على من لا تجب زكاة الفطر ولمن تعطى زكاة الفطر

على من لا تجب زكاة الفطر ولمن تعطى زكاة الفطر، فزكاة الفطر هي الزكاة التي تكون بسبب الإفطار من شهر رمضان المبارك، وتُسمّى بزكاة الرؤوس، والرِّقاب، والأبدان، ويُطلَق عليها أيضاً اسم صدقة الفطر؛ فلفظ الصدقة يُطلَق على الزكاة الواجبة على المسلم، كما وردت تسميتها بذلك في عدّة نصوصٍ من القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، ولزكاة الفطر عدة شروط وأحكام، وفيما يأتي سنتعرف على من لا تجب زكاة الفطر عليهم.

على من لا تجب زكاة الفطر

زكاة الفطر تجب على كل مسلم ومسلمة ولكن هناك بعض من لا تجب عليهم زكاة الفطر وهم ما يلي:^[1]

• الفقير: الذي لا يملك قوته وقوت عياله ليلة العيد.
• المعسر: الذي لا يملك إلا ثياب بدنه وقوت يومه، وهو الذي لا يقدر على النفقة بمال.
• العبد: عن نفسه لأنه يُشتَرَطُ في وُجوبِ زكاةِ الفِطرِ الحريَّة؛ فلا فِطرةَ على رقيقٍ عَن نفْسِه، ولأنَّ العبد لا يَمْلِك ومن لا يَمْلكُ لا يُملِّكُ غَيرَه.
• الحمل: الذي في جوف المرأة حين العيد فليس عليه زكاة الفطر، ولكن تستحب؛ لأن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الخليفة الراشد أخرجها عن الحمل، فاستحبها أهل العلم اقتداء بـعثمان رضي الله عنه.
• الكافر أو الكافرة: لأنهما ليسا من أهل الطهارة وليسا من أهل الزكاة حتى يسلما، فالكافر إذا كان عنده عبد كافر أو ولد كافر لا يزكى عنه؛ لأنه خبيث بالكفر لا تطهره الزكاة، فلا زكاة إلا على المسلم.

على من تجب زكاة الفطر

زكاة الفطر تجب على كل مسلم إذا كان موجوداً حين غابت الشمس ليلة الفطر من رمضان المبارك، وتؤدى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، وفيما يأتي نذكر من تجب عليهم زكاة الفطر:^[2]

• تجب صدقة الفطر على كل مسلم ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أو كبيراً، عبداً كان أو حراً، ويخرجها الزوج عن زوجته وأولاده ومن يمونهم من أقاربه كأمه التي تعيش معه أو أخته التي تعيش معه، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر قال: “أمر رسولُ اللهِ بصدقةِ الفطرِ عن الصغيرِ والكبيرِ، والحرِّ والعبدِ ممن تُمَوِّنون”.^[3]
• تجب صدقة الفطر على من ملك قوته وقوت عياله وقوت من يمونهم ليلة العيد ويومها؛ لأن صدقة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان أو طلوع فجر يوم عيد الفطر على خلاف بين أهل العلم ولا يشترط لوجوبها ملك النصاب على الراجح من أقوال العلماء.

شاهد أيضاً: هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان وهل يجوز إخراجها في العشر الأواخر

تعريف زكاة الفطر

زكاة الفطر لها تعريفان أحدهما لغوي والآخر شرعي، وهما بالتفصيل كما يأتي:^[4]

• لغةً: يرجع أصل الزكاة في معاجم اللغة العربيّة إلى معنيَين اثنَين، هما: البركة والزيادة، والطهارة، والنماء، أما الفِطر لُغةً: فهو يدلُّ على فتحِ شيءٍ وإبرازِه.
• شرعاً: تعريف زكاة الفطر في الاصطلاح الشرعي هي صدقةٌ مُقدَّرة عن كلِّ مسلمٍ قبل صلاةِ عِيدِ الفِطر في مصارِفَ معيَّنة وذلك تطهيراً له ممّا قد يقع به من أمورٍ تتخالف ما يجب أن يكون عليه المسلم الصائم.

