أفضل وقت لصلاة العشاء ، حكم تأخير صلاة العشاء

أفضل وقت لصلاة العشاء سمّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سنّته المباركة هو ما سيتمّ الحديث عنه في هذا المقال، فللصلوات الخمس اللاتي كتبهنّ الله تعالى على المسلم وفرضهنّ عليه مواقيتٌ محددة علّمها جبريل عليه السّلام لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهذا المقال يهتمّ ببيان الوقت الصّحيح الذي نصّت عليه الشّريعة الإسلاميّة المباركة لصلاةِ العشاءِ.

وقت صلاة العشاء

اتّفق أهل العلم وأجمعوا على أنّ وقت صلاة العشاء يبدأ بمغيب الشّفق الأحمر من السّماء بعد انتهاء وقت صلاة المغرب، ويرتفع الأذان في هذا الوقت فيجتمع النّاس للصلاة في المساجد والبيوت وغيرها، وأمّا عن نهاية صلاة العشاء فهنالك وقتين اختارهما أهل العلم، أوّلهما وقت الاختيار وفيه ينتهي وقـت صـلاة العشـاء عند منتصف الليل، وأمّا الوقت الثّاني فهو وقت الضرورة، والذي يمتد فيه وقتِ صلاةِ العشاءِ إلى ما بعد الفجر، وإنّ بعضًا من أهل العلم قالوا بأنّ المسلم يأثم إذا أخّر صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل بغير ضرورةٍ أو عذرٍ شرعيّ، وبعضهم قال بأنّ الصلاة صحيحة ولا حرج، ولكنّ الأفضل هو صلاة العشاء في أول وقتها والله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة العشاء ، وحكم تأخيرها لآخر وقتها

أفضل وقت لصلاة العشاء

إنّ أفضل وقتٍ لصلاة العشاء هو الثّلث الأول من الليل، حيث يؤّخر المسلم إن لم يشقّ عليه ذلك أداء الفريضة إلى الثلث الأول من الليل، حيث ثبت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه استحبّ تأخير صلاة العشاء إلى حين مرور الثلث الأول من الليل، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ولا أن أَشُقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواكِ مع الوُضوءِ ولأخَّرْتُ العشاءَ إلى ثُلُثِ الليلِ أو نصفِ الليلِ فإذا مضى ثُلُثُ الليلِ أو نصفُ الليلِ نزلَ إلى السماءِ الدنيا جلَّ وعزَّ . . . هل من تائبٍ فأتوبَ عليهِ”.^[2] فإنّ لم يشقّ على المسلم تأخير صلاته لحاجته للنوم أو خوفه من شرّ الطريق عند السفر وغيره، فإنّه يؤخرها للثلث الأول من الليل فيصلّيها في هذا الوقت اتّباعًا للسنة المباركة وطلبًا لمزيد من الأجر والفضل من الله تبارك وتعالى.^[3]

أفضل وقت لأداء العشاء ابن باز

سُئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن أفضـل وقـتٍ يؤدي فيه المسلم صلاة العشاء، فأجاب أن صـلاة العـشاء في الثلث الأول من الليل إن تيسر ذلك على المسلم ولم يخف على نفسه أن يغلبه النوم على أن لا يخالف الجماعة، فلو اجتمع الناس للعشاء صلى المسلم معهم، أما لو اتفقت الجماعة على تأخير العشاء فأفضل وقتها يكون في آخر الثلث الأول من الليل، فالأفضل للمسلم أن تكون صلاته مع الجماعة إلا أن يكون امرأة أو من صاحب الأعذار كالمرض، فالأفضل تأخير الصلاة  والله أعلم.^[3]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة العشاء للنساء وأفضل وقت لأدائها

هل يجوز تأخير صلاة العشاء إلى شطر الليل

إن تقسيم أهل العلم لوقت صلاة العشاء يختلف اختلافًا بسيطًا، فوقتها المختار في القول الراجح يكون من بعد غياب الشفق الأحمر إلى ثلث الليل، ووقتها الاختياري يكون إلى شطر الليل أو نصفه، ووقتها الضروري يكون إلى صلاة الفجر، ولذلك فإنه يجوز أن تؤخر إلى شطر الليل للمسلم الذي لا يكون هذا عليه فيه مشقة، ولا يخشى على نفسه أن ينساها ولا أن يفوتها في صلاة الجماعة، ولا يخشى أن ينام عنها، فلو أمن على نفسه من هذه الأمور جاز له تأخيرها، بل أخبر أهل العلم أن ذلك أفضل له والله ورسوله أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: حكم تأخير صلاة العشاء بدون عذر

حكمة تأخير صلاة العشاء

ذكر أهل العلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استحب للمسلمين أن يؤخروا صلاة العشاء إلى آخر ثلث الليل الأول أو شطر الليل، وذلك ليكون المسلم على صلاة ما دام في انتظار الصلاة، فيزداد أجره ويعظم ثوابه، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “سُئِلَ أنَسٌ، هَلِ اتَّخَذَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاتَمًا؟ قالَ: أخَّرَ لَيْلَةً صَلاةَ العِشاءِ إلى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ أقْبَلَ عليْنا بوَجْهِهِ، فَكَأَنِّي أنْظُرُ إلى وبِيصِ خاتَمِهِ، قالَ: إنَّ النَّاسَ قدْ صَلَّوْا ونامُوا، وإنَّكُمْ لَمْ تَزالُوا في صَلاةٍ ما انْتَظَرْتُمُوها”.^[5] ولا ينافي تأخير العشاء أداء الصلاة على وقتها، لأن وقتها يشمل الليل كله وأفضله يكون قبل شطر الليل والله ورسوله أعلم.^[6]

بهذا نصل لنهاية مقال أفضل وقت لصلاة العشاء، والذي بيّن فضل صلاة العشاء وبيّن وقتها وأفضله، كما سلط الضوء على عديد الأحكام الشرعية حول تأدية صلاة العشاء، وتعرّفنا كذلك على الحكمة من تأخير صلاة العشاء.