عناصر المقال
- 1 الإحرام
- 2 هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيام
- 3 هل يجوز الإحرام من مكة لغير أهلها
- 4 هل يجوز لأهل مكة الإحرام من بيوتهم
- 5 من أين يحرم من أراد عمرة ثانية
- 6 هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة
- 7 هل يجوز المبيت في مكة قبل العمرة
- 8 حكم تجاوز الميقات في الحج والعمرة
- 9 الحكمة من مشروعية الإحرام
- 10 هل يجوز الإحرام من التنعيم لغير أهل مكة
- 11 مقالات قد تهمك
- 12 المراجع
هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيام هو الموضوع الذي سوف نتعرَّف عليه، حيث إن الله -سبحانه وتعالى- فرض على المسلمين عبادات وطاعات ينالوا بها الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، ومنها أداء مناسك الحجِّ والعمرة، ولهذه العبادات مناسك وكيفية معينة يجدر بالعبد المسلم أن يعلمها، ومن هذا المنطلق ومن خلال هذا المقال سنسلِّط لكم الضوء على الإجابة الصحيحة حول سؤال هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيام، وماهو الإحرام وحكمه ومواقيته.
الإحرام
يُعد الإحرام ركن من أركان أداء مناسك الحج أو العمرة، بحيث لا يصح الحجّ أو العمرة بدونه، استدلالاً بما ورد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ”[1]، فقد جاء تعريف الإحرام في اللغة من حرم؛ وقيل هو المنع والتشديد، وأما الحرام: فهو عكس الحلال، وجاء أنه مصدر أحرم، فنقول أحرم الرجل يحرم إحرامًا وهذا إذا أهل العبد بالحج أو العمرة، ونوى أن يأتي بأسباب العمرة أو الحج وشروطهما، أما تعريف الإحرام في الاصطلاح الفقهي فهو النّية في الدخول لأداء الحج أو العمرة، وقد سمي إحرامًا؛ لأنه يمنع من فعل المحرمات عند أداء المناسك، وأما عن حكم الإحرام فهو ثابت في الكتاب والسنة، وقد بيّن الفقهاء ركنية الإحرام، حيث قال القاضي: “أركان الحج أربعة وهي: الإحرام والطواف والسعي والوقوف بعرفة”، وقد ذكر الشافعية أن: “أركان الحج خمسةٌ: الإحرام، والوقوف، والطواف، والسعي، والحلق إذا جعلناه نسكا ولا تجبر بدمٍ، وما سوى الوقوف أركانٌ في العمرة أيضًا”.[2]
مواقيت الإحرام
من أراد الحج أو العمرة، يجب عليه أن يُحرم من أماكن معينة وهذه الأماكن هي المواقيت المكانية والدّليل على ذلك ما ورد عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمن أهله، وكذا فكذلك، حتى أهل مكة يهلون منها”[3]، وهي خمس مواقيت على التفصيل التالي:[4]
رقم الميقات | اسم الميقات | المنطقة التابع لها |
الميقات الأول | ذو الحليفة | وهو ميقات أهل المدينة، ويسمى هذا الميقات أبيار علي. |
الميقات التاني | الجحفة | وهي ميقات أهل الشّام، ولكن لا يحرمون الناس منه بل من مكان تابع له ويسمى رابغ، حيثُ يحرم المسلمين من رابغ أهل لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر والسودان والمغرب العربي، وبلدان أفريقيا وبعض المناطق الشمالية في المملكة العربية السعودية. |
الميقات الثالث | قرن المنازل | وهو ميقات أهل نجد، حيثُ يطلق على هذا الميقات اليوم “السيل الكبير”، ويحرم منه أهل نجد ومن حج أو اعتمر من الشرق كله من أهل الخليج والعراق وإيران وغيرهم. |
الميقات الرابع | يلملم | وهو ميقات أهل اليمن، وسمّى السعدية فهو جبل يقع جنوب مكّة، حيث يُحرم منها المسلمين في اليمن الساحلي وسواحل المملكة العربيّة السُّعودية، وإندونيسيا، وماليزيا، والصين والهند، وحجاج جنوب آسيا، ولكن في هذا الوقت أصبحت الطائرات والبواخر ترسوا على موانئ جدة. |
الميقات الخامس | ذات عرق | وهي ميقات أهل العراق، ويطلق عليه اسم آخر وهو “الضريبة”، حيثُ لا يحرم أحد من هذا الميقات لأنه مهجور؛ والطرق المسفلتة لا تمر منه وإنما تمر على طريق الطائف والسيل الكبير “قرن المنازل”. |
هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيام
إنّ الإحرام يتعلق بنيّة المسلم، بحيثُ يجوز للمسلم الإحرام من مكّة إذا كان نوى العُمرة بعد وصوله إليها، أما إنْ كان قد نَوى العُمرة قبل سفره من بلده الأصلي لا يجوز له الإحرام منها، ويحرم من الميقات الخاصّ بالنّاحية الّتي أتى منها[5]، فإن قصد المسلم مكّة بعملً أو غيره وأقام فيها أو لم يقم ثمّ اعتمر، فإن كان قد نوى العمرة قبل وصوله إلى مكة ويكون سفره إلى مكة من أجل العمل أو الزّيارة والعمرة، فعليه بهذه الحال كما ورد عن أهل العلم أن يُحرم من الميقات ثمّ يُكمل عمله في مكة ثمّ يعتمر، وأمّا من قصد مكة دون نيّةٍ للعمرة ثمّ نوى أن يعتمر، فإنّه لا يحرم من الميقات بل يحرم من مكان في مكة، وذلك استناداً لما ورد عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي رواه الصّحابي الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنه- حين قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَقَّتَ لأهلِ المدينةِ ذا الحُليْفةِ ، ولأهلِ الشامِ الجُحفةَ ، ولأهلِ نجدٍ قرنَ المنازلِ ، ولأهلِ اليمنِ يَلَمْلَمَ ، هنَّ لهم ولكلِّ آتٍ آتِى عليهنَّ من غيرِهنَّ ، ممَّن أراد الحجَّ والعمرةَ ، فمن كان من دونَ ذلك فمن حيثُ أَنشأَ ، حتى أهلُ مكةَ من مكةَ”[6].
هل يجوز الإحرام من مكة لغير أهلها
وفي تقديم الإجابة الصحيحة حول هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيام، سيتم التعرف على هل يجوز الإحرام من مكة لغير أهلها، حيثُ إنّ من قدم إلى مكة المكّرمة وهو من غير أهلها سواء للتجارة، أو زيارة الأهل، أو لأي غرض آخر ولم يكن يقصد حجًا أو عمره ثم نوى بعدها أن يحج فيحرم من مكة، أما إذا نوى المسلم عمرة وهو في الحرم المكّي فإنه يخرج إلى الحل؛ أي خارج حدود الحرم، ويحرم من التنعيم أو الجعرانة أو غيرهما؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر عائشة أم المؤمينين -رضي الله عنه- أن تحرم بالعمرة من خارج الحرم لما أرادت أن تعتمر في حجة الوداع وهي في داخل الحرم، فالواجب والصحيح أن يحرم المسلم من الميقات الخاصّ بالنّاحية الّتي أتى منها، بحيث لا يجوز له أن يحرم من ميقاتٍ غيره، أمّا إن كان المسلم زائراً لمكّة المكرّمة بغير نيّة الحجّ أو العمرة، أي كان يزور أقربائه أو كان في تجارةٍ أو عمل، ثمّ أراد أن يعتمر أو يحجّ، فيجوز له أن يحرم من مكّة نفسها والله أعلم.[7]
هل يجوز لأهل مكة الإحرام من بيوتهم
قد أوضحنا سابقًا الإجابة الصحيحة حول سؤال هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيام، أمّا هُنا فسنبيّن هل يجوز لأهل مكة الإحرام من بيوتهم، حيثُ أجمع عامة العلماء بأنه لا يجوز لأهل مكّة الإحرام من بيوتهم؛ لأنه خلاف لسّنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيثُ إنّ المشروع الخروج إلى الحِلّ؛ أي خارج حدود الحرم [8]، فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ : “يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْتَمَرْتُمْ وَلَمْ أَعْتَمِرْ . فَقَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، اذْهَبْ بِأُخْتِكَ فَأَعْمِرْهَا مِنْ التَّنْعِيمِ ، فَأَحْقَبَهَا عَلَى نَاقَةٍ فَاعْتَمَرَتْ”[9]، فقد قال الْعُلَمَاء بالتعقيب على ذلك: “وَإِنَّمَا وَجَبَ الْخُرُوج إِلَى الْحِلّ لِيَجْمَع فِي نُسُكه بَيْن الْحِلّ وَالْحَرَم”، وأما حديث ابن عباس: “ومَن كان دون ذلك فمُهَلُّه من حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة”[3]، فهذا عامٌّ مخصوصٌ، يُراد به الحجّ دون العمرة.
