التشهد في صلاة الفجر .. كيفية صلاة الفجر بالخطوات

التشهد في صلاة الفجر .. كيفية صلاة الفجر بالخطوات سيدور الحديث حولها في هذا المقال، حيث تعدُّ هذه المعلومات من الأمور الدينية التي يجب ألا تغيب عن أي مسلم، لأنَّها ضرورية من أجل صحة الصلاة وقبولها، وقد يؤدي الجهل بها إلى عدم أداء الصلاة المفروضة بالشكل الصحيح، وسوف نقدم للزوار الكرام معلومات عن صلاة الفجر، ونتعرف على التشهد في الصلاة وفي صلاة الفجر تحديدًا، وعلى طريقة صلاة الفجر وصيغة التشهد وغير ذلك.

صلاة الفجر في الإسلام

تعدُّ صلاة الفجر من أعظم الصلوات الخمس المفروضة في الإسلام، فقد أقسم الله تعالى بها في كتابه العزيز، وعندما يُقسم الله تعالى بشيء ما فإنَّه يعظمه ويدلُّ على عظيم شأنه وأهميته، وقد قال تعالى في مطلع سورة الفجر: “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ”،^[1] كما وردت الكثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تشير إلى أهمية صلاة الفجر في الإسلام، فصلاة الفجر أثقل صلاة على المنافقين، ولا يحافظ عليها إلا أصحاب الإيمان الراسخ القوي، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ علَى المُنَافِقِينَ صَلَاةُ العِشَاءِ، وَصَلَاةُ الفَجْرِ، ولو يَعْلَمُونَ ما فِيهِما لأَتَوْهُما ولو حَبْوًا، وَلقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فيُصَلِّيَ بالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي برِجَالٍ معهُمْ حُزَمٌ مِن حَطَبٍ إلى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عليهم بُيُوتَهُمْ بالنَّارِ”،^[2] وفي هذا الحديث الشريف دلالة عظيمة على أهمية المحافظة على صلاة الفجر وعلى مكانتها الرفيعة في الإسلام.^[3]

شاهد أيضًا: ما هو حكم تأخير صلاة الفجر عن وقتها

التشهد في صلاة الفجر

يعدُّ التشهد أحد فروض الصلاة وأركانها، وهي الأركان التي لا تصح صلاة المسلم إلا بها وعددها 14 ركنًا، ويوجد في صلاة الفجر تشهد واحد فقط وهو التشهد الأخير الذي يقال في الركعة الثانية من صلاة الفجر بعد النهوض من السجدة الثانية في الركعة الثانية خلال القعود الأخير أيضًا، أمَّا في بقية الصلوات يوجد تشهد أول في الركعة الثانية وهو من واجبات الصلاة، وتشهد أخير في الركعة الثالثة كما في صلاة المغرب، وفي الركعة الرابعة كما في الصلوات الرباعية الظهر والعصر والعشاء.^[4]

كيفية صلاة الفجر بالخطوات

إنَّ الصلاة في الإسلام لها مكانة عظيمة وهي فرض وأحد أركان الإسلام الخمسة، وقد أمر الله تعالى عباده بإقامة الصلاة في الأوقات التي بيَّنها الشرع الحنيف، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”،^[5] ولا بدَّ لذلك من التعرف على كيفية الصلاة بالخطوات، وسوف يتمُّ شرح كيفية صلاة الفجر بالتفصيل فيما يأتي:^[6]

• الوضوء كما وردَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مثل الوضوء لبقية الصلوات.
• استقبال القبلة والنية واستحضار القلب والخوف من الله تعالى.
• تكبيرة الإحرام وهي قول: الله أكبر مع رفع اليدين بمحاذاة الأذنين في بداية الصلاة عند الوقوف واستقبال القبلة.
• قراءة دعاء التوجه المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول: “جَّهتُ وجهِيَ للَّذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حَنيفًا مُسلمًا وما أَنا منَ المشرِكينَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَهُ وبذلِكَ أُمِرتُ وأَنا أوَّلُ المُسلمينَ”، ثمَّ قراءة سورة الفاتحة وقراءة ما تيسر من كتاب الله تعالى بعدها.
• الركوع مع التكبير وقول سبحان الله العظيم ثلاث مرات.
• القيام من الركوع وقول: سمع الله لمن حمده، ثمَّ السجود سجدتين بينهما جلسة خفيفة مع التكبير في الانتقال من ركن إلى ركن في الصلاة، ويقال في السجود: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات أيضًا، ثمَّ القيام إلى الركعة الثانية.
• قراءة الفاتحة أيضًا في الركعة الثانية وما تيسر بعدها من كتاب الله تعالى.
• الركوع كما في الركعة الأولى، ثمَّ القيام ثمَّ السجود سجدتين، وبعدها القعود الأخير في الصلاة.
• قراءة التشهد خلال القعود الأخير مع الصلوات الإبراهيمية، ثمَّ التسليم وقول: السلام عليكم ورحمة الله، مع تدوير الرأس إلى جهة اليمين ثم إلى جهة اليسار.

