ماذا يقرأ في صلاة العيد بين التكبيرات

ماذا يقرأ في صلاة العيد بين التكبيرات، حيث يستعد المسلمون في كل بقاع العالم لاستقبال عيد الفطر المبارك في الساعات القادمة، كما يتجهز كل منهم لأداء صلاة العيد في أول أيامه، وترديد الذكر التكبيرات، والصلاة العيد شروط يجب تحقيقها لضمان صحتها وقبولها بإذنه تعالى، لذلك يسأل الكثير عمَّا يُقرأ بين التكبيرات، وفي هذا المقال سنعرف ماذا يقرأ في صلاة العيد بين التكبيرات.

ماذا يقرأ في صلاة العيد بين التكبيرات

لم يحفظ أو يذكر عن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر محدد أو قراءة معينة بين تكبيرات العيد، ولكن جاء ذلك عبر بعض السلف الصالح، وهذا ما أدى إلى اختلاف كلمة العلماء في هذه المسألة، فمن سكت بين التكبيرتين فلا بأس في ذلك ولا حرج، ومن ذكر الله فلا بأس في ذلك ولا حرج، والذكر أولى لثبوته عن عبد الله بن مسعود ولم يخالفه غيره من الصحابة، حيث قال: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”، وإن قال: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، اللهم اغفر لي وارحمني، كان حسنًا، وكذلك إن قال: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، ونحو ذلك، وهذا ليس فيه شيء  مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، حيث ذهب مالك وأبو حنيفة والأوزاعي إلى أن يكون التكبير متواليًا، ولا يُقال شيءٌ بين التكبيرات؛ ولأنه ذكر من جنس مسنون فكان متواليًا، كالتسبيح في الركوع والسجود، وذهب أحمد والشافعي إلى مشروعية الذكر بين كل تكبيرتين، والأمر في هذا واسع، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[1]

التكبيرات في صلاة العيد

إن صلاة العيد ركعتان سواء عيد الفطر أم عيد الأضحى، ويكبر الإمام في الركعة الأولى ست تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، وإن قال بين هذه التكبيرات الست: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، فلا بأس في ذلك، وهو قول حسن، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة النقل، فإذا رفع من السجود، وانتصب؛ يكبر خمسًا، واحدة بعد واحدة، ويقول بينها: الله أكبر كبيرًا، هذا بالنسبة للصلاة، وأما في العيدين فيستحب التكبير للمسلمين رجالًا ونساءً من غروب الشمس ليلة عيد الفطر إلى أن تقضى الخطبة من صلاة العيد، يستحب التكبير في البيوت، وفي الأسواق، وفي أثناء الخطبة؛ لقوله جل وعلا: “وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ”^[2] وفي عيد النحر يكبر من دخول الشهر، من أول شهر ذي الحجة يكبر في الليل والنهار، وفي يوم عرفة، وأيام العيد يكبر أدبار الصلوات، وفي بقية الأوقات مطلقًا ومقيدًا جميعًا، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[3]

شاهد أيضًا: كم عدد تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى في المذاهب الأربع

صيغة التكبيرات في العيد

التكبير في العيد يكون على الشكل الآتي: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، أو أن يثلث: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله، أكبر الله أكبر ولله الحمد، ومثله: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، فهذا مشروع كله في عيد الفطر، ويكون من بعد غروب الشمس إلى الفراغ من الخطبة، وأمّا في عيد الأضحى يبدأ من دخول شهر ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق ثلاثة عشر يومًا؛ أي من أول ذي الحجة إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر، كله محل تكبير، ولكن في أيام التشريق، وفي يوم عرفة، والعيد يكون فيه التكبير المطلق، والمقيد أدبار الصلوات، والمطلق في جميع الأوقات، في يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق الثلاثة، يجتمع فيها المطلق، والمقيد، أما ما قبل عرفة فهو مطلق في الليل والنهار، هذا هو السُّنة، والله تعالى ورسوله أعلم. ^[4]

حكم التكبير الجماعي قبل صلاة العيد

التكبير المشروع للمسلمين قبل صلاة العيد هو أن يبدأ كل مسلم بالتكبير منفردًا لنفسه، فيرفع صوته به حتى يسمعه الناس، فيقتدوا به ويكبّروا مثله، لأنه ذكّرهم به، وقد قال الله سبحانه وتعالى في التكبير في عيد الفطر المبارك: “وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وأمّا التكبير الجماعي المبتدع فهو أن يرفع جماعة مكونة من اثنين فأكثر، الصوت بالتكبير جميعًا يبدءونه جميعا وينهونه جميعا بصوت واحد وبصفة خاصة، وهذا العمل لا أصل له ولا دليل عليه، فهو بدعة في صفة التكبير ما أنزل الله بها من سلطان، فمن أنكر التكبير بهذه الصفة فهو محق؛ وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد”^[5] والرد تعني: مردود غير مشروع، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: “وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة” والتكبير الجماعي محدث فهو بدعة، وعمل الناس إذا خالف الشرع المطهر وجب منعه وإنكاره؛ لأن العبادات توقيفية لا يشرع فيها إلا ما دل عليه الكتاب والسنة. ^[6]

شاهد أيضًا: حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد

كيف تصلى صلاة العيد

يجب أن يكون الإمام حاضرًا ويؤم الناس بركعتين، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “صلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة المسافر ركعتان، تمام غير قصر، على لسان نبيكم وقد خاب من افترى”^[7]، ويُكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يُكبر بعدها ست تكبيرات أو سبع تكبيرات، ثم يقرأ الفاتحة، ويقرأ سورة ق في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقوم مُكبرًا فإذا انتهى من القيام يُكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، ثم سورة القمر، فهاتان السورتان كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في العيدين، وإن شاء قرأ في الأولى سورة الأعلى وفي الثانية بسورة الغاشية، فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد بسبح اسم ربك الأعلى والغاشية، وينبغي للإمام إحياء السنة بقراءة هذه السور حتى يعرفها المسلمون ولا يستنكروها إذا وقعت، وبعد الصلاة يخطب الإمام في الناس، وينبغي أن يخص شيئًا من الخطبة يوجهه إلى النساء يأمرهن بما ينبغي أن يقمن به، وينهاهن عن ما ينبغي أن يتجنبنه كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام. ^[8]

شاهد أيضًا: تحميل تكبيرات العيد كاملة MP3 بصوت جميل 2023

كم ركعة صلاة العيد

صلاة العيد ركعتان، حيث يبدأ وقتها بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وبزوال حمرتها حدد العلماء وقتها، الذي ينتهي بغياب الشمس، وفي الركعة الأولى يُكبر سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، ويقرأ بعد الفاتحة سورة ق أو سورة الأعلى، وأمّا الركعة الثانية فيكبر خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الغاشية أو سورة القمر، وبعد الصلاة يخطب الإمام خطبة يذكر فيها الناس ويعظهم، وذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثًا أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف”^[9]، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[10]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم ماذا يقرأ في صلاة العيد بين التكبيرات، إذ يحوز للمسلم أن يسكت، أو أن يقرأ ويذكر، والذكر أولى لثبوته عن عبد الله بن مسعود ولم يخالفه غيره من الصحابة، حيث قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.