عناصر المقال
كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم، هو ما سيتم الإجابة عنه في هذا المقال فالجنّة هي الدار الآخرة التي وعد الله بها عباده المتقين وقد أعد لهم فيها ما طاب لهم من طعام وشراب وأزواج مطهرة وأنهار وأشجار وحدائق وبساتين وحليّ وغير ذلك، وقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى الجنّة في أكثر من موضع من آيات كتابه الحكيم تارةً بالإفراد وتارةً بلفظ الجمع جنّات، وفي هذا المقال سنعرف كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم وندرج لكم بعض الآيات التي ذكر فيها لفظ الجنّة.
تعريف الجنة
تعريف الجنّة لغةً: الجنّة بفتح الجيم وجمعها جنّات وجنان، وهي الحديقة ذات الشجر، والجنّة في اللغة هي البستان العظيم كثيف الشجر الذي يستر ما بداخله، ولفظ الجنّة مشتقّ من الجنن وهو الستر، وهذا هو سبب تسمية الجن بهذا الاسم وذلك لاستتارهم وعدم قدرة العين على رؤيتهم، والجنين يسمى جنيناً لاستتاره في بطن أمه، والليل إذا اشتدت ظلمته فقد جنّ.[1]
تعريف الجنّة اصطلاحاً: وأما في الشرع فإن الجنّة هي دار الكرامة والخلود التي وعد الله بها عباده المؤمنين وأعدها لهم وجعل لهم فيها ما يشتهون من الطيبات من الطعام والشراب واللباس والحلي والقصور والبساتين والأنهار وغير ذلك من الأمور التي يشتهيها المرء في الحياة الدنيا[1] ونعيم الجنة التي أعدها الله لا يقتصر على الطيبات التي يراها الإنسان في الحياة الدنيا بل إن في الجنّة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر كما أخبر بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ. قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ”.[2]
ولكن النعيم الأعظم والمقام الأكرم الذي سيناله عباد الله في الجنّة هو النظر إلى وجه الله الكريم، عن صهيب بن سنان الرومي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” إذا دَخَلَ أهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، قالَ: يقولُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: تُرِيدُونَ شيئًا أزِيدُكُمْ؟ فيَقولونَ: ألَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنا؟ ألَمْ تُدْخِلْنا الجَنَّةَ، وتُنَجِّنا مِنَ النَّارِ؟ قالَ: فَيَكْشِفُ الحِجابَ، فَما أُعْطُوا شيئًا أحَبَّ إليهِم مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ عزَّ وجلَّ. وفي رواية: وزادَ ثُمَّ تَلا هذِه الآيَةَ: {لِلَّذِينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَةٌ}”[3].
شاهد أيضًا: كم مرة ذكرت مصر في القرآن
كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم
ورد ذكر الجنّة في القرآن الكريم نحو مئة وعشرين مرة، وذلك بجميع ألفاظها جمعاً وإفراداً وتثنيةً والله أعلم، وقد ورد ذكر الجنة مفردة في كتاب الله في ستٍ وستّين موضعاً، وأمّا لفظها بالجمع فقد ورد في تسع وستين موضعاً، وبذلك يكون المجموع قريباً من مئةٍ وعشرين موضعاً، والجنّة هي الأرض المغطاة بالشجر، وكان المقصود بالجنة في أكثر المواضع التي وردت فيها هذه الكلمة في كتاب الله هو جنّة الآخرة التي وعد الله بها عباده المؤمنين والتي أعدّ لهم فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فهي المقام الكريم والنعيم المقيم، من زُحزح النار فدخلها فقد فاز، ومن رجح ميزانه فخسرها فقد خسر خسراناً مبيناً، هي الدار لا يُضام ساكنها، الداخل فيها ينعم فلا يبأس ولا يفنى شبابه ولا تبلى ثيابه، كما أن الجنّة ذكرت في القرآن الكريم بغير اسمها فقد ذكرها الله بالفردوس ودار الخلد، ودار السلام، وغيرها.[4]
شاهد أيضًا: كم مرة ذكر اسم النبي بالقرآن
آيات ورد فيها اسم الجنة
وبعد أن تعرفنا على كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم لن يسعنا في هذا المقال أن ندرج لكم جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الجنة في كتاب الله عز وجل، وإنما سنختار لكم بعضاً من هذه الآيات فيما يأتي:
-
سورة الزمر الآية 73-74: قال تعالى: ” وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ”.[5]
-
سورة المطففين الآيات 22-28: قال تعالى: ” إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ”.[6]
-
سورة الواقعة الآيات 10 – 26: قال تعالى: ” وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ *فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ * عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ * مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ* يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ * لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ * وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ * جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا”.[7]
-
سورة الرحمن الآيات 46-60: قال تعالى: ” وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”.[8]
شاهد أيضًا: ما اسم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم
أسماء الجنة التي وردت في القرآن
ولم يكن لفظ الجنة هو اللفظ الوحيد الذي يدل على الجنة التي أعدها الله لعباده المؤمنين في الآخرة، فقد ورد في كتاب الله ذكر الجنة بلفظها المفرد ولفظها المثنى ولفظها بالجمع كما أنها وردت بأسماء لها تدل عليها ومن أسماء الجنّة التي وردت في القرآن الكريم:[9]
- دار السلام: وهو من أسماء الجنة التي ذكره الله تعالى في القرآن فالجنّة هي المكان الآمن الذي لا خوف فيه، قال تعالى: ” لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ ۖ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.[10]
- الحسنى: ” والحسنى هي الجزاء الذي سيناله المؤمنون من النعيم، قال تعالى: ” لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَاب ُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”. [11]
- جنّة الخلد: فالجنّة هي مكان الخلود الأبدي الذي لا موت بعده، قال تعالى: ” قُلْ أَذَٰلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۚ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا”. [12]
- الغرفة: والغرفة هي الدرجة الرفيعة وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها، قال تعالى: ” أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا”.[13]
- جنات عدن: فالجنة دار المقامة التي لا خروج منها، قال تعالى: “وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.[14]
- جنات النعيم: فالجنّة تحوي كلّ مظاهر النعيم وألوانه وأشكاله من الطعام والشراب والأزواج والبساتين والأنهار والقصور والمنازل والحلي وغير ذلك، قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ ۖ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ”.[15]
- دار المتقين: فهذه الدار هي خير جزاء يناله عباد الله المتقون، قال تعالى: ” وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ”.[16]
- جنة الفردوس: وهي من المنازل العالية في الجنّة وقد ورد في قوله تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا”.[17]
- دار المقامة: دار الإقامة التي لا نقلة معها عنها ولا تحول قال تعالى: ” الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ”.[18]
- دار القرار: فالجنة هي دار القرار التي يستقر فيها الفائزون فلا يموتون ولا يزول عنهم النعيم، قال تعالى: ” يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ”.[19]
شاهد أيضًا: نبته عشبيه ذكرت في القران الكريم لها فوائد عديده من سته حروف
الجنة في السنة النبوية
ولم يقتصر ذكر الجنة ووصف نعيمها الذي لا يوصف على القران الكريم فقد وصفها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أيضاً بأحاديثه الشريفة، وفي هذه الفقرة من مقالنا سندرج لكم بعض الأحاديث من السنة النبوية التي ورد فيها ذكر الجنة:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :” مَن آمَنَ باللَّهِ وبِرَسولِهِ، وأَقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضانَ؛ كانَ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها، فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِ اللَّهِ، ما بيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ؛ فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ وأَعْلَى الجَنَّةِ -أُراهُ- فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ”.[20]
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :” لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ. قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ: إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ”.[21]
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :” أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، والذينَ علَى إثْرِهِمْ كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ علَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ، لا اخْتِلَافَ بيْنَهُمْ ولَا تَبَاغُضَ، لِكُلِّ امْرِئٍ منهمْ زَوْجَتَانِ، كُلُّ واحِدَةٍ منهما يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِن ورَاءِ لَحْمِهَا مِنَ الحُسْنِ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا، لا يَسْقَمُونَ، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَبْصُقُونَ، آنِيَتُهُمُ الذَّهَبُ والفِضَّةُ، وأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، ووَقُودُ مَجَامِرِهِمُ الألُوَّةُ – قالَ أَبُو اليَمَانِ: يَعْنِي العُودَ -، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ”.[22]
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” إنَّ في الجَنَّةِ خَيْمَةً مِن لُؤْلُؤَةٍ مُجَوَّفَةٍ، عَرْضُها سِتُّونَ مِيلًا، في كُلِّ زاوِيَةٍ مِنْها أهْلٌ، ما يَرَوْنَ الآخَرِينَ، يَطُوفُ عليهمُ المُؤْمِنُونَ، وجَنَّتانِ مِن فِضَّةٍ؛ آنِيَتُهُما وما فِيهِما، وجَنَّتانِ مِن كَذا؛ آنِيَتُهُما وما فِيهِما، وما بيْنَ القَوْمِ وبيْنَ أنْ يَنْظُرُوا إلى رَبِّهِمْ إلَّا رِداءُ الكِبْرِ علَى وجْهِهِ في جَنَّةِ عَدْنٍ”.[23]
قصيدة عن نعيم الجنة
وبعد أن عرفنا كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم وأدرجنا لكم بعض الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تصف جمال الجنة ونعيمها، سنمر من خلال مقالنا على قصيدة من الشعر العربي للشاعر أسامة بن منقذ والذي يتحدث فيها عن الجنة ويخاطب ساكنيها:[24]
يَا ساكني جَنَّةٍ رِضوانُ خَازنُها هُنّيتُمُ العيشَ في رَوحٍ ورَيْحَانِ
مُرُوا النّسِيمَ إذا مَا الفجرُ أيقظَه بحملِهِ طيبَ نَشرٍ مِنهُ أَحياني
أو فَابعَثُوا نَغْمَةً منه يعيشُ بها قَلبي فقد مَات مُذْ حِينٍ وأَزمانِ
ظَبيٌ أغَنُّ تردَّى بالدُّجَى وَجَلاَ شَمْس النّهارِ على غُصْنٍ من الْبانِ
في فِيهِ مَا في جِنَانِ الخُلدِ من دُرَرٍ ومن رَحِيقٍ ومن مسْكٍ ومَرْجَانِ
إذا بَدَا وشَدَا في مَجلسٍ ظَفِرُوا بمُنية النّفسِ من حُسنٍ وإحسَانِ
لا تَنْسَنِي يا أبا نَصرٍ إذا حَضَرتْ قُلوبُكم بين مَزمُومٍ وطَرخاني
كُن لي وكيلاً على الرّؤيِا ووكّلْ لِي سواكَ يَسمعُ عَنّي شَدوَ رضْوانِ
وقُل له يَتَغَنّى من قلائِده صوتاً يُجدّدُ لي شَجْوي وأشْجَاني
نسيمُه يتلقّاني بزوْرَتِهِ مُبَشِّراً لي بهِ من قَبلِ يَلقانِي
وصَفُوا لي بغدادَ حيناً فلمّا جئتُها جئتُ أحسنَ البُلدانِ
منظرٌ مبهِجٌ وقومٌ سَراةٌ قد تحَلَّوْا بالحُسنِ والإحسَانِ
ليس فيهمْ عيبٌ سوى أنّ في كُلْ لِ بنانٍ علاّقَةَ الميزانِ
وسمِعْنَا وما رأينَا سوَى أمِّ ظَلومٍ فيها من النّسوانِ
وهْي جِنِّيَّةٌ كأَقبحِ ما شَوْ وَهَهُ ربّنَا من الغيلانِ
إنّ فيها من الصّبَايا شُموساً ي غُصونٍ تهتَزُّ في كُثبانِ
شغلَتْنَا السَبعونَ والحجُّ عَنهُنْ نَ فقلنَا بالسَّمْعِ دُونَ العَيانِ
كم مره ذكرت كلمه النار في القران الكريم
وهو سؤال آخر قد يراود أذهان الذين يبحثون عن كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم، وقد ذكر الله تبارك وتعالى النار في كتابه الكريم بلفظ “النار” مائة وستاً وعشرين مرة، وبلفظ “ناراً” تسع عشرة مرة، ومن الأسماء الأخرى التي دلت على النار هي جهنم، الجحيم، سقر، الحطمة، الهاوية، السعير، دار البوار.[25]
إلى هنا أعزّاءنا القرّاء نصل وإياكم إلى نهاية رحلتنا في هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان كم مره ذكرت كلمه الجنه في القران الكريم وقد عرفنا في هذا المقال أن الجنّة ذكرت نحو مئة وعشرين مرة بلفظها المفرد أو المثنى أو الجمع، ثمّ أدرجنا لكم بعض الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت فيها كلمة الجنة أو أحد أسمائها أو معانيها، نرجو أن يكون فيما قدمناه لكم في هذا المقال متعة وفائدة والحمد لله رب العالمين.
المراجع
- ^ islamweb.net، تعريف الجنة لغة واصطلاحاً، 15/10/2022
- ^ صحيح البخاري ، أبو هريرة، البخاري، 4779، صحيح
- ^ صحيح مسلم ، صهيب بن سنان الرومي، مسلم، 181، صحيح
- ^ الفوز العظيم والخسران المبين في ضوء الكتاب والسنة، سعيد بن وهف القحطاني، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 14. بتصرّف.، 15/10/2022
- ^ سورة الزمر ، الآية 73-74
- ^ سورة المطففين، الآية 22-28
- ^ سورة الواقعة، الآية 10 - 26
- ^ سورة الرحمن ، الآية 46-60
- ^ islamweb.net، أسماء الجنة، 15/10/2022
- ^ سورة الانعام، الآية 127
- ^ سورة يونس، الآية 26
- ^ سورة الفرقان، الآية 15
- ^ سورة الفرقان، الآية 75
- ^ سورة التوبة ، الآية 72
- ^ سورة يونس، الآية 9
- ^ سورة النحل ، الآية 30
- ^ سورة الكهف ، الآية 107
- ^ سورة فاطر، الآية 35
- ^ سورة غافر، الآية 39
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 2790، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 5673، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 3246، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 4879، صحيح
- ^ aldiwan.net، يا ساكني جنة رضوان خازنها، 15/10/2022
- ^ الفوز العظيم والخسران المبين في ضوء الكتاب والسنة، سعيد بن وهف القحطاني، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 17. بتصرّف.، 15/10/2022
التعليقات