من أين يحرم من أراد عمرة ثانية
إذا أراد المسلم أن يأتي بعمرة ثانية عليه أن يحرم من خارج الحرم، كما اعتمرت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- بأمر النبي من التنعيم عليه الصلاة والسلام، فقد قال الشيخ ابن باز-رحمه الله عند سؤاله من أين يُحْرِم الوافِد الذي يريدُ عمرةً أخرى، فأجاب: “من الحِلّ، التنعيم، أو غيره من الحل، عرفات أو التنعيم أو الجعرانة؛ لأنه قد دخل بإحرام شرعي من الميقات، مثل ما أحرمت عائشة من التنعيم؛ لأنها قد دخلت بإحرامها الأول من الميقات، صار من أهل مكة، حكمه حكم أهل مكة، يحرمون من الداخل، يعني من خارج الحرم، لكن ما يلزم يرجع للميقات، من عرفات من الجعرانة من التنعيم، يسمونه العمرة الآن”[10]، ومن الجدير بالذّكر أنّ تكرار المسلم العمرة في سفرة واحدة سواء عن نفسه أو عن غيره ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته الكرام رضوان الله عليهم، لذا من الأفضل أن يكتفي المسلم بعمرة واحدة اقتداء بسنة الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام.[11]
هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة
أوضح أهل العلم بأنه يجوز للمسلم عقد النية في الفندق والخروج إلى مكان الحلّ؛ ليحرم بالعمرة؛ لأن الإحرام بالعمرة يكون من الحلّ، كالتّنعيم المسمّى مساجد عائشة -رضي الله عنها- أو إلى الجعرانة أو إلى عرفات أو غيرها من المواضع التي هي خارج الحرم في الحلّ، وذلك خاص بأهل مكة أو من نوى العمرة وهو في مكة، ثمّ ينوي الدّخول في العمرة ثمّ يلبي؛ لأنّ الرّسول -صلى الله عليه وسلم- أمر عائشة لما أرادت العمرة أن تخرج إلى التّنعيم إلى خارج الحرم، فذهب بها أخوها عبد الرحمن فأحرمت من التّنعيم وهو خارج الحرم، وهكذا النّاس مثلها من أراد أن يحرم بالعمرة فإنّه يخرج من مكة إلى الحلّ، فينوي بقلبه الدّخول للعمرة ثمّ يلبي سواءً كان من أهلها أو ممن حلّ فيها من حجّ أو عمرة ثمّ أراد عمرة فإنّه يخرج إلى الحلّ، أما من كان من نوى العمرة وهو في بلده الأصلي يحرم من الميقات الذي يمر عليه، وفي ذلك تفصيل كما يأتي:[12]
أما الذي أتى من بلاده يريد العمرة أو يريد الحج، فإنه لابد أن يحرم من الميقات الذي يمر عليه، أن كان من طريق المدينة أحرم من ميقات المدينة إن كان من نجد أو الطائف أحرم من السيل ميقات أهل نجد، إن كان من طريق اليمن أحرم من ميقات اليمن، إن كان من طريق المغرب أو مصر أو الشام أحرم من رابغ إذا كان جاء من طريق الساحل أحرم من رابغ إذا وازنه، إن كان من العراق أحرم من ميقات العراق، وهو ذات عرق ويسمى الضريبة، سواء كان أتى لعمرة أو حج؛ لأن النبي ﷺ قد وقت المواقيت للناس.
هل يجوز المبيت في مكة قبل العمرة
يجوز، ولكن من السُّنة للمُحرم أنْ يُشرع في أعمال النّسك من حين وصوله إلى الحرم؛ وذلك تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم [13]، لما روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ” إن أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ عليه الصلاة والسلام حِينَ قَدِمَ مَكَّةَ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ”[14]، حيثُ ينبغي لمن جاء إلى مكة حاجاً أو معتمراً أن يبدأ أولاً بالمسجد الحرام ، فيطوف قبل أن يذهب إلى مكان آخر، فقد قال النووي رحمه الله: “حَدِيثُ عَائِشَةَ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ ، قَالَ أَصْحَابُنَا : فَإِذَا فَرَغَ مِنْ أَوَّلِ دُخُولِهِ مَكَّةَ أَنْ لَا يُعَرِّجَ عَلَى اسْتِئْجَارِ مَنْزِلٍ وَحَطِّ قُمَاشٍ وَتَغْيِيرِ ثِيَابِهِ وَلَا شَيْءَ آخَرَ غَيْرَ الطَّوَافِ, بَلْ يَقِفُ بَعْضُ الرُّفْقَةِ عِنْدَ مَتَاعِهِمْ وَرَوَاحِلِهِمْ حَتَّى يَطُوفُوا ، ثُمَّ يَرْجِعُوا إلَى رَوَاحِلِهِمْ وَمَتَاعِهِمْ وَاسْتِئْجَارِ الْمَنْزِلِ”، أما إذا كان المسلم متعباً من طول السفر، وأخّر العمرة لكي يرتاح ، فلا حرج في ذلك، فقد أوضح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله- في تعقيبه على تلك المسألة ما يأتي:[15]
” الأفضل للإنسان الذي أتى معتمراً أن يبدأ قبل كل شيء بالعمرة ، حتى قبل أن يذهب إلى بيته ، ويبتدىء بالعمرة لأنها هي المقصودة ، ولكنه إذا أخرها ، ولا سيما عند التعب ، حتى يستريح : فلا حرج عليه في ذلك ، وعمرته تامة ” انتهى.
حكم تجاوز الميقات في الحج والعمرة
إنّ بيان هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيام، يدفع إلى بيان حكم تجاوز الميقات في الحج والعمرة، حيثُ أوضح الشيخ ابن باز -رحمه الله- بأنَّه لا يجوز للمسلم إن أراد الحج أو العمرة أن يتجاوز الميقات الذي يمر به إلا بإحرام، فإن تجاوزه بدون إحرام لزمه الرجوع إليه والإحرام منه، لذا يجب على من أراد الحج أو العمرة أن يحرم بالمواقيت التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلم، فإن تجاوز المسلم هذه المواقيت بدون إحرام لزمه أن يرجع ويحرم من ميقاته، فإن أحرم من مكان غير ميقاته أو أقرب منه إلى مكة فوجب عليه أن يذبح ويوزع بين الفقراء عند كثير من أهل العلم، لأنه ترك واجبًا وهو الإحرام من الميقات الشرعي، ولكن إذا لم يكن يقصد عند مروره الحج أو العمرة، وإنما أراد حاجة أخرى بمكة كزيارة لبعض أقاربه فلا شيء عليه؛ لكونه ما أراد حجًا ولا عمرة.[16]
الحكمة من مشروعية الإحرام
إنّ الله -سبحانه وتعالى- شرع الإحرام لإظهار تذلل العبد لربه، وتعظيمُ الله عزّ وجل- والامتثالُ لأمْرِه، حيث جاء الإحرام لإظهارُ المساواةِ بين جميعِ المُسْلمينَ، ومن أجل التَّذكيرُ باليومِ الآخِرِ والحَشْر، حيثُ إنّ الإحرام هو بداية نسك العمرة أو الحج[17]، كما تكبيرة الإحرام هي بداية الصلاة فَيُحرم على المُحرم ما كان مباحاً قبل احرامه، والإحرام من المواقيت زيادة في شرف مكة وفضلها، ولهذا لا يدخل من أراد النسك إلى الحرم إلا إذا كان هيئة معينة، ونية معينة؛ وذلك تعظيمًا لله، وتكريمًا وتشريفًا لمكة، فقد قال -تعالى- في كتابه العزيز:”ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”[18].
