عناصر المقال
- 1 من هم الصحابة
- 2 من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب
- 3 الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب إسلام ويب
- 4 هل كلم الله الصحابي عبدالله بن حرام
- 5 صحة حديث جابر في تكليم الله لأبيه بعد موته
- 6 نبذة عن عبد الله بن عمرو بن حرام
- 7 مواقف من حياة عبدالله بن حرام الأنصاري
- 8 وفاة عبدالله بن عمرو بن حرام
- 9 ما هي وصية عبد الله بن حرام لابنه
- 10 التعريف بالصحابي جابر بن عبدالله
- 11 إسلام جابر بن عبدالله
- 12 متى توفي الصحابي جابر بن عبد الله
- 13 المراجع
من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب وهو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيثُ يعد من الأسئلة التي يبحث عنها العديد من المسلمين اهتمامًا بسير الصحابة الكرام، فالصّحابة الكرام -رضوان الله عليهم- هم خير النّاس وأطهر الخلق بعد الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام، ولهم الفضل العظيم على هذه الأمة منذ بداية الإسلام وحتّى يومنا هذا، وفي هذا المقال سنتعرف على الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب.
من هم الصحابة
قبل الخوض في بيان من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب لابدّ من بيان من هم الصّحابة، حيثُ إنّ الصحابة الكرام -رضوان الله تعالى عليهم- هم الّذين اصطفاهم الله -تبارك وتعالى- ليكونوا خير خلقه سبحانه في هذه الدّنيا بعد الرُّسل، فقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَه”[1]، ومن الجدير بالذّكر إنّ الصحابة هم الذّين عاصروا وعاشوا ورأوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد بعثته المباركة، فقد جعلهم الله -تعالى- سندًا وعونًا لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسببًا لنشر رسالته العظيمة، فهم خير القرون وأفضل الخلق.[2]
من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب
إنّ الصَّحابيّ الذّي كلَّمه الله بدون حِجَاب هو عبدالله بن حِرام الأنصاري رضِيَ الله عنه [3]، فقد كلمه الله -عزَّ وجل- بعد موته، حيثُ يُعدّ من الفضائل التي حدثت له، فقد نال منزلة عظيمة وكلَّمَه اللهُ بدون واسطة مع وجود الحجابِ، كما كلَّم موسى عليه السَّلام، فلم يكن بينَه وبينَ اللهِ حِجابٌ ولا رسولٌ، ودليل ذلك ما ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: “لَقِيَني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا جابرُ ، ما لي أراكَ منكسرًا ؟ قلْتُ : اسْتُشْهِدَ أبي ، وتركَ عيالًا ودَيْنًا . قال : أفلا أبشِّرُكَ بما لَقِيَ اللهُ به أباك ؟ قال : بلى ، يا رسولَ اللهِ . قال : ما كلَّمَ اللهُ أحدًا قطُّ إلا من وراءِ حجابٍ ، وأحيا أباك فكلَّمَه كِفَاحًا، فقال : يا عبدي تَمَنَّ عليَّ أُعْطِكَ . قال : يا ربِّ تُحْيِيني فأُقْتَلَ فيك ثانيةً . قال الربُّ – تعالى – : إنه قد سبقَ مني أنهم إليها لا يُرْجَعُونَ . فنزلَت: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم”[4]، ومن الجدير بالذّكر أنّ الصحابي عبد الله بن حرام هو الشّهيد الذي تمنى أن يعود للدنيا ويقتل شهيداً مرة آخرى لما رأى من فضل ومنزلة الشُّهداء عند الله عزَّ وجل.
الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب إسلام ويب
ذكر موقع إسلام ويب في الإجابة عن سؤال من هو الصَّحابيّ الذي كلَّمه الله بدون حِجَاب هو الشَّهيد عبدالله بن حرام رضِيَ الله عنه، حيثُ إنّ الله -تعالى- خصّه بهذه الميّزة العظيمة التي لم يؤتها لأحدٍ من خلقه، وفيما يأتي سيتم ذكر ما ورد في موقع إسلام ويب بخصوص هذه المسألة:[3]
ومن هؤلاء الشهداء في غزوة أحد صحابي، أظلته الملائكة في جنازته بعد استشهاده، ولم يتغير جسده بعد دفنه، وكلمه الله عز وجل بعد موته، إنه الصحابي الجليل: عبد الله بن حرام الأنصاري، والد جابر رضي الله عنهما وبه كان يُكَنَّى، وهو أحد النُقباء الذين اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلةَ بيعة العقبة الثانية، قال عنه الذهبي في “سِيَر أعلام النبلاء”: “الأنصاري السلمي، أبو جابر ، أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدراً واستشهد يوم أحد”.
