عناصر المقال
قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال pdf، هو ما سنقدمه لكم في هذا المقال، فالقصص القصيرة هي من أبرز وسائل التعلم التي يمكننا الوصول من خلالها إلى عقول الطلاب وقلوبهم وتعلميهم على تعاليم ديننا ومقدساته وتاريخ هذه المقدسات وماضيها حاضرها، ومن أبرز المقدسات الإسلامية الكعبة المشرفة التي تقع في البيت الحرام في مكة المكرمة، وفي هذا المقال سندرج لكم قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال وسنترك لكم هذه القصة بصيغة pdf في نهاية مقالنا.
قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال
هاجر نبي الله إبراهيم عليه السلام برفقة زوجته هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام إلى جبال فاران التي هي أرض مكة، إلى أن وصلوا إلى مكان البيت عند دوحة ماء زمزم في أعلى المسجد، ولم يكن يسكن في هذه المنطقة في ذلك الزمان أحد، ولم يكن فيها طعامٌ ولا ماء، فأعطى نبي الله إبراهيم لزوجته ما يحمله من الطعام والشراب وكان عبارة عن جراب يحوي تمراً وبعض الماء، وهمّ بالمغادرة عنهما، فلحقت به هاجر عليها السلام وخاطبته قائلةً: يا نبي الله إلى أنت ذاهب؟ وكيف ستتركنا في هذا المكان الموحش لوحدنا حيث لا ماء ولا طعام ولا أناس نألف بوجودهم من حولنا، فلم يردّ عليها نبي الله إبراهيم عليه السلام وتابع سيره مغادراً ولكنها تبعته وكررت على مسمعه نفس الكلام، وفعلت ذلك عدة مرات ونبي الله إبراهيم عليه السلام لا يردّ عليها، عندها علمت هاجر عليها السلام أن فعل نبي الله إبراهيم عليه السلام ليس من أمره وإنما هو أمر الله له، فأرادت أن تتأكد فسألت قائلةً: هل الله تعالى هو من أمرك بذلك؟ فقال إبراهيم عليه السلام: نعم، فلم يكن من هاجر إلا أن رضيت بأمر ربها ورجعت إلى ولدها، فتابع إبراهيم عليه السلام سيره إلى أن وصل إلى مكان بعيد بحيث لا يرونه ولكنه يراهم ورفع يديه إلى السماء ودعا قائلاُ: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [1]ثم غادر بعيداً.
فبدأت أم إسماعيل تأكل من تلك التمرات وتشرب من ذلك الماء وتتقوى لترضع ابنها إسماعيل إلى أن نفذ ما لديها من الطعام والشراب وبدا على إسماعيل الجوع والعطش، فنظرت حولها لتبحث عن الطعام والشراب فوجدت أن أقرب مكان منها هو جبل الصفا، فسعت إليه فلم تجد شيئاً هناك، فاستقبلت الوادي فلم تجد فيه أحداً فسعت نحو المروة فلم تجد لا طعاماً ولا ماءً فكررت سعيها سبع مرات بين الصفا والمروة وهو سبب جعل عدد مرات السعي بين الصفا والمروة هو سبعة أشواط، فلما اقتربت من الوصول إلى المروة في المرة الأخيرة سمعت صوتاً فإذا هو ملكٌ مرسلٌ يقف عند موضع ماء زمزم، فضرب هذا الملك بجناحه إلى أن خرج الماء فأقبلت تشرب منه وتغرف في سقائها وهو يفور فشربت وأرضعت ولدها، وظل يفور وينبع من نبع زمزم، وفي وقت لاحق مر أناس من جرهم من مكة ونزلوا بأسفلها، فرأوا طائراً من بعيد فقالوا في أنفسهم لا بد أن يكون هذا الطائر يحوم حول الماء فتوجهوا تجاه المكان الذي كان يحوم حوله ذلك الطائر وهو موضع الماء فوجدوا أم إسماعيل فسألوها المكوث في ذلك المكان، ولكن أمّ إسماعيل كانت تخشى أن يقل الماء ويحلّ بها ما حلّ قبل أن يخرج ماء زمزم، فقبت بمكوثهم بشرط أن يكون الماء لها، وكان في مكوثهم أنساً ألفةً لأم إسماعيل، فنزل أولئك الأناس في مكة وبعثوا إلى أهليهم فجاءوا إليهم، وعاشوا هناك، وعندما كبر إسماعيل عليه السلام تزوج امرأة منهم، فعاد إبراهيم عليه السلام إلى مكة ليتفقد ابنه فجاء إلى بيته وسأل عنه فخرجت زوجته فسألها عن إسماعيل فقالت خرج يبحث لنا عن الزاد، وسألها عن أحوالهم فشكت وتأففت، فقال لها إبراهيم عليه السلام: أقرئي إسماعيل مني السلام وأخبريه أن يغير عتبة بابه، ثم غادر، وعندما عاد إسماعيل إلى بيته أخبرته زوجته بما قاله لها إبراهيم عليه السلام، ففهم قصده فطلقها، وتزوج بامرأة أخرى، فعاد ابراهم عليه السلام بعد مدّة فخرجت زوجة إسماعيل الثانية، فسألها إبراهيم عن ابنه، فقالت خرج يبحث لنا عن الزاد، وسألها عن أحوالهم فقالت بخير وأثنت على الله وحمدته، فقال لها إبراهيم عليه السلام: أقرئي إسماعيل مني السلام وأخبريه أن يبقي عتبة بابه، ثم غادر، ففعلت ذلك زوجته فقال لها إنه كان أبي إبراهيم وقد أمرني أن أبقي عليك.
ثم غاب إبراهيم ما شاء الله أن يغيب ثمّ عاد إلى مكة وكان إسماعيل يبري نبلاً تحت دوحة قريبة من ماء زمزم، فلما رآه قام إليه وسلما على بعضهما كما يسلم الأب على ابنه والابن على أبيه بعد طول الغياب، ثم أخبر إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل أن الله تعالى قد أمره ببناء الكعبة في الموضع الذي بوأه إياه أي أرشده إليه، قال تعالى: { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [2]، فما كان من إسماعيل ألا أن وافق أباه وأيده وأعانه على أمر ربه، وعند ذلك الموضع بدأ إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام برفع القواعد ووضع الحجارة، حتى إذا ارتفع البناء كان إبراهيم يبني وابنه إسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.[3]
معلومات عن الكعبة المشرفة للأطفال
الكعبة المشرفة هي بناء مكعب الشكل، يبلغ طول ضلعه 12 متراً، ويبلغ ارتفاعها 15 متراً، ما عدا الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما 10 أمتار، وكان طولها في عهد إسماعيل تسعة أذرع، وتم زيادة طولها عندما قامت قريش ببنائها قبل الإسلام فزادوا فيها تسع أذرع، فكانت سبعًا وعشرين ذراعًا، وبيقت على هذا الحال إلى يومنا هذا. للكعبة المشرفة أربعة أركان هي الركن الأسود والركن الشامي والركن اليماني والركن العراقي، وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل، وتتكون الكعبة من الأجزاء الآتية:
- الحجر الأسود: هو حجر بيضوي الشكل، أسود اللون ضارب إلى الحمرة موجود في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة.
- باب الكعبة: مصنوع من الفضة يعود إلى الفترة العثمانية، تم استبداله بعد عمليات الترميم. يزين الباب كتابات عربية قرآنية.
- ميزاب (مزراب): هو الجزء المثبت على سطح الكعبة في الجهة الشمالية، وهو مصرف للمياه المتجمعة على سطح الكعبة.
- الشاذروان: وهو ما ترك من حجر أساس البيت الحرام خارجاً ويسمى تأزيرًا لأنه كالإزار.
- حجر إسماعيل: يسمى الحطيم، هو حائط مستدير على شكل نصف دائرة يقع شمال الكعبة المشرفة.
- ملتزم: وهو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة ومقداره نحو مترين. وهو موضع إجابة الدعاء
- مقام إبراهيم: هو ذلك الحجر الأثري الذي قام عليه إبراهيم عند بناء الكعبة المشرفة لما ارتفع البناء.
- الركن الشرقي: هو الركن وهو الذي يكون بجوار باب الكعبة ويُقابلُ بئر زمزم تقريباً، مُثَبَّتٌ فيه الحجر الأسود.
- الركن اليماني: هو ركن يلي الركن الغربي حسب جهة الحركة في الطواف، وهو الركن الموازي لركن الحجر الأسود.
- الركن الشامي: هو ركن يلي الركن الشمالي حسب جهة الحركة في الطواف، يقع على الجانب الغربي من حجر إسماعيل.
- الركن العراقي: هو ركن يلي الركن الشرقي حسب جهة الحركة في الطواف، يقع على الجانب الشرقي من حجر إسماعيل.
- كسوة الكعبة: هي قطعة من الحرير المنقوش عليه آيات من القرآن تكسى بها الكعبة.
- شريط من الرخام: وقد تمت إزالته الآن منعا لتدافع الناس والازدحام.
قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال pdf
الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين وأحد أهم الرموز الإسلامية التي يجب أن نعلم أطفالنا على حبها واحترامها وتقديسها، لذلك يجب أن نبين للأطفال أهمية الكعبة المشرفة ومكانتها في الإسلام ونحكي لهم القصص والروايات التي وردت في الأحاديث الصحيحة وكتب التاريخ الموثوقة عن بناء الكعبة وعن المراحل التي مر بها بنائها وترميمها، وقد أدرجنا لكم في هذا المقال قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال وفي هذه الفقرة سنترك لكم هذه القصة بصيغة pdf لكي تتمكنوا من تحميلها وطباعتها ومشاركتها مع أصدقائكم ويمكنكم تحميل هذه القصة بصيغة pdf “من هنا “.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نكون قد وصلنا وإياكم إلى نهاية مقالنا الذي قدمناه لكم بعنوان قصة بناء الكعبة المشرفة للأطفال pdf والذي قدمنا لكم فيه قصة مختصرة تحكي عن بناء الكعبة المشرفة على يد نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام والتي يمكن أن نحكيها للصغار، وأدرجنا لكم بعض المعلومات المفيدة للصغار عن الكعبة المشرفة.
التعليقات