تجربتي مع صلاة التسابيح وفوائد هذه الصلاة في الدنيا والآخرة

تجربتي مع صلاة التسابيح وتجارب الناس مع هذه الصلاة، حيث إن صلاة التسابيح من الصلوات النافلة التي ورد فيها أدلةٌ شرعية يوصي النبي -صلى الله عليه وسلم- بأدائها ويعلمها للمسلمين، وقد روى الكثير من الناس تجربتهم ونتائج أداء هذه الصلاة في حياتهم، من تفريج للهموم وكشف للغموم والكربات وتيسير الأمور وغير ذلك، وعبر هذا المقال سيتم تسليط الضوء على أفضل تجارب الناس مع صلاة التسابيح.

ما هي صلاة التسابيح

صلاة التسابيح هي من الصلوات النافلة المخصوصة التي اشتملت على ثلاثمائة تسبيحة، وقد اختلف أهل العلم في حكمها، فمنهم من قال أنّها سنة، لما ورد فيها من أدلة، وآخرون قالوا بل هي بدعة لأنّ الكثير من أهل العلم يضعفون الحديث الذي جاء فيها، وقد صحح حديثها الشيخ الألباني في صحيح الترغيب  والنووي والآجري والمنذري وغيرهم.^[1]

شاهد أيضًا: حكم الدعاء في الصلاة بأمور الدنيا والآخرة

تجربتي مع صلاة التسابيح

تروي إحدى الفتيات المسلمات تجربتها مع صلاة التسابيح، وتقول كنت في الجامعة أدرس كحال الفتيات وتخرجت بعمر الرابعة والعشرين، وبعد أربع سنوات وقد أصبح عمري ثماني وعشرين سنة، لم يحصل أن قام أي شاب بخطبتي أبدًا، كنت أقول في نفسي لا بأس فالكثيرات من الفتيات يحصل معهن ذات الشيء، لكن بدأ الشك يدخل إلى قلبي، فأنا بنت ملتزمة محتشمة لا ينقصني الجمال ولا المال ولا الحسب والنسب، ولا أترك الصلاة ولا الدعاء، لكن كلام الناس بات يجرحني، فيقولون عانس وفاتها القطار ومن هذا الكلام الصعب والمحزن الذي جعل الحزن يتسلل إلى قلبي.

وفي ذات الأيام قامت زوجة أخي بتقديم نصيحةٍ لي أن أقوم بصلاة التسابيح، ولم أكن قد سمعت بها من قبل، فلما بحثت عنها وجدتها صلاةً مشروعة فقمت بتعلم كيفية أدائها، وبدأت أصلي التسابيح كل فترة، ومعها باتت الراحة والسكينة تتسلل إلى قلبي وروحي، وبعد حوالي الشهر، جاء اتصال هاتفي إلى المنزل، لتفرح والدتي فرحًا كبيرًا يمتزج مع ابتسامتها فيه دموعًا تنزل من عينيها، فقد أخبرتها صديقةً لها أنها ترغب في خطبتي لابنها الذي يدرس الطب في الخارج، وبالفعل تقدم الرجل لخطبتي وتم الزفاف وأنا الآن أعيش حياةً هانئةً مع زوجي وبانتظار مولودنا الأول والحمد لله.

تجرية مؤثرة لصلاة التسابيح مع قضاء الحاجات

يروي أحد الشبان تجربته مع صلاة التسابيح فيقول، كنت في ضيقٍ ماديٍ شديد حتى اضطررت إلى بيع منزلي وسيارتي لأنني كنت بحاجة ماسة شديدة للمال، فقد أصاب أبي مرضًا وبات بحاجة إلى عملية جراحية تكلف كثيرًا، ولم يكن معي مالٌ أبدًا، فكانت هذه الأزمة شديدة علي وأصبحت أيامي ثقال تمر مر الجبال على كاهلي وأكتافي، وبت لا أرى لونًا ولا أشعر بطعم ولا أجد سعادة ولا فرح، وفي ذات الأيام جاء أحد الأصدقاء يزورني في المشفى، عند والدي، جلس يحدثني ويستفسر عن أحوالي فشعر بذاك الضيق في صدري وهذا الهم الذي جعلني أبدو رجلًا عجوزًا عاجزًا.

