من هو اول من وضع التاريخ الهجري

من هو اول من وضع التاريخ الهجري
من هو اول من وضع التاريخ الهجري

من هو اول من وضع التاريخ الهجري سؤال قد يخطر في بال الكثيرين، وخاصّةً أنّ العرب لم تعرف تأريخنا قبل التأريخ الهجريّ، ولكنّ الإسلام كان ينظر في حال الأمم الأخرى ويأخذ منهم كلّ مفيد، ومن ذلك فكرة التأريخ التي أُعجب بها الخليفة الراشديّ الذي سنتعرّف عليه في هذا المقال ، وهو أول من أمر المسلمين بالتأريخ بناءً على فكرة شخص منهم.

من هو اول من وضع التاريخ الهجري

تأتي الإجابة على سؤال من هو اول من وضع التاريخ الهجري بحسب المؤرخين بأنّه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك في العام السابع عشر بعد الهجرة، إذ تمّ تأسيس التاريخ الهجري على الأشهر القمرية التي كانت معروفةً عند العرب قديمًا.

إلّا أنّ بداية عدّ الأعوام عند المسلمين كانت من عام هجرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فقد كان العرب قديمًا يؤرخون بحسب أبرز الأحداث كعام الفيل وتاريخ بناء الكعبة، وتُعدّ هجرة النبي الكريم بالنسبة للمسلمين من أهمّ ما قد حدث في تاريخ العالم الإسلامي، لذلك تمّ اعتماد عام الهجرة كبدايةٍ للتأريخ الهجري. [1]

قصة التأريخ الهجري

بعد الإجابة على سؤال من هو أول من وضع التاريخ الهجري لا بدّ من التعرّف على قصة التأريخ الهجري، ففي السنة الثالثة من خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أرسل أبو موسى الأشعريّ -وقد كان واليًا على البصرة- كتابًا للخليفة يقول فيه: “يأتينا من أمير المؤمنين كتب، فلا ندري على أيٍّ نعمل، وقد قرأنا كتابًا محله شعبان، فلا ندري أهو الذي نحن فيه أم الماضي”، عندها جمع عمر -رضي الله عنه- كبار الصحابة للتداول في هذا الأمر.

وخلصوا إلى ضرورة اختيار مبدأ للتأريخ الإسلامي، لكنّهم اختلفوا متى ستكون بداية هذا التأريخ، فرأى بعضهم الأخذ بمولد النبي -صلى الله عله وسلم- والبعض الآخر رأى البدء ببعثته، لكنّ الرأي استقر في نهاية الأمر على جعل مبدأ التأريخ من العام الذي هاجر فيه الرسول الكريم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وكان عام الهجرة هو العام الأول من التقويم الهجري. [2]

استخدام التقويم الهجري

تعرفنا في بداية مقالنا على إجابة السؤال من هو اول من وضع التاريخ الهجري ، والآن سنتحدث عن مكانة التقويم الهجري في العالم الإسلاميّ، فالتقويم الهجري يُستخدم في بعض دول العالم الإسلاميّ كتقويمٍ رسميٍّ للبلاد، إلّا أنّ أهمية التقويم الهجري لدى المسلمين تكمن في اعتماد المناسبات الدينية والأعياد وبعض الشعائر والفرائض الدينية على الأشهر القمرية لتحديد مواقيتها، ومنها فريضة الحج التي تكون في شهر ذي الحجة، وفريضة الصيام التي تكون في رمضان.

كما أنّ زكاة المال تعتمد في حسابها على الحَوْل، والحَوْل هو سنةٌ قمريةٌ كاملة، إضافةً إلى أنّ أعياد المسلمين تعتمد في تحديدها على التقويم الهجري، فعيد الفطر يكون في اليوم الأوّل من شهر شوال، وعيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجّة، وعلى الرغم من المكانة العظيمة للتقويم الهجري لدى المسلمين إلّا أنّ غالبية الدول العربيّة والإسلاميّة تعتمد التقويم الميلاديّ كتقويمٍ رسميٍّ لبلادها نظرًا لاعتماده تقويمًا رسميًّا في معظم دول العالم. [3]

ترتيب أشهر التقويم الهجري

بعد أن اجبنا على من هو اول من وضع التاريخ الهجري، فإنّ التقويم الهجري يعتمد على دوران القمر حول الأرض، ويعتمد على رؤية الهلال وتكون الرؤية بعد غروب الشمس، بحيث تكون بداية الشهر الهجري في اليوم التالي للرؤية، ويتألّف العام الهجري من اثني عشر شهرًا، وعدد أيام الشهر تسعٌ وعشرون أو ثلاثون يومًا بحسب رؤية الهلال.

