حكم عيد الحب في الإسلام وأقوال العلماء في عيد الحب

حكم عيد الحب في الإسلام وأقوال العلماء في عيد الحب من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الناس في العالم الإسلامي، وخصوصًا في كل عام قبيل حلول عيد الحب، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن عيد الحب، وسوف يتم التعرف على حكم عيد الحب والاحتفال به في الإسلام، إضافة إلى قول ابن باز وابن عثيمين في عيد الحب، وحكم الاحتفال بعيد الحب حسب موقع إسلام ويب وموقع الإسلام سؤال وجواب وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

معلومات عن عيد الحب

إنَّ عيد الحب أو ما يسمى عيد العشاق أو عيد الفالنتين والذي يطلق عليه باللغة الإنجليزية اسم: Valentine’s Day، يعد واحدًا من أبرز الأعياد ذات الأصل المسيحي حول العالم، إذ يجري الاحتفال به في تاريخ 14 من شهر فبراير من كل عام ميلادي إحياء لذكرى القديس فالنتين واحتفاء بالحب والمشاعر العاطفية بين الناس وبين المتحابين والعشاق منهم بشكل خاص، إذ يتم تبادل بطاقات المعايدة الحمراء والورود الحمراء والهدايا وغير ذلك من المظاهر المختلفة، ويرجع  سبب الاحتفال بيوم الحب إلى قديسين في التاريخ المسيحية كان كل منهما يحمل اسم فالنتاين، ويعتبران من الشهداء الأبرار في العالم المسيحي لأنهما ضحيا بروحيهما في سبيل المسيحية في بداية انتشارها، ولم يكن لأي منهما علاقة بالحب ولم يذكر ذلك في السيرة الذاتية لهما.

حيث كان القديس فالنتاين الأول يعيش في روما وكان قسيسًا وقد قتل عام 269م، ودفن قرب طريق فيا فلامينا، ثم دفنت رفاته في كنسية سانت براكسيد في مدينة روما أيضًا، والقديس الثاني فالنتاين كان يعيش في مدينة تورني، وأصبح أسقفًا لمدينة أنتراميا والتي كان اسمها تروني قديمًا في عام 197م، وقتل أيضًا في فترة اضطهاد تعرض لها المسيحيون في حكم الإمبراطور الروماني أوريليان، وتشير العديد من المصادر إلى وجود قديس ثالث بنفس الاسم قتل في أفريقيا مع زملائه من المبشرين، وتشير القصة المعروفة إلى أنَّ أحد القديسين كان يجري مراسم الزواج المسيحية سرًا بين المسيحين خوفًا من غضب الإمبراطور، ولذلك ارتبطت ذكراه بعيد الحب لأنه كان يجمع بين الأزواج سرًا.^[1]

حكم عيد الحب في الإسلام

يحرص كثير من المسلمين على التعرف على الأحكام المختلفة التي تدور حول المناسبات الجديدة التي لم يكن لها وجود سابقًا، وذلك خشية الوقوع في الحرام، وهكذا يبحث الكثير من المسلمين عن حكم الاحتفال بعيد الفالنتاين من أجل الابتعاد عنه إذا كان محرمًا حتى لا يغضب الله تعالى، ومثل معظم الأمور الفقهية توجد أقوال عديدة فيما يخص مثل هذه المسائل، وذلك حسب الأدلة والنصوص التي يتم الاعتماد عليها وحسب تفسيرها من قبل الفقهاء والعلماء في الإسلام، وفيما يأتي سوف يتم إدراج كلا القولين بشكل موجز:^[2]

تحريم الاحتفال بعيد الحب

ذهب كثير من الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّه لا يجوز الاحتفال بعيد الحب مثله مثل بقية أعياد واحتفالات المشركين، حيث أنَّ ذلك يعدُّ تشبهًا بالكفار والمشركين وقد حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنَّ الأعياد من الأمور الشرعية التي حددها الإسلام، ولا يجوز الاحتفال بغير أعياد المسلمين التي حددها الشرع الإسلامي وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “دخلَ عليَّ أبو بَكرٍ وعندي جاريتانِ من جواري الأنصارِ تُغنِّيانِ بما تقاوَلت بِهِ الأنصارُ في يومِ بُعاثٍ قالت وليستَا بمغنِّيتينِ فقالَ أبو بَكرٍ أبمزمورِ الشَّيطانِ في بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وذلِكَ في يومِ عيدِ الفطرِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يا أبا بَكرٍ إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدُنا”،^[3] ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك أيضًا: “لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك”.

جواز الاحتفال بعيد الحب

ذهب بعض الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّه يجوز الاحتفال بعيد الحب كونه يومًا من أجل إظهار مشاعر المحبة والمودة، ولأنه لا يرتبط بالمسيحية كديانة، وإنما أصبح مناسبة عامة في جميع أنحاء العالم، ولكن شريطة أن لا يرافق ذلك أية مخالفات شرعية، حيث يمكن الاحتفال به من خلال تبادل الهدايا وما إلى هنالك، وقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أنَّ رجلًا كان عند النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فمر به رجلٌ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إني لأحبّ هذا . فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أعلمتَه ؟ قال : لا ! قال : أعلِمه قال : فلحقه، فقال : إني أحبُّك في اللهِ، فقال : أحبَّك الذي أحببتَني له”،^[4] وهذا يشير إلى جواز أن يعبر المسلم عن الحب والله أعلم.

