ما حكم صلاة الاستسقاء ، خلق الله السموات والأرض وما بينهما وجعلها آيات لأولي الألباب وسخرها لخدمة البشر، يقلب الليل في النهر ويقلب النهار في الليل ويرسل الرياح لواقح فيهيج الغيوم لتنزل بحوله المطر فيسقي به البلاد والعباد، ومن حكمته أن يحجب نعمه مدة وجيزة ليرد ضال أو لينبه غافل، ومن أهم النعم الماء فحين القحط يهرع الناس مؤمنهم وعاصيهم للدعاء طلبًا غيث السماء فيفعلون أمورًا تجعل دعاءهم يصل كالتوبة وغيرها، يقدم لكم موقع تصفح مقالًا في هذا الخصوص
تعريف صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء هي صلاة نافلة بكيفية مخصوصة لطلب السُّقيا من الله تعالى بإنزال المطر عند الجَدْب والقحط،[1] قد فعلها المصطفى -عليه الصلاة والسلام- لمّا أجدبت المدينة، خرج بالناس بعد ارتفاع الشمس، وصلى بهم ركعتين، مثل صلاة العيد، هذا هو السنة، يصلي ركعتين، ثم يخطب الناس، ويذكرهم، ويكثر في خطبته من الدعاء، وسؤال الله الغيث، والنبي ﷺ لما صلى خطب بالناس وذكرهم ورفع يديه ودعا،[2] قال: “اللهمَّ اسقِنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا مريعًا غدقًا مجللًا عامًّا طبقًا سحًّا دائمًا اللهمَّ اسقِنا الغيثَ ، ولا تجعلْنا من القانطينَ اللهمَّ إن بالعبادِ ، والبلادِ ، والبهائمِ ، والخلقِ من اللأواءِ ، والجَهدِ ، والضنكِ مالا نشكو إلا إليك اللهمَّ أنبتْ لنا الزرعَ ، وأدرَ لنا الضرعَ ، واسقِنا من بركاتِ السماءِ ، وأنبتْ لنا من بركاتِ الأرضِ اللهمَّ ارفعْ عنا الجَهدَ والجوعَ ، والعُريَ ، واكشفْ عنا من البلاءِ مالا يكشفُه غيرُك اللهمَّ إنا نستغفرُك إنك كنت غفارًا فأرسلِ السماءَ علينا مدرارًا“[3]وإن هذا القحط قد يكون نذيراً للعباد، وقد يكون ابتلاءً لهم، وقد يكون عقوبةً على انتشار الفاحشة وارتكاب المعاصي، وفي كل الحالات ومهما كان السبب فإنَّ التوبة واجبةٌ، وخير الخطائين التوابون.
شاهد أيضًا: هل الغفوة تبطل الوضوء
ما حكم صلاة الاستسقاء
ما حكم صلاة الاستسقاء صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة عند انحباس المطر،[4] فإذا قحط الناس وأجدبت الأرض واحتبس المطر، فيستحب – عند الجمهور – أن يخرج الإمام ومعه الناس إلى المصلى على صفة تأتي، ويصلي بهم ركعتين، ويخطب بهم، ويدعو الله تعالى بخشوع وتضرع، ويجوزُ للإنسان أن يُصلّيها في أيّ وقتٍ شاء عدا أوقات النّهي، وأفضل أوقاتها هو أن تُصلّى بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح، وتجوز صلاتُها بشكل فردي أوجماعة، والجماعةُ فيها أفضل، وتتأكّد صلاة الاستسقاء عندما يتوقّف المطر، وتجدب الأرض،[5] وقد قال الشّافعيّةُ إنّ صلاة الاستسقاء مكروهة في أوقات النّهي، وذلك لأنّهم أجازوا الصلوات ذات السبب في أوقات النهي، ولم يذكروا منها الاستسقاء، وقد قال ابن قُدامة: “إنّ الأصل هو عدم صلاة الاستسقاء في وقت النهي؛ وذلك لأنّ وقتها موسّعٌ فلا يُحتاجُ أداؤها في وقت النهيّ، وهذا هو قول أكثر العُلماء”،[6] وقال جُمهور الفُقهاء بسُنّية صلاة الاستسقاء، بِخلاف الإمام أبو حنيفة الذي يرى بأنّه ليس في الاستسقاء