عناصر المقال
حكم تاجيل صيام القضاء لبعد رمضان هو الحكم الشرعي الذي سوف نتحدث عنه في هذا المقال، حيث يقوم الكثير من المسلمين الذين أفطروا في رمضان بتأجيل قضاء ما عليهم من صيام بعذر أو بغير عذر حتّى يدخل رمضان التالي ولم يقض الشخص ما عليه، ولذلك سوف نقوم بتسليط الضوء على هل يجوز تأجيل صيام القضاء لبعد رمضان التالي وسوف نمر على كفارة تأخير صيام القضاء إلى ما بعد رمضان وسنمر على تأخير قضاء الصيام لسنوات عدة.
حكم تاجيل صيام القضاء لبعد رمضان
لا يجوز تأجيل صيام القضاء إلى ما بعد رمضان التالي، فمن أفطر أيامًا من رمضان فعليه أن يقضي هذه الأيام كاملة قبل أن يدخل رمضان التالي، لأنّه إذا أهل هلال رمضان التالي فعليه أن يقضي ما عليه من أيام بعد انتهاء رمضان مع دفع كفارة عن كل يوم إلى جانب صيامه قضاء، والكفارة هي إطعام مسكين عن كل يوم، وقد استدلّ أهل العلم في مسألة عدم جواز تأجيل صيام القضاء إلى ما بعد رمضان التالي على الحديث الشريف الذي ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو: “إن كانَ ليَكونُ عليَّ الصِّيامُ من شَهْرِ رمضانَ، فما أقضيهِ حتَّى يجيءَ شَعبانُ” [1]والله تعالى أعلم وأحكم. [2]
كفارة تاجيل صيام القضاء لبعد رمضان
أجمع علماء المسلمين على أنه إذا أخَّر المسلم صيام القضاء إلى ما بعد شهر رمضان التالي فإنّ عليه كفارة عن كل يوم أفطره إلى جانب قضاء كل يوم من هذه الأيام، والكفارة هي إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطره، جاء في كتابه المغني لابن قدامة: “فإن أخره لغير عذر حتى أدركه رمضانان أو أكثر، لم يكن عليه أكثر من فدية مع الفطر؛ لأن كثرة التأخير لا يزداد بها الواجب، كما لو أخر الحج الواجب سنين، لم يكن عليه أكثر من فعله” وهذا في حال أخَّر المسلم القضاء من غير عذر.
أما إذا أخّر المسلم صيام ما عليه من أيام القضاء مع عذر شرعي فليس عليه سوى القضاء، وجدير بالقول إنّه إذا وقعت الكفارة على المسلم فيستحب أن يخرجها المسلم تزامنًا مع قضاء ما عليه من صيام، كأن يقضي يومًا ثم يطعم عنه، جاء في مختصر خليل في الفقه المالكي: “أَيْ يُنْدَبُ الْإِطْعَامُ أَيْ إخْرَاجُ الْمُدِّ مَعَ كُلِّ يَوْمٍ يَقْضِيهِ أَوْ بَعْدَهُ؛ أَيْ: بَعْدَ مُضِيِّ كُلِّ يَوْمٍ، أَوْ بَعْدَ فَرَاغِ أَيَّامِ الْقَضَاءِ يُخْرِجُ جَمِيعَ الْأَمْدَادِ، فَإِنْ أَطْعَمَ بَعْدَ الْوُجُوبِ بِدُخُولِ رَمَضَانَ الثَّانِي وَقَبْلَ الشُّرُوعِ فِي الْقَضَاءِ أَجْزَأَ وَخَالَفَ الْمَنْدُوبَ” والله تعالى أعلم وأحكم. [3]
هل يجوز تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات
إذا أخّر المسلم قضاء رمضان لعدة سنوات وهو قادر على القضاء فهو آثم، وعليه دفع كفارة عن كل يوم أفطره وعليه أن يقضي هذا اليوم أيضًا إلى جانب الكفارة، والكفارة هو هي كفارة تأخير قضاء الصيام الواجب، واستدل أهل العلم في هذا الحديث الوارد في صحيح الإمام البخاري ومسلم، وهو عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. [وفي رواية]: وَذلكَ لِمَكَانِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ” [4]قال الحافظ بن حجر في تعليقه على هذا الحديث الشريف: “وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَرُ” والله أعلم. [5]
مقدار كفارة تأخير قضاء رمضان
إنّ الثابت في الشرع الإسلامي إنّه إذا أخَّر المسلم قضاء رمضان حتّى دخل عليه رمضان التالي من غير عذر شرعي لهذا التأخير، صار لزامًا عليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره إلى جانب القضاء، ومقدار هذه الكفارة المجرئ هو مد من طعام أهل البلد، والمد هو ملء اليدين المتوسطتين غير المقبوضتين ولا المبسوطتين، أي ما يعادل 750 غرامًا من الأرز، وذهب آخرون من أهل العلم أنّ المد هو ما يعادل كيلو ونصف من الأرز. [6]
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على حكم تاجيل صيام القضاء لبعد رمضان ومررنا فيه على ما يه كفارة تأخير الصيام إلى ما بعد شهر رمضان المبارك، ومررنا على حكم تأخير صيام القضاء سنوات عديدة.
المراجع
- ^ صحيح ابن ماجه، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 1362، صحيح.
- ^ islamweb.net، حكم تأخير قضاء الصوم إلى ما بعد رمضان التالي بلا عذر، 12/03/2024
- ^ islamweb.net، كفارة تأخير قضاء رمضان حتى دخول رمضان آخر، 12/03/2024
- ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1146، صحيح.
- ^ islamqa.info، حكم تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات، 12/03/2024
- ^ islamweb.net، مقدار كفارة تأخير قضاء رمضان، 12/03/2024
التعليقات