عناصر المقال
مكان سد يأجوج ومأجوج وحقيقتهم، فقد جاء في كتاب الله القرآن الكريم العديد من القصص عن الأولين والآخرين، وقصص عم الأمم والأقوام السابقة، فمنهم من اندثرت ومنهم من حُجبت مؤقتًا وسيكون لها ظهورٌ في آخر الدنيا بإذن من الله سبحانه وتعالى، وهذه الأقوام هي يأجوج ومأجوج الذين عثوا في الأرض فسادًا فحجبهم الله بسد ذي القرنين، وفي هذا المقال سنعرف أين يقع مكان سد يأجوج ومأجوج.
من هما يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج أمان من بني آدم ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وتحديدًا في قصة ذي القرنين، كما ورد ذكرهما في العديد من الأحاديث المنقولة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى في سورة الكهف: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا *. قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا”[1]، {93-94الكهف ويأجوج ومأجوج اسمان أعجميان أو عربيان مشتقان من المأج وهو الاضطراب، أو من أجيج النار وتلهبها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقول الله يوم القيامة: يا آدم قم فابعث بعث النار من ذريتك… إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا، فإن منكم واحدًا، ومن يأجوج ومأجوج ألفًا”[2]، وغير ذلك العديد من الأحاديث.
شاهد أيضًا: لماذا سمي المسيح الدجال بهذا الاسم
مكان سد يأجوج ومأجوج
إن مكان سد يأجوج ومأجوج الحقيقي لا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى، وما جاءبه أهل العلم والاختصاص لم يكن جازمًا وقاطعًا، حيث قال بعضهم إن السد يقع بين إرمينيا وأذربيجان، وقيل في بلاد الترك، وقيل غير ذلك، وقد جاء في تفسير التحرير والتنوير للعلامة الطاهر بن عاشور: “وبناء على أن السدين بين إرمينيا وأذربيجان فإن موضع السد هو الشمال الغربي لصحراء قوبي الفاصلة بين الصين وبلاد المغول شمال الصين وجنوب مغوليا، وقد وجد السد هنالك ولم تزل آثاره إلى اليوم يشاهدها الجغرافيون والسائحون….”، والله سبحانه وتعالى أعلم. [3]
حقيقة يأجوج ومأجوج
هناك العديد من الروايات حول يأجوج ومأجوج، ولكن الحقيقة هي ما جاء في القرآن الكريم وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، وفي تفسير هذه الأحاديث، فهم قوم من بني آدم يخرجون آخر الزمان ومكانهم في الشرق الشرقي من هذا العالم، وتُركوا وراء السد، وأمّا الترك منهم فكانوا خارجه، فالمقصود أن يأجوج ومأجوج هم من شعوب الجهات الشرقية، الشرق الأقصى، والظاهر -والله أعلم- أنهم في آخر الزمان يخرجون من الصين الشعبية وما حولها؛ لأنهم تُركوا هناك حينما بنى ذو القرنين السد صاروا من ورائه من الداخل وصار الأتراك والتتر من الخارج.
إذن فهم من وراء السد والله جل وعلا إذا شاء خروجهم على الناس لخرجوا من محلهم وانتشروا في الأرض وعثوا فيها فسادًا، ثم يرسل الله عليهم مرضًا في رقابهم فيموتون موتة حيوان واحد في الحال إذا أراد الله ذلك، ويتحصن منهم عيسى عليه الصلاة والسلام والمسلمون؛ لأن خروجهم يكون في وقت عيسى، وفي قت خروج الدجال وقتله. [4]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الكهف بهذا الاسم
خروج يأجوج ومأجوج
يُعتبر خروج يأجوج ومأجوج واحدًا من علامات الساعة واقتراب يوم القيامة، ولكن بوادر ذلك كانت في عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومما ثبت في الصحيحين أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليه”، كما قال عليه الصلاة والسلام في حديثٍ رواه مسلم: “إنها لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات. فذكر: الدخان، والدجال، والدابة… ويأجوج ومأجوج…”[5]، وقد ثبت خروجهم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد قال الله تعالى في سورة الأنبياء: “حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ”[6]، {الأنبياء: 96-97، وأمّا التفاصيل الأخرى فعلمها عند الله عز وجل. [7]
يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم
ورد ذكر يأجوج ومأجوج في عدة آيات من القرآن الكريم، ومن ذلك ما ورد في سورة الكهف من قوله تعالى: “قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا”، وهذه الآيات تبين لنا كيف كان يأجوج ومأجوج في قديم الزمان أهل فساد وشر وقوة لا يصدّهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم، حتى قدم الملك الصالح ذو القرنين، فاشتكى له أهل تلك البلاد ما يلقون من شرهم، وطلبوا منه أن يبني بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدًّا يحميهم منهم، فأجابهم إلى طلبهم، وأقام سدًا منيعًا من قطع الحديد بين جبلين عظيمين، وأذاب النحاس عليه، حتى أصبح أشدّ تماسكًا، فحصرهم بذلك السد واندفع شرهم عن البلاد والعباد، وورد ذكرهم أيضًا في سورة الأنبياء من قوله تعالى: “حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ”، وغير ذلك من الآيات الكريمة. [8]
شاهد أيضًا: قصة ولادة يأجوج ومأجوج ، موعد خروج يأجوج ومأجوج
بأجوج ومأجوج في الحديث الشريف
ورد ذكر يأجوج ومأجوج في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك ماورد في الصحيح عن رواية أبي سعيد الخدري أنه يقولُ اللَّهُ تَعالَى: “يا آدَمُ، فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ في يَدَيْكَ، فيَقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، قالَ: وما بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها، وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بسُكارَى، ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وأَيُّنا ذلكَ الواحِدُ؟ قالَ: أبْشِرُوا؛ فإنَّ مِنكُم رَجُلًا، ومِنْ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا. ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي أرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: أرْجُو أنْ تَكُونُوا نِصْفَ أهْلِ الجَنَّةِ، فَكَبَّرْنا، فقالَ: ما أنتُمْ في النَّاسِ إلَّا كالشَّعَرَةِ السَّوْداءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أبْيَضَ. أوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضاءَ في جِلْدِ ثَوْرٍ أسْوَدَ”، وغير ذلك العديد من الأحاديث. [9]
ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم أنَّ مكان سد يأجوج ومأجوج الحقيقي لا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى، وما جاءبه أهل العلم والاختصاص لم يكن جازمًا وقاطعًا، حيث قال بعضهم إن السد يقع بين إرمينيا وأذربيجان.
المراجع
- ^ سورة الكهف، الآية 93-94
- ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري،مسلم،3348،صحيح
- ^ islamweb.net، موقع سد يأجوج ومأجوج، 11/02/2023
- ^ binbaz.org.sa، حقيقة قوم يأجوج ومأجوج، 11/02/2023
- ^ صحيح مسلم، حذيفة بن أسيد الغفاري،مسلم،2901،صحيح
- ^ سورة الأنبياء، الآية 96-97
- ^ islamweb.net، نبذة حول يأجوج ومأجوج، 11/02/2023
- ^ islamweb.net، يأجوج ومأجوج ...حقائق وغرائب، 11/02/2023
- ^ m.marefa.org، يأگوگ ومأگوگ، 11/02/2023
التعليقات