عناصر المقال
هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف، فالهواتف المحمولة صارت اليوم من الأمور التي لا يستغني عنها الناس نظرًا لأهميتها ولما تمتاز به من أهمية بالغة جعلت وجودها بيد الإنسان اليوم أمرًا في غاية الضرورة، ومع انتشار هذه الهواتف صار الوصول إلى المعلومة أمرًا بغاية السهولة، ولكن هل يمكن لمن يبحث عن دعاء الاستخارة قراءته من الهاتف المحمول؟ هذا ما سيجيب عنه المقال التالي مع الوقوف على بعض المسائل المرتبطة به.
هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف
قال العلماء إنّه لا بأس بقراءة دعاء الاستخارة من الهاتف المحمول، فالمهم هنا هو الإتيان بالدعاء وهذا قد حدث من خلال قراءة الدعاء من الهاتف أو من أي وسيلة أخرى ولا سيّما وأنّ الدعاء يُقرأ بعد الصلاة، فإذا كان العلماء قد أجازوا قراءة القرآن الكريم من المصحف في الصلاة، وقراءة القرآن الكريم في الصلاة أشد أهمية من الدعاء بعد الصلاة، فإذا أجاز العلماء هذا الأمر فإنّ الدعاء خارج الصلاة يجوز فيه ذلك من با أولى، والله أعلم.[1]
هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من ورقة
بعد بيان هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف قد يتساءل البعض عن حكم قراءة دعاء الاستخارة من ورقة، حيث قال العلماء إنّه يجوز للمسلم قراءة دعاء الاستخارة من الورقة كون محلّ الدعاء بعد الصلاة، ولذلك فقد قال العلماء إنّه يجوز للمسلم ذلك، وقد قاس العلماء هذه المسألة على قراءة القرآن من المصحف أثناء الصلاة، فكما أنّ العلماء أجازوا قراءة القرآن الكريم من المصحف في الصلاة فإنّه من باب أولى إجازة قراءة الدعاء من ورقة ونحوها، ولكن إن استطاع الإنسان الإتيان بهذا الدعاء حفظًا عن ظهر قلب فهذا أفضل، وإن لم يستطع فالأمر في فسحة، والله أعلم.[1]
هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من غير صلاة
ذكر العلماء أنّه يجوز للمسلم أن يدعو دعاء الاستخارة ولو من غير صلاة، وقد أجاز ذلك جمع غفير من العلماء، وذلك أنّ الاستخارة هي دعاء لله تعالى يطلب فيه العبد من ربّه سبحانه أن يرزقه خير الأمرين اللذين يريد الإقدام عليهما، فيجوز له أن يقول الدعاء من غير صلاة في حال تعذر عليه إقامة الصلاة لسبب من الأسباب، ولكن الأفضل والأكمل هو قراءة الدعاء كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بأداء ركعتين قبلها.[2]
يقول الإمام ابن أبي جمرة كما ينقل عنه الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- في فتح الباري: “الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أنّ المُراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة، فيحتاج إلى قرع باب الملك، ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة؛ لما فيها من تعظيم الله، والثناء عليه، والافتقار إليه مآلًا وحالًا”،[2] وقد ذكر الإمام النووي جواز الاستخارة بالدعاء فقط فقال في الأذكار: “ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء. ويستحبّ افتتاح الدعاء المذكور وختمه بالحمد لله والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن الاستخارة مستحبّة في جميع الأمور كما صرَّح به نصُّ هذا الحديث الصحيح، وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرحُ له صدره، والله أعلم”.[3]
متى يقال دعاء الاستخارة
يُقال دعاء الاستخارة كما ذهب علماء المسلمين من المذاهب الأربعة بعد أن يصلي المسلم ركعتين، وبعد الفراغ من هاتين الركعتين، فيسنّ للمسلم إذا همّ بأمرٍ ما أن يصلي ركعتين من غير الفريضة وبعد تمام هاتين الركعتين والتسليم والخروج من الصلاة يُسن للمسلم الإتيان بدعاء الاستخارة، ودليلهم على ذلك ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري إذ يقول:
“كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ: إذَا هَمَّ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ”، والله أعلم.
دعاء الاستخارة مكتوب كامل
إنّ دعاء الاستخارة قد رواه عدد من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الصحيحين وفي غيرهما من كتب الحديث النبوي الشريف، وفيما ياتي نص الدعاء كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُ أصْحَابَهُ الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كما يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ- خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ -قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ”.
هل يجوز الدعاء من الهاتف في صلاة الوتر
ذهب الفقهاء إلى جواز الدعاء من كتاب أو من ورقة أو من الهاتف المحمول في صلاة قيام الليل والوتر، ولا حرج في ذلك، ولكن الأفضل أن يحفظ المسلم الأدعية القصيرة في الصلاة ويرددها عن ظهر قلب لأن ذلك أكمل وأقرب إلى الخشوع، وقد أشار ابن باز إلى ذلك بقوله: “لا مانع أن يقرأ الإنسان الدعاء من الورقة، إذا كان لا يحفظ، وكتب الدعاء في ورقة وقرأه في الأوقات التي يحب أن يدعو فيها مثل آخر الليل، وأثناء الليل أو غيرها من الأوقات، ولكن لو تيسر حفظ ذلك، وأن يقرأه عن حضور قلبٍ وعن خشوع، كان ذلك أكمل”.[5]
مقالات قد تهمك
وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف بعد الوقوف على إجابة هذا السؤال وبعد الوقوف على بعض التفاصيل الأخرى المتعلقة بدعاء الاستخارة مع الوقوف على نصه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المراجع
- ^ islamqa.info، لا بأس بقراءة دعاء الاستخارة من ورقة، 26/11/2024
- ^ islamqa.info، الدعاء بالاستخارة من غير صلاة، 26/11/2024
- ^ shamela.ws، الأذكار للنووي ص230 - 231، 26/11/2024
- ^ binbaz.org.sa، حكم قراءة الدعاء من الورقة أثناء الصلاة، 26/11/2024
التعليقات