هل تجب زكاة الفطر على الفقير

لا تجب زكاة الفطر على الفقير الذي لا يجد قوت يومه في ليلة العيد، فإذا كان فقيراً ليس لديه شيء ليلة العيد، أي ليس لديه صاع يخرج عن نفسه، ولا أكثر من ذلك عن نفسه وأهل بيته لشدة فقره، ما عنده شيء فليس عليه شيء، لكن إذا كان عنده سعة يستطيع أن يخرج صاعًا عن نفسه، وأصواعًا أخرى عن أهل بيته، بعد قدر حاجته يوم العيد وليلة العيد هذا يلزمه، يدخر حاجته يوم العيد وليلة العيد ويخرج من الباقي الفطرة عنه وعن أهل بيته، أما إذا كان لا، ما يستطيع هذا ما عنده شيء، فليس عليه شيء، لكن إذا أعطي فطرة قبل العيد، أعطاه الناس فطرة قبل العيد يخرج منها زكاته، والله تعالى أعلم.^[5]

شاهد أيضاً: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

هل تجب زكاة الفطر على المعسر

لا تجِبُ زكاةُ الفِطر على مُعسرٍ وَقتَ الوُجوبِ، ^[6]والمعسر هو من لا يقدر على النفقة، أو أداء ما عليه بمال ولا كسب، وقال بعضهم: المعسر من زاد خرجه عن دخله، وبعض أهل العلم يجعل المعسر قسمين هما، الأول: معسر يستحب إنظاره وهو المعسر الذي ليس بمعدم، لكن في الحكم عليه بتعجيل القضاء أضرار، كمن عنده أصول أو عروض، أي عمارات أو تجارات، ولكن ليس في يده نقود، أما الثاني: معسر يجب إنظاره وهو المعسر المعدم، وهذا التقسيم قاله علماء المالكية، وهو تقسيم وجيه، والله تعالى أعلم.^[7]

على من تجب زكاة الفطر عند الحنفيَّة

ذهب الحنفيَّة إلى القول: أنه يجب على الرجل إذا كان غنيًّا أن يؤديها عن نفسه، وعن كلِّ مَن له ولاية عليه؛ وهم ابنه الصغير وبنته الصغيرة وابنه الكبير إذا كان مجنونًا؛ لأنَّ هؤلاء جميعًا له حق التصرُّف في أموالهم بما يعود عليهم بالنَّفع بدون إذنهم، هذا في حالة كونهم فقراء، أمَّا في حالة كونهم أغنياء فإنه يخرجها من أموالهم، ولا يرى الحنفيَّةُ أن يخرجها الأبُ عن بنيه الكبار ووالديه وأقاربه وزوجته، سواء كانوا أغنياء أو فقراء؛ لأنَّه وإن كانت تلزمه نفقتهم إذا كانوا فقراء، فإنَّ ولايته عليهم قاصرة؛ بدليل أنَّه لا يجوز له التصرُّف في أموالهم إذا كان لهم مال إلَّا بإذنهم، والله تعالى أعلم.^[8]

شاهد أيضاً: ما دليل زكاة الفطر من السنة وما حكم زكاة الفطر

على من تجب زكاة الفطر عند المالكية

ذهب المالكيَّةُ إلى أنَّ الرجل يؤدِّيها عن نفسه وعن مَن تجب عليه نفقتُه؛ وهم الوالدان الفقيران، وأولاده الفقراء ذكورًا أو إناثًا، والزوجة وإن كانت ذات مال، وكذلك زوجة والده الفقير، وقد استدلُّوا على هذا بما رواه الدارقطني عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: “أمر رسولُ اللهِ بصدقةِ الفطرِ عن الصغيرِ والكبيرِ، والحرِّ والعبدِ ممن تُمَوِّنون”؛^[3] أي: تُنفقون عليهم، ويستنتج مِن ذلك أنَّ المالكيَّة لا يرون أن يؤدي المرء زكاةَ الفِطر عن أولاده الأغنياء، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، ولا عن والديه الغنيَّينِ كذلك، والله تعالى أعلم.^[8]

متى تجب زكاة الفطر

اختلف أهلُ العِلم في الوَقتِ الذي تجِبُ فيه زكاةُ الفِطرِ على قَولينِ وهما كالآتي:^[9]

• القول الأوّل: تجِبُ بغُروبِ شَمسِ آخِر يومٍ مِن رمضانَ، وهو مذهَبُ الشافعيَّة على الأصحِّ، والحَنابِلَة، وهو أحَدُ القَولينِ المشهورينِ لدى المالكيَّة، وبه قال بعضُ السَّلَفِ، واختاره ابنُ عُثيمين، واللَّجنةُ الدَّائمة، واستدلوا على ذلك بما جاء عن عبد الله بنِ عبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهما- قال: “فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ؛ طُهرةً للصَّائمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ، فهي زكاةٌ مَقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ”.^[10]
• القول الثاني: أنَّ وَقتَ وُجوبِ زكاة الفطر يبدأُ مِن طُلُوعِ الفَجرِ مِن يومِ الفِطرِ، وهو مذهَبُ الحنفيَّة، والظَّاهِريَّة، وأحَدُ القَولينِ المَشهورينِ لدى المالكيَّة، وهو قَولُ الشافعيِّ القديم، وبه قال اللَّيثُ بنُ سَعدٍ، واختاره ابنُ المُنْذِر، واستدلوا على ذلك بما جاء عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ”.^[11]