فأصر علي أن أروي له ما حالي وما بالي، ولما أخبرته قال حلّك عندي، فأرشدني إلى صلاة التسابيح، وكأنني لأول مرة في حياتي أسمع بها على الرغم من أنني قرأت عنها سابقًا، وبالفعل استمعت لنصيحته ولجأت إلى الله وصليت صلاة التسابيح وأكثرت من الدعاء بعدها، يومًا بعد يوم وأسبوعًا بعد أسبوع، وفي ذات الليالي جاءني اتصالٌ هاتفي، وإذ به أحد المعارف القدامى كان قد استدان مني مبلغًا كبيرًا من المال وقد اتصل ليسدده، وأنا لم يخطر ببالي هذا المال أبدًا وكنت قد نسيته.

على الرغم من أنه ليس مبلغًا كافيًا لاستعادة الحياة الطبيعية إلا أنه كان جيدًا يقيني من العوز ومد اليد والسؤال، وبعد أيامٍ قليلة جاءني اتصال من صديقي الأول الذي أرشدني إلى صلاة التسابيح وقال أبشرك، إن لي قريبًا يحتاج رجلًا بمثل معرفتك ودراستك واختصاصك، وسيقدم لك راتبًا مجزيًا وسيقدم لك بيت وسيارة طوال فترة عملك معه، فأغلق الهاتف وبكيت بكاءً ما بكيت مثله قط، فلما ضاقت حلقاتها فرجت وفرجها من عند الله، وهذه كانت تجربتي مع صلاة التسابيح ولله الحمد.

شاهد أيضًا: حديث صحيح عن الاستغفار ، أحاديث قدسية عن الاستغفار

فوائد صلاة التسابيح

إن صلاة التسابيح لها الكثير من الفوائد والفضائل، وهي واردة في الحديث الذي يذكر صلاة التسابيح وكيفية أدائها، ومن فضائلها ما يأتي:

• أنها تكون سببًا في مغفرة الذنوب الأولى والآخرة والقديمة والحديثة المتعمدة والخاطئة والصغيرة والكبيرة.
• وهي تغفر ذنب أعظم أهل الأرض ذنبًا لو صلاها.
• ولو كانت ذنوب من أداءها كرمال الصحراء لغفر له.
• تجمع صلاة التسابيح بين أجر الصلاة وبين أجر الذكر والتسبيح وبين أجر الدعاء.
• أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم وحث عليها.

وقت صلاة التسابيح المستحب

إن وقت صلاة التسابيح غير محدد في الشريعة الإسلامية، فعند أهل العلم الذين قالوا أنها مباحة في الراجح عند جمهور العلماء، فإن وقتها لم يأتي فيه تحديد سواءً نهارًا أو ليلًا، لذلك فإنه يباح للمسلم أن يؤديها في أي وقتٍ أراد طوال اليوم في النهار أو اليوم، إلا وقت الني أو الكراهة، أما أفضل وقت لأداء الصلاة النافلة فإنه يكون في أوقات الفضل العامة، كالثلث الأخير من الليل وقيل أن أفضل وقتٍ لها يكون في ليلة الجمعة ونهارها لكن لا دليل على ذلك والله ورسوله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: دعاء التوبه من العاده السریه مكتوب

