حكم حف الشارب
اتفق أهل العلم على أنَّ الأخذ من الشاربِ يعدُّ من سنن الفطرةِ، بدليل ما جاء عن عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “قصوا الشوارب وأعفوا اللحى ؛ خالفوا المشركين”[20]، لكن الخلاف وقع بينهم في ضابط الأخذ من الشارب، وفيما يأتي سيتمُّ بيان أقوال الفقهاء:[21]
- الحنفية: حيثُ ذهبوا إلى أنَّ الضابط في الشارب هو القصُّ، وقيل إنَّ الحلقَ عندهم أفضل من القصِّ، واستدلوا بظاهر الألفاظ النبوية الواردة في هذا الباب ، ومنها : “أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، و “جُزُّوا الشَّوَارب”.
- المالكيَّة: ذهب فقهاء المالكية إلى أنَّ السنة في الشارب هو القصُّ لا الحلقُ والإحفاء، واستدلوا بحديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ -رضي الله عنه- قَالَ : ” كَانَ شَارِبِي وَفَى – أي زاد – فَقَصَّهُ لِي – يعني النبي صلى الله عليه وسلم – عَلَى سِوَاكٍ “[22].
- الشّافعيّة: حيثُ ذهبوا إلى أنَّ من السّنة قصُّ الشارب حتى يبدو طرف شفته، ولا يحفُّه من أصله، واستدلوا بقول أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمعت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : “الْفِطْرَةُ خَمْسٌ : الْخِتَانُ ، وَالِاسْتِحْدَادُ ، وَقَصُّ الشَّارِبِ ، وَتَقْلِيمُ الأَظْفَارِ ، وَنَتْفُ الْآبَاطِ “[1].
- الحنابلة: وقد ذهبوا إلى أنَّ قصَّ الشارب يعدُّ من السنةِ، وأنَّ الحفَّ أولى من القصِّ، لِحَدِيثِ أَحْمَدَ: “قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ “.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم تخفيف اللحية في المذاهب الأربعة، والذي استعرضنا فيه إعفاء اللحية، ثمّ تم بيان الإجابة الصحيحة على السؤال المطروح، كما قمنا بإدراج حكم حلق اللحية، وأيضًا تمّ التطرق لحكم تصير اللحية ابن عثيمين، وأخيرًا أوضحنا فوائد اللحية في الإسلام.
تعليقات