الصلوات الجهرية أربع صلوات صح أو خطأ

الصلوات الجهرية أربع صلوات صح أو خطأ وهو ما سيتم التعرّف عليه في هذا المقال، فهو من الأسئلة الدينية المهمة الّتي ينبغي لكلّ مسلم أن يعرف إجابتها، فالصلاة تعتبر أهمّ وأعظم الفروض والتّكاليف الشّرعيّة، فقد فرضها الله -عزّ وجل-على كل مسلم مكلف، حيثُ إنّ الصلاة هي الرّكن الثّاني بعد شهادة أنّ لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله، وهي العمود الّذي يقوم عليه الدّين الإسلاميّ الحنيف، ومن هذه المعطيات سيتم بيان مفهوم الصلاة الجهرية وإجابة السؤال المطروح.

الصلوات الجهرية

إنّ الصلوات الجهرية هي الصَّلوات التي يُصلي فيها الإمام بصوت جهوريّ يسمعه من وراءه من المصلين، والجهر في الصّلاة هي سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمع علماء المسلمين على ذلك ^[1]، فقد قال ابن قدامة رحمه الله: “وَيُسِرُّ بِالْقِرَاءَةِ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَيَجْهَرُ بِهَا فِي الْأُولَيَيْنِ مِنْ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ ، وَفِي الصُّبْحِ كُلِّهَا … ؛ وَالْأَصْلُ فِيهِ فِعْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ بِنَقْلِ الْخَلَفِ عَنْ السَّلَفِ، فَإِنْ جَهَرَ فِي مَوْضِعِ الْإِسْرَارِ، أَوْ أَسَرَّ فِي مَوْضِعِ الْجَهْرِ، تَرَكَ السُّنَّةَ، وَصَحَّتْ صَلَاتُهُ”، ومن الجدير بالذكر أنّ الجهر في صّلاة الفجر يكون في الرّكعتان الأولى والثّانيّة، وصلاة المغرب يكون الجهر في الرّكعتان الأولى والثّانية وتُصلَّى الثّالثة سرًا، أمّا صلاة العشاء يكون الجهر بها في الرّكعتان الأولى والثَّانية بينما تُصلّى الرّكعتان الثّالثة والرّابعة سرّاً.^[2]

الصلوات الجهرية أربع صلوات صح أو خطأ

خطأ، حيثُ إنّ الصلوات الجهرية ثلاث صلوات، وهم الفجر والمغرب والعشاء، وذلك كما روى الصّحابة الكرام -رضوان الله عليهم- أنّهم سمعوا رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- يقرأ القرآن بصوتٍ عالٍ في هذه الصّلوات الثلاثة، وبذلك فإن الجهر في هذه الصّلوات هو سنّةٌ عن النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وينبغي اتّباعها حسب إجماع علماء المسلمين، بحيث يقرأ المسلم في هذه الصلوات بصوت مسموع ويجهر بها سواء كان ذلك للفرد أو الجماعة، فقد قال النووي -رحمه الله- في تعقيبه على تلك المسألة: “فَالسُّنَّةُ الْجَهْرُ فِي رَكْعَتِي الصُّبْحِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَفِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، وَالْإِسْرَارُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ، وَثَالِثَةِ المغرب ، والثالثة وَالرَّابِعَةِ مِنْ الْعِشَاءِ ، وَهَذَا كُلُّهُ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ الْمُتَظَاهِرَةِ عَلَى ذَلِكَ”.^[2]

شاهد أيضًا: شروط الصلاة واركانها وواجباتها

الاستعاذة والبسملة تُقرآنِ في الصلوات الجهرية دون السرية

وهي عبارة خاطئة، حيثُ إنّ الاستعاذة والبسملة تقرآن في الصَّلوات الجهريَّة والسّرية دون استثناء، وذلك اقتداءً بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتعوذ المصلي بالله من الشيطان الرجيم ويسمي عند بدء قراءة الفاتحة في أول الصّلاة، فقد قال الشيخ ابن باز في تعقيبه على تلك المسألة: “السنة أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويسمي عند بدء قراءة الفاتحة في أول الصلاة بعد الاستفتاح”^[3].

ما هي الصلوات السرية

بيّن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنّ الصلاة السريّة هي التي يقرأالمسلم فيها بصوت غير مسموع، وتتمثل بصلاتي الظهر والعصر^[2]، بدليل ما ورد عن الخباب بن الأرت رضي الله عنه: “قُلْنَا لِخَبَّابٍ أَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في الظُّهْرِ والعَصْرِ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: بمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ؟ قالَ: باضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ”^[4]، ومن الجدير بالإشارة إنّ المسلم  إذا جهر بالقراءة ولم يُسِّر لا حرج عليه، ولكن يكون قد ترك سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: الصلوات الجهرية والسرية للرجال

كيفية قضاء الصلوات الجهرية والسرية

اتفق العلماء على وجوب قضاء الصَّلاة الجهرية والسرية إذا فاتت بعذر، لما ورد عن أبو قتادة -رضي الله عنه- عن الرَّسول -عليه الصلاة والسلام- قال: “من نام عن صلاة، أو نسيها فليصلها إذا ذكرها”^[5]، ولكن اختلف أهل العلم بخصوص الجهر في الصلوات المقضية، فقد ذهب الحنفيَّة إلى الجهر بالصَّلاة إذا أمَّ المصلِّي للصّلاة في النَّهار، وإنْ أمَّ للصَّلاة ليلًا فإنَّه يُسِّر فيها ولا يجهر، وإذا قضى المنفرد الصّلوات فهو مخيرٌ فيها بين الإسرار والجهر، كما ذهب المالكيَّة إلى أنَّ العبرة بوقت الصّلاة الفائتة، فإن قضى الصلاة الجهرية في النهار فإنَّه يجهر فيها، وإن قضى الصلاة السرية في الليل فإنَّه يسرُّ فيها، أما الشّافعية فقد ذهبو إلى أنَّ العبرة في الصلاة المقضية هو وقت القضاء، فإن قضى المسلم الصّلاة الجهرية في النّهار فالأصل أن يُخافت بها ولا يجهر.^[6]

شاهد أيضًا: موضوع عن اهمية الصلاة

الحكمة من أن صلاة النهار سرية وصلاة الليل جهرية

لم يرد في كتاب الله -تعالى- ولا في سنة نبيّه -صلى الله عليه وسلم- أيّ نصٍّ يدل على الحكمة من هذا الأمر، ولكنّ المسلم مطالب باتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم والاقتداء به سواء علم الحكمة أم لم يعلمها ، فقد قال الله تعالى: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً”^[7]، كما بيّن أهل العلم أنّ صلاة النّهار جاءت سرّية لأنّ النهار يمتلئ بالعمل والشغل فالإسرار أدعى للخشوع وأبعد عن الرِّياء، وتكون جهرًا في الليل لكثرة نوم النّاس وهدوء الليل فيحرك المسلم لسانه ويستحضر صوته مع قلبه فلا يشغله شيءٌ من حوله ولا يشرد ذهنه منه، والله ورسوله أعلم.^[8]