عناصر المقال
كفارة عقوق الوالدين وحكمه ومظاهره، لقد أمر الله -عزَّ وجلَّ- بالإحسان للوالدين، وقرن بين الإحسان إليهم وبين عبادته في القرآن الكريم، إلَّا أنَّ بعض الأبناء هداهم الله -عزَّ وجلَّ- لا يحسنون إلى آبائهم، بل يسيئون لهم، وحيث أنَّ ذلك مما عمَّت به البلوى في هذا الزمان، فإنَّه سيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن عقوق الوالدين، حيث سيجد القارئ حكمه، وكفارته، وبعضًا من مظاهره وأسبابه.
حكم عقوق الوالدين
إنَّ عقوق الوالدين يعدُّ من المحرمات، وهو كبيرة من كبائر الذنوب،[1] ودليل ذلك الحديث الذي رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث -رضي الله عنه- حيث قال: “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ”.[2]
شاهد أيضًا: تعبير عن عقوق الوالدين
كفارة عقوق الوالدين
لم يشرع الله -عزَّ وجلَّ- كفارةً معينةً لعقوق الوالدين، وقد اقتضت حكمته أنَّ هذه الكبيرة لا تُمحى بالأعمال الصالحة، بل لا بدَّ للمسلم من التوبة الصادقة النصوح،[1] وهي التوبة التي لا عودة بعدها للذنب أبدًا، وإنَّ لهذه التوبة عددًا من الشروط لتكون مقبولةً عند الله -عزَّ وجلَّ- وفيما يأتي بيان شروط التوبة الصحيحة النصوحة:[2]
- الإقلاع عن عقوق الوالدين فورًا.
- الندم على كلِّ فعلٍ عقَّ فيه والديه.
- العزم على عدم العودة إلى عقوق الوالدين أبدًا.
- طلب المسامحة من والديه.
مظاهر عقوق الوالدين
إنَّ لعقوق الوالدين عددًا من الصور والمظاهر، وفي هذه الفقرة من مقال كفارة عقوق الوالدين، سيتمُّ ذكر بعض هذه المظاهر، وفيما يأتي ذلك:[3]
- إدخال الحزن على قلبيهم، وذلك من خلال فعل أو قول ما يُحزنهم أو ما يبكيهم.
- رفع الصوت عليهم، وذلك من خلال نهرهما أو زجرهما، وقد نهى الله -عزَّ وجلَّ- عن نهرهما صراحةً في القرآن الكريم، حيث قال: {وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}.[4]
- التأفف والتضجر منهما، وقد نهى الله -عزَّ وجلَّ- عن ذلك بشكلٍ صريح، حيث قال: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}.[5]
- العبوب وتقطيب الحاجبين في حضرة الوالدين.
- النظر إلى الوالدين بازدراءٍ واحتقار.
- الطلب من الوالدين بصيغة الأمر.
- ترك مساعدة الوالدين.
- عدم الإصغاء إلى حديثهما، أو مقاطعتهما إن تكلما، وكذلك يدخل جدالهما في العقوق.
- ذمهما أمام الناس وذكر معايبهما، والتسبب في شتمهما ولعنهما، وقد جاء ذلك في الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ. قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ”.[6]
شاهد أيضًا: اسباب عقوق الوالدين
أسباب عقوق الوالدين
إنَّ السبب الرئيسي في عقوق الوالدين هو قلة الدين عند بعض الأبناء، وهنا أسبابًا أخرى قد تؤدي إلى العقوق، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ كر بعض هذه الأسباب، وفيما يأتي ذلك:[7]
- الجهل: إنَّ الجهل بعواقب العقوق العاجلة والآجلة، يؤدي بالإنسان إلى وقوعه بهذه الكبيرة.
- سوء التربية: إنَّ الابن الذي لم يتربى على تقوى الله -عزَّ وجلَّ- ولا على البرِّ وتقدير الوالدين، فإنَّ ذلك كلِّه سيقوده إلى الوقوع بعقوق الوالدين.
- التناقض: إن كانا الوالدان يعلِّمان أبنائهم بما لا يعملان به، أو يعملان نقيض ما يُعلِّماهم، فإنَّ ذلك سيقود الأبناء إلى العقوق بوالديهم.
- الصحبة السيئة: إنَّ للصحبة السيئة أثرًا كبيرًا في إفساد الأولاد على آبائهم.
- عقوق الوالدين لآبائهم: إن عقَّ الوالدين آباءهم، فإنَّ أبناءَهم في الغالب سيقُّونهم، وذلك من وجهين اثنين، وهما:
- أنَّ الأبناء في الغالب يقتدون بآبائهم.
- أنَّ الجزاء من جنس العمل.
- التفرقة بين الأولاد: إنَّ عدم العدل بين الأبناء، يورث بين الأخوة البغضاء والشحناء، والذي يتسبب في الغالب كره الوالدين، وهذا بالطبع سيقود الابن إلى عقوق والديه ومقاطعتهم.
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّ فيه بيان حكم عقوق الوالدين، والحديث عن كفارة عقوق الوالدين، كما تمَّ بيان مظاهر وأسباب ذلك بشيءٍ من التفصيل.
أسئلة شائعة
المراجع
- ^ islamweb.net، كفارة عقوق الوالدين، 03/02/2023
- ^ صحيح البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث ، البخاري، 5976، صحيح
- ^ islamweb.net، كيفية التوبة الصادقة، 03/02/2023
- ^ shamela.ws، كتاب عقوق الوالدين: أسبابه - مظاهره - سبل العلاج، محمد بن إبراهيم الحمد، (9-11)، بتصرف، 03/02/2023
- ^ سورة الإسراء، آية 23
- ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمرو، البخاري، 5973، صحيح
- ^ shamela.ws، كتاب عقوق الوالدين: أسبابه - مظاهره - سبل العلاج، محمد بن إبراهيم الحمد، (25-27)، بتصرف، 03/02/2023
التعليقات