كيفية صلاة العشاء جهرا أو سرا

كيفية صلاة العشاء جهرا أو سرا وما هي طريقة أداء صلاة العشاء، حيث إن المسلمين مأمورين باتّباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء بما أمر به، وقد أمر المسلمين أن يؤدوا الصلوات الخمس كما كان هو يصليها وكيفما كانوا يرونه، وذلك في كل ما يتعلق بالصلاة من وقتها وصفتها والقراءة فيها وغير ذلك، وعبر هذا المقال سيتم بيان كيف يصلي العشاء وهل هي صلاة سرية أم جهرية.

كيفية صلاة العشاء جهرا أو سرا

إن صلاة العشاء صلاةٌ رباعية يصليها المسلم ركعتين جهرًا وركعتين سرًا وهذا المشروع، وقد شرّع الجهر في ثلاث صلوات وهي العشاء والمغرب والفجر، وقد ذكر ابن قدامة في المغني: “ويسر بالقراءة في الظهر والعصر، ويجهر بها في الأوليين من المغرب والعشاء، وفي الصبح كلها” فالمسلم في صلاة العشاء بعد أن يتوضأ ويستر عورته ويستقبل القبلة، يكبر تكبيرة الإحرام ويستفتح للصلاة ثم يقرأ جهرًا سورة الفاتحة وما تيسر له من القرآن معها في الركعة الأولى، ثم يسجد ويركع مسبحًا ثم يقوم للركعة الثانية ويقرأ فيها جهرًا الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم يجلس للتشهد، وفي الركعة الثالثة يقوم ويقرأ سرًا الفاتحة فقط وكذلك يقرأ الفاتحة في الرابعة ولا يجهر فيها بل يسر ثم يجلس للتشهد الأخير ويسلم تسليمتين والله ورسوله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة العشاء وكيفية أداء صلاة العشاء

صلاة العشاء كم ركعة وما يقرأ فيها

إن صلاة العشاء أربع ركعات في الحضر وركعتان في السفر ولا خلاف في ذلك، ولا يشترط لصحة صلاة العشاء أن يصلي المسلم بعدها  السنة، وسنّتها ركعتان بعدها وهذه المؤكدة، وهي واجبة على المسلمين في جماعة في أصح أقوال أهل العلم، ولا ينبغي للمسلم أن يؤخرها عن وقتها ويترك الجماعة طلبًا لفضلها، فترك الجماعة عمدًا إثم، ويبدأ وقت العشاء بغياب الشفق الأحمر إلى منتصف الليل كوقت اختيار، وما بين منتصف الليل حتى طلوع الفجر فهو وقت ضرورة للعشاء لأصحاب الأعذار، ويقرأ المسلم فيها ما يشاء من القرآن مع الفاتحة، ويستحب أن يقرأ التين والزيتون أو الانشقاق أو غيرها من قصار السور والله ورسوله أعلم.^[2]

الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء

ذكر أهل العلم أن الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء أمرٌ غير مشروع للمسلمين، وكذلك الحال في كل الصلوات الجهرية، ولكن لو أن المسلم فعله فإن ذلك لا يبطل صلاته، ولكنه ينقص من أجرها، وكذلك لا يوجب على المسلم به سجود السهو، فالجهر والإسرار في الصلاة في موضعه أمرٌ مستحب وليس واجبًا، وهذا قول الجمهور من أهل العلم، إلا أن المالكية قالوا لو أنه تعمد الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء فإن ذلك يبطل الصلاة وفي ذلك خلاف واجب المسلم الابتعاد عنه وتركه والله ورسوله أعلم.^[3]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة العشاء للنساء وأفضل وقت لأدائها

حكم الجهر بالقراءة لمن صلى منفردا في العشاء

أما في مسألة الجهر للمسلم الذي يصلي صلاة العشاء منفردًا من غير الجماعة، فإن أهل العلم قالوا أنه يستحب للمسلم والأفضل له أن يجهر بالعشاء فهي من الصلوات الجهرية مع المغرب والفجر، والجهر يكون في أول ركعتين فقط منها أما آخر ركعتين فهما سريتين، لكن اشترط أهل العلم في القراءة جهرًا في صلاة العشاء أن لا يؤذي بهذه القراءة من حوله، كأن يقرأ في المسجد والناس تصلي السنة ونحو ذلك لو فاتته صلاة الجماعة، فلو كان فيها أذىً للناس فالأولى أن يقرأ سرًا والله ورسوله أعلم.^[4]

الأدلة على الجهر والإسرار في الصلوات الخمس

إن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر المسلمين بالصلاة كما يصلي، وقد ورد عنه الكثير من الأدلة التي تبين الجهر والإسرار في الصلاة، والتي منها ما يأتي:

• عن أبو هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: “في كلِّ صلاةٍ يقرأُ، فمَا أسمعَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أسمَعناكُم، وما أخفَى عنَّا أخفَيناهُ عنكُم”.^[5]
• عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أنه قال: “سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ: والتِّينِ والزَّيْتُونِ في العِشاءِ، وما سَمِعْتُ أحَدًا أحْسَنَ صَوْتًا منه أوْ قِراءَةً”.^[6]
• عن عبد الله بن سخبرة الأزدي قال: ” هل كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرأُ في الظُّهرِ والعَصرِ؟ قال: نعم، قلنا: بم كنتُم تعرِفون ذاك؟ قال: باضطرابِ لِحْيتِه”.^[7]

بهذا نصل لنهاية مقال كيفية صلاة العشاء جهرا أو سرا، والذي تم من خلاله بيان طريقة صلاة العشاء، وهل العشاء صلاة جهرية أم سرية، كما بين حكم الجهر في آخر ركعتين من صلاة العشاء، وحكم جهر المنفرد في العشاء.