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي ولد في بطن الكعبة
هل كلم الله الصحابي عبدالله بن حرام
إنّ الله -سبحانه وتعالى- كلّم الصَّحابيّ عبد الله بن حرام الأنصاريّ -رضي الله عنه- بعد موته، فقد واجهه الله دون حجابٌ وَلَا رسُولٌ، فهو استحق من الله بفضله ورحمته سبحانه ما أنعم به عليه من هذه المنزلة العظيمة، حيث قال -تعالى- في القرآن الكريم: “وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيم”[5]، ومن الجدير بالذّكر أنَّه بلغ هذه المنزلة الكريمة لما كان يقوم بالعديد من الأعمال الصالحة، ومبادرته باستمرار للخير، بالإضافة إلى كونه -رضي الله عنه- من السَّابقين الأولين، ومن أهل العقبة، ومن أهل بدر، ومن النقباء، وأيضًا استشهد يوم أحد، حيثُ قال أبو نعيم -رحمه الله- في تلك المسألة:” عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ السُّلَمِيُّ أَبُو جَابِرٍ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، مِنَ النُّقَبَاءِ، اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَدُفِنَ مَعَ صَفِيِّهِ وَوَدِيدِهِ [أي: حبيبه، وصفيه] عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، كَلَّمَ اللهُ رُوحَهُ بِالْكِفَاحِ، وَأَظَلَّتِ الْمَلَائِكَةُ جِسْمَهُ بِالْجَنَاحِ، قَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ بِالْجَدِّ وَالثَّبَاتِ، فَقَتَلُوهُ مُحْتَسِبًا عَنْ تِسْعٍ مِنَ الْبَنَاتِ ” انتهى من “معرفة الصحابة”.[6]
صحة حديث جابر في تكليم الله لأبيه بعد موته
قد أجبنا سابقًا عن السّؤال منْ هو الصّحابيِّ الذّي كلّمهُ الله بِدونِ حِجَاب، أمّا هُنا فسنتحدّّث عن صِحَّة حديث جابر في تكليم الله -سبحانه وتعالى- لأبيه بعدَ موته فهو حديث صحيح [7]، فقد ورد عن جابر بن عبدالله -رَضِيَ الله عنهُمَا- قال: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لقيَه فقال يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا قلتُ يا رسولَ اللَّهِ استُشهِدَ أبي وترَك عليهِ دينًا وعيالًا فقال ألا أبشِّرُك بما لقيَ اللَّهُ بهِ أباكَ إنَّ اللَّهَ لم يُكلِّم أحدًا من خلقِه قطُّ إلَّا من وراءِ حجابٍ وإنَّ اللَّهَ أحيا أباكَ فَكلَّمَه كفاحًا وقالَ يا عبدي تمنَّ عليَّ ما شئتَ أعطيكَ قال تردَّني إلى الدُّنيا فأقتلُ فيكَ فقال تبارَك وتعالى لا إنِّي أقسمتُ بيمينٍ أنَّهم إليها لا يُرجَعونَ يعني الدُّنيا”[4]، فقد أخرجه الترمذي برقم (3010)، كما اخرجه ابن ماجه برقم (190)، وأيضًا ابن حبان برقم (15/ 490).
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا
نبذة عن عبد الله بن عمرو بن حرام
يعتبر عبدالله بن عمرة بن حرام الأنصاري هو أحد الصحابة الكرام ومن الشهداء الذين حصلوا على مكانةٍ عظيمةٍ عند الله عزّ وجل، فهو والد الصّحابيّ الجليل جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما-، كما يعدُ أحد النقباء ليلة العقبة، فقد كان سيدًا من سادات الخزرج وشريف من أشرافها، فقد أسلم في بيعة العقبة الثّانية، فشارك النبيَّ صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، وقُتِل يوم أحُد شهيداً، حيثُ أكرمه الله -شبحانه وتعالى- عند مقتله بجعل الملائكة تظلّ جنازته حتّى دُفن في قبره [6]، فقد ثبت في صحيح البخاري عن جَابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ -رَضيَ اللهُ عنهمَا- قال: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عن وجْهِهِ أَبْكِي، ويَنْهَوْنِي عنْه، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَنْهانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتي فاطِمةُ تَبْكِي، فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَبْكِينَ أَوْ لا تَبْكِينَ ما زَالَتِ المَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بأَجْنِحَتِهَا حتَّى رَفَعْتُموهُ”[8]، كما قال ابن عبد البر -رحمه الله- عن عبدالله بن حرام أنّه: ” كان نقيبا، وشهد العقبة، ثُمَّ بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، قتله أسامة الأعور ابن عُبَيْد، وقيل: بل قتله سُفْيَان بْن عبد شمس أَبُو أَبِي الأعور السُّلَمِيّ، وصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الهزيمة، وَهُوَ أول قتيل قتل من المسلمين يومئذ “.