صلاة، وإنّما يُكتفى فقط بالدُّعاء لا غير،[7] ولكنّ النّبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- قد صلّى صلاة الاستسقاء؛ وهذا هو الأمر الذي يؤكّد على سُنيّة صلاة الاستسقاء، ويُسنّ للإمام أن يُعلن عن أدائها قبل موعدها بعدّة أيّام، وإن الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: “رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، قالَ: فَحَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ جَهَرَ فِيهِما بالقِرَاءَةِ.”[8] والله تعالى أعلم.[1]
المستحب قبل صلاة الاستسقاء
في مقال ما حكم صلاة الاستسقاء سنتناول ما يستحب قبل صلاة الاستسقاء، يستحب أن يعزم الإنسان عزماً أكيداً على التوبة والرجوع إلى ربه، وأن يؤدي ما عليه من الزكاة، وأن يكثر من الصدقات، والتراحم بين الناس، والخروج من المظالم وترك التشاحن، لأن الطاعة سبب للبركات والمعاصي سبب للجدب فما نزل بلاءٌ إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة وإن من أعظم الذنب أن يتكبر الخلق على خالقهم ويتقاعسوا عن مواطن الذل له والانطراح بين يديه ورفعِ الحاجات إليه، والمصالحة بين المتخاصمين، وصيام ثلاثة أيام، ثم الخروج في اليوم المعين لذلك، ويخرج الصبيان، والشيوخ، والعجائز، ويباح إخراج البهائم والصغار، ويخرجون متواضعين، متبذلين متخشعين متذللين متضرعين، والإكثار من الطاعات فذلك كله أدعى لقبول الدعاء واستجابة السؤال.[4]
ما حكم صلاة الاستسقاء شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين
مكان وزمان صلاة الاستسقاء
من الأمور المهمة التي سيعرضها مقال ما حكم صلاة الاستسقاء هي مكان وزمان صلاة الاستسقاء:
من حيث المكان
هي كصلاة العيد، يجوز أن تؤدى في المسجد، لكن أداءها في المصلى خارج البلد (العراء) أفضل.[1]
من حيث الزمان
الاستسقاء إن كان بالدعاء فقط جاز في كل وقت وإن كان مع الصلاة ، فيجوز في جميع الأوقات غير وقت الكراهة، في قول جمهور الفقهاء،[9] وقيل: تصلى بعد طلوع الشمس وارتفاعها قِيدَ رُمح، وذلك بعد طلوع الشمس بربع ساعة تقريبًا إلى الزوال؛ أي: وقت صلاة العيدين، قال الإمام النووي في كتابه المجموع: “في وقت صلاة الاستسقاء ثلاثة أوجه: أحدها: وقتها وقت صلاة العيد، الوجه الثاني: أول وقت صلاة العيد، ويمتد إلى أن يصلي العصر، والثالث: وهو الصحيح، بل الصواب: أنها لا تختص بوقت، بل تجوز وتصح في كل وقتٍ من ليلٍ ونهار، إلا أوقات الكراهة على أحد الوجهين، وهذا هو المنصوص للشافعي، وبه قطع الجمهور، وصححه المحققون”،[10]وقال ابن قدامة المقدسي الحنبلي: “وليس لوقت الاستسقاء وقت معين، إلا أنها لا تفعل في وقت النهي بغير خلاف؛ لأن وقتها متسع، وبعد الصلاة يقوم الإمام خطيبًا، مضمنًا خُطبته وعظًا وإرشادًا للناس، وسؤالًا للخالق سبحانه بنزول المطر”،[11]والله تعالى أعلم.[1]
ما حكم صلاة الاستسقاء كيفية صلاة الاستسقاء
سيدرج لكم مقال ما حكم صلاة الاستسقاء أمورًا تخص كيفية صلاة الاستسقاء من ضمنها الخروج لصلاة الاستسقاء و أداء صلاة الاستسقاء و خطبة صلاة الاستسقاء وذلك بشكل مفصل كما يأتي:
تعليقات