شهر صفر سمِّي صفر بذلك لأنَّ الديار كانت تخلو من سكانها ويغادر معظم الناس في الأسفار المختلفة بحثًا عن الرزق والطعام بعد انتهاء الأشهر الحرم، وقد كانت الديار تصفُر عندما تخلو من السكان ولذلك أطلق عليه هذا الاسم.
ربيع الأول سمِّي شهر ربيع الأول بهذا الاسم نسبةً إلى ارتباع العرب فيه، وهو الإقامة في عمارة الربيع، أو لمجيئه في فصل الربيع حسب ما ذكرت العديد من المصادر.
ربي الثاني نفس سبب تسمية شهر ربيع الأول، لأنه يأتي أيضًا في فصل الربيع أو لارتباع العرب فيه.
جمادى الأولى سمي بذلك نسبة إلى البرد الشديد وجمود الماء فيه، ولذلك لأنَّه صادف فصل الشتاء عندما تمَّت تسمية الشهر.
جمادى الآخرة نفس تسمية جمادى الأولى، بسبب البرد الشديد، إذ صادفت تسمية الشهر مجيئه في فصل الشتاء.
شهر رجب سمي شهر رجب بهذا الاسم نسبة إلى الترجيب أي التعظيم، وذلك لأنه من الأشهر التي حرم القتال فيها في الجاهلية.
شهرر شعبان نسبة إلى تشعب العرب وتفرقها في الحروب بعد شهر رجب الذي يعدُّ استراحة من القتال لأنه من الأشهر الحرم.
شهر رمضان سمي شهر رمضان بهذا الاسم لأنه صادف أنَّه كان في فصل الصيف شديد الحر وهو الرمضاء عندما تمت تسميته، وهو أعظم الشهور الهجرية على الإطلاق لأن المسلمين يصومونه وفيه نزل القرآن الكريم.
شهر شوال جاءت تسميته من التشول وهو نقص لبن الإبل، حيث يجف لبن الإبل بعد عيد الفطر، ولذلك سمي بشهر شوال.
ذي القعدة سمي بذلك لأنَّ المسلمين كانوا يقعدون فيه عن القتال والسفر للقتال لأنه من الأشهر الحرم.
ذي الحجة سمي بذلك لأنَّ فريضة الحج تؤدى فيه، حيث يذهب الناس إلى البيت الحرام لأداء فريضة الحج التي تحدث في النصف الأول من الشهر.

لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم

يشير مفهوم الأشهر الحرم عند العرب إلى أربعة أشهر وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وشهر رجب المنفرد، وقد اختلفت الرويات في سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم، حيث يعتقد البعض أنَّه سمِّيَت بذلك لأنَّ الله تعالى حرَّم القتال فيها، فقد ورد في كتاب الله تعالى قوله جلَّ من قائل: ” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ”.[3]

ويرى كثيرون أنَّ غاية التحريم هي سفر الناس من أجل أداء مناسك الحج في الأشهر الثلاث المتعاقبة، ويعتقد البعض أنَّ سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم هو مضاعفة العقاب لمن يعصي الله تعالى فيها، وكذلك مضاعفة الأجر في الطاعات والعبادات، وقد ورد عن ابن كثير قوله: “إنّ المعصية في الأشهر الحُرُم تُضاعَف أكثر من غيرها في الشُّهور الأخرى، كما أنّها تُضاعَف في البلد الحرام ولذلك سُمِّيت بالأشهر الحُرُم”.[4]

مقالات قد تهمك

لماذا  سميت السنة القمرية الهجرية بهذا الاسم لماذا سميت المدينة المنورة بهذا الاسم
معلومات عن السنة الهجرية تعبير عن السنة الهجرية الجديدة بالعناصر كاملة
لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم

في نهاية مقال لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم تمَّ إدراج معلومات عن التقويم الهجري في الإسلام، كما تمَّ التعرف على أول من اعتمد التقويم الهجري من المسلمين، وعرفنا بداية التاريخ الهجري حسب التاريخ الميلادي، وتمَّ إدراج أسباب تسمية الأشهر الهجرية وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، تقويم هجري، 21/06/2024
  2. ^ سورة التوبة، آية 36.
  3. ^ سورة البقرة، الآية 217.
  4. ^ islamweb.net، الأشهر الحرم... تعريفها... ومضاعفة الثواب والعقاب فيها، 21/06/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *