عناصر المقال
كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية هذه الصلاة التي وردت في السنة الصحيحة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والتي تُصلّى جماعة في وقت شحِّ الأمطار وانقطاع الغيث من الله رب العالمين، وتكون من باب الطلب والدعاء بنزول المطر، وفي هذا المقال سوف نقوم بتعريف صلاة الاستسقاء بشكل مفصل، وسنتحدث عن كيفية هذه الصلاة عند الشافعية وعند المالكية وسنلقي الضوء على حديث نبوي صحيح عن صلاة الاستسقاء.
تعريف صلاة الاستقساء
يمكن القول في تعريف صلاة الاستسقاء في الشرع الإسلامي بأنّها الصلاة التي تُصلّى في وقت انقطاع المطر وانتشار الجفاف، وهي من الصلوات النافلة الثابتة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد ثبت في الصحيحين أنّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام- صلاها بالناس في حياته، وتُصلّى صلاة الاستسقاء ركعتين حصرًا خلف الإمام، وهي صلاة بمثابة الدعاء، حيث يطلب فيها الناس المطر من الله رب العالمين بعد أن يكون قد انقطع المطر عن الناس، والله أعلم. [1]
شاهد أيضًا: كيفية صلاة الاستسقاء للرجال
كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية
يرى العلماء والفقهاء في المذهب الشافعي بأنّ صلاة الاستسقاء تُصلّى مثل صلاة العيد تمامًا، أي أنّها ركعتين فيها سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، ورد عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث -رضي الله عنه- أنّه قال: “خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ متبذِّلًا متواضعًا متضرِّعًا حتَّى أتى المصلَّى زادَ عثمانُ فرقى على المنبرِ ثمَّ اتَّفَقا ولم يخطُب خطبَكم هذِهِ ولَكِن لم يزل في الدُّعاءِ والتَّضرُّعِ والتَّكبيرِ ثمَّ صلَّى رَكعتينِ كما يصلِّي في العيدِ” [2]وسوف نلقي الضوء في النقاط الآتية على صلاة الاستسقاء وكيفيتها كما وردت عند علماء الشافعية: [3]
- تكون صلاة الاستسقاء ركعتين خلف إمام، يكبّر فيها المصلون في الركعة الأولى سبع تكبيرات أولها تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات.
- يقرأ الإمام في الركعة الأولى سورة الفاتحة وما أراد من آيات كتاب الله.
- يركع فيها المصلي ركوعًا عاديًا وسجدتين في كل ركعة.
- إذا قام المصلي للركعة الثانية كبر خمس تكبيرات وقرأ سورة الفاتحة وما أراد من آيات كتاب الله تعالى.
- يقرأ في الجلوس في الركعة الثانية التحيات والصلوات الإبراهمية، ثمّ يختم بالسلام.
شاهد أيضًا: كم عدد خطبة صلاة الاستسقاء
كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية
ذهب علماء المذهب المالكي في كيفية صلاة الاستسقاء إلى رأيين اثنين، وفيما يأتي سوف نقوم بتسليط الضوء على طريقة صلاة الاستسقاء عند المالكية بالتفصيل:
الرأي الأول في كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية
ذهب بعض علماء المذهب المالكي إلى أنّ صلاة الاستسقاء تُصلّى على النحو الآتي:
- التكبير في الركعة الأولى سبع تكبيرات بدءًا من تكبيرة الإحرام.
- قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من آيات القرآن الكريم.
- الركوع والسجود مرتين مثل الصلاة العادية.
- التكبير خمس مرات في الركعة الثانية.
- قراءة سورة الفاتحة وما تيسر من كتاب الله رب العالمين.
- الركوع مرة والسجود مرتين ثمّ الجلوس وقراءة التحيات والصلوات الإبراهيمية ثمّ التسليم.
الرأي الثاني في كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية
ذهب فقهاء وعلماء آخرون من علماء وفقهاء المذهب المالكي إلى أنّ صلاة الاستسقاء تُصلّى على النحو الآتي:
- البدء بتكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة وما تيسر من كتاب الله.
- الركوع والسجود مرتين في الركعة الأولى مثل أي صلاة عادية.
- القيام من الركعة الأولى وقراءة سورة الفاتحة وما تيسر من كتاب الله دون التكبير.
- الركوع مرة والسجود مرتين في الركعة الثانية.
- قراءة التحيات والصلوات الإبراهيمية ثمّ التسليم.