هل يجوز الإحرام من التنعيم لغير أهل مكة
إذا كان المسلم قادم من خارج مكة وقاصدًا العمرة يجب عليه أن يحرم من الميقات المخصص له، وإذا دخل ووصل إلى مكة المكرمة ولم يحرم من الميقات تتوجب عليه الفدية والذبح، وهذا ما ذهب إليه الفقهاء من أهل العلم، وأما إذا كان قادمًا من الخارج ولا ينوي العمرة فلا يجب عليه أن يحرم من الميقات، ويجوز له أن يحرم من التنعيم لأنه لم يكن ينوي العمرة، فيدخل مكة من دون إحرام، وإذا أراد العمرة يحرم من التنعيم، وقد سئل ابن عثيمين رحمه الله فقال: “وأما القادم من مصر إلى المملكة فإننا ـ أيضاً ـ نسأل عن إرادته، إذا كان يريد أن يقدم للعمل الذي يعمله في المملكة، ولكن في نيته أنه في يوم من الأيام يأتي بعمرة، فهذا لا يلزمه الإحرام، وأما إذا كانت نيته في هذه السفرة الاعتمار والذهاب إلى العمل، فيجب عليه أن يحرم من الميقات”، والله أعلم.[19]
مقالات قد تهمك
إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان هل يجوز الإحرام من مكة لغير المقيم بعد ثلاثة أيا، فقد عرفنا في هذا المقال بعض من المعلومات حول مفهوم الإحرا وحكمه في الإسلام، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، ثمّ تعرفنا على مجموعة من الأحكام المتعلقة بالإحرام، كما ختمنا مقالنا ببعض المعلومات عن الحِكمة من مشروعية الإحرام.
المراجع
- ^ مجموع الفتاوى، ابن تيمية، عمر بن الخطاب، 20/223 ، صحيح.
- ^ alukah.net، الإحرام : تعريفه وحكمه، 23/11/2024
- ^ صحيح مسلم ، مسلم ، عبدالله بن عباس ، 1181 ، صحيح.
- ^ alukah.net، المواقيت المكانية، 23/11/2024
- ^ islamweb.net، حكم من أتى إلى مكة وبعد أيام أحرم للعمرة من التنعيم، 23/11/2024
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن عباس ، 1526 ، صحيح.
- ^ binbaz.org.sa، حكم من بدا له الحج والعمرة بعد تجاوز الميقات، 23/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، هل يجوز لأهل مكة الحج من بيوتهم؟، 23/11/2024
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 1518 ، صحيح.
- ^ binbaz.org.sa، من أين يُحْرِم الوافِد يريدُ عمرةً أخرى؟، 23/11/2024
- ^ islamqa.info، من كان بمكة وأراد أن يعتمر مرة أخرى ماذا يفعل ؟، 23/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، كيفية إحرام أهل مكة ومكان إحرامهم، 23/11/2024
- ^ islamqa.info، هل للمحرم أن يستريح في الفندق ، قبل أداء العمرة ؟، 23/11/2024
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 1641 ، صحيح.
- ^ shamela.ws، كتاب مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، 23/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، حكم تجاوز الميقات في الحج والعمرة، 23/11/2024
- ^ dorar.net، الفصْلُ الأوَّلُ: تعريفُ الإحرامِ، وحُكْمُه، والحِكْمَةُ منه، 23/11/2024
- ^ سورة الحج ، الآية 32
- ^ islamweb.net، حكم من أتى إلى مكة وبعد أيام أحرم للعمرة من التنعيم، 23/11/2024
التعليقات