عناصر المقال
قصة قصيرة عن الصبر من القرآن ومن حياة الصحابة، وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، يعتبر الصبر من الأخلاق الحسنة التي وصى بها خير الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فالصبر نصف الإيمان، وهو مفتاح الفرج، وهو من أعظم العبادات التي تحتاج إلى الجهد والتعب، وقد أثنى الله -عز وجل- على عباده الصابرين ووعدهم بالأجر الوفير، ومن خلال هذا المقال سوف يتم إدراج قصص مميزة عن الصبر، كما سيتم سرد أجمل القصص عن الصبر من القرآن الكريم وأيضًا من حياة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
الصبر
يعتبر الصّبر من الأخلاق العظيمة والصّفات الحسنة التي يمكن للمسلم أن يتحلّى بها، وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلّم- المسلمين بالصّبر، فهو من أهم الأخلاق وأكرمها، ويتمثل الصبر في مجاهدة للنفس على ترك المعصية وتحمُّل أداء الطاعة، بالإضافة إلى تحمُّل ما كتبه الله على الإنسان من ابتلاءات فيها شدة ومصيبة، ويجدر بالإشارة إلى أنّ الصبر من الأخلاق الكريمة التي ورد ذكرها في الكثير من المواضع في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد جاء في الحديث الصحيح عن صهيب بن سنان الرّومي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”[1]، كما ذكر الله -تعالى- أجر الصابرين والجزاء الذي ينتظرهم في الدنيا والآخرة، والفوز والأجر الكبير الذي يحصلون عليه[2]، فقد قال تعالى: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}[3].
قصة قصيرة عن الصبر
يُحكى بأنه كان في قديم الزمان طفل خلوق اسمه محمد، وكان هذا الطفل فقيرًا ويعيش مع أبيه وأمه المريضة، وفي يوم من الأيام توفى والده وكان عليه أن يعمل حتى يعيل والدته، فبدأ يبحث عن عمل في كل مكان، وأثناء بحثه وجد رجل يريد راعٍ للأغنام، دُهش محمد وطلب من الرجل أن يعمل لديه، وبالفعل وافق، وأصبح محمد يعمل في النهار في رعي الأغنام ويوفر لها كل ما احتاجته من إطعام واهتمام، وفي الليل يرعى والدته، ولكنَّ صاحب الأغنام كان فظَّ الطباع يعاقب محمد على كل شيء ويصرخ عليه ويأكل حقه، وفي أحد الأيام جاء صاحب الأغنام واتهم محمد بسرقة إحدى أغنامه، وطلب منه العمل عوضًا عن ذلك لثلاثة أشهرٍ دون مقابل، حزِن محمد لذلك حزنًا شديدًا، فهو لم يفعل ذلك، ولكنّ صاحب الأغنام لم يصغ إليه.
صبر محمد وعمل طوال هذه المدة، ولكن لم يعد يحتمل أذى هذا الرجل، فذهب وشكاه إلى القاضي، فأراد القاضي الذكي أن يعرف الحقيقة، فبعث القاضي برسالةٍ إلى صاحب الأغنام يدعوه فيها إلى وليمةٍ عنده، ولبى الرجل دعوته، وإذ إنّ القاضي يسأل الرجل كيف حال العمل والعمال لديك، فأجاب الرجل: بخيرٍ والحمد لله، فقال القاضي: سمعت أنَّ لديك عاملًا وهو غاية في الذكاء والفطنة فما رأيك؟ فهب الرجل قائلًا: أتقصد محمد أيُّ ذكاء وفطنة هو يعمل عندي بالمجان لاتهامه…، فسكت الرجل وتذكر أنه جالس مع الفاضي، فسأله القاضي: اتهمته بماذا، فقال الرجل كل شيء، وهكذا عاقبه القاضي وأخذ منه جميع مستحقات محمد وأعطاها له، وأخبره بأنه سيساعده حتى إنهاء تعليمه، وسيرعى والدته المريضة، كما أنه سيوفر له عمل ويعطيه أفضل ما كان يأخذ من ذلك الرجل، وبالفعل درس محمد واجتهد حتى أصبح قاضيًا وعلا شأنه.
قصص الصبر في القرآن
نقل القرآن الكريم العديد من قصص الأنبياء رضوان الله عليهم، وجاءت هذه القصص لبيان الحكمة للناس حتى يعتبرون بها، ومن أهم هذه القصص صبر الأنبياء في حياتهم، وخاصة في فترة دعوتهم لدين الله عزّ وجل، ومن أبرز هذه القصص ما يأتي:[4]
قصة أيوب عليه السلام
كان أيوب -عليه السلام- رجلًا كثير المال، وكانت كل تلك الأموال يستخدمها في مرضاة الله تبارك وتعالى، وقد كان العديد من الأنعام والمواشي والأراضي والعبيد من مختلف الأنواع والأصناف، كما أنَّه كان كثير الأهل والولد، فابتلاه الله -سبحانه وتعالى- في كل ما يملك، فسلب منه صحته وعافيته، وأخذ منه رزقه فزالت كل الأراضي التي كان يمتلكها، وكافة الأموال التي كانت لديه، وقد طال بلاؤه ثماني عشرة سنةً فرفضه القريب والبعيد، وقطعوه وألقوه بعيدًا خوفًا منه، ولم يكن فيه سليم سوى قلبه ولسانه اللذان داوما على ذكر الله عز وجل، ولكنّه صبر على هذا البلاء حتى عافاه الله وردّ إليه جسده وماله وولده برحمته الواسعة وفضله العظيم، فقد قال جل شأنه في قصة صبر أيوب عليه السلام في القرآن الكريم: { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}[5].
قصة نوح عليه السلام
أرسل الله -عزّ وجلّ- يونس -عليه السلام- إلى قرية في العراق تسمّى نينوى وذلك من أجل دعوتهم إلى الإسلام، فأخذ سيدنا يونس -عليه السلام- يبلغهم رسالته، فأعرض قومه وصدوه ولم يؤمنوا بدعوته فخرج يونس -عليه السلام- من القرية غاضبًا دون أن يأذن له الله بذلك، وركب السفينة وإذ بالبحر قد هاج والتقمه الحوت بأمر من الله وبقي في بطنه ثلاثة أيام بلياليها، إلا أنه لم يتوقف عن التسبيح؛ الذي أخرجه من الظلمات الثلاث، وصبر حتى استجاب له وفظه الحوت في أرض خالية من الناس والشجر، فأنبت الله تعالى له شجرًا ليستظلَّ بظلها، وأرسله على قوم آخرين ليؤمنوا به ويصدِّقون دعوته وينصرونه، فقد قال جل شأنه في قصة صبر يونس عليه السلام في القرآن الكريم: { وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}[6].
قصص عن الصبر من حياة الصحابة
من أشهر قصص الصبر من حياة الصحابة هي قصة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، فقد كان من الصحابة الذين صبروا وثبتوا على الحق رغم تعذيبهم، فقد عُذَب -رضي الله عنه- عذابًا شديدًا من قبل أهله عندما علموا بإسلامه، حيث قيّدوه وربطوا يديه إلى عنقه وضربوه وشتموه أمام الناس ليرجع عن الإسلام إلّا أنّه لم يفعل، لأنّ إيمانه كان راسخاً رسوخ الجبال، فقد ورد عن مسعود بن حراش قال: “بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة إذا أناس كثير يتبعون إنساناً فتى شاباً موثقاً يده إلى عنقه، قلت: ما شأنه؟ قالوا هذا طلحة بن عبيد الله صبأ (كفر بدين قريش)، وامرأة وراءه تذمه وتسبه قالوا هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي”، ويجدر بالإشارة إلى أنّهم لم يكتفوا بذلك فقد قيّده أيضاً نوفل بن خويلد الملّقب بأسد قريش مع أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- بحبلٍ واحدٍ وعذّبهما وسلّط السفهاء عليهما، إلّا أنّهما ثبتا على دِين الإسلام، فأُطلق على طلحة وأبي بكر -رضي الله عنهما- القرينَين بعد تلك الحادثة.[4]
قصص عن الصبر قصص عجيبة جدا قصص واقعية
إنّ الصبر من أعظم الاخلاق، وهو نعمةٌ من الله يعطيها لعباده، وهناك العديد من القصص التي تدل على أهمية الصبر وفضله في حياة الفرد، ومن أشهرها ما يأتي:
- القصة الأولى: يحكى أن رجلًا كان ماهرًا في نحت الأخشاب، وكان يأتي إليه الناس من كل مكان، وفي يوم من الأيام مرض هذا الرجل وأصاب يده فكف عن العمل، ولم يعد الناس يذكرون اسمه، وقد أصابه الفقر والهم، وأصبح يحتاج العمل حتى يحصل على قوت يومه، فخرج من بيته يبحث في الأسواق عن عمل، ولكن لم يرضى أحد أن يعطيه عملًا بسبب يده، فعاد إلى منزله حزينًا وبدأ يذكر الله -تعالى- ويسبح، وهكذا يخرج كل يوم لإيجاد عمل ويرجع يذكر الله ويسبح دون ملل، وبالفعل بعد أيام قليلة شفى الله يده واستطاع أن يعود لحرفته ولعمله الأصلي.
- القصة الثانية: يقال إنه في قرية صغيرة كان هناك رجل فقير يعاني من ورم خبيث في رأسه، مما جعله هذا الأمر يحزن كثيرًا، فقد أصبح يتعامل مع الناس والأشياء وكأنه يودعهم ويراهم لآخر مرة، حتى استيقظ ذات يوم واستقر في ذهنه أن قدر الله يصيب من يشاء في الوقت الذي يشاء سبحانه، فقرر الصبر على مرضه وإحياء الأمل في نفسه، وفي أحد الأيام كان لديه مراجعة عند الطبيب، وإذ يكتشف الطبيب أنّه لا يشكة المرض أصلًا، وأن كل ما حدث هو تشخيص خاطئ، فشكر الله وعلم أنه لو صبر منذ البداية كان الصبر ليجنبه كل هذه الآلام التي عاشها.
قصة قصيرة عن الصبر doc
يُعتبر الصبر من أعظم الأخلاق التي اعتنى بها الإسلام، فقد ذكر في عدد من المواضع في القرآن والسنة، وقد كان النّبي -صلى الله عليه وسلّم- نِعم القدوة والمثال، فقد كان صابراً ويحثّ المسلمون على الصّبر في الضّراء وذات البأس، ونظرًا لأهمية الصبر في حياة المسلم سيتم تقديم هذا الموضوع في ملف بصيغة doc، ليقوم الطّالب بتعديل تلك الفقرات بما يتوافق مع المطلوب منه، ويمكن الحصول عليه وتحميله “من هنـــــــــــا“.
قصة قصيرة عن الصبر pdf
يعتبر الصبر بأنه من العبادات العظيمة التي يؤجر عليها المسلم، ففيه تزداد قوّة الإيمان، ويرضى المسلم بحياته ويزداد يقينه بالله عزّ وجلّ، وانطلاقًا من أهمية الصبر في حياة المسلم قمنا بتجهيز الملف بصيغة ملف pdf ويمكن تحميله “من هنـــــــــا“، فهي صيغةً مميزة ومناسبة لحفظ المواضيع، فهي تضمن حفاظ كافة التنسيقات دون حدوث أي تغييرات خصوصًا عند تبادلها عبر الأجهزة المختلفة، وهكذا يتسى للطالب الاستفادة من القصص التي بينت أحد أهم الأخلاق الكريمة التي وصى بها خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم.
مقالت قد تهمك
إلى هنا نصل وإياكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان قصة قصيرة عن الصبر من القرآن ومن حياة الصحابة ، والذي استعرضنا فيه بعضًا من المعلومات عن الصبر وأهميته في حياة المسلم، فقد أدرجنا لكم مجموعة من القصص عن الصبر، وأهم القصص المعبرة عن الصبر من حياة الصحابة، بالإضافة إلى بيان قصص الصبر في القرآن، وأخيرًا ختمنا مقالنا بإدراج قصص مؤثرة وواقعية عن الصبر وإمكانية تحميلها بصيغ متعدد للاستفادة منها.
المراجع
- ^ صحيح مسلم ، صهيب بن سنان الرومي/ مسلم /2999/صحيح.
- ^ alukah.net، أهمية الصبر وفضله، 31/07/2023
- ^ سورة المؤمنون ، الآية 111
- ^ alukah.net، من قصص الصابرين، 31/07/2023
- ^ سورة ص، الآية 41- 44
- ^ سورة الصافات ، الآية 139-148
التعليقات