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته
مواقف من حياة عبدالله بن حرام الأنصاري
هناك العديد من المواقف التي قام بها الصحابي الجليل عبدالله بن حرام -رضي الله عنه- مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومع التابعين رضوان الله عليهم، والّتي ينتج عنها بعض من الدروس والعبر المستفادة، ومن أشهر هذه المواقف ما يأتي:[9]
- حرصه على مصلحة المسلمين: فقد قال ابن المديني: حدثنا موسى بن إبراهيم، حدثنا طلحة بن خراش، سمع جابرًا يقول: قال لي رسول الله r: “ألا أخبرك أن الله كلم أباك كفاحًا، فقال: يا عبدي! سلني أعطك، قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا، فأقتل فيك ثانيًا، فقال: إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون. قال: يا رب! فأبلغ من ورائي”. فأنزل الله: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]”.
- تقديم النّصيحة للمسلمين: فلما خرج رسول الله إلى أحد في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين أحد والمدينة انخزل عنهم عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس وقال:” أطاعهم فخرج وعصاني! والله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس! فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة يقول: يا قوم أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عند من حضر من عدو! فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم, ولكنا لا نرى أن يكون قتال! فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم, قال: أبعدكم الله أعداء الله! فسيغني الله عنكم! ومضى رسول الله”.
- أبلى بلاءً حسنًا في غزوة أحد: فقد روى عبد الله بن جابر رضي الله عنهما: “لَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، جِيءَ بأَبِي مُسَجًّى، وَقَدْ مُثِّلَ به، قالَ: فأرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ، فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ الثَّوْبَ، فَنَهَانِي قَوْمِي، فَرَفَعَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَوْ أَمَرَ به فَرُفِعَ فَسَمِعَ صَوْتَ بَاكِيَةٍ، أَوْ صَائِحَةٍ، فَقالَ: مَن هذِه؟ فَقالوا: بنْتُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، فَقالَ: وَلِمَ تَبْكِي؟ فَما زَالَتِ المَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بأَجْنِحَتِهَا حتَّى رُفِعَ”[10].
شاهد أيضًا: استشهد الخليفة عمر بن الخطاب على يد
وفاة عبدالله بن عمرو بن حرام
توفي عبدالله بن حرام الأنصاري في السنة الثالثة للهجرة، فقد استشهد في غزوة أحد وكان أول قتيل، فقد قال ابن سعد رحمه الله: “شهد عَبْد الله بْن عَمْرو العقبة مع السبعين من الأَنْصَار، وهو أحد النقباء الاثني عشر، وشهد بدْرًا وأحدًا، وقتل يومئذٍ شهيدًا، عَلَى رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة”، أما من قتله في أحد فقد ورد بأنّه سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السُّلَمِي [6]، كما ورد عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ” لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِي أَبِي مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: مَا أُرَانِي إِلَّا مَقْتُولًا فِي أَوَّلِ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنِّي لاَ أَتْرُكُ بَعْدِي أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ، غَيْرَ نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ، وَاسْتَوْصِ بِأَخَوَاتِكَ خَيْرًا، فَأَصْبَحْنَا، فَكَانَ أَوَّلَ قَتِيلٍ”[11].
ما هي وصية عبد الله بن حرام لابنه
تعتبر وصية عبدالله بن حرام -رضي الله عنه- لابنه جابر بأنها وصية مهمة دلت على قوَّةُ إيمانه وشدَّة حُبِّه للنبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فهو لم يُقدّم على محبَّتِه أحدًا ولو كان ابنَه، فقد كانت تنص وصية الصّحابي الجليل عبدالله بن حرام لابنه جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: “لَمَّا حَضَرَ أُحُدٌ دَعَانِي أبِي مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: ما أُرَانِي إلَّا مَقْتُولًا في أوَّلِ مَن يُقْتَلُ مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنِّي لا أتْرُكُ بَعْدِي أعَزَّ عَلَيَّ مِنْكَ، غيرَ نَفْسِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فإنَّ عَلَيَّ دَيْنًا فَاقْضِ، واسْتَوْصِ بأَخَوَاتِكَ خَيْرًا، فأصْبَحْنَا، فَكانَ أوَّلَ قَتِيلٍ ودُفِنَ معهُ آخَرُ في قَبْرٍ، ثُمَّ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أنْ أتْرُكَهُ مع الآخَرِ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أشْهُرٍ، فَإِذَا هو كَيَومِ وضَعْتُهُ هُنَيَّةً غيرَ أُذُنِهِ” [11]، فقد تبين بالوصية بأن الصّحابي عبدالله بن حرام أوصى ابنه جابر وأَعلمه بما عليه مِن الدُّيون، ثُمَّ أَوْصاه بأخَواته البَنات، بحيث يهتم بهن ويقوم برعايتهن؛ فقد قيل بإنَّ جابرًا -رَضيَ اللهُ عنه- كان له تِسعُ أخَواتٍ، وقيل غيرُ ذلك.[3]