شاهد أيضاً: ما دليل زكاة الفطر من القرآن وما هو وقت إخراجها

هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان

هناك عدة أقوال للعلماء في وقت إخراج زكاة الفطر وقد اختلفوا في ذلك، على قولين وهما كما يأتي:^[12]

• القول الأوّل: ذهب المالكية إلى جواز إخراجها قبل يوم أو يومين من عيد الفطر أي في 27 و28 من شهر رمضان المبارك، ولا يجوز إخراجها قبل ذلك، ووافقهم في ذلك الحنابلة، لفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-، فقد كان يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين، وكما وافقهم في ذلك الشافعية، وذهبوا إلى جواز إخراجها في نهار يوم العيد، والأفضل أن تكون قبل صلاة العيد في بداية اليوم.
• القول الثاني: يرى الحنفية جواز إخراجها من أول أيام شهر رمضان، واستدلوا بأنّ السبب منها الصوم والفطر، فإذا وجد أحد السببين يجوز للمسلم إخراجها، وهذا القول هو الصحيح عند الشافعية.

لمن تعطى زكاة الفطر

اختلف الفقهاء في مصاريف زكاة الفطر ولمن تعطى زكاة الفطر، ويُمكن توضيح أقوالهم على النحو الآتي:^[13]

• القول الأوّل: وهو أنّ مَصرِفَ زكاةِ الفِطرِ هو مَصرِفُ زكاةِ المالِ في الأصنافِ الثَّمانيةِ وهذا قول الحنفيّة، والشافعية، والحنابلة، وقد استدلّوا على ذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،^[14] إذ إنّ الآية عامّةٌ في صرف الصدقات بعمومها لهذه الأصناف، وزكاة الفِطْر داخلةٌ تحت مسمَّى الصَّدقةِ في الآيةِ، وهي صَدَقةٌ واجبةٌ، فوجب ألَّا يختصَّ بها صِنفٌ مع وجودِ غَيرِه، كزكاة الأموالِ.
• القول الثاني: أنَّ مَصرِفَ زكاة الفطر هو الفُقَراءُ والمساكينُ فقط، وهذا مذهَبُ المالكيَّة، وهو قَولٌ للحَنابِلَة، واختاره ابنُ تيميَّة، وابنُ القيِّم، والشوكانيُّ، وابنُ باز، وابنُ عُثيمين، وقد استدلوا على ذلك بما جاء عن عبد الله بنِ عَبَّاسٍ -رضِيَ اللهُ عنهما- قال: “فرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ طُهرةً للصَّائمِ من اللَّغوِ والرَّفَثِ وطُعمةً للمساكينِ ، من أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ ، ومن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ من الصَّدقاتِ”،^[10] وفي هذا النصٌّ تذكر صَدقةَ الفِطرِ على أنها طُعمةً للمَساكينِ، فوجب الاقتصارُ عليهم، وأيضاً لم يكُنْ مِن هَديِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ قِسمَةُ صَدَقةِ الفِطرِ على الأصنافِ الثَّمانيةِ، ولا أمَرَ بذلك، ولا فَعَلَه أحدٌ من أصحابِه، ولا مِن بَعدِهم.

شاهد أيضاً: هل يجوز اخراج زكاة الفطر مكرونة وما قيمة زكاة الفطر 2023

زكاة الفطر 2023

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا خُيِّرَ بينَ أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، وبعد اجتهاد الفقهاء الثقات حول مقدار زكاة الفطر لعام 2023 واستخلاصهم للحكم الشرعي من ديننا العظيم الذي جاء لكل زمان ومكان، جاء حساب زكاة الفطر 2023 بجواز إخراج الزكاة نقدًا، بقيمة مقدرة بـ: 4.5 دولار أمريكي كحد أدنى للشخص الواحد حسب ما حددته الإغاثة الإسلامية بالتنسيق مع مجامع الإفتاء وكوكبة من العلماء والفقهاء الثقات في العالم الإسلامي،^[15][]وكما تم تحديد قيمة زكاة الفطرة داخل المملكة العربية السعودية بنحو 25 ريالًا سعوديًا للفرد الواحد، وهذا هو متوسط ​​سعر الأرز في المملكة العربية السعودية للعام الحالي 2023.

وبهذه السطور نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي بين على من لا تجب زكاة الفطر ولمن تعطى زكاة الفطر، وعلى من تجب زكاة الفطر عند الحنفية وعند المالكية وغيرهم، وما هو تعريفها، وهل تجب زكاة الفطر على الفقير وهل تجب زكاة الفطر على المعسر، وكما تطرّق المقال إلى توضيح متى تجب زكاة الفطر ولمن تعطى زكاة الفطر، وأيضاً هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان المبارك، وما هو مقدار زكاة الفطر لعام 2023.