أربعةٌ من هذه الأشهر أشهرٌ حُرُم ويعود سبب تسميتها بالأشهر الحُرُم لأنّ الله تعالى حرّم فيها القتال بين الناس، قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) (التوبة 36) وفيما يأتي بيانٌ لأسماء أشهر التقويم الهجري بالترتيب: [4]

  • مُحرّم:  أوّل أشهر التقويم الهجري وهو من الأشهر الحُرُم، وسميّ بذلك لأنّ العرب كانوا يُحرّمون القتال فيه.
  • صفر: يعود سبب تسميته إلى أنّ ديار العرب كانت تخلو من أهلها أوقات الحروب فتصفر.
  • ربيع الأوّل: سُمي بذلك لأنّه يكون في بداية الربيع، وهو الشهر الذي وُلد فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام.
  • ربيع الآخر: ويُعرف بربيع الثاني لأنّه يأتي في آخر الربيع.
  • جمادى الأولى: وسبب تسميته بذلك لوقوعه في الشتاء حيث يتجمد الماء فيه.
  • جمادى الآخرة: ويسمى أيضًا جمادى الثاني لمجيئه بعد جمادى الأولى.
  • رجب: وهو من الأشهر الحُرم، وسبب تسميته هو أنّ العرب كانت تُرجب رماحها أيّ تنزع رؤوسها، فهو شهرٌ حُّرم فيه القتال.
  • شعبان: سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم أنّه يرجع إلى أن العرب كانوا يتشعّبون في هذا الشهر في بقاع الأرض يطلبون الماء، كما قيل يعود إلى تشعّب العرب أي انتشارهم كان في الغارات.
  • رمضان: هو شهر الصيام عند المسلمين، يُقال أنّ سبب تسميته هو شدّة وقع الشمس ورموض الحرّ في الوقت الذي سمّي فيه.
  • شوّال: سميّ بذلك لأنّ الإبل تحمل فيه ويجفّ حليبها وسُمي بشوال بمعنى الحمل.
  • ذو القعدة: وهو من الأشهر الحُرم، وسُمي بذلك بمعنى الهدنة أو القعود عن القتال.
  • ذو الحجة: وهو من الأشهر الحُرم، وسُمي بذلك لأنّه الشهر الذي يقام فيه الحج.

سبب اختيار شهر محرم كبداية للسنة الهجرية

بعد أن اتضح لنا من هو اول من وضع التاريخ الهجري، كما تعرّفنا قصة التأريخ الهجري بالتفصيل، يتبادر للأذهان السؤال عن سبب اختيار شهر مُحّرم كبداية للسنة الهجرية، وخاصةً أنّ الرسول الكريم لم يهاجر إلى المدينة المنورة في شهر مُحرّم، إذ يذكر المؤرخون أنّ رجلًا جاء من اليمن فقال: “رأيت باليمن شيئًا يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا وشهر كذا”.

فأعجب هذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقال أرّخوا مثل هذا التاريخ، وعندها اجتمع الصحابة للتشاور ولاختيار الشهر الذي تبدأ به السنة الهجرية، فمنهم من قال فلتبدأ بشهر رجب، ومنهم من اختار شهر رمضان لعظمة مكانته عند المسلمين، وعندها قال عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ليكن شهرَ مُحرّم، فإنّه شهرٌ حرام وهو أول السنة ومنصرف الناس من الحج، واتفق الجميع على أن يكون شهر محرّم هو أول أشهر السنة الهجرية. [5]

متى بدأ التاريخ الهجري بالميلادي

وافقت السنة الأولى من التاريخ الهجري سنة 622 ميلادية، ويختلف التقويم الميلادي عن التقويم الهجري من حيث طريقة احتساب الأيام، فالتقويم الهجري قمري؛ وهذا يعني أن أساسه دوران القمر حول الأرض، أما التقويم الميلادي فأساسه هو دوران الأرض حول الشمس.

وقد طرأت عليه الكثير من التعديلات الجوهرية على مدى القرون إلى أن استقر على شكله الحالي، وصار التاريخ الميلادي أساساً عالمياً للتأريخ والأحداث، كما أنّ التأريخ الهجري اتخذ الهجرة النبوية بدايةً للسنة الهجرية، فإنّ التأريخ الميلادي اعتمد على تاريخ مولد المسيح عيسى ابن مريم –عليه السلام- كبدايةٍ للسنة الميلادية. [6]

سبب تسمية التقويم الهجري بهذا الاسم

تبين من خلال الإجابة عن سؤال من هو اول من وضع التاريخ الهجري أنّ سبب تسمية التقويم الهجري بهذا الاسم يعود إلى أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اعتمد هجرة النبي الكريم -صلّى الله عليه وسلّم – كبدايةٍ للتأريخ الإسلامي، وقد كان المسلمون قبل بداية التأريخ الهجري يسمون كل سنةٍ بحسب أبرز حدثٍ حصل فيها.

فكانت السنة الأولى بعد الهجرة تُسمى سنة الإذن أيّ الإذن بالهجرة من مكة إلى المدينة، والسنة الثانية سنة الأمر أي الأمر بقتال المشركين، أمّا السنة العاشرة كانت تسمى سنة الوداع أي السنة التي كانت فيها حجة الوداع، وظلّ الأمر على هذه الحال حتى قرر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّ بداية العدّ ستكون من عام الهجرة، وهي كذلك إلى يومنا هذا. [7]

مقالات قد تهمك

معلومات عن السنة الهجرية وعدد أيامها وشهورها ترتيب شهور السنة الهجرية وسبب تسمية كل منها
لماذا سميت السنة الهجرية بهذا الاسم لماذا  سميت السنة القمرية الهجرية بهذا الاسم

وبهذا نكون قد أجبنا في مقالنا عن السؤال من هو اول من وضع التاريخ الهجري، كما أدرجنا كمًّا وافرًا من المعلومات عن التقويم والتأريخ الهجري، وعن ترتيب الشهور فيه وسبب تسميتها، وعن القصة التي كانت السبب في بدأ التأريخ عند المسلمين، واختيارهم الهجرة النبوية بدايةً له، وتعرّفنا على سبب بدء التأريخ الهجري بشهر محرّم.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *