عناصر المقال
ما حكم الاحتفال بيوم المعلم من التّساؤلات الشّرعيّة التي يبحث عنها الكثيرُ من المُسلمين، وذلك حتّى يتحرُّوا الحلال والحرام في أقوالهم وأفعالهم، فالحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما مُشتبهات، والأُمور المُتشابهة قد تختلط على العوامّ؛ فلا يُميّزوا بين حلّها وحرامها، والفقهاء هُم المُوكلون ببيان أوجه الحلال والحرام، وفيما يلي سنتعرّف على ما حكم الاحتفال بيوم المعلم.
يوم المعلم
حُدّد يوم الخامس من أكتُوبر من كُلّ عامٍ؛ للاحتفال بما يُسمّى يوم المُعلّم، وتُقام الكثير من الاحتفالات في هذا اليوم، بل إن بعض المؤسسات تُقيم حفلات ضخمة؛ لأجل بيان الدور الفعّأل الذي يقوم به المُعلّم، ومن خلال تلك الاحتفالات يُظهرون جزءً من الاعتراف بحقّ المُعلّم، وواجب المُجتمع تجاهه، وقد تأسّس هذا الاحتفال في الخامس من أكتوبر عام 1994 من الميلاد، وذلك بناءً على الاتّفاقيّة التي أبرمتها اليونسكو من منظمة العمل الدوليّة في عام 1966م، والتي كانت بشأن المُعلّمين، ومن هُنا صار ما يُسمّى باليوم العالمي للمُعلّم، وتنصبّ أهمية هذا اليوم على تقدير المُعلّمين، والاعتراف بجُهودهم المبذولة، والمُناقشة في ما يخُص المُعلّمون، والعمليّة التعليميّة.[1]
شاهد أيضًا: قصيدة عن المعلم باللغة العربية الفصحى
ما حكم الاحتفال بيوم المعلم
حُكم الاحتفال بيوم المُعلّم بدعةٌ ، فقد خلُص العُلماء إلى أن المُسلمين ليس لهم إلا عيدان: عيدُ الفطر وعيد الأضحى، وأن غيرهما من الأعياد إنّما هو من الأُمُور المُحدثة في الدّين، والّتي لم تردْ في الدّين الإسلاميّ الحنيف، وإنّما أتت تلك البدع المُحدثة من تشبّه المُسلمين بالغرب، وابتعادهم عن أُمُور دينهم، وقد قال -صلّى الله عليه وسلّم-:”من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد.متفق عليه.”، وكذلك من المعلوم أنه إذا أحييت بدعة من البدع فإنها تعمل على هجر سُنّة من السّنن التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- باتّباعها، فقد قال المُصطفى: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة؛ فتمسّك بسنة خير من إحداث بدعة.
وقد ذُكر إن من صفات عباد الرّحمن أنّهم لا يشهدون الزّور، وإذا مرُّوا باللّغو مرُّوا كرامًا، وعيد المُعلّم وغيره من الأعياد إنّما هو مُحدث، لم يحتفلْ به النبي ولا الصّحابة، كما أنّ الاقتصار على هذا اليوم للاحتفال بالمُعلّم إنّما هو إنكارٌ لفضله، ففضل المُعلّم لا يقتصر على يوم من الأيام، وإنّما لا بُد وأن يكون كُلّ الأيّام.[2]
شاهد أيضًا: أجمل عبارات قيلت في المعلم قصيرة
حكم الإهداء للمعلم بمناسبة يوم المعلم
لم يرد في الإسلام إلا عيدان: عيدٌ يُسمّى بالفطر، وهو الذي يعقب شهر رمضان المُبارك، وعيدٌ يُسمّى بعيد الأضحى، ولم يرد في الإسلام غير هذين العيدين، وأمّا ما صنعته المُنظّمات الدّولية كمنظمة اليونسكو ومنظّمة العمل الدّولية من تحديد يوم مُعيّن، وأطلقوا عليه يوم المُعلّم إنّما هو من البدع التي لم يثبُت لها أصلٌ في الدّين الإسلاميّ، وما دام أنّها لم يثبُت لها أصل؛ فهي مُنكرة، وبالتّالي فالهدايا التي تُقدّم للمُعلّمين في هذا اليوم مُنكرة، فإذا كان الاحتفال بهذا اليوم بدعة، فبالأحرى الهدايا التي تُقدّم فيه كذلك، كما أن الذي هو أفضل من الهدايا هو توقير المُعلّم، والاعتراف بفضله، وشُكره في السرّ والعلن، فهو الذي يرفع عنك الجهل، ويضعك في مكانةٍ عاليةٍ بين المُتعلّمين والمُثقّفين.[3]
شاهد أيضًا: حكم اهداء المعلم في يوم المعلم
حكم الاحتفال باليوم العالمي للمعلم
يوم المُعلّم العالمي ليس له أصلٌ في الدّين الإسلاميّ مثله مثل بقيّة الأعياد التي ليس لها دليلٌ في الشّرع، كعيد الأم، وعيد رأس السّنة الهجريّة، وغيرها من الأعياد، فلا يُقتصرالاحتفال بيوم المُعلّم على يومٍ خاصٍّ، وإنّما الاحتفال بيوم المُعلّم يكون طوال الوقت، لأنه صاحب الفضل على طُلّابه، فهو الذي أفنى حياته في التّعليم، يحرص على أن يُربّي قبل أن يُعلّم، وأن يبذل قصارى جهده من أجل أن ترتقي ثقافة المُجتمع، ولا ترتقي ثقافة المُجتمع إلا بارتقاء ثقافة شعبه.
ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على ما حكم الاحتفال بيوم المعلم ، وفي أيّ أوقات العام يتّم الاحتفال بهذا اليوم، وما حُكم الهدايا التي يُقدّمها الطُلّاب إلي معلميهم، وهل ورد في الكتاب أو السّنّة النبويّة أي دليل عن هذا اليوم أو عن غيره من الأعياد التي يحتفل بها من لا علم لهم بالدّين الإسلاميّ، ورأي الفقهاء في ذلك.
المراجع
- ^ ar.unesco.org، اليوم العالمي للمعلم، 28/09/2021
- ^ islamweb.net، عيد المعلم ، 28/09/2021
- ^ ar.islamway.net، حكم الإهداء للمعلم في يوم المعلم، 28/09/2021
التعليقات