عناصر المقال
هل يجوز كشف الوجه ولبس الكمام في العمرة للنساء من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الأشخاص، وخصوصًا من المسلمات اللواتي يرغبن بأداء العمرة، وتجب عليهن الإحاطة بمثل هذه المعلومات تجنبًا للوقوع في بعض الأخطاء، وسوف نقدم للزوار بعض المعلومات عن محظورات الإحرام للنساء في العمرة، وسوف يتم إدراج حكم كشف الوجه في الإحرام للمرأة، وحكم لبس الكمامة للمرأة في العمرة، والحكمة من كشف الوجه للنساء وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.
محظورات الإحرام للنساء
يشير مصطلح الإحرام في الإسلام إلى النية من أجل البدء في مناسك الحج والعمرة، وترافقه العديد من الأمور مثل التلبية والتجرد من المخيط بالنسبة للرجال، وهنالك مجموعة من الأمور التي يجب على المسلم الابتعاد عنها حال الإحرام ويطلق عليها اسم محظورات الإحرام للمرأة وهي: حلق أو قص الشعر في أي مكان من البدن، قص الأظافر، لبس الخمار والقفازين، وضع العطور والطيب، الجماع ومقدماته، الصيد وقطع شجر الحرم، النكاح، كما يحرم على المحرم الجدال والفسق كما ورد في كتاب الله تعالى، فقد قال جل من قائل: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”،[1] والفسوق هو المعاصي والآثام التي حرمها الله تعالى، والتي تكون حرمتها في العمرة أو الحج آكد، والله أعلم.[2]
هل يجوز كشف الوجه ولبس الكمام في العمرة
لقد فصل العلماء في أحكام محظورات الإحرام للمرأة، وكثيرًا ما تقع المسلمات في حيرة عن الإحرام، وخصوصًا بالنسبة للخمار وتغطية الوجه من عدمه، أو بالنسبة لارتداء الكمامة كما حدث فترة انتشار جائحة فيروس كورونا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج حكم كشف الوجه وحكم لبس الكمام في الإحرام بالتفصيل:
حكم كشف الوجه في العمرة للمرأة
اختلف الفقهاء من أهل العلم في مسألة كشف المرأة وجهها في الإحرام، وذلك تبعًا للخلاف الدائر حول حكم تغطية المرأة وجهها عمومًا، فقد ذهب الفقهاء إلى جواز كشف المرأة وجهها في العمرة، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد منعها من ارتداء النقاب، حيث ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ولا تَنْتَقِبْ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ ، وَلَا تَلْبَسْ الْقُفَّازَيْنِ”،[3] حتى أن كثيرين من الفقهاء حملوا هذا الحديث على جواز كشف المرأة وجهها في الحياة العامة وأنه ليس بعورة، ولذلك يجوز لها أن كشف وجهها، وذهب أصحاب القول بأنَّ وجه المرأة عورة إلى أنَّ المرأة لا تكشف وجهها في العمرة على الرجال الأجانب، بل يجب عليها أن تغطي وجهها بإسدال أو ما شابه ذلك، فقد منعها النبي صلى الله عليه وسلم من النقاب فقط، ولم يمنعها من تغطية وجهها، وبناء على ذلك لا تلبس المرأة النقاب، ولكن تحرص على تغطية وجهها من الرجال، حسب أصحاب هذا المذهب والله تعالى أعلم.[4]
حكم لبس الكمامة في العمرة للمرأة
ذهب الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ الأصل عدم جواز ارتداء الكمامة للمرأة، لأنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى المرأة أن تضع على وجهها ما يفصله مثل النقاب ويتبع اللثام، وإحرام المرأة وجهها حسب ما أشار الفقهاء، ولكن إذا دعت الضرورة إلى ذلك مثل انتشار الأوبئة والفيروسات، فلا حرج عليها في ذلك، وقد أشار الشيخ ابن عثيمين إلى ذلك بقوله: “لفاعل المحظورات ثلاث حالات: الأولى: أن يفعل المحظور بلا حاجة ولا عذر، فهذا آثم ، وعليه فديته. الثانية: أن يفعله لحاجة ، فليس بآثم، وعليه فدية. فلو احتاج إلى تغطية رأسه من أجل برد أو حر يخاف منه : جاز له تغطيته ، وعليه الفدية . الثالثة: أن يفعله وهو معذور بجهل أو نسيان أو إكراه أو نوم، فلا إثم عليه ولا فدية”.[5]
ما الحكمة من كشف الوجه في العمرة
إنَّ الحكمة من كشف الوجه في العمرة وعدم ارتداء النقاب للمرأة هي تعبدية بحتة، فقد أمر الله تعالى بالعديد من الأمور التعبدية التي قد لا يعرف المسلم الحكمة منها أو غايتها وأسبابها، ولكنها أمور تعبدية يؤجر المسلم على القيام بها، وتدل على مدى انصياع المسلم لخالقه جل تعالى، والتزام المسلم بما أمر به سبحانه، ويلحق بذلك قص الشعر مثلًا، وغيرها من الشعائر، وقد أشار الفقهاء إلى ذلك بما مفاده: “والتقصير من جملة مناسك الحج والعمرة التي ثبت الأمر بها وهي تعبدية ومشتملة على ابتلاء للعبد هل يستسلم لأوامر الله تعالى ويخضع لحكمه أم لا. فالواجب على المسلم أو المسلمة الإذعان لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، والمسارعة إلى تنفيذ تلك الأوامر ولو مع عدم ظهور حكمة وعلة”.[6]
كفارة تغطية الوجه في العمرة للمرأة
لقد حدد الشرع الحنيف الكفارة المفروضة على من يرتكب واحدة من محظورات الإحرام، ولا بدَّ من القول بأنه هنالك بعض المحظورات التي لا توجب الكفارة، وبعضها تفسد الحج وتوجب الكفارة، وبعضها توجب الكفارة فقط مع صحة الحج، ومن هذه المحظورات تغطية الوجه للمرأة، حيث يجب على المرأة إذا غطت وجهها أن تدفع الفدية وهي إما صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين حوالي نصف صاع لكل منهم، أو ذبح شاة، وتختار المرأة واحدة من هذه الأمور، حسب ما يناسبها، فقد قال تعالى: “وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ”،[7] وبناء عليه حدد الفقهاء فدية تغطية الوجه للمرأة والله تعالى أعلم.[5]
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز كشف الوجه ولبس الكمام في العمرة للنساء وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الإحرام ومحظورات الإحرام في الإسلام، كما تمَّ إدراج حكم لبس الكمام وحكم كشف الوجه في الإحرام، كما تعرفنا على الحكمة من كشف المرأة وجهها في الإحرام، وما إلى هنالك من معلومات أخرى.
المراجع
- ^ سورة البقرة، الآية 197
- ^ wikiwand.com، إحرام، 21/03/2024
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 1838، صحيح
- ^ binbaz.org.sa، حكم كشف المرأة وجهها وكفيها أثناء الحج، 21/03/2024
- ^ islamqa.info، حكم لبس المرأة المحرمة للكمامة، 21/03/2024
- ^ islamweb.net، تقصير شعر المعتمرة حكمته ووقته ومكانه، 21/03/2024
- ^ سورة البقرة ، الآية 196
التعليقات