حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر

حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر هي مسألة فقهية مهمة للغاية فيما يتعلق بالأحكام الشرعية الخاصة بزكاة الفطر في الإسلام، فهذه الزكاة واجبة على المسلمين وتكثر فيها الأسئلة حول كيفية إخراجها ونوعها ووجوبها وغير ذلك من الحالات الفقهية التي تتعلق بهذه الزكاة، ولذلك سوف نقوم عبر هذا المقال بتسليط الضوء على هل يجوز توكيل الجمعيات بإخراج زكاة الفطر وسنمقدم فيه أقوال أهل العلم في هذه المسألة الفقهية.

حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر

يجوز للمسلم أن يوكل الجمعية الخيرية الموثوقة عنه في إخراج زكاة الفطر، وعندها يمكن أن تشتري الجمعية الحبوب من المال في قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، فتوكيل الجمعيات الخيرية جائز وعندها تخرجها الجمعية، أما أن تخرج الجمعية الزكاة من دون توكيل فهذا غير جائز في الشرع الإسلامي ولا يجزئ المسلم، قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله تعالى: “لا بأس بالتوكيل في إخراج زكاة الفطر ، وذلك بدفعها إلى الوكيل أو دفع ثمنها ولو في أول الشهر أو في نصفه، والأفضل أن تفرق في البلد الذي يقيم فيه الأفراد المزكى عنهم، وعلى الوكيل أن يفرقها في بلادهم يوم العيد أو قبله بيوم أو يومين. والله أعلم”. ^[1]

أقوال العلماء في حكم التوكيل في زكاة الفطر

وردت عن أهل العلم العديد من الأقوال التي توضح رأي الشرع الإسلامي في مسألة التوكيل في زكاة الفطر، ومن هذه الأقوال:

• قال الإمام النووي رحمه الله: “له أن يوكل في صرف الزكاة، وإنما جاز التوكيلُ في ذلك مع أنها عبادةٌ، لأنها تشبه قضاءَ الديون، ولأنه قد تدعو الحاجةُ إلى الوكالة لغيبة المال وغير ذلك، وتفريقهُ بنفسه أفضلُ من التوكيل بلا خلاف، لأنه يكون على ثقةٍ من تفريقه بخلاف الوكيل”.
• قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: “يجوز التوكيلُ في صرف زكاة الفطر، كما يجوز في زكاة المال، لكن لابدَّ أن تصل زكاةُ الفطر إلى يد الفقير قبل صلاة العيد ؛ لأنه وكيلٌ عن صاحبها”.
• قال علاء الدين المرداوي: “يجوز التوكيل في دفع الزكاة، وهو صحيح، لكن يشترط فيه أن يكون ثقةً، نصَّ عليه -يعني الإمام أحمد- وأن يكون مسلمًا على الصحيح من المذهب”.

هل يجوز دفع الزكاة للجمعيات الخيرية

يجوز دفع زكاة الفطر للجمعيات الخيرية بشرط أن تكون هذه الجمعيات جمعيات إسلامية وأن تُعرف بالأمانة والإخلاص في توزيع هذه الزكاة في المصارف الشرعية التي شرعها الله رب العالمين، فهذا العمل يندرج تحت التعاون على البر والتقوى، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: “إذا كان القائمون عليها ثقات مأمونين يقدمون الزكاة في مصرفها الشرعي، فلا بأس بدفع الزكاة إليهم؛ لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى”. ^[3]

مقالات قد تهمك

بهذه الأحكام الشرعية نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على حكم توكيل الجمعيات الخيرية في اخراج زكاة الفطر ثم مررنا على أقوال أهل العلم في هذه المسألة الفقهية، وعرجنا على موضوع دفع زكاة الفطر للجمعيات الخيرية.