حقوق الزوجة عند الخلع في السعودية 1446

حقوق الزوجة عند الخلع في السعودية يستمد القانون السعودي قوانينه من نصوص الشريعة الإسلامية، ويهتم القانون السعودي بالأحوال الشخصية بتناول كل ما يتعلق بها من أمور ونظم، حيث تهدف إلى ضمان الحقوق وإنصاف الطرف الذي وقع عليه الظلم في القضايا التي تعرض على المحاكم الشرعية، ومن أهم القضايا التي اهتم بها قضية الخلع، حيث أنه مشروع في الإسلام، وسنذكر في هذا المقال ما يتعلق بحقوق الزوجة في حال قامت بخلع زوجها.

شروط الخلع في السعودية

من الأمور التي شرعها الله سبحانه وتعالى للمرأة أن تخلع زوجها إذا وجدت بعض الأسباب لذلك، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} ^[1] وقد قام القانون السعودي بتحديد مجموعة من الشروط والضوابط التي تتعلق بالخلع وهي كالتالي:

• إن كانت الزوجة تكره زوجها ولا تستطيع أن تكمل حياتها الزوجية معه.
• معاناة الزوج من مرض ما يجعله غير قادر على تلبية رغبات زوجته، وكذلك قد يكون سبباً مانعاً له من الإنجاب.
• عدم قدرة الزوج على الإنفاق وتحمل مسئولياته تجاه زوجته.
• إذا كان الزوج بخيلاً ولا ينفق على زوجته.
• تفاقم المشاكل الأسرية وعدم القدرة على إيجاد حلول مناسبة ودائمة لها.
• عدم وجود توافق جسدي أو فكري بين الزوج وزوجته.
• إذا كان الزوج متزوج بأكثر من زوجة ولا يعدل بينهم، فهنا يحق للزوجة أن تخلعه.
• لا يحق للزوجة أن تطلب الخلع إذا تزوج زوجها عليها.

حقوق الزوجة عند الخلع في السعودية

لقد ضمن القانون في المملكة العربية السعودية حقوق الزوجة وذلك إذا قامت بخلع زوجها، ففي الخلع تقوم الزوجة بالتنازل عن حقوقها المالية، كما أنها تقوم بدفع مبلغ مالي للزوج قدر المهر المسمى في عقد الزواج، أو أقل من ذلك، ومن الحقوق التي قد ضمنها القانون للزوجة عند التقدم بالخلع:

• إن كان الخلع بالاتفاق بين الزوج والزوجة فلا تلزم الزوجة بدفع المهر كاملاً للزوج.
• تعد حضانة الزوجة لأطفالها حقاً لها بعد الخلع.
• من حق الزوجة أن يوفر الزوج مسكناً جيداً ولائقاً لأطفالهما وذلك حسب ما اتفق عليه.
• تعد نفقة الأطفال من الحقوق الواجب على الزوج توفيرها للأطفال.

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الخلع

من الأمور التي كفلها القانون في المملكة العربية السعودية ما يتعلق بالحقوق الخاصة بالزوج بعد الخلع، حيث أن القانون كفل تلك الحقوق تبعاً لما ورد في الشريعة الإسلامية، وكان لا بد من الحديث عن تلك الحقوق، ومن حقوق الزوج التي كفلها القانون:

• أن تدفع الزوجة للزوج مقدار المهر الذي تم الاتفاق عليه في عقد الزواج، حيث يتم الاتفاق على المبلغ أو العوض بين الزوجين.
• .يمكن أن يكون العوض الذي تم الاتفاق عليه مادياً كأن يكون مالاً أو ذهباً أو غيره.
• يمكن أن يكون العوض عيناً، كأن يكون عقاراً أو سيارة أو ما شابه ذلك.
• من حق الزوج رفض الاتهامات التي وجهت إليه، ومن حقه رفض دعوى الخلع، وذلك يكون في حالات معينة وهي:
  • عندما ترفض الزوجة دفع العوض للزوج.
  • عند إنكار الزوجة للقيمة التي يستحقها الزوج.
  • عدم وجود أسباب مقنعة ومنطقية للخلع.
  • عدم قدرة الزوجة على الإتيان بالأدلة وإثبات الأسباب التي دفعتها للخلع.
  • عدم رغبة الزوجة بالخلع ولكن أهلها أجبروها عليه.
  • لا يحق للزوج أن يأخذ من زوجته أكثر من المهر المسمى في عقد الزواج.
  • لا يعد أثاث المنزل أو السفر للزوجة من النفقة إلا إذا كان متفق عليه سابقاً وكان جزءاً من المهر.

ماذا تخسر الزوجة عند الخلع

لقد كان الخلع موجوداً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في السنة النبوية الشريفة أنَّ امرأةَ ثابتِ بنِ قيسٍ أتتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقالَت : يا رسولَ اللَّهِ ! ثابتُ بنُ قيسٍ ، أما إنِّي ما أعيبُ عليهِ في خُلُقٍ ولا دينٍ ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفرَ في الإسلامِ ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : أتردِّينَ عليهِ حديقتَهُ ؟ قالَت : نعَم قالَ رسولُ اللَّهِ : اقبَلِ الحديقةَ وطلِّقها تَطليقةً،^[2] حيث أن الزوجة تتنازل عن كافة الحقوق المالية والشرعية التي تتعلق بمؤخر الصداق ونفقة العدة والمتعة، بالمقابل لا تشمل الشبكة أو هدايا الخطبة، كما أنه لا يحق لها أن تتنازل عن حقها في الحضانة أو عن المسكن الذي سيوفره الزوج للأبناء ونفقته عليهم كذلك، فهو من حق الأبناء.

