ما هو حكم الطواف في الحج بدون وضوء

ما هو حكم الطواف في الحج بدون وضوء وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال، حيث يعتبر من المعلومات الدينية المهمة التي يبحث عنها كثير من المسلمين خصوصًا قبل موسم الحج، فالحج من العبادات العظيمة المشروعة للمسلمين، والتي هي زيارة لبيت الله الحرام في أيام مخصوصة والقيام بأعمال مخصوصة، ويُعتبر الطواف بأنه أحد الأركان الأساسية في الحج، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان ما هو الطواف، وحكم الطواف في الحج بدون وضوء.

معنى الطواف

يُعتبر الطّواف بأنه أحد أهم مناسك الحجّ لبيت الله الحرام بمكّة المكرمة، وهو ركن من أركان الحج، ولا يصح بدونه، فقد قال الله -تعالى- في الذّكر الحكيم: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}^[1]، ويعرف الطواف باللّغة على أنّه دوران الشّيء حول شيءٍ آخر، ويُعرف في الشّريعة الإسلاميّة بأنه الدّوران حول الكعبة سبعة أشواطٍ على صفة مخصوصةٍ تعبدًا لله -سبحانه وتعالى- وإقامةً وتعظيمًا لشعائر الإسلام، فهو من العبادات الّتي شرّعها الله -تبارك وتعالى- للمسلمين، وجعل فيها الأجر الكبير والخير الكثير، وللطواف فضائل عظيمة وسنن وشروطٌ لصحّته لا بدّ للمسلم أن يلتزم بها.^[2]

حكم الطواف في الحج بدون وضوء

لا يجوز الطواف في الحج بدون وضوء، لأنّ الطهارة شرط لصحة الطواف وهو قول كل من الشافعية والمالكية والحنابلة، واستدلوا على ذلك بما ورد عن عن عائشةَ -رَضِيَ اللهُ عنها- قالت: “أوَّلُ شيءٍ بدأ به حين قَدِمَ مكَّة أنه توضَّأَ ثم طاف بالبيتِ“^[3]، كما جاء قول النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لعائشةَ -رَضِيَ اللهُ عنها- حين حاضت، وهي مُحْرِمةٌ فقال: “افعلي ما يفعَلُ الحاجُّ، غيرَ أن لا تطوفي بالبيتِ، حتَّى تطْهُرِي” وفي روايةٍ “حتى تغتَسِلي “^[4]، حيث إنّ وجه الدلالة أنّ الرسول -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- رخَّص لعائشة -رضي الله عنها- أن تفعل وهي حائضٌ كلَّ ما يفعله الحجاج إلا الطواف بالبيت الحرام، فقد جعله مقيَّدًا باغتسالها وطهارتها من الحيض، وهو ما يدل على اشتراط الطَّهارة للطَّواف، وبناءً على ذلك من طاف في الحج بلا وضوء كأنه لم يقم بالطواف وبالتالي كأنه لم يحج، وتعد حجته لاغية عند أهل العلم ممن قالوا إن الطواف يشترط له الوضوء، والواجب على المسلم الحاج أن يحرص على طهارته طهارةً كاملة أثناء الحج، وذلك حتى يكون حجه صحيح وكامل ولا ينقصه الأجر فيه ولا يفسد ويبطل، والله ورسوله أعلم.^[5]

حكم الطواف بدون وضوء إسلام ويب

ورد عن موقع إسلام ويب للفتاوى الشرعية فيما يخص مسألة الطواف بدون وضوء ما يأتي:^[6]

 فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الطهارة من الحدث الأصغر شرط لصحة الطواف، ومن طاف على غير وضوء لم يصح طوافه, وذهب الحنفية ورواية عن أحمد إلى أن الطهارة واجبة للطواف وليست شرطاً في صحته، وترك هذا الواجب عند بعض الفقهاء يجبر بدم يذبح في مكة ويوزع على فقراء الحرم. فإذا كنت قد تيقنت من خروج شيء، فإنك تكونين قد طفت على غير طهارة، وقد علمت مذهب الجمهور في ذلك، ولكن نرجو أن يكون لك متسع في القول بعدم اشتراطها وأن الطواف صحيح بدونها. وعليك شاة تذبح في مكة ويوزع لحمها على فقراء الحرم، وإن عجزت عن ذلك صمت عشرة أيام.

حكم الطواف بدون وضوء ناسيًا

إنّ الطواف في الحج لا يجوز بغير طهارة، فالطهارة شرط من شروط صحة الطواف، وقد شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- الطواف بالصلاة التي لا تصح دون وضوء كما هو الحال في الطواف، فمن طاف دون وضوء ناسيًا عليه أن يعيد الطواف إذا كان الطواف واجبًا، بحيث  ينبغي عليه أن يرجع إلى مكة، ويطوف طواف الحج، أما إن كان قد غادر وذهب إلى بلده ثمّ تذكر يكون عليه دم يذبح في مكة؛ فيقوم الشخص بتوصية بعض الثقات أن يذبحوا عنه شاة في مكة للفقراء؛ حتى يكون جبرًا للحج، وإن كان عاجزًا؛ يصوم عشرة أيام بدلًا من الذبيحة.^[7]

هل خروج الريح يبطل الطواف والسعي

إنّ انتقاض الوضوء أثناء الطواف يبطله؛ لأنّ الطهارة شرط لصحة الطواف، فمن خرج منه الريح أثناء الطواف عليه أن يتوضأ ويعيد الطواف، أما السَّعي لا تعتبر الطهارة من الشروط اللازمة له، فهو جائز بدون الوضوء، ولكن لا يعني ذلك أن الطهارة غير مستحبة خلال السعي بل أنه من الأفضل أن يكون المسلم على طهارة ووضوء عند السعي، ويجدر بالذّكر إلى أنه لا ينبغي تقديم الطواف على السعي عند أكثر أهل العلم، وبناء على ذلك يقوم الحاج أو المعتمر بإعادة الطواف ثمّ إعادة السعي، والله أعلم.^[8]