هل يجوز الصلاة اثناء الاذان وما حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة وقبل الإقامة

هل يجوز الصلاة اثناء الاذان وما حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة وقبل الإقامة
هل يجوز الصلاة اثناء الاذان

هل يجوز الصلاة اثناء الاذان وما حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة وقبل الإقامة، الصَّلاةُ هِيَ الرُّكنُ الثَّاني مِنْ أركانِ الإسلامِ والعمادُ الَّذي يقومُ عليهِ الدِّينُ الإسلاميُّ الحنيفُ، وينبغي لكلِّ مَنْ لَهُ قلبٌ أو ألقى السَّمعَ وهو شهيدٌ أن يُلازِمَ صلاتهُ ويلتزمَ بها؛ لأنَّها الحبلُ الَّذي يَصِلُهُ بالله -تباركَ وتعالى- مباشرةً من دونِ وسيطٍ، وفي كثيرٍ مِنَ الأحيانِ قد تُشكلُ على المرءِ ضمنَ صلاتهِ بعضُ التَّفاصيل الصَّغيرةِ الَّتي كثيراً ما يسألُ عنها ويحتاجُ إلى إدراكِها ومعرفتها بدقَّةٍ؛ كأنْ يسألَ فيما إذا كانتِ الصَّلاةُ جائزةً في أثناءِ الأذانِ أم لا، وفي هذا المقال سنتطرَّقُ إلى الإجابةِ العلميَّةِ الدَّقيقةِ عَنْ هذا السُّؤال وما يرتبطُ بِهِ مِنْ أسئلةٍ مُشابهةٍ بُعيدَ التَّعريفِ بالصَّلاةِ تعريفاً دقيقاً.

الصلاة في الإسلام

الصَّلاةُ هِيَ عمادُ الدِّينِ الإسلاميِّ الَّذي خصَّصَ اللهُ -تباركَ وتعالى- كثيراً مِنْ آيات ذِكْرِهِ الكريمِ للحديثِ عَنْهُ وعن تفاصيلهِ وحثِّ المسلمينَ عامَّةً على التزامها وعدمِ الابتعادِ عنها قيدَ أُنملةٍ، وفي هذهِ الفِقْرِةِ نعرضُ لكم بعضَ المعلومات السَّريعةِ -الَّتي يحتاجُ الواحدُ منَّا إلى التَّذكيرِ فيها بينَ الحينِ والآخرِ- عَنِ الصَّلاة:

تعريف الصلاة

لقد قسَّمَ علماءُ اللُّغةِ والشَّرعِ تعريفَ الصَّلاةِ إلى قسمين؛ شرعيّ، ولغويّ، وفيما يأتي بيان ذلك: [1]

  • المعنى اللُّغويُّ للصَّلاة: أجمعتِ المعجماتُ اللُّغويَّةُ على أنَّ تعريفَ الصَّلاةِ هو الدُّعاء، وهو أصلُ معانيها الَّذي تتفرَّعُ منهُ بقيَّةُ المعاني، وقيلَ: إنَّ الصَّلاةَ هي حسنُ الثَّناءِ مِنَ اللهِ -سبحانَهُ وتعالى- على رسولِهِ الكريمِ -عليهِ أفضلُ الصَّلاةِ وأتمُّ التَّسليمِ- والصَّلاةُ مِنَ اللهِ رحمةٌ، والصَّلاةُ مِنَ المخلوقات الرُّكوعُ والسُّجودُ والقيامُ وما إلى ذلك، والصَّلاةُ مِنَ الطَّيرِ التَّسبيحُ.
  • المعنى الشَّرعيُّ للصَّلاة: الصَّلاةُ هي عبادةُ اللهِ -تباركَ وتعالى- والتَّقرُّب منهُ من خلالِ أقوال (التَّكبير والتَّسبيح والدُّعاء وما إلى ذلك) وأفعال (السُّجود والرُّكوع والقيام وما إلى ذلك) مخصوصةٍ تبدأ بالتَّكبيرِ (اللهُ أكبرُ) وتُختمُ بالتَّسليمِ (السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ).

مكانة الصلاة في الإسلام

للصِّلاةِ مكانةٌ كبيرةٌ وأهمِّيَّةٌ عاليةٌ في الدِّيانةِ الإسلاميَّةِ، وهي تستمدُّ مكانتها وأهمِّيَّتها مِنْ أُمورٍ عدَّة لعلَّ أبرَزَها ما يأتي: [2]

