ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة

ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة
ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة

ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة ، وهو من الأحكام الشرعية التي يسأل عنها المسلمون عندما يُصادف أن يأتي يوم أحد العيدين الفطر أو الأضحى في يوم الجمعة، لذلك سنسعى أن نوضّح هذه المسألة الفقهية في مقالنا الآتي، كما سنتعرّف على الفرق بين صلاتي العيد والجمعة من جوانب عدّة، وسنذكر كذلك فضل صلاتي الجمعة والعيد كلّ منهما على حدى، ولا يجب أن نغفل أهمية أن يوم الجمعة هو عيد المسلمين في كلّ أسبوع ولو لم يُصادف أحد العيدين، وسوف نعرف هل تجزى صلاة العيد عن صلاة الجمعة إذا اجتمعتا فى يوم واحد ونتعرف على فتوى اللجنة الدائمة فيما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة وحكم إقامة الجمعة يوم العيد وما إلى هنالك.

ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة

هناك اختلاف بين العلماء في أمر صلاة الجمعة إذا صادف يوم الجمعة يوم عيد الأضحى أو الفطر، وجاء هذا الاختلاف في قولين وهما:[1]

  • القول الأول: يقول به جمهور العلماء من حنفية ومالكية وشافعية وأغلب العلماء والفقهاء وهو بأنّ لا تسقط صلاة الجمعة عمن صلّى العيد في حال كانا في يوم واحد، وذلك لأنّ صلاة الجمعة فرض وصلاة العيد سنّة مؤكدة أي تطوّع والتطوّع لا يُسقط الفرض.
  • القول الثاني: وهو قول الحنابلة وطائفة من العلماء كابن تيمية وابن باز وابن عثيمين، وهو أنّه تسقط صلاة الجمعة عن المسلم إذا حضر صلاة العيد، وعلى الإمام إقامة صلاة الجمعة على كلّ حال، وذلك لأنّ وقت الجمعة والعيد واحد عند الحنابلة، فتسقط إحداهما بالأخرى.

حكم صلاة الجمعة يوم العيد عند الشافعية

جاء في قول أصحاب المذهب الشافعيّ أنّ صلاة الجمعة لا تسقط عن من صلّى صلاة العيد، في حال وافق العيد يوم الجمعة، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه}[2]، وبأنّ الله تعالى لم يختصّ بهذه الآية يوم عيد أو غيره، وقالوا بأنّ صلاة العيد تطوّع وصلاة الجمعة فرض، وأداء التطوّع لا يُسقط أداء الفرض.[1]

حكم صلاة الجمعة يوم العيد عند المالكية

ذهب أغلب علماء المذهب المالكي إلى أن صلاة الجمعة لا تسقط على المسلم إذا صلى العيد لأنه صلاة الجمعة فريضة لا تسقط عن المسلم إلى بعذر شرعي مباح مثل السفر أو المرض، ولذلك لا تسقط، والله أعلم.[1]

فتوى اللجنة الدائمة فيما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة

أمّا عن الفتوى الخاصّة باللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بهذا الشأن وهي مؤلفة من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان والشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد والشيخ صالح بن فوزان الفوزان فقد قالوا بأنّه لا تسقط صلاة الجمعة وصلاة الظهر عن من صلّى العيد في حال وافق يوم العيد يوم جمعة، وقالوا بغرابة هذا القول وعدم صحته وعدم موافقته لسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو يسقط فريضة من فرائض الله تعالى بدون دليل واضح لا لَبس فيه، والله تعالى أعلم.[3]

ما الفرق بين صلاة العيد وصلاة الجمعة

هناك فروق كثيرة بين صلاتي العيد والجمعة، ومنها أنّ صلاة العيد ركعتان كغيرها من الصلوات وتزيد عنها بتكبيرات يجهر بها المصلي، وصلاة الجمعة ركعتان يجهر المصلي فيها بقراءة سورة الفاتحة وسور أخرى، ومنها أيضًا ما يخصّ الخطبة فخطبة الجمعة تؤدى قبل أداء صلاة الجمعة، وخطبة العيد تؤدى بعد الصلاة، وتفتتح الخطبتان بحمد الله تعالى كما يسنّ أن تفتتح خطبة العيد بالتكبير، واتفق العلماء على أنّ صلاة العيد لا أذان فيها، ويُنادى إليها بقول الصلاة جامعة أو الصلاة الصلاة وما إلى ذلك، أمّا الأذان في صلاة الجمعة فقد ذهب جمهور العلماء إلى القول بأنّه مستحبّ فيكون لصلاة الجمعة أذانان، أولهما في بداية الوقت وثانيهما عند بداية الخطبة.[4]

فضل صلاة العيد وصلاة الجمعة

سنتحدث فيما يأتي عن فضل صلاتي الجمعة والعيد:

فضل صلاة العيد

في الحديث عن فضائل صلاة العيد فهي من مظاهر الفرح باتمام طاعة صيام رمضان، وهي من المشاهد المهيبة التي تُعظّم فيها شائر الله تعالى، كما أنّ صلاة العيد من أفضل النوافل التي يؤديها المسلم بعد تأديته للفرائض، حيث تأتي صلاة عيد الفطر بعد تأدية فريضة الصيام في شهر رمضان المبارك، وتأتي صلاة عيد الأضحى بعد أداء مناسك فريضة الحج، وقد حثّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحضور صلاة العيد للنساء والرجال لما فيها من الخير والبركة، كما أنّ العيد هو موسم صلة الأرحام والصلاة هي بداية اللقاء بين الأرحام والأقارب.[5]

فضل صلاة الجمعة

مما لا شكّ فيه أنّ الله تعالى قد جعل ليوم الجمعة فضلًا عظيمًا خاصًّا به، فهو من الأيام المباركة التي قال عنها النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم: “خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ”[6]، وفي الحديث الشريف إشارة واضحة لعظمة هذا اليوم وفضله، وفضل صلاته التي هي فريضة على كلّ مسلم، وقال فيها الله تعالى في كتابة العزيز: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه}[2]، والله تعالى أجل وأعلم.[7]

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد بيّنا بين طيات هذا المقال ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة، فأدرجنا أقوال الأئمة الأربعة وحكمهم فيه، كما تعرّفنا على فتوى لجنة الإفتاء الدائمة، وأضفنا أيضًا بعض الفروق بين صلاتي العيد والجمعة، وعرفنا حكم صلاة الجمعة إذا صادفت يوم العيد إضافة إلى حكم إقامة الجمعة عند اجتماع العيد والجمعة وأخيرًا أضفنا بعض الفضائل لكلّ من صلاة العيد وصلاة الجمعة.

المراجع

  1. ^ dorar.net، حُكمُ صَلاةِ الجُمُعةِ لِمَنْ صَلَّى العِيدَ، 07/11/2024
  2. ^ سورة الجمعة ، الآية 9
  3. ^ islamqa.info، فتوى اللجنة الدائمة فيما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، 07/11/2024
  4. ^ alukah.net، صلاة الجمعة وصلاة العيد، 07/11/2024
  5. ^ alukah.net، فضل العيد ومقاصده، 07/11/2024
  6. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة،مسلم، 845، صحيح
  7. ^ islamqa.info، فضل صلاة الجمعة، 07/11/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *