عناصر المقال
فضل الأضحية للمرأة وشروط الأضحية للمرأة وهو ما سيتم بيانه في موضوع هذا المقال، حيث إنه من الأمور التي تتساءل عنها الكثير من النساء ممن تردن التضحية في عيد الأضحى لهذا العام، فالأضحية هي شعيرة من شعائر الإسلام اتفق وأجمع عليها جميع المسلمين، فهي من أهم العبادات التي يقوم فيها المسلمون في عيد الأضحى، ومن خلال هذا المقال سيتم بيان ما هي الأضحية وفضلها للمرأة، بالإضافة بيان ما هي شروط المضحي من النساء في عيد الأضحى و ما حكم المرأة التي تريد أن تضحي وسوف نعرف أضحية المرأة هل تجزئ عنها وعن أهل بيتها أم لا وبعض من الأحكام المتعلقة بها.
الأضحية في الإسلام
يطلق لفظ الأضحية في الإسلام على البهيمة التي تذبح تقربًا إلى الله -تعالى- في عيد الأضحى، حيثُ إنّ في هذه العبادة تذكير بقصة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- عندما رأى في المنام أنَّه يذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وبعد أن صدَّق الرؤيا توجَّه إلى ذبحه فجاءه الأمر من الله -تعالى- بذبح أضحية بدلًا من ذبح ابنه، كما تُعتبَر الأضحية بأنَّها سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها ليست فرضًا[1]، فقد ورد في الحديث الشريف عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا”[2]، ولذلك فقد ذهب معظم الفقهاء من أهل العلم إلى أنّ الأضحية سنة لأنَّ الواجب لا يتعلق بالإرادة كما ورد في الحديث بقوله إذا أراد أحدكم، والله أعلم.[3]
فضل الأضحية للمرأة
إنَّ الأضحية معلم من معالم الإسلام والحج والعيد، وهي شكرًا لله -تعالى- على نعمة الحياة، وإحياء سنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وفي ذلك يتذكر المسلم صبر نبي الله إبراهيم وابنه -عليهما السلام- على قضاء الله وقدره، كما أنّ الأضحية عبادة عظيمة ولها أجر وثواب عظيم من الله سواء كان ذلك لرجل أو امرأة، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر بعض النقاط التي توضح فضل الأضحية للمرأة:[3]
- إنّ الأُضحية شعيرةٌ من شعائر الله سبحانه وتعالى، فقد قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}[4].
- تعويد النفس على الإنفاق في سبيل الله -تعالى- والصبر على الطاعات، وتقديم طاعة الله ومحبته على أهواء النفس وشهواتها.
- تعتبر الأُضحية من أعظم العبادات والطاعات وأجلّها، ودليل على ذلك أن الله قَرْنها بالصلاة في عدّة مواضع؛ بياناً لمنزلتها العظيمة ومكانتها الجليلة، قال الله سبحانه وتعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”[5].
- حرص النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على الأُضحية لما لها أجر عظيم، وحثّ عليها المسلمون، فقد أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن الصحابي البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فإنَّما يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ”[6].
- في ذبح الأضاحي مبالغة من الإنسان في الإقرار بما أمر به الله -تعالى- وأخبر به عن خلق الأنعام لمنفعة الإنسان، وقد أذن بذبحها وأكلها للناس وهذا من نعم الله تعالى.
- إدخال الفرح والسرور على أهل بيت المضحي، فالأضحية لها دور في التوسعة على أهل البيت والنَّفس وإكرام الجيران والتَّصدق على الفقراء والمساكين.
شروط الأضحية للمرأة
حدَّد أهل العلم شروط الأضحية في الإسلام بناء على ما ورد في النصوص الشرعية الإسلامية، حيثُ إنّ شروط الأضحيَّة للمرأة نفسها شروط صحة الأضحية للرجل، ولا تختلف في هذه الشّروط عنه، وهي كالآتي:[7]
- أن تكون الأضحية من الأنعام، بحيث يشترط أن تكون من البقر أو الغنم أو الإبل، لقوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}[8].
- خلوها من العيوب، حيثُ ينبغي ألا تكون تحتوي على العيوب المانعة للإجزاء، كأن تكون عرجاء أو عمياء أو مريضة أو العجفاء التي لا تنقى.
- النية عند ذبحها، لأن النية هي التي تميز الذبيحة العادية عن القربان أو الأضحية، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأعمال بالنيات.
- أن تكن ملكًا للمرأة التي تُرد أن تُضحِّي، بحيث لا تقبل الأضحية إذا كانت مسروقة أو تم شراؤها بمال حرام أو مأخوذة بدعوى باطلة، لأنَّ الله -سبحانه وتعالى- طيب ولا يقبل إلا طيبًا.
- ذبحها في الوقت المخصص لها، ويكون من بعد صلاة عيد الأضحى حتى عصر رابع أيام العيد، فمن ذبح بعد ذلك لم تصح أضحيته.
- إن يكون سن الأضحية وفق السن المعتبر في الشرع، فقد جاء عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”[9].
هل تضحي المرأة عن نفسها
يجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها، لأن الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حق القادر، ولا فرق بين أن تكون المرأة متزوجة أو غير متزوجة [10]، والدليل على ذلك ما روي عن ابن حزم -رحمه الله- في قوله: “والأضحية للمسافر كما هي للمقيم ولا فرق، وكذلك المرأة، لقول الله تعالى : {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ}، والأضحية فعل خير، ولكن يجدر بالإشارة إذا أرادت المرأة أن تضحي عنها يلزمها ما يلزم الرجل من عدم الأخذ من شعرها أو من ظفرها أو من بشرتها شيئا؛ لما روى مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : “إِذَا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ”[11].
أضحية المرأة هل تجزئ عنها وعن أهل بيتها
إنّ أضحية المرأة تجزئ عنها وعن أهل بيتها؛ بما إنها لا تُعدّ منفقة عليهم، ولكنها تُعتبَر مسألة خلافيَّة بين أهل العلم والراجح الجواز ما دامت المرأة تجتمع مع أهل بيتها تحت نفقة شخص واحد ينفق عليهم[12]، حيثُ إنّ الأضحية لها فضل عظيم فهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كانت المرأة تستطيع أن تضحي لا ينبغي لها التفريط بهذا الأجر، وقد جاء القول بالجواز لما ورد عن عطاء بن يسار قال: سألت أبا أيوب الأنصاري كيف كانت الضحايا فيكم على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كان الرجل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون حتى تباهي الناس فصار كما ترى”[13]، ومن الجدير بالقول أنّ هذا الحكم عام للرجل والمرأة على حد سواء.
هل يجوز شراء الأضحية من مال الزوجة
رغم أن المرأة لا يجب عليها الإنفاق على أهل بيتها وإنما هذه المسألة يتحملها الزوج، ولكن ذهب كثير من الفقهاء إلى أنه يجوز للمرأة أن تضحي عنها وعن زوجها وأهل بيتها، فما دامت المرأة تعيش مع زوجها وأولادها في منزل واحد وكانت لديها القدرة على شراء الأضحية فلا حرج في ذلك، وتجزئ الأضحية من مال الزوجة عنها وعن زوجها وأولادها إن شاء الله تعالى حسب ما ذهب إليه كثير من الفقهاء من أهل العلم في الإسلام.[12]
حكم أضحية للمرأة إذا كان زوجها سيضحي
بيّن أهل العلم بأنَّه يجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها حتى إذا كان زوجها سيضحي؛ لأنَّ الأضحية سنَّة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا ضحى الرَّجل عن نفسه وعن أهل بيته فذلك يجزئ عنهم جميعًا، على الرّغم أنَّه غير ملزم بذلك، ولا يجب عليه أنْ يُضحي عن زوجته إلا إذا أراد ذلك، لأن الأضحية قربة إلى الله تعالى، ولا يجب على الزّوج أن يتقرب عن زوجته، فقد قال مالك: “وليس على الرجل أن يضحي عن زوجته إلا أن يشاء؛ بخلاف الفطرة لأنها -أي الأضحية- قربة وهو لا يتوجه عليه التقرب عن زوجته، والفرق بينها وبين زكاة الفطر أن زكاة الفطر متعلقة بالأبدان فأشبهت النفقة”.[14]
حكم الأضحية للمرأة إذا كان زوجها متوفي
أجاز الفقهاء من أهل العلم للمرأة أن تضحي عنها أو عن أهل بيتها إذا كان زوجها حيًا ومن باب أولى جواز أضحية المرأة عن نفسها وعن أولادها إذا كان زوجها متوفى، وسواء كان مسؤولة في الإنفاق على أولادها أم لم تكن كذلك، فقد أجاز كثير من الفقهاء ذلك والله تعالى أعلم.[12]
مقالات قد تهمك
كيفية توزيع لحم الاضحية | شروط توزيع الأضحية |
هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب | ماذا نقول عند ذبح الاضحية |
وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان فضل الأضحية للمرأة وشروط الأضحية للمرأة، فقد عرفنا في هذا المقال بعضًا من المعلومات حول الأضحية في الإسلام، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ بيّنا هل يجوز للمراة ان تضحي عن نفسها وفصلنا في هذا الحكم، حكم الأضحية للمرأة إذا كان زوجها متوفي أو غير متوفى وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.
المراجع
- ^ wikiwand.com، أضحية، 06/06/2024
- ^ صحيح مسلم، مسلم، أم سلمة، 1977، صحيح.
- ^ islamweb.net، فضل الأضحية وثوابها، 06/06/2024
- ^ سورة الحج ، الآية 32
- ^ سورة الكوثر ، الآية 2
- ^ صحيح الجامع ، البراء بن عازب، الألباني ، 6373 ، صحيح.
- ^ islamqa.info، شروط الأضحية، 06/06/2024
- ^ سورة الحج، الآية 34
- ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله ، مسلم، 1963 ، صحيح.
- ^ islamqa.info، هل للمرأة غير المتزوجة أن تضحي عن نفسها ؟، 06/06/2024
- ^ صحيح مسلم ، أم سلمة أم المؤمنين ، مسلم، 1977، صحيح.
- ^ islamweb.net، ثمن الأضحية إذا دفعه غير المنفق على البيت
- ^ صحيح ابن ماجه ، أبو أيوب الأنصاري، الألباني، 2563 ، صحيح.
- ^ islamweb.net، أضحية الزوجة عن نفسها إن كان زوجها سيضحي، 06/06/2024
التعليقات