التعريف بالصحابي جابر بن عبدالله
يعدّ الصحابي جابر بن عبدالله بأنه ابن الصحابي الجليل عبدالله بن حرام -رضي الله عنهما وأرضاهما-، حيثُ إنَّه أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما اسمه فهو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي من بني سلمة، ويُكنى بأبي عبد الله، أما عن والدته فهي نسيبة بنت عقبة بن عدي الأنصارية، كما عرف جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- بأخلاقه الرفيعة، وكرمه، بالإضافة إلى روايته لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم [12]، ومن الجدير بالذّكر أنّ جابر بن عبدالله عرف بحرصه على الجهاد في سبيل الله تعالى، فلم يكن يتخلف عن أي غزوة في حياته عدا غزوتي أحد وبدر لأنّه كان صغيرًا، كما كان والده يمنعه من المشاركة من اجل رعاية إخواته، فقد ورد في صحيح مسلم قوله رضي الله عنه: “غَزَوْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً. قالَ جَابِرٌ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا، وَلَا أُحُدًا مَنَعَنِي أَبِي، فَلَمَّا قُتِلَ عبدُ اللهِ يَومَ أُحُدٍ، لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ قَطُّ”[13].
إسلام جابر بن عبدالله
إن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أسلم مبكرًا، حيث حضر البيعة الثانية في السنة الثالثة عشر للبعثة عندما كان عمره ست سنوات، فقد تلقى الكثير من العطف من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وكان مقرباً إليه ويسأل عنه باستمرار، وهو يُعدّ من الحفاظ والمكثرين من رواية الحديث النبوي الشريف، حيث روى ما يقارب 1500 حديث، ومن الجدير بالذكر أنّه -رضي الله عنه- كان من الذي التفوا حول النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما هاجر إلى يثرب، فهو لم يشارك في غزوة أحد أو غزوة بدر، بسبب منع والده له بهدف رعاية إخوته التسعة، إلا أنّه شارك في كافة غزاوات النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما توفي والده في غزوة بدر، فقد شهد بيعة الرضوان، وشارك في الفتح الإسلامي للشام بعد وفاة النّبي صلى الله عليه وسلم، كما بدأ يعلم الناس الحديث في المسجد النبوي.[12]
متى توفي الصحابي جابر بن عبد الله
توفي الصّحابي الجليل جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- في 78 للهجرة، حيثُ أنه فقد بصره قبل وفاته بفترة ليس كبيرة، فهو من المعمّرين فقد كان يبلغ من العمر أربع وتسعين عامًا، كما أنّه يُعتبَر آخر من مات من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، ومن الجدير بالذِّكر أنه صلَّى عليه أبان بن عثمان بن عفَّان، وكان حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ممن حملوا النعش وكان بين عمودي السرير في الجنازة، رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين.[12]
إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان من هو الصحابي الذي كلمه الله بدون حجاب، فقد عرفنا في هذا المقال بعض من المعلومات حول الصحابي عبدالله بن حرام رضي الله عنه، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، ثمّ تعرفنا على حياة الصحابي عبدالله بن حرام وإسلامه ومماته، كما ختمنا مقالنا ببعض المعلومات عن درجة الحديث المرفق بالمقال، نرجو أن تكونوا قد استمتعتم بمطالعة هذا المقال ونلتم الفائدة التي تبحثون عنها.
المراجع
- ^ alukah.net، صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم، 15/10/2022
- ^ صحيح البخاري ، البخاري،عبد الله بن مسعود، 2652، صحيح.
- ^ islamweb.net، عبد الله بن حرام : شهيدٌ كلَّمَه الله، 15/10/2022
- ^ التوحيد لابن خزيمة، ابن خزيمة ، جابر بن عبدالله، 890/2 ، أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح] .
- ^ سورة الشورى ، الآية 51
- ^ islamqa.info، نبذة عن عبد الله بن عمرو بن حَرام ، والد جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما.، 15/10/2022
- ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 15/10/2022
- ^ صحيح البخاري، البخاري، جابر بن عبدالله، 1244، صحيح.
- ^ islamstory.com، عبد الله بن حرام، 15/10/2022
- ^ صحيح مسلم ، مسلم، جابر بن عبد الله، 2471، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، جابر بن عبدالله ، 1351، صحيح.
- ^ islamstory.com، جابر بن عبد الله، 15/10/2022
- ^ صحيح مسلم ، مسلم، جابر بن عبدالله، 1813، صحيح
التعليقات