حديث عن صلاة الاستسقاء
وردت في صلاة الاستسقاء العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في السنة النبوية المباركة، ومن هذه الأحاديث ما سيأتي:
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما سيأتي: “شَكا النَّاسُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قُحوطَ المطرِ فأمرَ بمنبرٍ فوُضِعَ لَه في المصلَّى ووعدَ النَّاسَ يومًا يخرُجونَ فيهِ قالت عائشةُ فخرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ بدا حاجبُ الشَّمسِ فقعدَ علَى المنبرِ فَكَبَّرَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وحمدَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ ثمَّ قالَ إنَّكم شَكَوتُمْ جدبَ ديارِكُم واستئخارَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِهِ عنكُم وقد أمرَكُمُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أن تدعوهُ ووعدَكُم أن يستجيبَ لَكُم ثمَّ قالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يفعلُ ما يريدُ اللَّهمَّ أنتَ اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفقراءُ أنزِلْ علينا الغيثَ واجعل ما أنزلتَ لَنا قُوَّةً وبلاغًا إلى حينٍ ثمَّ رفعَ يدَيهِ فلم يزَل في الرَّفعِ حتَّى بدا بياضُ إبطيهِ ثمَّ حوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهْرَهُ وقلبَ أو حوَّلَ رداءَهُ وَهوَ رافعٌ يدَيهِ ثمَّ أقبلَ علَى النَّاسِ ونزلَ فصلَّى رَكعتَينِ فأنشأ اللَّهُ سحابةً فرعَدَت وبرِقَتْ ثمَّ أمطرَتْ بإذنِ اللَّهِ فلم يأتِ مسجدَهُ حتَّى سالتِ السُّيولُ فلمَّا رأى سرعتَهُم إلى الكِنِّ ضحِكَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى بدَت نواجذُهُ فقالَ أشهدُ أنَّ اللَّهَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ”. [4]
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَجُلًا، دَخَلَ المَسْجِدَ يَومَ جُمُعَةٍ مِن بَابٍ كانَ نَحْوَ دَارِ القَضَاءِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمًا، ثُمَّ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعْتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا، فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا، اللَّهُمَّ أغِثْنَا قالَ أنَسٌ: ولَا واللَّهِ، ما نَرَى في السَّمَاءِ مِن سَحَابٍ، ولَا قَزَعَةً وما بيْنَنَا وبيْنَ سَلْعٍ مِن بَيْتٍ ولَا دَارٍ، قالَ: فَطَلَعَتْ مِن ورَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ، ثُمَّ أمْطَرَتْ، فلا واللَّهِ، ما رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِن ذلكَ البَابِ في الجُمُعَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأمْوَالُ وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ قالَ: فأقْلَعَتْ، وخَرَجْنَا نَمْشِي في الشَّمْسِ قالَ شَرِيكٌ: سَأَلْتُ أنَسَ بنَ مَالِكٍ: أهو الرَّجُلُ الأوَّلُ؟ فَقالَ: ما أدْرِي”. [5]
شاهد أيضاً: ما الحكمة من مشروعية صلاة الاستسقاء
دعاء صلاة الاستسقاء
إنّ الدعاء المبارك الآتي هو من الأدعية الكريمة التي يُستحب أن يكثر منها المسلم في صلاة الاستسقاء عسى أن يكون دعاؤه سببًا في نزول الغيث والمطر من الله رب العالمين:
اللَّهُمَّ اسْقِنَا وَأَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، وَحَيًّا رَبِيعًا، وَجَدًّا طَبَقًا غَدَقًا مُغْدِقًا مُونِقًا، هَنِيئًا مَرِيئًا مَرِيعًا مَرْبَعًا مَرْتَعًا، سَائِلًا مُسْبِلًا مُجَلِّلًا، دِيَمًا دَرُورًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ؛ اللَّهُمَّ تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ، وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادَ، وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ مِنَّا وَالْبَادِ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا زِينَتَهَا، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا فِي أَرْضِنَا سَكَنَهَا، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا، فَأَحْيِي بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا، وَأَسْقِهِ مِمَّا خَلَقْت أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا.
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف صلاة الاستسقاء وتحدثنا عن كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية وكيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية، ثمّ مررنا على حديث عن صلاة الاستسقاء ودعاء صلاة الاستسقاء.
المراجع
- ^ wikiwand.com، صلاة الاستسقاء، 14/12/2022
- ^ صحيح أبي داود، إسحاق بن عبد الله بن الحارث، الألباني، 1165، حسن
- ^ binbaz.org.sa، صفة صلاة الاستسقاء، 14/12/2022
- ^ صحيح أبي داود، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 1173، صحيح.
- ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 1014، صحيح.
التعليقات