  • أوَّلاً: هِيَ الحبلُ الَّذي يَصِلُ العبدَ بربِّهِ ويُقرِّبهُ منهُ -عزَّ وجلَّ- من دونِ أيِّ وسيطٍ أو وساطةٍ.
  • ثانياً: هِيَ الرُّكنُ الثَّاني مِنَ الأركانِ الَّتي يقومُ عليها الدِّينُ الإسلاميُّ الصَّحيح، إذ تجيءُ الصَّلاةُ بُعيدَ الشَّهادتين في ترتيبِ هذهِ الأركان.
  • ثالثاً: هِيَ العبادةُ الَّتي تجعلُ المؤمنَ دائمَ الذِّكرِ لربِّهِ والاتِّصالِ بِهِ.
  • رابعاً: هِيَ التَّجلِّي الواضحُ والتَّعبيرُ الصَّريحُ عَنْ استسلامِ المؤمنِ لربِّهِ وطاعتهِ والإيمان بوحدانيَّتهِ.
  • خامساً: الصَّلاةُ سببٌ في تطهيرِ النَّفسِ وتهذيب الرُّوحِ وتنقيتها مِنَ الأدرانِ الَّتي قد تشوبُها؛ وذلكَ لأنَّ ذكرَ اللهِ وعظمتَهُ وجلالَهُ يحملونَ المرءَ إلى عالم النَّقاء والصَّفاء ويزرعونَ فيهِ مكارمَ الأخلاقِ.

الصلاة في القرآن الكريم

اكتسبتْ الصَّلاةُ أهمِّيَّتها مِنْ الآيات القرآنيَّةِ الكثيرةِ الَّتي خصَّصها اللهُ -جلَّ في علاهُ- للحديثِ عنها، ومن أبرزِ هذهِ الآيات:

مِنْ سورةِ البقرة {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}. [3]
مِنْ سورةِ النِّساء {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً}. [4]
مِنْ سورةِ الأنعام {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}. [5]
مِنْ سورةِ التَّوبة {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}. [6]
مِنْ سورةِ المائدة {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}. [7]

الصلاة في الحديث الشريف

وكذلكَ أضفى الحديثُ النَّبويُّ الشَّريفُ كثيراً مِنَ الأهمِّيَّةِ والقداسةِ على الصَّلاةِ وسلَّطَ الضَّوءَ على جوانب كثيرةٍ منها، ومِنَ الأحاديثِ الَّتي رُويتْ عَنْ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في هذا الصَّددِ ما يأتي:

الحديثُ الأوَّلُ “لا إيمانَ لمن لا أمانةَ لَهُ، ولا صلاةَ لمن لا طُهورَ لَهُ، ولا دينَ لمن لا صلاةَ إنَّما موضِعُ الصَّلاةِ منَ الدِّينِ كمَوضعِ الرَّأسِ في الجسَدِ”. [8]
الحديثُ الثَّاني “لَا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ يُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ويُصَلِّي الصَّلَاةَ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الصَّلَاةِ حتَّى يُصَلِّيَهَا. قالَ عُرْوَةُ: الآيَةَ {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ} [9]“. [10]
الحديثُ الثَّالثُ “عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الرُّؤْيَا، قالَ: أَمَّا الذي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بالحَجَرِ، فإنَّه يَأْخُذُ القُرْآنَ، فَيَرْفِضُهُ، ويَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ”. [11]

هل يجوز الصلاة اثناء الاذان

اتَّفقَ العلماءُ -معظمُهم- أنَّ الصَّلاةَ تكونُ جائزةً بمجرَّدِ سماعِ الأذان؛ وذلكَ لأنَّ الأذانَ هو علامةٌ على دخولِ الوقتِ الَّذي تصيرُ الصَّلاةُ فيهِ جائزةً وصحيحةً لا تشوبُها أيُّ شائبةٍ، والمؤذِّنونَ لا يرفعونَ الأذانَ في المساجد إلَّا بعد التَّيقُّنِ التَّام من دخولِ وقتِ الصَّلاة، ويُمكنُ للمرءِ أنْ يُكبِّرَ تكبيرةَ الإحرامِ فوراً والصَّلاة بعدَها، وليسَ شرطاً أنْ ينتظرَ انتهاءَ المؤذِّنِ مِنَ الأذانِ، ولكنْ يحبَّذُ ويُسنُّ للمُسلمِ الاستماع إلى الأذان وترديد كلماته مع المؤذِّنِ؛ [12] وذلكَ عملاً بوصيةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- الَّتي قالَ فيها: “إذا أذَّنَ المؤذِّنُ فقولوا مثلَ قولِهِ”. [13]

شاهد أيضاً: هل يجوز الصلاة قبل الإقامة إسلام ويب

هل يجوز الصلاة أثناء الأذان الأول في الفجر

أجمعَ جمهورُ العلماءِ على أنَّ الأذانَ قبلَ دخولِ وقتِ الصَّلاةِ لا يجوزُ إلَّا في أذان صلاة الفجرِ، واستندوا في ذلكَ إلى حديثِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الَّذي قالَ فيهِ: “إنَّ بلَالاً يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَكُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ” [14] وبناءً على ذلكَ لم يَجُزْ للمُسلمِ أن يُصلِّي صلاةَ الفجرِ إلَّا بُعيدَ استماعهِ إلى أذانِ الفجرِ الصَّادق (الأذان الثَّاني) ويُمكنُهُ المباشرةُ بالصَّلاةِ بعد سماعِ الأذان مباشرةً، ولكن مِنَ الأفضلِ أن يصبرَ بضع دقائق ثمَّ يُصلِّي؛ وذلكَ احتياطاً وحرصاً على دخول الوقت. [15]

حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة وقبل الإقامة

يجوزُ للمُسلمِ -الَّذي يُصلِّي في البيتِ بمفردهِ- أن يُردِّدَ كلامَ الأذانِ مع المؤذِّنِ فورَ سماعهِ ويدعو بالدُّعاءِ المأثورِ عَنِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- الَّذي قالَ فيهِ: “اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الذي وعَدْتَهُ” ثمَّ يُباشر بأداءِ صلاتهِ؛ وذلكَ لأنَّ الصَّلاةَ تصيرُ جائزةً بمُجرَّدِ دخولِ وقتها، ويُمكنُ للمرءِ أن يُعقِبَ دخولَ الوقتِ مباشرةً بتكبيرةِ الإحرام ويُباشرَ بصلاتهِ، وليسَ شرطاً أن ينتظرَ إقامةَ الصَّلاةِ في المسجدِ إذا ما كانَ سيُصلِّيها في البيت، بل على العكس من ذلكَ؛ إذ رأى بعضُ العلماءِ أنَّ ذلكَ يكونُ أفضل في بعضِ الأحيانِ؛ لأنَّ المرءَ قد يتكاسلُ عَنْ أداءِ الصَّلاةِ في حالِ تأخيرِها إذا ما كانَ في سيُصلِّيها في البيت. [16]

شاهد أيضاً: هل يجوز الصلاة بدون اقامة وهل يجوز الصلاة بدون أذان

حكم الصلاة عند دخول الوقت وقبل الأذان

ذهبَ العلماءُ وأهلُ الشَّرعِ إلى أنَّهُ لا بأسَ بأنْ يُصلِّيَ المرءُ الَّذي يُريدُ الصَّلاةَ في البيتِ لا في المسجدِ قبل الأذانِ بشرطِ أنْ يكونَ متيقِّناً يقيناً تامّاً من دخولِ وقتِ الصَّلاةِ وتأخُّرِ المؤذِّنِ -لسببٍ ما- عَنْ رفعِ الأذان، أمَّا إذا كانَ الإنسانُ غيرَ متأكِّدٍ مِنْ دخولِ وقتِ الصَّلاةِ فينبغي لَهُ الصَّبرُ وعدمُ العجلةِ إلى أنْ يُعرفَ دخولُ وقتِ الصَّلاةِ بدقَّةٍ كبيرةٍ أو أنْ يؤذِّنَ المؤذِّنُ. [17]

إلى هُنا نكونُ قد وصلنا وإيَّاكم -زوَّار موقع تصفّح الأكارم- إلى نهاية مقالنا هل يجوز الصلاة اثناء الاذان وما حكم الصلاة بعد الأذان مباشرة وقبل الإقامة، وقد عرضنا لكم من خلالِ فِقْراتهِ وسطورهِ الإجابة العلميَّةَ الدَّقيقةَ عن هذا السُّؤال وغيرهِ مِنَ الأسئلةِ المرتبطةِ بِهِ بعدَ التَّعريفِ بالصَّلاةِ ومكانتها وأهمِّ الآيات القرآنيَّةِ الكريمةِ والأحاديث النَّبويَّةِ الشَّريفةِ الَّتي تحدَّثت عن الصَّلاة، نرجو أنْ نكونَ قد وُفِّقنا في عرضِ مادَّةٍ لائقةٍ بحضراتكم، وأن تكونوا قد وجدتم معنا الإجابةَ عن سؤالكم.

المراجع

  1. ^ shamela.ws، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم، 01/05/2023
  2. ^ shamela.ws، الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم، 01/05/2023
  3. ^ سورة البقرة، الآية: 43.
  4. ^ سورة النساء، الآية: 103.
  5. ^ سورة الأنعام، الآية: 72.
  6. ^ سورة التوبة، الآية: 18.
  7. ^ سورة المائدة، الآية: 12.
  8. ^ الترغيب والترهيب، عبدالله بن عمر، المنذري، 1/190، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  9. ^ سورة البقرة، الآية: 159.
  10. ^ صحيح البخاري، عثمان بن عفان، البخاري، 160، صحيح.
  11. ^ صحيح البخاري، سمرة بن جندب، البخاري، 1143، صحيح.
  12. ^ aliftaa.jo، هل يصح المباشرة بصلاة الفريضة عند أول الأذان؟، 01/05/2023
  13. ^ صحيح ابن ماجه، أبو هريرة، الألباني، 593، صحيح.
  14. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 622، صحيح.
  15. ^ shamela.ws، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، 01/05/2023
  16. ^ aliftaa.jo، لا حرج على من صلَّى عقب الأذان مباشرة، 01/05/2023
  17. ^ binbaz.org.sa، حكم الصلاة قبل الأذان، 01/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *