عناصر المقال
كم مرة اعتمر الرسول ، بعث الله رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويرشدهم إلى طريق الهداية والتوحيد ويعلمهم أصول دينهم ويتم مكارم الأخلاق، فجاء بالقرآن يعلمهم به أصول دينهم كما كانت أفعاله وحيًا يوحى وسنة يُستمسك بها للوصول إلى الجنة، لذلك يسعى الكثير ممن يحبون النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتدوا به ويعرفوا أحواله وأفعاله كلها ليقلدونه بها، سيعرض لكم موقع تصفح كم مرة اعتمر الرسول ومتى؟.
ما المقصود بالعمرة
كم مرة اعتمر الرسول، بداية لا بد من معرفة معنى العمرة لغة: هي اسم من الاعتمار أي الزيارة والقصد، ومن حيث الإصطلاح الشرعي: فهي زيارة المسجد الحرام في مكة لأداء خاصة مثل الطواف والحلق والسعي وهي أصل في الإسلام حيث تم ذكرها مقرونة بالحج في القرآن الكريم، وحكم العمرة في الإسلام هناك من العلماء من قال فيها بأنها واجب وهم الحنابلة والشافعية، ومنهم من قال أنها سنة وهو الراجح وهذا ما ذهبت إليه المالكية والحنفية[1] ودليلها من القرآن الكريم:”وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.[2]
كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم
كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم، كما دلت السير أن عدد عمرات النبي عليه الصلاة والسلام هي أربع عمرات لا غير والدليل على ذلك:
- عن قتادة أن أنسًا رضي الله عنه أخبره: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ في ذِي القَعْدَةِ إلَّا الَّتي مع حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، أَوْ زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ في ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ في ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِن جِعْرَانَةَ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ في ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مع حَجَّتِهِ. [وفي رواية]: سَأَلْتُ أَنَسًا، كَمْ حَجَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: حَجَّةً وَاحِدَةً وَاعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ…، ثُمَّ ذَكَرَ بمِثْلِ حَديثِ هَدَّابٍ”.[3]
- يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: “الحاصل من رواية أنس وابن عمر رضي الله عنهم اتفاقهما على أربع عمر، وكانت إحداهن في ذي القعدة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصدوا فيها، فتحللوا، وحسبت لهم عمرة، والثانية في ذي القعدة، وهي سنة سبع، وهي عمرة القضاء، والثالثة في ذي القعدة سنة ثمان، وهي عام الفتح، والرابعة مع حجته، وكان إحرامها في ذي القعدة، وأعمالها في ذي الحجة، وأما قول ابن عمر رضي الله عنهما: إن إحداهن في رجب، فقد أنكرته عائشة رضي الله عنها، وسكت ابن عمر رضي الله عنه حين أنكرته.”[4]
- عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “دَخَلْتُ أنَا وعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ المَسْجِدَ، فَإِذَا عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنْهمَا جَالِسٌ إلى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وإذَا نَاسٌ يُصَلُّونَ في المَسْجِدِ صَلَاةَ الضُّحَى، قالَ: فَسَأَلْنَاهُ عن صَلَاتِهِمْ، فَقالَ: بِدْعَةٌ. ثُمَّ قالَ له: كَمِ اعْتَمَرَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: أرْبَعًا، إحْدَاهُنَّ في رَجَبٍ، فَكَرِهْنَا أنْ نَرُدَّ عليه. قالَ: وسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ في الحُجْرَةِ، فَقالَ عُرْوَةُ: يا أُمَّاهُ، يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، ألَا تَسْمَعِينَ ما يقولُ أبو عبدِ الرَّحْمَنِ؟ قالَتْ: ما يقولُ؟ قالَ: يقولُ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اعْتَمَرَ أرْبَعَ عُمَرَاتٍ، إحْدَاهُنَّ في رَجَبٍ، قالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، ما اعْتَمَرَ عُمْرَةً إلَّا وهو شَاهِدُهُ، وما اعْتَمَرَ في رَجَبٍ قَطُّ..”[5]
شاهد أيضًا: من اين يبدأ الطواف .. سنن وواجبات وشروط الطواف
متى اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم
وفي تفصيل كم مرة اعتمر الرسول لا بد من معرفة الزمان، فقد اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أعوام مختلفة ترتبط كل منهما بحدث هام، لذا سوف نوضح لكم متى اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم :
- أول عمرة للرسول صلى الله عليه وسلم كانت في عام الحديبية، في العام السادس من الهجرة. عمرة الحديبية التي صد المشركون النبي عنها قد حُسِبت، فالنبي والمسلون قد نَوَوها، ثم حُوصِروا، فتحللوا منها، ونية المؤمن أبلغ من عمله.
- ثاني عمرة للرسول صلى الله عليه وسلم كانت في ذى القعدة في العام السابع من الهجرة وتعرف بعمرة القضاء أو عمرة القصاص، فالتسمية الأولى باعتبارها قضاء عن عمرة الحديبية، والتسمية الثانية باعتبارها قصاصًا عن صد المشركين للنبي- صلى الله عليه وسلم- وصحبه- رضوان الله عليهم- وفيها نزل قوله تعالى: “الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاص…”[6]
- ثالث عمرة كانت عمرة الجعرانة أيضًا في ذي القعدة في العام الثامن من الهجرة، وتعرف بعام الفتح.وعرف هذا اليوم في تاريخ السيرة بيوم حُنَين، وقصته مشهورة في القرآن والسنة. قال الله تعالى: “لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا، وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين، ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين، وأنزل جنودًا لم تروها وعذب الذين كفروا، وذلك جزاء الكافرين”.[7]
- رابع عمرة تمت مع حجته في حجة الوداع وكان إحرامها أيضًا في شهر ذي القعدة وأعمالها في شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة.
أماكن العمرات الأربعة التي اعتمرها الرسول
ولمزيد من تفصيل كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم لا بد من معرفة أماكن العمرات الأربعة التي اعتمرها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي كما يأتي:
- العمرة الأولى قيل إنها في الحديبية والحديبية هي قريه كبيرة تقع بين مكة والمدينة حيث تبتعد عن مكة ما يقارب الستة عشرة ميلًا سميت بالحديبية بسبب شجرة كانت موجودة فيها وقيل بسبب بئر محدب موجود داخل الحديبية، وقيل أن عمرة الحديبية كان المقصود بها النبي صلى الله عليه وسلم كان متوجهًا الى مكة، ولكن تم منعه من دخول مكة هو وأصحابه ولكن حدث الفتح العظيم الذي تعرفه بصلح الحديبية في ذلك المكان.
- عمرة العام المقبل في ذي القعدة وتسمى أيضًا بعمرة القضاء وسبب تسميتها بعمرة القضاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم اتفق مع أهل مكة ضمن بنود صلح الحديبية على أداء العمرة في العام التالي لأنهم صدوه في العام الأول وسوف يعوضها في العام الآخر وكانت تقع في العام السابع من الهجرة.
- عمرة الجعرانة وهي تقع بين مكة والطائف وتعتبر أقرب إلى مكة وتبتعد عن مكة بقرابة 11 كيلومتر، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بها حين عودته من غزوة حنين ووزع الغنائم، وأحرم فدخل إلى مكة ليلًا واعتمر وعاد إلى الجعرانة فبات بها.
- العمرة التي أداها مع حجة الوداع فقرن بينهما الرسول، وقال ابن كثير -رحمه الله- إنّ خروج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من المدينة المُنوَّرة إلى مكّة المُكرَّمة، لأداء مناسك الحجّ كان لخمسة أيّامٍ من شهر ذي القِعدة.[8]
شاهد أيضًا: شروط العمرة للنساء بدون محرم
فضل العمرة
وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل العمرة وأنها من مكفرات الذنوب فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم فضل العمرة والأجر الذي يحصل عليه المسلم عند قضائها، وهي كما يأتي:
- من حديث عائشة رضي اللهُ عنها قالت: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّه هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ؟ قَالَ: “نَعَمْ عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لَا قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ”[9]
- أنّها تُكفر أي ذنب أو معصية قام بها المسلم، لحديث عن العمرة: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.[10][]فيوضح هنا فضل العمرة أنّها كفارة للذنوب التي قام بها المؤمن في الفترة بين العمرتين، كما أنها سببٌ في علو درجات المسلم عند الله جلا وعلا.
- ومنها ما رواه النسائي من حديث ابن عباس رضي اللهُ عنهما أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: “تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ”[11]
- وأما فضلُ العمرة في رمضان، فلا شك في أن فضلها عظيم، ويكفي في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: “عُمرَةٌ في رَمضانَ تَعدِلُ حَجَّةً.. وفي رواية: معي.”[12]
كم مرة اعتمر الرسول مقال بينا فيه ما المقصود بالعمرة، كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومتى اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما بينا أماكن العمرات الأربعة التي اعتمرها الرسول ،وأضفنا فضل العمرة ونكون بذلك قد تناولنا جميع الجوانب التي تخص موضوع المقال.
المراجع
- ^ alukah.net، تعريف العمرة وحكمها، 24/10/2022
- ^ سورة البقرة، الآية: 196
- ^ صحيح مسلم، أنس بن مالك،مسلم،1253،صحيح
- ^ islamport.com، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج،النووي،8/ 235، 24/10/2022
- ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمر،البخاري،1775،صحيح
- ^ سورة البقرة، الآية: 194
- ^ سورة التوبة، الآية: 25-26
- ^ al-maktaba.org، كتاب الموسوعة التاريخية - الدرر السنية،مجموعة من المؤلفين،ص 101، 25/10/2022
- ^ كشاف القناع، عائشة أم المؤمنين،البهوتي،2/376،رواته ثقات
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة،البخاري،1773،صحيح
- ^ صحيح النسائي، عبدالله بن عباس،الألباني،2629،صحيح
- ^ تخريج المسند لشعيب، عبدالله بن عباس،شعيب الأرناؤوط،2808،صحيح
التعليقات