هل دم اللثة يفطر الصائم ، هل علاج اللثة يفسد الصيام

هل دم اللثة يفطر الصائم ، هل علاج اللثة يفسد الصيام سؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، إن صوم رمضان من أركان الإسلام الخمسة، وفريضة الصيام جعلها الله تعالى على كافة المسلمين، وهنالك العديد من الأدلة الواردة في مصادر التشريع الأصيلة؛ كالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تدل على ذلك، ومن الجدير بالذكر أن من أنكر ركنًا من أركان الإسلام فهو كافر، مما يعني أن إنكار ركن الصيام يعد كفرًا في الشريعة الإسلامية، وبناء على ذلك فمن جاءه الشهر وكان معافى غير مريض، أو مقيم غير مسافر، أصبح عليه الصيام واجب شرعي، إما عن طريق القضاء أو الأداء، وشهر رمضان يتضمن العديد من الأحكام التي لا بد للمسلم الاطلاع عليها لإتمام صيامه على أكمل وجه، وفيما يأتي سيتم بيان بعض هذه الأحكام.

هل دم اللثة يفطر الصائم

إن نزول الدم من اللثة لا يؤثر على صحة الصيام، لأن الدم جزء من الفم، فهو ليس من سائر البدن، مما يعني أن الجرح لا يؤثر على صحة الصيام، ومن نزل من شفتيه أو لثته أو فمه دمًا فإن ذلك لا يضر صيامه ولا يبطله، لكن لابد من التحرز منه، حيث يجب تنظيفه على الفور وعدم تعمد ابتلاع، الدم الخارج من اللثة ليس كالذي يخرج بسبب الحجامة أثناء الصيام، فالحجامة تفطر الصائم فلو احتجم الإنسان فقد يبطل صومه عند بعض الفقهاء لأنه ليس عارضًا، وإنما هنالك وجود مسبب لهذه الجراحات، أي أنه وجود يد للإنسان بها والله تعالى أعلم.^[1]

شاهد أيضًا:  هل وضع قطرة العين تفطر الصائم

هل ابتلاع الدم يفسد الصيام

إن تعمد ابتلاع الدم الذي يخرج من اللثة أو الفم أو الشفتين يعد من المفطرات وذلك باتفاق أئمة الفقهاء الأربعة، فهو ليس بمعنى الريق كما يظن الباب حتى يكون معفوًا عنه، بل هو من جنس الشراب، مما يعني أن من تعمد ابتلاع هذا الدم الخارج من الفم أو اللثة فيجب عليه قضاء هذا اليوم، وأما من ابتلع هذا الدم دون قصد كما تبين سابقًا، فذلك لا يؤثر على صحة الصيام مما يعني عدم إبطاله وليس عليه قضاء هذا اليوم، وقد يرى بعض العلماء أن الدم نجس وذلك باتفاق جمهور الفقهاء مما يعني أن ابتلاعه محرم في الشريعة الإسلامية حتى في غير أيام شهر رمضان المبارك.^[2]

فالواجب على من ظن أنه قد نزل من فمه دم عليه أن ينظفه مباشره، وأن يبتعد عن ابتلاعه بقدر الامكان، فمن مجّ هذا الدم ولم يبتلع منه اي شيء فذلك لا يؤثر على صحه الصيام، وأما إذا دخل دمًا يسيرًا دون قصد فلا شيء على الإنسان كما أن صيامه صحيح لأنه لم يستطع التحرز من هذا الدم، وأما بالنسبة للقضاء فوجب على الإنسان الذي حصل معه ابتلاع الدم على وجه القصد فالواجب حساب هذه الأيام وقضائها حتى تبرئ الذمه امام الله -سبحانه وتعالى- وهذا ما رآه العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- تعالى، حيث يرى وجوب القضاء حتى يغلب على ظن الانسان براءه الذمة، كذلك هو الأحوط.^[2]

هل خروج الدم من اللثة يبطل الوضوء

إن خروج الدم من اللثة ليس من نواقض الوضوء إلا إذا كان فاحشًا، حيث يقول ابن قدامة في كتابه الكافي: إن الدم والصديد والقيح، لا ينقض الوضوء إلا إذا كان كثيرًا لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لفاطمة بنت أبي حبيش: “إنه دم عرق فتوضئي لكل صلاة”،^[3] وكانت حجته أنه دم عرق، ولأنه خارج عن الجسد كالذي يخرج من السبيلين فهو نجس، والدم إذا كان يسيرًا فهو لا ينقض الوضوء حيث ورد عن العديد من الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يعصرون البثرة فيخرج منها الصديد والدم فيصلون دون وضوء، والخلاصة أن الدم الكثير ينقض الوضوء وهذا ما ذهب إليه الحنابلة والحنفية ومن معهم، وبعض الفقهاء ورد في مذهبهم أن الدم الخارج من الجسد أيًا كان لا ينقض الوضوء سواء كان كثيرًا أم قليلاً، ولكن الأحوط والله تعالى أعلم هو المذهب الأول وهو أنه ناقض للوضوء.^[4]

شاهد أيضًا: هل المرهم يفطر الصائم ، هل كريم الوجه يفطر الصائم

هل علاج اللثة يفسد الصيام

إن علاج اللثة أو تصليح الأسنان بصورة عامة؛ كسحب العصب وحشو الأسنان وخياطة اللثة ونحو ذلك لا يفسد الصوم كما أنه ليس من المبطلات، لكن وجب على المسلم إن أقدم على تصليح لثته وأسنانه باستخدام البنج الموضعي في نهار رمضان أن يخشى جيدًا من ابتلاع المواد المتعلقة بالتخدير أو الحشوات التي يضعها الطبيب أو الدم الناتج عن العلاج فلا يجوز له ابتلاع أي شيء منها حتى وإن كانت ماءً؛ لأن ذلك من مبطلات الصيام، أما إذا ابتلع شيئًا دون قصد فصيامه باق ولا يفسد بذلك، كما أن حقنة التخدير لا تبطل الصيام كما ورد عن جمهور الفقهاء لأنها ليست كالطعام أو الشراب، مما يعني أن الذي يفسد الصيام هو الذي يتعلق بالمغذيات كالطعام والشراب، لكن الأولى والأحوط على المسلم أن يؤجل علاج لثته وأسنانه إلى الليل بعد الإفطار لئلا يبطل الصيام والله تعالى أعلم.^[5]

هل دم اللثة يفطر الصائم ، هل علاج اللثة يفسد الصيام سؤال أجبنا عليه فيما سبق وتبين أن دم اللثة لا يفطر الصائم إن لم يدخل شيء إلى جوفه، ولكن إذا تعمد الصائم ابتلاع الدم النازل من اللثة فإنه يفطر باتفاق المذاهب الأربعة، وأما إن لم يتعمد ابتلاع هذا الدم وقد نزل منه شيئًا يسيرًا إلى معدته فإنه لا يفطر بالإجماع، كما بينا أن دم اللثة إن كان فاحشًا فهو ينقض الوضوء وإن كان يسيرًا فلا يؤثر على الوضوء.