حكم عيد الحب ابن باز

لقد كان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى من ضمن هيئة الإفتاء الدائمة في المملكة العربية السعودية وقد سئلت اللجنة عن حكم الاحتفال بهذا اليوم وأجابت بتحريم ذلك، ولذلك فإنَّ عيد الحب لا يجوز حسب رأي الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، حيث أنَّ مذهب السلف يرى أنَّ أعياد المسلمين هي فقط ما حددها الشرع وهما عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى، ولا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار والمشركين والتشبه بهم، وقد ينطوي ذلك على شيء من التشبه أو الموالاة وهو من المحرمات في الإسلام.

حكم عيد الحب ابن عثيمين

لقد ذهب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى أنَّ الاحتفال بعيد الحب غير جائز في الإسلام وهو من الأمور المحرمة، وذلك لأنه عيد بدعي أي لا أساس ولا أصل له في الإسلام، وهو من البدع المحدثة المُضلة، ولأنه يدعو الناس إلى العشق والغرام علنًا دون روابط شرعية وبطرق محرمة ما أنزال الله بها من سلطان، ولأنه في النهاية يشغل القلوب والنفوس عن ذكر الله تعالى والأعمال الصالحة والانشغال بتوافه الأمور، ولذلك فقد أشار رحمه الله إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يظهر أي مظهر أو فعل في هذا اليوم من شعائره المعروفة مثل الأطعمة أو الهدايا أو الملابس أو الزينة وغير ذلك.

حكم الاحتفال بعيد الحب هيئة كبار العلماء

لقد سئلت هيئة كبار العلماء في الملمكة العربية السعودية عن حكم الاحتفال بعيد الحب أو عيد الفلانتاين، وقد أشارت إلى أنه محرم ولا يجوز الاحتفال به في الإسلام بأي شكل من الأشكال، وقد ورد في حكم تحريم عيد الحب لدى هيئة كبار العلماء ما يأتي: “عيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول”.

حكم الاحتفال بعيد الحب إسلام ويب

ذهب الفقهاء من أهل العلم في الإسلام القائمين على موقع إسلام ويب إلى أنَّ عيد الحب من الأعياد المسيحية الشركية، وهو عيد يدعو إلى الفحشاء وممارسة الجنس وكل ما حرمه الله تعالى، ولذلك لا يجوز الاحتفال به وهو من الأعياد المحرمة، كما يرون أنَّ الأعياد في الإسلام توقيفية أي لا يجب الزيادة عليها، ويجب الاحتفال بالأعياد التي أتى بها الشرع الإسلامي فقط، ويرى ابن تيمية أنه لا فرق بين مشاركة الكفار والمشركين العيد وبين مشاركتهم بقية أمور دينهم، فالموافقة على أعيادهم موافقة في الكفر، لأن الأعياد من أكثر من تتميز به الشرائع في الأرض، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقر أعياد الكفار في الجاهلية بل أبطلها وأثبت عيد الفطر وعيد الأضحى فقط.

حكم الاحتفال بعيد الحب الإسلام سؤال وجواب

إنَّ حكم الاحتفال بعيد الحب محرم ولا يجوز الاحتفال به حسب موقع الإسلام سؤال وجواب، فقد تبنى الموقع وجهة نظر معظم الفقهاء من أهل العلم في الإسلام وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية، والذي يرى أن الأعياد من الشرع أمور توقيفية والزيادة عليها بدعة منكرة، فالمسلمون لهم أعيادهم وللكفار أعيادهم، ولا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار لأنها تعتبرُ موافقةً لهم على كفرهم وشركهم، وبناءً عليه لا يجوز الاحتفاء بعيد الحبّ حسب ما ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب.

حكم الاحتفال بعيد الحب داء الافتاء

لقد أشارت دار الفتوى المصرية إلى حكم الاحتفال بعيد الحب، وذلك من خلال مقطع فيديو ظهر فيه الشيخ أحمد ممدوح وهو أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، وقد أشار إلى أنَّ يجوز الاحتفال بعيد الحب إذا لم يكن ينطوي على مخالفات شرعية، إذ أنه يجوز للمسلمين أن يتخذوا يومًا يكون مناسبة اجتماعية شرط لا يخالف أحكام الشريعة الإسلامية مثل تكريم الأم أو المعلم أو إظهار مشاعر الحب للآخرين، وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على إظهار مشاعر الحب لبعضهم، ويمكن التعبير في هذا اليوم عن حب الأولاد والأهل والأصدقاء وليس فقط الزوجة، كما أنه ليس تشبهًا لأن التشبه يفترض قصد الفعل تشبهًا ليكون مثلهم، وقد ذهب سبب هذا الاحتفال أدراج النسيان وأصبح مناسبة عالمية عامة، كما أنه ليس عيدًا دينيًا وسمي عيدًا من باب عودته في كل عام وهو مناسبة اجتماعية فقط، ولذلك يجوز الاحتفال به إذا لم يكن فيه مخالفات شرعية والله تعالى أعلم.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم عيد الحب في الإسلام وأقوال العلماء في عيد الحب وقد عرفنا أهم المعلومات حول عيد الحب أو الفالنتاين، كما تعرفنا على حكم الاحتفال بعيد الحب في الإسلام، وعرفنا أقوال العلماء مثل ابن باز وابن عثيمين في حكم عيد الحب، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.