عناصر المقال
حكم عدم الاغتسال من الجنابة لعدة أيام من الأحكام الهامّة التي لا بُدّ على كلّ مسلم ومسلمة معرفته، حيث بيّن فقهاء الشريعة الإسلاميّة الغرض من غسل الجنابة، فهو استباحة للعديد من العبادات المفروضة على العبد؛ كالصّلاة والصّيام والطّواف وغيرها، ممّا يعني أنّ هذا الغسل واجب بعد الجماع، والحكمة من هذا الغسل غير منصوص عليه في مصادر الشريعة الإسلاميّة؛ كالقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، ولكن ظهرت الحكمة البالغة في أنّ الغسل يُعيد للجسم حيويته بعد تعب الجماع، ولكن هل يجوز تأخير هذا الغسل الذي هو من موجبات أداء العبادات، هذا ما سيتم التعرّف عليه فيما يأتي.
حكم عدم الاغتسال من الجنابة لعدة أيام
لا يجوز تأخير غسل الجنابة لعدة أيّام؛ لأنه تفويت للعبادات المفروضة، حيث لا تصحّ الصّلاة على جنابة، لأنها حالة من عدم الطّهارة، حيث أطلق عليها فقهاء الشريعة الحدث الأكبر، ودليل ذلك من السنة النبوية الشريفة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَامًا، فَخَرَجَ إلَيْنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَامَ في مُصَلَّاهُ، ذَكَرَ أنَّه جُنُبٌ، فَقالَ لَنَا: مَكَانَكُمْ ثُمَّ رَجَعَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيْنَا ورَأْسُهُ يَقْطُرُ، فَكَبَّرَ فَصَلَّيْنَا معهُ”،[1] وتبيّن في هذه القصّة أنّ الصلاة لا تصحّ إلا بالغسل من الجنابة، فمن بابٍ أولى تأخيرها لأيّام يكون محرّمًا، والله تعالى أعلم وأحكم.[2]
شاهد أيضًا: الاغتسال من الجنابة في رمضان قبل صلاة الظهر
حكم عدم الغسل من الجنابة للمرأة
إنّ غسل الجنابة فرض على كلّ مسلم ومسلمة، ممّا يعني عدم جواز ترك الغسُل سواء كان ذلك للمرأة أم للرجل، ومن ترك ذلك فإنّه على الغالب يكون تاركًا للصلاة، فمعلوم أنّ الصلاة وغيرها من الفرائض التي لا تصحّ إلاّ بالغُسل من الحدث الأكبر؛ كالجنابة، ومن صلّى وهو جُنُب فيكون مرتكبًا لكبيرة من الكبائر التي توعّد الله تعالى أهل هذه الكبائر، وكفّر بعض العلماء من فعل ذلك، ومنهم الحنفيّة، فقد ورد عنهم أنّهم قالوا: من تعمّد ترك الغسل وكان عالمًا بالحكم، وأقبل على فعل الطاعات؛ كالصوم والصلاة والحجّ، فإنّه يخرج من الملّة، ولا تجزؤه صلاته، بل تبقى معلقة في ذمّته، بخلاف الجمهور، فعندهم تكفي التوبة مع إبراء الذّمّة.[3]
حكم الخروج من المنزل على جنابة
يجوز للمسلم أن يؤخر غسل الجنابة حتى وإن كان لغير ضرورة؛ لأنّ الوجوب في حقّ الجُنُب على التراخي وليس على الفور، شريطة أن يغتسل من الجنابة عند أداء الصلاة المفروضة، فكما تبيّن سابقًا أنّه لا يجوز أداء العبادات وهو على جنابة، وتجدر الإشارة إلى أنّه يجوز للمسلم أن يخرج من المنزل وهو على جنابة مالم يُفوّت الفرائض، كما يجوز له أن ينام وهو على جنابة، شريطة أن يغتسل قبل تأديته لصلاة الفجر، ففي صحيح البخاري ومسلم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- “لقيه في بعض طرق المدينة، وهو جنب، فانخنس منه، فذهب، فاغتسل، ثم جاء، فقال: أين كنت يا أبا هريرة؟” قال: كنت جنبًا، فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: “سبحان الله، إن المسلم لا ينجس”،[4] والله تعالى أعلم.[5]
كيفية الغسل من الجنابة
تبيّن سابقًا أنّ غسل الجنابة واجبٌ بالإجماع، وهنالك كيفيتان يُمكن اتباع إحداهما، فالكيفية الأولى هي تعميم المسلم الماء على جميع جسده بعد انعقاد النية في القلب، مع وجوب المضمضة ثلاثًا والاستنشاق ثلاثًا، وأمّا بالنسبة للكيفية الثانية التي كان يتبعها النّبيّ الكريم وهي: النّيّة ومن ثمّ التسمية وغسل الكفين ثلاث مرّات ومن ثمّ غسل الفرج باليد اليسرى، ومن ثمّ تنظيف اليد اليسرى وتدليكها جيدًا، ومن ثمّ الوضوء وغسل القدميْن، وتعميم الماء في أصول الشعر، ومن ثمّ إدارة الماء على الرّأس ثلاث مرات وإفاضته على سائر الجسد مرّة واحدة مع تعميمه.[6]
حكم عدم الاغتسال من الجنابة لعدة أيام بيناه فيما سبق، وتبيّن أنّه لا يجوز تأخير غسل الجنابة إذا كان يفوّت فريضة من الفرائض، ممّا يعني أنه لا يجوز تأخير الغسل من بابٍ أولى، كما بيّنا حكم الاغتسال من الجنابة إذا لم يُفوّت العبد الفرائض، بالإضافة إلى الكيفيّة الصحيحة الواردة عن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- في غسل الجنابة.
أسئلة شائعة
المراجع
- ^ صحيح البخاري، أبي هريرة، البخاري، 272، صحيح
- ^ islamweb.net، الترهيب من تأخير الغسل من الجنابة عدة أيام، 11/03/2023
- ^ islamweb.net، حكم ترك الاغتسال من الجنابة، 11/03/2023
- ^ صحيح البخاري، أبي هريرة، البخاري، 282، صحيح
- ^ islamweb.net، تأخير غسل الجنابة ولو لغير ضرورة لا حرج فيه، 11/03/2023
- ^ islamweb.net، كيفية الغسل من الجنابة، 11/03/2023
التعليقات