حكم زواج المسيار في الإسلام وأقوال العلماء في زواج المسيار

حكم زواج المسيار في الإسلام وأقوال العلماء في زواج المسيار من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، ويجب على المسلم التعرف على مثل هذه الأمور حتى لا يقع فيما لا يرضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال بعض المعلومات عن زواج المسيار ونتعرف على زواج المسيار في الدين الإسلامي، وعلى حكم زواج المسيار في الإسلام حسب أقوال المذاهب الأربعة وهيئة كبار العلماء السعودية، بالإضافة إلى أقوال علماء آخرين في زواج المسيار وغيرها من التفاصيل الأخرى.

تعريف زواج المسيار في الإسلام

يوجد أكثر من نوع للزواج في الإسلام، وقد وضع الإسلام بعض الضوابط والقواعد من أجل الزواج الصحيح الذي يجب أن يتزوج المسلمون من خلاله، وهنالك العديد من أنواع الزواج التي حرمها الإسلام والتي كانت منتشرة في الجاهلية لما فيها من ظلم للمرأة، ويعدًّ زواج المسيار من أشهر أنواع الزواج في الإسلام وقد انتشر في السنوات الأخيرة في العديد من الدول العربية والإسلامية، ويطلق عليه أيضًا زواج الإيثار، وهو زواج يعقد فيه المسلم على المرأة التي يريد الزواج منها عقدًا شرعيًا كامل الأكان، أي هو زواج شرعي بشكل كامل ولكن يختلف اختلافًا بسيطًا عن الزواج العادي، وهو أنَّ الزوجة فيه تتنازل عن النفقة والسكن من تلقاء نفسها، وهذان الأمران يشكلان عبئًا على كثير من الشباب المقدمين على الزواج، ويختلف زواج المسيار عن الزواج العرفي بأنَّ المسيار يتم توثيقه في الدوائر الحكومية بخلاف الزواج العرفي الذي لا يتم توثيقه أبدًا، وتتوفر في الزواج العرفي جميع الآثار الشرعية للزواج بما في ذلك السكن والنفقة، وهذا ما تتنازل عنه الزوجة في المسيار.^[1]

حكم زواج المسيار في الإسلام

اختلف الفقهاء من أهل العلم في الإسلام في حكم زواج المسيار، وهو عند جماعة من أهل السنة والجماعة ليس محللًا بشكل كامل، فهنالك كثيرون أباحوا زواج المسيار وبعضهم حرمه ولم يجعله من أنواع الزواج المباحة بشكل كامل، وقد اختلف العلماء في زواج المسيار على ثلاثة أقوال، منهم من أباحه بشكل كامل، ومنهم من أباحه مع الكراهية ومنهم مَن لم يبحه، وفيما يأتي التفصيل في هذه الآراء الثلاثة:

• الإباحة: يرى هؤلاء أنَّ عقد الزواج في زواج المسيار كامل الأركان والشروط الشرعية المطلوبة في الشرع، ولا يمكن القول بتحريمه أو منعه، وهو أيضًا يحقق جميع المصالح للزوجين الذين لم يستطيعا أن يتزوجا زواجًا عاديًا، رغم أنَّ الزواج العادي بالتأكيد أفضل منه، وما يذكر حوله من مفاسد موجودة في الزواج العادي أيضًا.
• الإباحة مع الكراهية: ذهب البعض إلى أن المسيار مباح مع الكراهية، وذلك لأنهم يرون فيه إنقاص لحقوق المرأة وامتهان لها ولكرامتها.
• عدم الإباحة: يرى أصحاب هذا القول أنَّ المسيار رغم أنه زاوج صحيح توفرت فيه الشروط والأركان جميعها، ولكنه يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية من الزواج مثل تحقيق السكن والمودة بين الزوجين وما إلى هنالك.

حكم زواج المسيار هيئة كبار العلماء

ذهب العلماء والفقهاء في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية إلى أنَّ زواج المسيار جائز ولا حرج فيه شرعًا إذا استوفى جميع الشروط والأركان المعتبرة شرعًا من أجل صحة الزواج، مثل رضا الزوجين ووجود الولي وحضور شاهدي عدل، إضافة إلى خلو الزوجين من الموانع التي قد تجعل الزواج ممنوعًا، وبعد ذلك يجوز للزوجين أن يتفقا على أن تبقى الزوجة عن أهلها وأن تتنازل عن النفقة وما إلى هنالك، فالمسلمون عند شروطهم كما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب إعلان النكاح ولا يجوز إخفاؤه حتى يكون زواجًا صحيحًا.