شاهد أيضًا: هل عدم الاستيقاظ لصلاة الفجر غضب من الله

ما هي صيغة التشهد في صلاة الفجر

لقد وردت في كتب الفقه الإسلامية أكثر من صيغة للتشهد الأخير في الصلاة، وهي الصيغ التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإحداها ما ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال: “كنَّا إذَا كُنَّا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الصَّلَاةِ، قُلْنَا: السَّلَامُ علَى اللَّهِ مِن عِبَادِهِ، السَّلَامُ علَى فُلَانٍ وفُلَانٍ، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَقُولوا السَّلَامُ علَى اللَّهِ، فإنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، ولَكِنْ قُولوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فإنَّكُمْ إذَا قُلتُمْ أصَابَ كُلَّ عَبْدٍ في السَّمَاءِ أوْ بيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أعْجَبَهُ إلَيْهِ، فَيَدْعُو”،^[7] وفيما يأتي سيتم ذكر صيغ التشهد الأخير في صلاة الفجر مع الصلاة الإبراهيمية:^[8]

التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

شاهد أيضًا: فضل صلاة الفجر في جماعة

فضل المحافظة صلاة الفجر

إنَّ المحافظة على صلاة الفجر لها فضائل عظيمة في الإسلام، فقد حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحافظة عليها في الكثير من الأحاديث من أجل اغتنام الأجر الكبير والفضل العظيم، وفيما يأتي سيتم ذكر بعض النقاط التي تبين فضل المحافظة على صلاة الفجر:^[3]

• إنَّ المحافظة على صلاة الفجر في المسجد تأتي يوم القيامة نورًا تامًا لصاحبها، وقد وعد الله تعالى عباده بذلك، لأنهم يسيرون إلى المساجد في الظلمات في سبيل الله تعالى.
• وعد الله تعالى الذين يحافظون على صلاة الفجر برؤية وجهه الكريم، وهي من أعظم النعم التي يمكن أن يحظى بها المسلم في الآخرة، فعن جرير بن عبد الله أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “- كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ قالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وصَلَاةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فَافْعَلُوا”.^[9]
• سعة الرزق والتوفيق في الحياة الدنيا، وحفظ الله تعالى لمن يصلي الفجر في المسجد، حيث يبقى المصلي في ذمة الله تعالى لا يمسُّه سوء ولا أذى.
• أحد أسباب دخول الجنة، فقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنَّه من صلى البردين وهما صلاة الفجر وصلاة العصر دخل الجنة، كما أنَّ الملائكة تشهد له بذلك، لأنَّ ملائكة الليل والنهار تكون حاضرة في الفجر.
• حرز ووقاء من دخول النار، فقد ورد في الحديث عن عمار بن رويبة رضي الله عنه أنه قال: “لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ”.^[10]
• تكفير للخطايا من خلال المشي إلى المسجد ذهابًا وإيابًا حيث أنَّه في كل خطوة تحطُّ سيئة عن المسلم وترفع له درجة، وفي ذلك تحصيل الحسنات والأجر والثواب العظيم.

شاهد أيضًا: دعاء بعد صلاة الفجر للرزق والشفاء وتيسير الأمور

نصائح للاستيقاظ على صلاة الفجر

يعاني كثير من المسلمين من صعوبة الاستيقاظ لصلاة الفجر، ولذلك فإنَّ كثير من المسلمين لا يصلون صلاة الفجر في وقتها، ولا بدَّ من السعي من أجل ذلك، واتخاذ الأسباب المناسبة والتي تعين على القيام إلى صلاة الفجر، وبعد ذلك التوكل على الله تعالى من أجل القيام إلى صلاة الفجر، وفيما يأتي سيتم إدراج نصائح الاستيقاظ إلى صلاة الفجر بشكل مختصر:^[11]

• ترك السهر واللهو والنوم في أوقات مبكرة، حتى ينال الجسم قسطًا وافرًا من الراحة، عند ذلك يستطيع المسلم أن يستيقظ لصلاة الفجر بسهولة.
• النوم على طهارة بعد صلاة العشاء والمحافظة على أذكار ما قبل النوم التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقراءة بعض الآيات القرآنية التي وردت عنه أيضًا.
• استخدام المنبه وتطبيقات الهواتف المحمولة من أجل المساعدة في الاستيقاظ لصلاة الفجر، حيث تحتوي على أصوات مختلفة مثل أصوات الأذان أو القرآن أو الأدعية التي تذكر بصلاة الفجر في وقت الصلاة.
• الاستعانة بالأهل أو بالأصدقاء من أجل الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة، حيث تساعد هذه الخطوة كثيرًا لأنَّ الأهل يمكن أن يكونوا أفضل عون من أجل ذلك.
• ترك المعاصي والذنوب والمنكرات، والتزام طاعة الله تعالى، والمواظبة على ما أمر به تعالى وفعل الخيرات، حتى يظل المسلم معلقًا بالله تعالى، ويبقى قلبه معلقًا بطاعة الله جلَّ وعلا.
• عقد النية عند النوم من أجل القيام إلى صلاة الفجر.
• الاستعانة بالله تعالى وحده بعد الأخذ بالأسباب والتوكل عليه جلَّ وعلا.
• ترديد الأدعية التي تتضمن طلب العون من الله تعالى من أجل القيام إلى صلاة الفجر، ومن هذه الأدعية: اللهمَّ أعني على القيام إلى صلاة الفجر ولا تحرمني هذا الفضل يا أرحم الراحمين، اللهمَّ أسألك التوفيق والسداد، وأن تعينني على صلاة الفجر والمحافظة عليها يا كريم.

في ختام مقال التشهد في صلاة الفجر .. كيفية صلاة الفجر بالخطوات تمَّ إدراج معلومات عن أهمية صلاة الفجر، وعرفنا صيغة التشهد في صلاة الفجر وفي أيَّة ركعة يكون التشهد، كما تمَّ إدراج فضائل المحافظة على صلاة الفجر، وبعض النصائح للمحافظة على صلاة الفجر في وقتها وغير ذلك من التفاصيل.