هل يجوز الافطار بدون تمر وما حكم الإفطار على التمر

هل يجوز الافطار بدون تمر وما حكم الإفطار على التمر هي واحدة من المسائل الفقهية التي ينبغي على كل مسلم التعرف عليها من باب التفقه في الشرع الإسلامي، فمعرفة الأحكام الشرعية أمر واجب على كل مسلم حتَّى لا يقع المسلم فيما حرَّم الله تعالى بسبب الجهل بالأحكام الشرعية، ومن خلال ما سيأتي في هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على مسألة الإفطار على التمر وما يتعلق بها من مسائل شرعية ذات صلة.

هل يجوز الافطار بدون تمر

يجوز للمسلم أن يفطر على غير التمر لأنَّ الإفطار على التمر سنة مستحبة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام فعل هذا الأمر في حياته، حيث كان يفطر على رطبات ثم يقوم فيصلي المغرب، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ” ^[1]والله تعالى أعلم. ^[2]

حكم الإفطار على التمر

أجمع أهل العلم على أنَّ الإفطار على التمر سنة من السنن التي كان يداوم عليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فهو سنة وهو جائز ولكنْ إذا تركه المسلم فلا إثم عليه كما ذكر علماء المسلمين؛ أي: لا حرج على المسلم لو أنَّه لم يفطر من صيامه على التمر، وله أجر اتباع السنة النبوية الشريفة إذا أفطر على التمر، والله تعالى أعلم. ^[2]

هل يستحب للصائم أن يفطر على تمرات وترا

بالنّظر في السنة النبوية الشريفة يظهر أنَّه لم يثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنَّه كان يأكل التمر وترًا متعمدًا ولم يرد عنه أنه حثَّ المسلمين على أكل التمر وترًا إلَّا في حديثين اثنين، الأول ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ. وقال مرجأ بن رجاء: ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا” ^[3]

أمَّا المكان الثاني الذي أكل فيه الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- التمر وترًا هو التصبح، حيث كان يتصبح بسبع تمرات، والدليل ما رواه سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ” ^[4]أمَّا موضوع الإفطار من الصيام بتمراتٍ وترًا فلم يرد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه فعل ذلك، والوارد عنه أنَّه كان يفطر على التمر ولكن عدد التمرات وتر أو غير وتر، وفيما يأتي قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في هذا الموضوع: ^[5]

“ليس بواجب -بل ولا سنة- أن يفطر الإنسان على وتر: ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، إلا يوم العيد، عيد الفطر، فقد ثبت أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا، وما سوى ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتقصد أن يكون أكله التمر وترًا”.

الحكمة من الإفطار على التمر

ذكر الأطباء وفق ما جاء في الدراسات الحديثة أنَّه بعد ساعات طويلة من الصيام قد تصل إلى ثمانية عشر ساعة، إذا أفطر المسلم على التمر فإنَّه يبعث إنذارًا للمعدة لتتجهز لاستقبال الطعام، والتمر طعام فيه من السكر ما يدفع الجوع عن المسلم ويكسبه القوة والصحة لأداء ما عليه في ليالي الصيام من صلوات وعبادات، ويعطي التمر أيضًا شعورًا بالراحة وعدم الإرهاق بعد يوم مليء بالتعب بسبب التوقف عن الطعام والشراب يومًا كاملًا، والله تعالى أعلم. ^[]

مقالات قد تهمك

بهذه الأحكام الشرعية المهمة نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على هل يجوز الافطار بدون تمر وما حكم الإفطار على التمر ثم تحدثنا عن موضوع الإفطار من الصيام على تمرات وترًا وما ورد فيه من أقوال أهل العلم والفقه ومررنا على الحكمة من إفطار الصائم على التمر.