عناصر المقال
- 1 هل يجوز التبني
- 2 لماذا حرم التبني في الإسلام
- 3 حكم التبني للعقيم
- 4 هل يجوز التبني للضرورة
- 5 حكم تبني طفل معروف النسب
- 6 هل يجوز تبني ابن الأخ
- 7 ما الحكمة من تحريم التبني في الإسلام
- 8 هل يجوز للمرأة أن تتزوج ابنها بالتبني
- 9 هل كان للنبي محمد ابن بالتبني
- 10 ما هو بديل التبني في الإسلام
- 11 هل يجوز للكفيل إعطاء لقبه لمجهول النسب
- 12 ما الفرق بين الكفالة والتبني
- 13 المراجع
هل يجوز التبني في الشريعة الإسلامية، فإنّ التبني هو نسبة طفل إلى غير أهله والاعتناء به وتربيته ومعاملته على أنّه ابن لهذه الأسرة التي تبنّته، وادعاء هذا الولد لهذه الأسرة، فيصبح في السجلات الرسمية ابن لهذه الأسرة وينشأ بينهم وربما يكشف على محارم هذه الأسرة بدعوى أنّه ابنهم، فما هو حكم التبني في الشريعة الإسلامية، في هذا المقال هنالك وقفة مع بيان حكم هذه المسألة في الشريعة الإسلامية ويتوقف كذلك مع بيان بعض المسائل المتعلقة بالتبني في الإسلام.
هل يجوز التبني
إنّ التبني في الإسلام حرام لا يجوز، وقد دلّ على ذلك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، بل قد جاء الوعيد في ذلك الفعل في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن ذلك قوله تعالى في القرآن الكريم: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[1]
وأمّا الأحاديث النبوية فهي كثيرة في هذا الباب منها قوله عليه وآله الصلاة والسلام: “مَنِ ادَّعَى إلى غيرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إلى غيرِ مَوَالِيهِ، فَعليه لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ اللهُ منه يَومَ القِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا”،[2] ومنها الحديث الذي يرويه سعد بن أبي وقاص وأبو بكرة رضي الله عنهما: “سَمِعَتْهُ أُذُنايَ، ووَعاهُ قَلْبِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَنِ ادَّعَى إلى غيرِ أبِيهِ، وهو يَعْلَمُ أنَّه غَيْرُ أبِيهِ فالْجَنَّةُ عليه حَرامٌ”.[3]
وهنالك أيضًا الحديث النبوية الذي يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم: “ليسَ مِن رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبِيهِ – وهو يَعْلَمُهُ – إلَّا كَفَرَ، ومَنِ ادَّعَى قَوْمًا ليسَ له فيهم، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ”،[4] وورد لعن من ينتمي إلى غير أبيه في الحديث النبوي الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “ملعونٌ ملعونٌ مَن ادَّعى إلى غَيرِ أبيه، ملعونٌ ملعونٌ مَن انتَمى إلى غَيرِ مَواليه”،[5] والله أعلم.[6]
لماذا حرم التبني في الإسلام
هنالك كثير من الأسباب قد حرّم الإسلام من أجلها التبني، وقبل الإجابة عن هذا المسألة ينبغي الوقوف على أمر مهم، وهو أنّ المسلم مأمور بأمور في الشريعة الإسلامية ينبغي له التسليم لها والأخذ بها حتى وإن لم يعلم الحكمة من وراء هذه الأوامر؛ وذلك لأنّها تقدير من رب العالمين سبحانه وتعالى، وهو العليم الحكيم ذو القوة المتين، وللتبني عدد من الأسباب التي تجعله محرّمًا ومنها أنّ الابن بالتبني يأخذ أحكام الولد الذي جاء من صلب أبيه من انكشاف النساء أمامه والخلوة بهن ومصافحتهنّ والإرث من الأب والأم وغيرهما وغير ذلك الكثير من الأحكام، وحتى لو تجنّب الابن بالتبني كل ما ذكر فإنّ التبني يبقى محرّمًا، والله أعلم.[7]