هل عند الخلع ترجع الزوجة المهر كامل

لا يجوز للمرأة في الشريعة الإسلامية أن تطلب الطلاق إلا لسبب، كأن تكون معاملة الزوج لها سيئة أو أن تكون كارهة له فتخشى أن تقصر في حقه، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة”،^[3] وطلاق الزوجين على عوض تدفعه الزوجة يسمى خلع، وفيه تتنازل المرأة عن حقوقها المالية، والمرأة ليست ملزمة بدفع المهر كاملاً فقد يكون العوض قليلاً أو كثيراً بحسب ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين.

أما فيما يتعلق بأثاث المنزل فإنه ملك للزوج إلا إذا وهبه لزوجته أو كان متعارفاً على أن الأثاث يكون من المهر حينها يكون من حق الزوجة وليست ملزمة برده، فقد يكون الزوج قد ترك الأثاث من أجل أطفاله.^[4]

هل السكن من حق الزوجة بعد الخلع

في حال قامت المرأة بتقديم دعوى للمحكمة من أجل البت في قضية خلعها لزوجها فإنها تتنازل عن حقوقها المالية لزوجها وتدفعها له حسب الاتفاق، في المقابل لا يحق للزوجة أن تتنازل عن الحقوق المعنوية كحقها في حضانة أطفالها أو توفير مسكن لائق بهم من الزوج، فمن حق الزوجة مطالبة الزوج بنفقة المسكن، لكي يشعر أفراد الأسرة بالاستقرار بعد الخلع، وإن لم يستطع الزوج توفير مسكن مستقل لزوجته واضطرت إلى السكن معه في نفس المنزل فلا بد ان يكون لها جناح خاص مستقل فيه وخاصة المرافق كالمطبخ والحمام، وذلك منعاً لحدوث فتنة كونها أصبحت أجنبية عنه.^[5]

حضانة الأطفال بعد الخلع في السعودية

الحضانة هي الحفاظ على الطفل من كل شيء قد يضر به، ورعاية مصالحه بما في ذلك التعليم والصحة، وقد أقر القانون في المملكة العربية السعودية قانوناً يتعلق بالحضانة بعد الطلاق بين الزوجين، ووفق لما ورد في المادة السادسة والعشرون والسابعة والعشرون بعد المائة من نظام الأحوال الشخصية أنه لا بد من توافر الشروط التالية في الحاضن وهي:

• التمتع بالأهلية الكاملة.
• القدرة على توفير الرعاية والتربية والحفظ للمحضون.
• سلامة الحاضن من الأمراض الخطيرة والمعدية.
• في حال كان الحاضن امرأة يجب ألا تكون متزوجة من من رجل أجنبي عن المحضون إلا إذا وجدت المصلحة للمحضون.
• في حال كان الحاضن رجلاً يجب أن يكون ذو رحم محرم للمحضون إذا كانت أنثى، ويأتي بمن يصلح للحضانة من النساء عند الحاضن.

هل الذهب من حق الزوجة بعد الخلع

من الحقوق التي حفظتها الشريعة الإسلامية للزوج عند الخلع حقه في أخذ العوض المالي من الزوجة، كما أن القانون السعودي أقر ذلك فهو يعتمد في قوانينه على ما ورد في الشريعة الإسلامية، وقد يكون العوض مالاً أو ذهباً او فضة وقد يكون عقاراً، وينظر إلى ذهب الزوجة فإن كان متعارف عليه بأنه من المهر فيكون من حق الزوج، أما إن كان هدية لها أو هي من قامت بشرائه من مالها الخاص فيكون من حقها.

النفقة على الأولاد بعد الخلع

لقد حفظت الشريعة الإسلامية حقوق الأبناء وحقوق كل من الزوجين في حال تم الانفصال، ومن حق الأولاد النفقة فإنها واجبة على الزوج، وهذه النفقة تشمل المأكل والمشرب والمسكن والملبس وكذلك يشمل التعليم والصحة، وكافة التكاليف والمصاريف التي يحتاجها الأبناء مع مراعاة الوضع المادي للأب، ومن الجدير بذكره أن الأب ملزم بالنفقة على أبنائه الذكور حتى الوصول إلى سن الرشد وقدرتهم على تدبير أمورهم، وإن كان لا يزال يدرس ويتعلم فنفقته على والده، أما فيما يتعلق بأبنائه من الإناث فهو ملزم بالإنفاق عليهن حتى زواجهن.

مقالات قد تهمك

من الأمور التي أقرها القانون السعودي هو حقوق الزوجة عند الخلع في السعودية 1446 لذلك كان حري بنا أن نذكر تلك الحقوق بالإضافة إلى الحقوق التي تتعلق بالزوج، وكذلك ما يتعلق بالسكن وحق الحضانة والنفقة، وغيرها من التفاصيل المتعلقة.