عناصر المقال
ما هي كفارة ترك الصلاة لسنوات عمدا او تكاسلا، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام التي ذكرت في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد شُدد كثيرًا على عقوبة تارك الصلاة وبخاصة لمَن تركها عمدًا أو جحودًا، وفي هذا المقال سيكون الحديث عن حكم تارك الصلاة إذا تاب إلى الله تعالى وما هي الكفارة التي تلزمه ونحوه من المعلومات الأخرى الهامة التي لا يسع المُسلم جهلها.
ما هو حكم ترك الصلاة
اتفق علماء أهل السنة والجماعة على كفر تارك الصلاة جحودًا بها واستنكارًا لها، ولكن في حال لم يكن جاحدًا بها بل تركه تكاسلًا فهنا اختلف علماء أهل السنة والجماعة في حكم تارك الصلاة كسلًا وتهاونًا إلى مجموعة من الأقوال وهي:[1]
- الإمام أبو حنيفة: ذكر الإمام أبو حنيفة إلى أنّ تارك الصلاة تهاونًا لا يكفر ولكنّه يُحبس إلى أن يؤدي الصلاة التي أمر الله تعالى بها.
- الإمام مالك والإمام الشافعي: ذهب الإمامان مالك والشافعي إلى أن تارك الصلاة تكاسلًا يُقتل حدًا بالصلاة ولكنّه لا يكفر أي لا يخرج عن الملة الإسلامية.
- الإمام أحمد بن حنبل: ذهب الإمام أحمد إلى أنّ تارك الصلاة عمدًا يكون قد ارتدّ عن الإسلام ويُقتل ردةً وليس حدًا وهذا ما عليه الصحابة رضي الله عنهم ونقله إسحاق في الإجماع، وري كذلك: “قَدْ صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ كَافِرٌ، وَكَذَلِكَ كَانَ رَأْيُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ لَدُنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا أَنَّ تَارِكَ الصَّلَاةِ عَمْدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ حَتَّى يَذْهَبَ وَقْتُهَا كَافِرٌ، وَذَهَابُ الْوَقْتِ أَنْ يُؤَخِّرَ الظُّهْرَ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ، وَالْمَغْرِبَ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْر”.
شهد أيضًا: اذا صليت قبل الاذان بدون علم ، ما هو حكم الصلاة قبل الأذان
كفارة ترك الصلاة لسنوات عمدا
لا يوجد كفارة على تارك الصلاة عمدًا وذلك لأنّه لا كفارة على الصلاة ولكن قال جمهور العلماء أنّ تارك الصلاة عمدًا عليه أن يقضي كافة الصلوات التي تركها عمدًا إن كان ضابطًا لعددها، وإن لم يكن ضابطًا لعددها فإنّ عليه أن يقضي حتى يغلب على ظنّه أنّه قضى كل شيء عليه، وقال جماعة من أهل العلم أنّه لا يجب القضاء على تارك الصلاة عمدًا وهو ما عليه الحسن البصري وابن باز وابن عثيمين وابن تيمية رحمهم الله وهو مذهب الظاهرية.[2]
شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر بعد اذان الفجر
كفارة ترك الصلاة تكاسلاً
إنّ تارك الصلاة تهاونًا وكسلًا يُخرج الشخص من الملة الإسلامية ويكون كافرًا كفرًا يُخرجه عن الملة الإسلامية وهو ما عليه مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وهو وجه عند الشافعية ووجه عند المالكية وبذلك قال جمعٌ من العلماء والفقهاء كما أنّه مذهب جمهور أهل الحديث وهذا ما اختاره ابن عثيمين رحمه الله وابن القيم وابن تيمية، والأدلة على ذلك هي:[3]
- الدليل من القرآن: قال تعالى في سورة مريم: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.[4]
- الدليل من السنة: رو عن عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “خِيارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحِبُّونَكُمْ، وتُصَلُّونَ عليهم ويُصَلُّونَ علَيْكُم، وشِرارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ ويَلْعَنُونَكُمْ، قالوا: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا نُنابِذُهُمْ عِنْدَ ذلكَ؟ قالَ: لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، لا، ما أقامُوا فِيكُمُ الصَّلاةَ، ألا مَن ولِيَ عليه والٍ، فَرَآهُ يَأْتي شيئًا مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، فَلْيَكْرَهْ ما يَأْتي مِن مَعْصِيَةِ اللهِ، ولا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِن طاعَةٍ”.[5]
- الدليل من الإجماع: “عن المِسْوَرِ بنِ مَخرمةَ أنَّه دخَلَ مع ابنِ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهما على عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنْه حين طُعِن، فقال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهما: (يا أميرَ المؤمنين، الصَّلاةَ! فقال: أجَلْ! إنَّه لا حَظَّ في الإسلامِ لِمَنْ أضاعَ الصَّلاةَ”.
شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها
حكم من ترك الصلاة مدة طويلة
إنّ ترك الصلاة مدة طويلة من الوقت يُعد أمرًا عظيمًا وهو جرم بحقّ النفس الإنسانية لأنّه يُخرج صاحبه من الملة الإسلامية، ومَن ترك الصلاة مدة طويلة من الوقت فإنّ عليه أن يُبادر إلى التوبة ويسأل الله المغفرة، وما عليه جمهور علماء أهل السنة والجماعة هو أنّه على تارك الصلاة أن يقضي ما فاته من الصلوات إن كان ذاكرًا للعدد وإن لم يكن ذاكرًا للعدد فإنّ عليه أن يُصلي حتى يغلب على ظنّه أن استطاع أن يقضي كل ما عليه.[6]
كيف يعوض تارك الصلاة صلاته
إنّ تارك الصلاة لا يخلو من حالين اثنين، وكلّ له حكمه وترتيبه، وما يأتي تفصيل الحالتين:[7]
- الحالة الأولى: إنّ الحالة الأولى التي ذكرها الشرع أن يكون المسلم قد ترك صلاته لعذر مثل أن يكون قد نام عنها أو نسيها فهذا لا إثم عليه ولكنّه يقضيها متى ذكرها، وروي في ذلك: “إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله عز وجل يقول : (أقم الصلاة لذكري)”.
- الحالة الثانية: إنّ الحالة الثانية هي أن يترك المسلم الصلاة تهاونًا وكسلًا وهذا يُعد آثمًا باتفاق العلماء وقد ارتكب كبيرة من الكبائر وفعل ذنبًا عظيمًا عليه أن يتوب منه، والرأي على جماعة من الفقهاء والعلماء أنّه لا يقضي لصلاة وقال الجمهور بل إن عليه أن يقضي كل ما فاته من الصلاة.
شاهد أيضًا: أفضل وقت لصلاة العشاء ، حكم تأخير صلاة العشاء
حكم قضاء الصلاة لمن كان لا يصلي
إنّ حكم قضاء الصلاة على مَن كان لا يُصلي واجب على رأي جمهور علماء الفقهاء لأنهم لا يعدون تاكر الصلاة كافرًا، أمّا بعض من العلماء فقد ذكروا أن تارك الصلاة عمدًا ليس عليه أن يقضيها لأنّه لم يكن بحكم المسلم، وممن أخذ بهذا القول ابن تيمية وابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى.[1]
هل يغفر الله لمن ترك الصلاة
المراجع
- ^ islamweb.net، التفصيل في حكم تارك الصلاة، 28/03/2023
- ^ islamqa.info، بيان الخلاف في وجوب القضاء على من ترك الصلاة عمدا أو بعذر النوم أو الإغماء، 28/03/2023
- ^ dorar.net، المَطلَب الثَّاني: حُكمُ تارك الصَّلاةِ بالكليَّةِ تَهاونًا وكَسلًا، 28/03/2023
- ^ سورة مريم، 59
- ^ صحيح مسلم، مسلم، مالك الأشجعي، 1855، صحيح
- ^ islamweb.net، من ترك الصلاة سنين طويلة وتاب، فهل يجب عليه القضاء؟، 28/03/2023
- ^ islamqa.info، كيف يقضي ما فاته من الصلاة؟، 28/03/2023
التعليقات