حكم التبني للعقيم
إنّ العقيم هو الإنسان الذي لا يستطيع إنجاب الأبناء لعلّة طبيعية ربما لم يصل العلم اليوم إلى حلّ لها، فالزوجان اللذان لا يستطيعان إنجاب الاطفال ربما يلجآن إلى مسألة تبني الأطفال من دور الأيتام أو نحو ذلك من الأماكن التي ربما يكون فيها أبناء لقطاء أو أيتام كأبواب المساجد ونحو ذلك، فهذان لا يحقّ لهما التبني ولا نسبة الابن إليهما، ولكن هنالك طرائق كثيرة في الدين يمكن من خلالها كفالة الأطفال من دون إلحاقهم بنسب الذي يكفلهم ودخولهم في حكم التبني، والله أعلم.[8]
هل يجوز التبني للضرورة
إنّ التبني لا يجوز بأي حال من الأحوال، ولكن في حال الاضطرار قد يُباح التبني لوقت يسير ثمّ تعود الأمور إلى نصابها السابق كما يرى بعض من أهل العلم، فمثلًا لو كان هنالك ولد يعيش في بلاد يخشى على نفسه الموت جوعًا فيها فإنّه يجوز تخليصه من الموت والتلف بأيّ طريقة كانت كأن يلحقه أحد الأشخاص بنسبه حتى يتمكن من السفر خارج هذه البلاد، ولكن متى ما غادر هذه البلاد وصار في مكان آمن فإنّه يجب أن يعود إلى نسبه السابق حماية للأنساب من الاختلاط ونحو ذلك من المفاسد المترتبة على التبني، والله أعلم.[9]
حكم تبني طفل معروف النسب
التبني محرّم شرعًا سواء كان لمجهول النسب أم لمعروف، بل هو لمعروف النسب أشدّ تحريمًا من المجهول، وقد ورد في ذلك كثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية الكريمة، منها قوله عليه وآله الصلاة والسلام:
“مَنِ ادَّعَى إلى غيرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إلى غيرِ مَوَالِيهِ، فَعليه لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يَقْبَلُ اللهُ منه يَومَ القِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا”،[2] ومنها الحديث الذي يرويه سعد بن أبي وقاص وأبو بكرة رضي الله عنهما: “سَمِعَتْهُ أُذُنايَ، ووَعاهُ قَلْبِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَنِ ادَّعَى إلى غيرِ أبِيهِ، وهو يَعْلَمُ أنَّه غَيْرُ أبِيهِ فالْجَنَّةُ عليه حَرامٌ”،[3]وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[1]
هل يجوز تبني ابن الأخ
التبني في الإسلام حرام شرعًا لا يجوز بحال من الأحوال، وهو لمعروف النسب أشدّ تحريمًا من مجهول النسب، ولكن لا مانع من كفالة الطفل والإحسان إليه وتنشئته التنشئة الصالحة وإنفاق المال عليه وعلى تعليمه وغير ذلك من الأمور المباحة، ولكن التبني لا يجوز للأحاديث النبوية والآيات القرآنية الكثيرة التي وردت في تحريم التبني لما له من مفاسد كثيرة معلومة وغير معلومة لا يعرفها إلا الله تعالى وحده، فالواجب على المسلم اتباع أوامر الله تعالى واجتناب ما نهى الله تعالى عنه، والتبني مما حرمه الله تعالى فينبغي الابتعاد عنه والبحث عن أمور أخرى قد شرعها الإسلام لرعاية الأطفال، والله أعلم.[6]
ما الحكمة من تحريم التبني في الإسلام
لا يمكن الجزم بأنّ الإسلام قد حرّم التبنّي لأسباب بعينها، ولكن قد بيّن العلماء بعض المفاسد التي يمكن أن تتركّب على وجود التبني في الإسلام، وحتى ولو تجنّب الإنسان هذه المفاسد فإنّ التبني يبقى حرامًا لأنّ الله تعالى حرمه، ومن تلك المفاسد ما يأتي:[10]
- أنّ الولد المتبنّى هو غريب عن الأسرة التي تبنته، وعليه فلا يجوز للنساء الظهور أمامه من دون الحجاب، وفي حالات التبني يظهر الولد على نساء الأسرة ويختلط بهن ويخلو بهن وهذا حرام شرعًا.