حكم زواج المسيار في المذاهب الأربعة

إنَّ زواج المسيار من أنواع الزواج الحديثة والتي ظهرت في العقود الأخيرة في العالم الإسلامي، ولم تكن معروفة قديمًا في زمن فقهاء المذاهب الأربعة أو كبار فقهاء المذاهب الأربعة بعد ذلك، ولكن توجد تفصيلات في تنازل الزوجة عن بعض حقوقها في عقد النكاح إذا تمَّ اشتراط ذلك في عقد النكاح، ولذلك يمكن الاعتماد على تلك الأقوال في حكم زواج المسيار لدى المذاهب الأربعة، أما تنازل الزوجة عن بعض حقوقها بعد الزواج جائز ولا حرج فيه، ويجوز لها أن تطالب بحقها أيضًا بعد ذلك، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في ذلك:

• الحنابلة والشافعية: ذهب فقهاء الشافعية والحنابلة إلى أنَّ المرأة إذا تنازلت عن بعض حقوقها في عقد الزواج فإنَّ العقد صحيح ولكن الشرط فاسد وباطل، ولذلك يمكن القول حسب قولهم بأن عقد الزواج صحيح في المسيار إذا استوفى جميع الأركان ولكن شرط التنازل عن السكن والنفقة باطل.
• المالكية: ذهب بعض فقهاء المالكية إلى أنَّ عقد النكاح يفسخ إذا تم اشتراط تنازل المرأة عن بعض حقوقها عن العقد، لأنه لا يجوز اشتراط ذلك في عقد الزواج، ولذلك يفسخ عقد الزواج إذا اشترط تنازل الزوجة فيه عن النفقة، وورد أنَّه يفسخ قبل الدخول ويثبت بعده وهو الراجح عندهم، وقيل يفسخ قبل وبعد الدخول.
• الحنفية: إنَّ النفقة والسكن من الحقوق الواجبة على الزوج تجاه زوجته، وقد نقل الكاساني الحنفي إجماع الفقهاء على ذلك، ولذلك يرى فقهاء المذهب الحنفي أنَّ العقد صحيح ولكن الشرط يسقط لأنه باطل.

حكم زواج المسيار الفوزان

يرى الشيخ صالح الفوزان بأنَّ زواج المسيار مباح وليس حرامًا إذا استوفى جميع أركان وشروط الزواج الصحيح مثل وجود الولي وشاهدي عدل ورضا الزوجين، وخلو الزوجين من الموانع، ولكنه لا ينصح به، إذا أنَّ هذا الزواج حسب رأي الشيخ صالح الفوزان لا تترتب عليه المصالح المرجوة من الزواج الشرعي، وإنما يكون عبارة عن قضاء شهوة لا أكثر، ولا يكون الرجل مسيطرًا على زوجته كونها لا تسكن معه في نفس البيت، وإذا أنجبت المرأة أولادًا سوف يكونون بعيدين عن والدهم، ولذلك سوف ينشأ الأولاد دون أب وفي بعض الحالات قد ينشأ الأولاد من دون أم، وهذا لا يحقق مقاصد الشرع في الزواج الإسلامي الصحيح.

حكم زواج المسيار ابن عثيمين

ذهب ابن عثيمين أيضًا إلى أنَّ زواج المسيار إذا استوفى جميع أركان الزواج المطلوبة مثل حضور الولي والشاهدين وما إلى هنالك فإنَّه جائز ولا بأس به، ولكنَّه كان يخشى من الفساد لأنَّ الزواج لن يحقق المقاصد الشرعية، فالرجل قد يتزوج من امرأة في بلد يسافر إليه ثم يتركه ويترك الزوجة وقد تنجب أولادًا ويضيع الأولاد من دون والدهم، وقد يسافر إلى بلد آخر ويقوم بنفس الفعل، وقد أشارت بعض المصادر إلى أنَّ ابن عثيمين تراجع عن القول بإباحته بعد ما ظهر من فساد استخدام هذا النوع من الزواج من قبل الكثيرين من ضعاف النفوس الفاسدين والله تعالى أعلم.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم زواج المسيار في الإسلام وأقوال العلماء في زواج المسيار وقد تعرفنا على أهم المعلومات حول زواج المسيار، كما تعرفنا على أقوال العلماء في زواج المسيار، وحكم زواج المسيار في المذاهب الأربعة، وقول ابن عثيمين في زواج المسيار، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.