كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية

كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية، حيث إن صفة صلاة الاستسقاء قد تختلف بعض الشيء أو اختلافًا كبيرًا من مذهبٍ إلى مذهب، وهذا الاختلاف يرجع لتعدد الأدلة ولفهم كل مذهبٍ وشرحه للدليل لما يوافق اجتهاده ومناسبة الوقت والزمان والمكان الذي تمّ فيه، ومعرفة الكيفية الصحيحة للاستسقاء من الأمور التي تهم كل مسلم، وعبر هذا المقال سيتم تسليط الضوء على صلاة الاستسقاء على مذهب السادة المالكية.

صلاة الاستسقاء

إن صلاة الاستسقاء هي واحدة من الصلوات النافلة التي شرّعها الإسلام وشرعها الله سبحانه وتعالى، وهي من الصلوات التي صلّاها النبي -صلى الله عليه وسلم- ويصليها المسلمون اقتداءً به، ويكون ذلك في وقت جفاف الأرض ومنع القطر من السماء، وتكون صلاة الاستسقاء تضرعًا إلى الله جلّ جلاله لينزل على عباده من بركات السماء ويخرج لهم من خيرات الأرض، وتكون بإعلان توبة المسلمين وكثرة استغفارهم، وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}،^[1] والله ورسوله أعلم.^[2]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الاستسقاء عند الشافعية

كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية

ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى أن صلاة الاستسقاء ركعتان كركعتي النافلة يقرأ فيهما الإمام جهرًا، وذلك لأن صلاة الاستسقاء صلاة لها خطبة ولذلك يستحب لها القراءة جهرًا، حيث يقوم الإمام ومعه الناس في وقت الضحى إلى المصلى أو إلى العراء خاشعين خاضعين مستغفرين، فيؤدي فيهم الصلاة ركعتين عاديتين من غير تكبيرات، ثم يخطب بالناس خطبتين يجلس في أول كل واحدة، يعظ الناس فيها ويخوفهم من عذاب الله ويحثهم على التوبة والصدقة، وبعد انتهاء الإمام من خطبته يستقبل القبلة ويوجه الرداء ويقوم بقلبه فيجعل يمينه شماله وشماله يمينه، ثم يرفع يديه ويدعو ويؤمن الناس، ويبالغ في الدعاء، وفي الاستسقاء يستحب أن يخرج الناس جميعًا رجالًا ونساءً وشيوخًا وأطفالًا والله ورسوله أعلم.^[3]

شاهد أيضًا: كم عدد خطبة صلاة الاستسقاء

حكم صلاة الاستسقاء

إن صلاة الاستسقاء فيما اتفق عليه أهل العلم سنّة مؤكدة، وهي تكون مسنونة عندما يحصل موجبها من انقطاع المطر والقطر وجدب الأرض وقحطها، فيعيّن الإمام يومًا أو ساعةً يخرج فيه الناس ويستعدوا له بالتوبة والصيام والصدقة، ويكون من الخارجين للصلاة الرجال والنساء العجائز والصبيان، فيصلي الإمام بهم من غير أذانٍ ولا إقامة، والمستحب أن تكون القراءة بسورة الأعلى بعد الفاتحة في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية الغاشية بعد الفاتحة، وقد ورد في صفة صلاة الاستسقاء روايتين، الأولى وهي مذهب الإمام مالك وبعض أهل العلم أنها تكون كأي صلاةٍ نافلة ركعتين، والرواية الأولى والتي يكون عليها جمهور أهل العلم تكون كصلاة العيد يكبر في الركعة الأولى سبعًا وفي الثانية خمسًا والله أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: طريقة صلاة الاستسقاء في البيت وحكمها

وقت صلاة الاستسقاء

أخبر أهل العلم أن الاستسقاء لو كان بالدعاء فهو جائزٌ في كل وقت، أما إن كان الدعاء مع الصلاة فإنها تجوز في كل الأوقات عدا أوقات الكراهة، فليس للاستسقاء وقت معين، إنّما هي مشروعة في كل الأوقات إلا أوقات النهي، وقد ذكر أهل العلم أن أفضل وقت لإقامتها يكون في الوقت الذي تقام فيه صلاة العيد، وهو وقت الضحى بعد ارتفاع الشمس مقدار رمح، وهو ما يعني بعد شروق الشمس بحوالي خمس عشرة دقيقة، فما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه خرج حين بدا حاجب الشمس، وقال بعض أهل العلم أن وقتها يمتد إلى وقت صلاة العصر، ولكن الراجح أنها لا تختص بوقت وتجوز في كل حين إلا الأوقات التي كرهت الصلاة فيها والله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: متى وقت صلاه الاستسقاء .. أقوال العلماء في وقت صلاة الاستسقاء

مستحبات صلاة الاستسقاء

إن من سنن صلاة الاستسقاء ومستحباتها الأعمال التي سيتم ذكرها فيما يأتي:

• أن يخرج الناس مع الإمام متواضعين مبتذلين مستغفرين ومتضرعين لله تاركين الزينة وترف الدنيا.
• أن يكثر الإمام من الدعاء وهو قائم يستقبل القبلة ويبالغ في رفع يديه إلى السماء جاعلًا ظهر اليدين للأعلى.
• أن يحول الإمام رداءه ويفعل معه الناس ذلك.
• أن تكون الصلاة في وقت الضحى في ذات الوقت التي تصلى فيه صلاة العيد.
• أن يصوم الناس قبل الصلاة بأيام ويكثروا من التصدق والاستغفار.

بهذا نصل لنهاية مقال كيفية صلاة الاستسقاء عند المالكية والذي تم من خلاله تسليط الضوء على صفة صلاة الاستسقاء وتعريفها وحكمها ومستحباتها وسننها.