- أنّ الولد ينبغي أن يُنسب إلى أبيه الحقيقي، ففي نسبته لغير أبيه ظلم للأب الحقيقي فلا يجوز ظلم الأب الحقيقي ودعوة ابنه لغير أبيه.
- في التبني ظلم للأقرباء الحقيقيين في مسألة الميراث، فالولد المتبنى سيرث من أبيه بالتبني وأمه وغيرهم ممن يرث منهم، وفي هذا ظلم للوارثين الحقيقيين.
- أنّ التبني يكون فيه ظلم للمُتبنّى نفسه عندما يعلم بعد مدة طويلة من الزمان بأنّه ليس ابنًا لهذه الأسرة، فربما يكون منه ردة فعل غير محمودة، وهذا يساهم في تفكك المجتمع شيئًا فشيئًا.
هل يجوز للمرأة أن تتزوج ابنها بالتبني
لقد مرّ آنفًا أنّ المُتبنّى لا يأخذ أحكام الابن من صلب أبيه ورحم أمّه، فهو أجنبيّ عن الأسرة التي تربّيه، وعليه فلا يجوز لنساء الأسرة أن يظهرن أمامه من غير حجاب، وكذلك إذا كانت المتبنّاة طفلة فلا يجوز لها الظهور أمام رجال الأسرة بغير حجاب لأنّهم أجانب عنها، وعليه فإن أرادت المرأة أن تتزوج بالولد الذي ربّته أو تبنّته فإنّه يحقّ لها ذلك ما لم تكن قد أرضعته، ولكن إن ربّته مجرّد تربية فلا مانع شرعًا من زواج المرأة بالولد الذي ربّته وكفلته إذا بلغ الحلم وصار أهلًا للزواج، والله أعلم.[11]
هل كان للنبي محمد ابن بالتبني
كان النبي في الجاهلية وبداية الإسلام يتبنى زيد بن حارثة، وزيد بن حارثة هو أحد الصحابة كان -على ما روي- من أهل الشام فسبته خيل تهامة، وحين قدم به الذين سبوه إلى مكة اشتراه حكيم بن حزام بن خويلد وأهداه للسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فأهدته للنبي عليه وآله الصلاة والسلام، وفي مطلع فجر الإسلام جاء والده وعمه لاسترداده من النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فاختاز زيد -رضي الله عنه- البقاء مع النبي عليه وآله الصلاة والسلام، فأعتقه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأشهَدَ الناس أنّه حر وأنّه صار ابن للنبي عليه وآله الصلاة والسلام.[12]
ولكن لمّا نزلت آيات تحريم التبني فقد صار اسمه زيد بن حارثة بعد أن كان الناس يسمونه زيد بن محمد عليه وآله الصلاة والسلام، فقال الله تعالى في تحريم التبني: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[1] وعندما تزوّج زيد بن حارثة من زينب بنت جحش -رضي الله عنهما- نزل أمر إلهي بوجوب تطليق زينب بنت جحش من زيد -رضي الله عنهما- وتزويجها إلى النبي عليه وآله الصلاة والسلام.[12]
وكان ذلك لأمر مهم ينبغي معرفته وهو أنّ الناس ربما سيهابون الزواج من طليقات أدعيائهم حتى وإن بطل التبني، وذلك لأنّ زوجة الابن تحرم على والد الابن، وقد يظنّ بعض المسلمين أنّ زوجة الدعي تحرم على من كان يتبناه، فقد أمر الله تعالى النبي -عليه وآله الصلاة والسلام- بأن يطلق زوجة زيد ويتزوجها هو، قال تعالى:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا * مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ ۖ سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللهِ حَسِيبًا * مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}،[13] والله أعلم.[12]
ما هو بديل التبني في الإسلام