كيفية أداء صلاة التسابيح

إن صلاة التسابيح تصلى بالكيفية التي وردت في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه، حيث يقوم المسلم بالصلاة أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة مما تيسر له من القرآن الكريم، ثم يقوم وهو قائم في الركعة الأولى سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم يركع، ويقول ما قال وهو قائم عشر مرات، ثم يرفع من الركوع ويقولها عشرًا، ثم يسجد ويقولها عشرًا وهو ساجد، ثم يرفع من السجود فيقولها عشرًا، ثم يسجد ويعيد قولها عشرًا ثم يرفع رأسه ويقولها عشرًا، فيكون مجموع ما قال 75 ، وفي كل ركعة من الأربع يكون ذلك فيكون مجموعها 300 تسبيحة، وتكون الركعات الأربعة موصولة من غير تشهد أول بل تشهد واحد أخير والله أعلم.

شاهد أيضًا: متى تظهر نتائج الاستغفار ، أهم فوائد الاستغفار للمسلم

ما هي السور التي تقرأ في صلاة التسابيح

لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أي دليل شرعي يبيّن ما يمكن للمسلم أن يقرأ من القرآن الكريم في صلاة التسابيح، فله أن يقرأ فيها مع الفاتحة ما تيسر له، ولا حرج عليه أن يقوم بتخصيص سورة بعينها في صلاةٍ مشروعة على أن يكون معتقدًا بجواز غيرها فيها، فلو قرأ سورة يس أو سورة الملك أو أي سورة من القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة أجزأه ذلك في الصلاة والله ورسوله أعلم.

ما هو دعاء صلاة التسابيح

إن الدعاء الوارد في صلاة التسابيح والذي يقال بعد التشهد فيها وقبل السلام هو الدعاء الآتي:

” اللهمّ إنّي أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجِدَّ أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك، اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حياءً منك، وحتى أتوكل عليك فى الأمور، حُسن ظنٍ بك، سبحان خالق النور”.

دليل جواز صلاة التسابيح

إن صلاة التسابيح جاء فيها حديثٌ رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال للعباسِ بنِ عبدِ المطلبِ يا عباسُ يا عمَّاهُ ألا أُعطيَك ألا أمنَحُك ألا أحبُوَك ألا أفعلُ بك عشرَ خصالٍ إذا أنت فعلتَ ذلك غفر اللهُ لك ذنبَك أولَه وآخرَه قديمَه وحديثَه خطأَه وعمدَه صغيرَه وكبيرَه سِرَّهُ وعلانيتَه عشرُ خصالٍ أن تُصلِّيَ أربعَ ركعاتٍ تقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةً فإذا فرغتَ من القراءةِ في أولِ ركعةٍ وأنت قائمٌ قلتَ سبحان اللهِ والحمدُ لله ولا إله إلا اللهُ والله أكبرُ خمسَ عشرةَ مرةً ثم تركع فتقولُها وأنت راكعٌ عشرًا ثم ترفعُ رأسَك من الركوعِ فتقولُها عشرًا ثم تهوِي ساجدًا فتقولُها وأنت ساجدٌ عشرًا ثم ترفعُ رأسَك من السُّجودِ فتقولُها عشرًا ثم تسجدُ فتقولها عشرًا ثم ترفعُ رأسَك فتقولُها عشرًا فذلك خمس وسبعون في كلِّ ركعةٍ تفعل ذلك في أربعِ ركَعاتٍ إن استطعتَ أن تُصلِّيَها في كلِّ يومٍ مرةً فافعلْ فإن لم تفعلْ ففي كلِّ جُمعةٍ مرةً فإن لم تفعل ففي كلِّ شهرٍ مرةً فإن لم تفعلْ ففي كلِّ سنةٍ مرةً فإن لم تفعلْ ففي عُمُركَ مرةً”.^[2]

في الختام، تم عرض تجربتي مع صلاة التسابيح، حيث تمّ التعريف بآثار هذه الصلاة ونتائجها وفوائدها، كما تمّ التعريف بحكمها وكيفية أدائها الصحيح والأدلة الشرعية التي جاءت فيها وما يقرأ فيها والأدعية التي تقال فيها.