عناصر المقال
حكم الصلاة على سجادة اسفنج وعلى البطانية والقطن والصوف من المعلومات الشرعية والدينية التي يجهلها كثير من الناس في العالم الإسلامي، إذ هنالك العديد من القواعد والضوابط الشرعية والتي يتوجب على المسلم معرفتها حتى لا يقع في خطأ لا يرضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام معلومات عن أحكام السجود في الصلاة، وسوف نتعرف على حكم الصلاة على السجادة التي تحتوي إسفنج، وعلى حكم السجود على القطن والصوف والبطانيات وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الاأخرى.
أحكام السجود في الصلاة
يعدُّ السجود ركنًا من أركان الصلاة وفرضًا من فروضها، وقد ثبت ذلك في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال تعالى جل من قائل: “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”،[1] والسجود هو الركن السابع من أركان الصلاة، حيث يكون السجود من خلال وضع جبهة المصلي على الأرض، ويكون السجود على سبعة أعضاء من جسم الإنسان وهي: الجبهة والأنف واليدان والركبتان ومقدمتي القدمين، وعلى المصلي أن يباشر كل عضو من تلك الأعضاء مكان السجود أمام المصلي وذلك قدر الإمكان، ويكون السجود في الصلاة مرتين في كل ركعة.
وقد اختلف الفقهاء في العديد من الأحكام حول هيئة السجود، فقد أشار البعض إلى أنَّ المصلي ينزل على يديه أولًا ثم يتبع ركبتيه ذلك، وأشار البعض إلى أنَّ المصلي ينزل على ركبتيه ثم ينزل يديه بعد ركبتيه، ويجب أن تكون جبهة المصلي على الأرض وتتمكن منها، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: “سألَ رجُلٌ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن شيءٍ من أمرِ الصَّلاةِ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خلِّلْ أصابعَ يدَيْكَ ورِجلَيْكَ؛ يعني: إسباغَ الوُضوءِ، وكان فيما قال له: إذا ركَعتَ، فضَعْ كَفَّيْكَ على ركبَتَيْكَ حتى تطمئِنَّ -وقال الهاشميُّ مرةً: حتى تطمَئِنَّا- وإذا سجَدتَ فأمكِنْ جبهتَكَ من الأرضِ؛ حتى تجِدَ حجمَ الأرضِ”،[2] وقد أخذ الفقهاء من هذا الحديث أيضًا العديد من الفوائد فيما يخص السجود في الصلاة.[3]
حكم الصلاة على سجادة اسفنج
ذهب الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّه لا تجوز الصلاة على سجادة من الإسفنج، إلا إذا كان الإسفنج مرصوصًا على الأرض ومندكًا بحيث تستقر جبهة المصلي فيها على الأرض، وتمكين الجبهة على الأرض يعني أن تستقر الجبهة وتكون في مكان السجود وكأنها على أرض صلبة دون أن تغوص الجبهة والوجه في الإسفنج، وقد ورد عن ابن حجر في تفسير تمكين السجود قوله: “يجب تمكينها بأن يتحامل عليها بحيث لو كان تحتها قطن انكبس. ففيه إذاً شيء من الضغط. وهذا من باب الاستحباب، وأما القدر الواجب فيكفي فيه وضع أقل جزء من الجبهة مع الطمأنينة”، إذن تجوز الصلاة على الإسفنج إذا كان رقيقًا أو مرصوصًا ولا يغوص فيه الوجه ولا الجبهة والله تعالى أعلم.
حكم الصلاة على سجادة إسفنج ابن عثيمين
ذهب ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى أنَّه إذا كان الإسفنج خفيفًا ورقيقًا وينكبس تحت جبهة المصلي ولا يغوص فيه الوجه والجبهة فلا بأس في الصلاة على سجادة من الإسفنج، ولكنَّ لم يقل بأنَّ ذلك حرام، ولكنَّه أشار إلى أنَّ السجود على الإسفنج اللين لا يجزئ عن السجود، حيث قال في ذلك: “لا ينبغي أن يصل بنا الحد إلى هذا الترف، ثم إذا كان الإسفنج ليناً فإن وضعتَ عليه جبهتك وضعاً فقط دون أن تكبس عليه فهذا لا يجزئك في السجود”، وقد ذكر أنَّ العلماء أشاروا إلى أن السجود على عهن أو قطن وكان السجود عبارة عن تماس الجبهة مماسة لا يصح في تلك الحالة.
هل تجوز الصلاة على السجادة الطبية
يجوز للمسلم أن يصلي على السجادة الطبية إذا كانت تنكبس تحت جبهة المصلي، وإذا استطاع المصلي تمكين جبهته على السجادة الطبية عن السجود بحيث تكون مستقرة على الأرض فليس هنالك حرج في ذلك، وأن لا يكون رأسه كالمعلق، أي حتى لو ضغط عليها لا يصل إلى شيء صلب، عند ذلك لا يجزئ السجود، ولا يقال عنه أن سجد على الأرض في هذه الحالة.
حكم السجود على البطانية في الصلاة
يأخذ حكم السجود على البطانيات والفرش حكم السجود على الإسفنج، إذ يجوز للمسلم أن يسجد على سطح ناعم وأملس مثل البطانيات أو الأغطية والفرش وغيرها، ولكن يجب أن يتمكن المصلي من وضع جبهته على الأرض عند السجود بحيث تستقر على الأرض، وأن لا تغوص فيها، إذ لا يجوز السجود على شيء رخو ومنفوش يغوص فيه الوجه ولا يستقر على صلب، وقد أشار الفقهاء إلى أنَّه يجوز للمسلم أن يسجد على التبن والحشيش والقطن إذا وصل إلى الأرض، ويأخذ هذا الحكم أيضًا الثلج المتلبد، وأمَّا إذا كان وجهه يغيب فيها ولا يجد الأرض فلا يجوز ذلك.
حكم الصلاة على القطن والصوف والسجاد
إنَّ الصلاة على القطن أو الصوف أو السجاد العادي جائز في الإسلام إذا كان الصوف والقطن والسجاد خفيفًا وليس سميكًا ورخوًا، ويستطيع المصلي أن يمكِّن وجهه وجبهته على الأرض، أي إذا كانت أعضاؤه تستقر على الشيء الذي يسجد عليه وكأنه يصل إلى الأرض أو إلى شيء صلب، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على حصير منسوج من سعف النخل، وكان الصحابة رضي الله عنهم من بعده يصلون على القطن على غيره من الأنواع الأخرى، وليس في ذلك حرج والله تعالى أعلم.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الصلاة على سجادة اسفنج وعلى البطانية والقطن والصوف وقد تعرفنا على أهم الأحكام المتعلقة بالسجود في الفقه الإسلامي، وعرفنا هل تجوز الصلاة على الإسفنج أم لا، وعلى حكم الصلاة على البطانية أو القطن أو الصوف، وغير ذلك من الأحكام والمعلومات المتعلقة بالموضوع.
المراجع
- ^ سورة الحج، الآية 77
- ^ تخريج المسند لشعيب، عبد الله بن عباس، شعيب الأرناؤوط، 2604، إسناده حسن
- ^ dorar.net، أحكام السجود في الفقه الإسلامي، 07/01/2024
التعليقات