لقد أوجد الإسلام بديلًا لمسالة التبني، وذلك من خلال كفالة ذلك الطفل أو الطفلة الذي تريد الأسرة تبنيه، ولكن لا يكون ذلك بالتبني وإنّما بالكفالة، والكفالة هي رعاية ذلك الطفل وتأمين ما يحتاجه من الأساسيات وغيرها حتى يكبر ويبلغ أشدّه ويستطيع الاعتماد على نفسه، وقد وردت كثير من الأحاديث النبوية التي تدل على فضل كفالة الأيتام ورعايتهم، ومنها الحديث المشهور: “أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا”،[14] والله أعلم.[15]
هل يجوز للكفيل إعطاء لقبه لمجهول النسب
لا يجوز للكفيل أن يعطي لقبه لمجهول النسب، وذلك لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[1] ومن يفعل ذلك فقد باء بغضب من الله تعالى، وحلّ به وعيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السابق في الأحاديث النبوية الكثيرة المذكورة حول إلحاق المُتبنى بنسب المتبنّي ما لم يتُب ويعيد كل شيء كسابق عهده، والله أعلم.
ما الفرق بين الكفالة والتبني
إنّ الفرق بين الكفالة والتبني هو أنّ التبني نسبة الطفل للأسرة التي تربيه وتهتم به، وفي ذلك ضياع للأنساب وهذا محرّم في الشرع، أمّا الكفالة فهي أن يأتي الرجل بالطفل ويتعهده بالعناية والإنفاق وغير ذلك مما فيه مصلحته، ولكنّه لا يدعوه لنفسه ولا يلحقه بنسبه، وهذا هو الفرق الدقيق بين المسألتين، وفي الكفالة يكون المكفول أجنبيًّا فلا يصح أن تظهر أمامه النساء من دون حجاب، وإن كان يعيش في بيت الكافل فإنّه يجب التفريق بينه وبين نساء الأسرة، أو إن كانت فتاة فيجب الحفاظ عليها وحمايتها وصونها مما قد تتعرض له، وفصلها عن رجال الأسرة، والله أعلم.[16]
وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز التبني بعد الوقوف على جواب هذه المسألة، والوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بمسألة التبني وحكمها في الإسلام والبدائل الشرعية عنها.
المراجع
- ^ سورة الأحزاب، الآية: 4 - 5
- ^ صحيح مسلم، علي بن أبي طالب، مسلم، 1370، حديث صحيح.
- ^ صحيح مسلم، سعد بن أبي وقاص وأبو بكرة، مسلم، 63، حديث صحيح.
- ^ صحيح البخاري، أبو ذر الغفاري، البخاري، 3508، حديث صحيح.
- ^ الأحاديث المختارة، أنس بن مالك، الضياء المقدسي، 2203، أورد الضياء المقدسي هذا الحديث في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم].
- ^ islamweb.net، التبني محرم في الإسلام، 05/04/2023
- ^ islamweb.net، الحكمة من تحريم التبني، 05/04/2023
- ^ islamweb.net، حكم إلحاق الطقل مجهول النسب بنسب من يكفله، 05/04/2023
- ^ islamweb.net، هل يجوز التبني للضرورة؟، 05/04/2023
- ^ islamonline.net، الحكمة من إبطال التبني في الإسلام، 05/04/2023
- ^ binbaz.org.sa، هل من ربت طفلًا يكون محرمًا لها؟، 05/04/2023
- ^ islamweb.net، تبني رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، 05/04/2023
- ^ سورة الأحزاب، الآية: 37 - 40
- ^ صحيح البخاري، سهل بن سعد الساعدي، البخاري، 5304، حديث صحيح.
- ^ islamweb.net، البديل المشروع عن التبني، 05/04/2023
- ^ islamqa.info، الفرق بين كفالة الأيتام وتبنيهم، 05/04/2023
التعليقات