محظورات الإحرام للرجل في العمرة

محظورات الإحرام للرجل في العمرة المشروعة والمنصوص عليها في الشريعة الإسلامية، فالإحرام من أركان العمرة وواجباتها وهو من أهم نسكها، وإن الشريعة الإسلامية جعلت للعمرة إحرامًا بأحكام وشروط وواجبات ومحظورات، على المسلمين الالتزام بها لتمام العمرة وصحتها، وعبر هذا المقال سيتم تسليط الضوء على محظورات الإحرام في العمرة للرجال وللنساء والمحظورات العامة.

تعريف محظورات الإحرام

إن محظورات الإحرام هي الأمور الممنوعة على المسلمين في أثناء الإحرام، ويمكن تعريفها أنّها الأمور المباحة للمسلم في الأوقات العادية لكنه يمنع عنها وتحرم عليها في حال إحرامه، ويتوجب على المسلم أن يبتعد عن محظورات الإحرام عند الإحرام للحج أو العمرة، وقد خصّصت الشريعة الإسلامية العديد من محظورات الإحرام للرجال في العمرة، وخصصت عددًا منها للنساء دون الرجال، واشترك الرجال والنساء بالمحظورات العامة.^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز ربط الشعر للنساء في العمرة

محظورات الإحرام للرجل في العمرة

إن محظورات الإحرام في الإسلام تقسم إلى ثلاثة أنواع، وهي محظورات خاصة بالرجال، ومحظورات خاصة بالنساء، ومحظورات عامة، أما محظورات الإحرام للرجل فيه كما يأتي:^[2]

• يحرم على الرجل لبس المخيط في الإحرام: فكل الثياب العادية المخيطة تحرم على الرجال في حال إحرامهم، ويدخل في ذلك كل لباس يفصل على هيئة الجسم أو أي عضو من أعضائه، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ: ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ؟ فَقالَ: لا يَلْبَسُ القَمِيصَ، ولَا العِمَامَةَ، ولَا السَّرَاوِيلَ، ولَا البُرْنُسَ، ولَا ثَوْبًا مَسَّهُ الوَرْسُ أوِ الزَّعْفَرَانُ، فإنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسِ الخُفَّيْنِ، ولْيَقْطَعْهُما حتَّى يَكونَا تَحْتَ الكَعْبَيْنِ”.^[3]
• يحرم على الرجل تغطية الرأس بملاصق في الإحرام: وذلك يشمل القبعات والطواقي والبرانس والعمائم، فكل ما يلامس الرأس لا يجوز للرجل أن يغطيه فيه أثناء إحرامه والله ورسوله أعلم.

محظورات الإحرام الخاصة بالنساء

بالحديث عن محظورات الإحرام للرجل في العمرة، فإن من المهم بيان المحظورات التي تختص بها النساء دون الرجال في الإحرام للعمرة أو حتى الحج، فقد اختص النساء في العمرة بتحريم لبس النقاب والبرقع والقفازين أثناء الإحرام، وذلك لعموم الأحاديث التي نصّت على ذلك صراحةً، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية:] ولَا ورْسٌ. وكانَ يقولُ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ. [وفي رواية:] عَنِ ابْنِ عُمَرَ: لا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ”.^[4] والله ورسوله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز تاخير العمرة بعد الاحرام

ما هي محظورات الإحرام الإسلام سؤال وجواب

ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب تفصيل في محظورات الإحرام للرجل في العمرة والمحظورات العامة وما اختصت بها النسوة، وقد تم تعريفها بأنها كل ممنوعٍ يتم منع المسلم منها بسبب إحرامه، وهي كما يأتي:^[6]

• الفسق والجدال: فالفسق هو البعد عن طاعة الله والقيام بالمعاصي، والجدال هو الخصومة والمجادلة حتى يصل للغضب، وكلاهما من المحظورات العامة في الإحرام.
• التطيب: فلا يجوز للمسلم أن يتطيب في بدنه أو ملبسه لا بمسك ولا بعود ولا ورس ولا زعفران ولا بأي نوع من أنواع الطيب، ويحرم عليه لبس ثياب مطيبة ولا الاكتحال بما فيه طيب، ولا الأكل والشرب بما فيه طيب ولا دهن الشعر بالطيب.
• قص الشعر وتقليم الأظافر: فلا يجوز للمحرم عمومًا أن يأخذ من سائر شعر بدنه ورأسه مطلقًا، ولا يقلم أظفاره إلا بعذر.
• الجماع وما يؤدي إليه: فيحرم على المسلمين جميعًا عند الإحرام الجماع بين الرجل وزوجته والجماع هو الرفث الذي نُهي عنه في القرآن الكريم.
• قتل الصيد وتملكه والانتفاع به: فلا يجوز للمحرم أن يتملك صيدا أو يشتريه أو يقتله أو يدل عليه أو يهديه أو أن يقبل هديته، بل إن ما صاده المحرم يعد ميته يحرم على الناس أكلها.
• محظورات الإحرام للرجل في العمرة والحج: لبس المخيط من الثياب وتغطية الرأس بملاصق.
• محظورات الإحرام للمرأة في العمرة والحج: لبس النقاب والبرقع والقفازين.

شاهد أيضًا: هل يجوز العمرة بدون وضوء

محظورات الإحرام المختلف فيها

اختلف أهل العلم في ثلاثة من الأعمال وحكمها الشرعي هل هي من محظورات الإحرام للجرل في العمرة أم لا، وهي كما يأتي:^[7]

• عقد الزواج: فعند الجمهور الخطبة والعقد للمحرم والمحرمة لا يصح، ولو وقع في حال الإحرام فإن العقد باطل، سواءً كان العقد للمحرم أو أنه عقده لغيره أو وكّل شخصًا غير محرم بعقده له، وانفرد الأحناف بالقول بأنه ليس من محظورات الإحرام.
• ستر الوجه وحمل السلاح: فقد ذكر الأحناف والمالكية أنه تغطية الوجه للرجل المحرم محظور، وقال الشافعية والحنابلة أنه لا حرج عليه بذلك، واختار المالكية والحنابلة تحريم حمل السلاح للمحرم، أما الشافعية والأحناف فقالوا أنه يجوز له ذلك ولا حرج عليه.
• الخضاب بالحناء: اختار الأحناف والمالكية أن الخضاب بالحناء للرجل والمرأة من محظورات الإحرام، أما الحنابلة فقالوا يباح للمحرم في سائر البدن إلا الرأس، أما الشافعية فقالوا أنه يحرم عليه الخضاب في الرجلين واليدين في إحرامه.

ما يترتب على ارتكاب محظورات الإحرام

إن مما لا شك فيه أن على المسلم المحرم الذي يرتكب محظورًا من محظورات الإحرام تترتب بعض الأمور في حال كان المحرم عالمًا بالحكم الشرعي ومتعمدًا لارتكاب المحظورات، وقد أخبر أهل العلم بها كما يأتي:^[8]

• إن كان المحرم قدر ارتكب واحدة من محظورات الإحرام “تقليم الأظافر أو لبس المخيط أو التطيب، أو غطى الرأس أو حلق الشعر” فيلزمه فدية تخيير من أمور ثلاثة، إما يذبح شاةً في مكة، أو يطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع من الطعام، أو يصوم ثلاثة أيام.
• إن كان المحرم قد صاد صيدًا أو أكل منه أو دل عليه أو انتفع به أو ساهم بالانتفاع به، وهو يعلم بتحريم ذلك للمحرم، فإما أن يتصدق بقيمة الصيد للفقراء في مكة، وإما أن يصوم يومًا عن كل مد من الصيد.
• إن كان المحرم قد جامع أهله قبل عرفة وقبل التحلل الأول فالحج صحيح لكن يلزمه ذبح بدنة في مكة عند الأحناف، وعند الجمهور يفسد حجه ويلزمه عند المالكية هدي، وعند الشافعية والحنابلة بدنة، أما في العمرة فلو كان الجماع قبل الطواف والسعي فالعمرة فسدت وعليه ذبح شاة أو صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين مع القضاء، أما الجماع بعد السعي في العمرة فالعمرة صحيحة ولكن تلزمه الفدية في القول الراجح عند أهل العلم.

بهذا نختتم مقال محظورات الإحرام للرجل في العمرة، والذي تم من خلاله بيان محظورات العمرة العامة، ومحظورات الرجال والنساء، وبيان حكم من يرتكب محظورًا في الإحرام وما يترتب عليه.